الزبير باشا والمحاولة الرخيصه لتزوير التاريخ..

Quote: # أحوال السودان في غياب الزبير باشا تحرجت الأحوال في السودان وبات ينوء بالثورات التي منها ثورة سليمان الزبير وغيرها من الثورات التي انتظمت عددا من الأقاليم بسبب إستشراء الفساد وضيق الأحوال، فتم إستدعاء غوردون في يونيو 1879م وكان من أسباب الإستدعاء ايضا عزل الخيوي إسماعيل ( صديق غوردون الحميم )، وتولى إبنه توفيق الحكم في نفس الفترة، والذي إتهمت حكومته الجديدة غوردون بالتهاون في جمع الضرائب، فلم يسعه إلا ان يقدم إستقالته فقبلت منه، وعاد بعدها إلى إنجلترا، وعينت الحكومة المصرية مكانه رؤوف باشا حسن الذي أصبح آخر حكمداريي السودان في العهد المصري قبل نشوب الثورة المهدية اكبر الثورات وأكثرها شمولا. ملحوظة: رؤوف باشا حسن هو من بنى مسجد الخرطوم الكبير صرحا باقيا إلى يومنا هذا. اخذت الثورة المهدية تنمو وتنتشر بسرعة حتى عمت كل أنحاء السودان ، ولم تفلح جميع الجهود التي بذلت في القضاء عليها أو الحد من إنتشارها، ونتيجة لذلك فقد بدأت الحكومة الإنجليزية في الضغط على الحكومة المصرية من أجل إخلاء السودان، ولكن مصر لم تحبذ الإخلاء بل كانت تريد إعادة محاولة إخضاع السودان، بيد أنها لم تكن تملك القدرة لى ذلك ، فجيشها الحديث أصبح تحت القيادة البريطانية له مجرد أداة بوليسية لحفظ الأمن الداخلي في القطر المصري، وبذلت مصرمحاولات لإيجاد حلول أخرى غير الإخلاء إلا أن بريطانيا كانت ترفض تلك الحلول وتقيم العراقيل أمامها. بعد هزيمة حملة هكس باشا في ( شيكان ) على يد الثورة المهدية ، تحولت السياسة البريطانية من عدم التدخل في الشئون المصرية إلى النقيض ( التدخل السافر )، وبدأ قنصلها العام في مصر ( السير إيفيلنج بارنج ) يطلب من حكومته في لندن تعليمات أكثر تحديدا، تخوله أن يفرض على الوزراء المصريين إتباع سياسة التخلي عن السودان ، وفي 16 يناير 1884م أبرق وزير خارجيته (اللورد قرانفيل )، موصيا بإعادة إستخدام غوردون في السودان للإستفادة من خبرته ونفوذه السابق مع القبائل، لحراسة حامية الخرطوم والجاليتين المصرية والأوربية أثناء إنسحاب الجميع منها إلى سواكن. * قرار إخلاء السودان وتكليف الجنرال غوردون بالمهمة: وكان أول أمر أصدرته وزارة نوبار باشا هو إخلاء السودان، وكان يحمل نفس تاريخ تأليفها في 10 يناير 1884م كما صدر مرسوم آخر خديوي في الخامس عشر من نفس الشهر بأن يتبع السودان لوزارة الحربية بعد أن كان يتبع لرئاسة مجلس الوزراء. وفي 24 يناير 1884م قرر مجلس الوزراء البريطاني، أن يعهد إلى الجنرال غوردون بمهمة إخلاء السودان، ووجهه بالسفر إلى القاهرة لتسلم الأوامر الخاصة بمهمته من الخديوي شخصيا.