الزبير باشا والمحاولة الرخيصه لتزوير التاريخ..

Quote: إجتماع الزبير وغوردون في القاهرة بحضور المسؤولين البريطانيين والمصريين: * المفاجأة الكبرى: غردون عمل كل ترتيباته مع الحكومة البريطانية والمصرية ومحاولاته لإقناع وزير خارجية بريطانيا قرانفيل بأهمية تعيين الزبير باشا حاكما عاما على السودان .. ثم وضع شروط تعيين الباشا وما يجب أن يقوم به وهو حاكم عام للسودان كما أوردنا الشروط التي وضعها. والمفاجأة الكبرى - لقد رفض الزبير باشا هذا العرض المغري وفاجأة حتى بريطانيا العظمى .. وأثبت للعالم بأنه ليس من طلاب السلطة وأنه وطني قومي .. لا يسمح لنفسه أن يستخدم للقضاء على المهدي وثورته المشتعله، وسوف نأتي لذلك لاحقا. ا* الإجتماع العاصف في القاهرة: تم عقد الإجتماع الذي أوصى به غوردون في يوم 25 يناير 1884م في منزل السير بارنج .. بين الزبير باشا وغوردون ، بحضور كل من بارنج نفسه ونوبار باشا ( رئيس الوزراء المصري ) والسير إيفيلين وود، وجيراك بورتال والميجور " رائد " الأونورايل فينيج والكولونيل إستيورات ورتلي والكولونيل العقيد واطسن، وجيجلر باشا، كل هؤلاء الجمع مقابل القائد الزبير لوحده وقد كان الموقف عصيبا بالنسبة لهم جميعا، فقد رفض الزبير " مصافحة " غوردون الذي كان مسؤولا عن إعدام إبنه ( سليمان الزبير ) وكتب بارنج فيما بعد يصف هذا الموقف ، بأنه كان مثير للغاية وكان الزبير باشا وغوردون متصلبين إلى درجة كبيرة، ويتحدثان بعصبية واضحة، وأنكر الزبير أنه هو الذي حرض سليمان على الثورة ، ولكن غوردون أعلن أن لديه الدليل على ذلك، وهو الخطاب الذي وجده " جيسي " مع سليمان بعد قتله ( وهو خطاب مزور )! وفي هذه الأثناء والحديث مازال لبارنج : طلب الزبير من غوردون إبراز هذه الوثيقة، فأرسل إلى وزارة الحربية المصرية لطلب إحضار إجراءات المحكمة العسكرية التي كان قد أجراها غوردون في الخرطوم غيابيا ، وعند عرضها على الإجتماع حدثت ثلاثة مفاجآت: 1- وجدت بأختامها المؤرخة سنة 1879م أي أنها لم تفض منذ خمس سنوات! 2- بالبحث فيها لم يعثر على الوثيقة التي زعم غوردون أنها موجودة !! 3- بهت غوردون - وحسب تعبيرات السير بارنج( حينئذ قال غوردون آسفا أن الأمر كان مأساة ! وأن العدل إنحرف عن مجراه ! وأعلن أنه سوف يعمل ما يمكن لترضية الزبير. * في هذا الموقف يقول المؤرخ السوداني د. مكي شبيكة: ولم ينس الزبير طلب غوردون الملح بسجنه ومصادرة أملاكه، وسجن أقاربه والتنكيل بهم، وأخيرا المطالبة بمحاكمته هو نفسه بزعم أنه قد أوعز لإبنه بالثورة، ولو لا معارضة الخديوي آنذاك لأعدم غوردون الزبير نفسه، ولقد فعل غوردون وهو يعتقد أن إبن الزبير فتى طائش إنساق إلى الثورة بتحريض من والده، وكلاهما خرج على الحكومة وكلاهما يستحقان الإعدام، وجرت معاتبات بين الإثنين ، أصر فيها غوردون على موقفه ، وما إقتنع الزبير فيها بحجج غوردون. ولفت الحاضرون لذلك الإجتماع نظر بارنج ونوبار باشا للهوة السحيقة بين الرجلين، وأنهما لو سمحا للزبير بمرافقة غوردون، فربما يحدث منه ما يعوق خطط غوردون بدلا عن معاونته، واحتياطيا لهذا الإحتمال رفض بارنج ما طلبه غوردون. ورغما عما تقدم فقد كتب غوردون مذكرة إلى بارنج- عقب هذه المقابلة العاصفة - يلح فيها على اصطحاب الزبير باشا معه إلى السودان ؟!!! قائلا إذا كانت المهمة المطلوبة هي إخلاء السودان والمحافظة على سلامة المصريين ، فلا أراني في حاجة للزبير، أما إذا كان علي بالإضافة إلى ما تقدم أن أترك ورائي تسوية مرضية للأمور في السودان، فإن وجود الزبير معي يصبح عندئذ بندا مهما لا غنى عنه. ( كان واضحا من إصرار غوردون بمصاحبة الزبير له إلى السودان، لقناعته بأن الشخص الوحيد الذي لديه المقدرة في إخماد الثورة المهدية هو الزبير باشا )؟! وقد غادر غوردون القاهرة ليقوم بعملية الإخلاء دون أن تكون معه قوة كافية تمكنه من عملية الإنسحاب، مع أن المعروف أن الإنسحاب دائما أصعب من الهحوم. وعندما كانوا يودعون غوردون في محطة القاهرة -وهو في طريقه إلى السودان - حاول بارنج تخفيف صدمة رفض إرسال الزبير ، فوعده بالنظر في ذلك مرة أخرى فيما لو أصر على إرسال الزبير بعد وصوله إلى الخرطوم.