الزبير باشا والمحاولة الرخيصه لتزوير التاريخ..

Quote: دور الزبير باشا في محاربة الرقيق * دفوعات الزبير بالإضافة لما تقدم فهناك دفوع أخرى، فند بها الزبير باشا هذه التهمة، كما أن هناك شهادات موثقة من عدد كبير من السياسيين والمؤرخين الأوربيين والإنحليز على وجه الخصوص، والعرب والوطنيين سنقدمها تباعا في الصفحات التالية إستكمالا لصورة نفي وتفنيد التهمة. في إجاباته على أسئلة الصحفيين والمؤرخين والكتاب المتعلقة بشائعة إشتراكه في تجارة الرقيق ، كان يقدم دفوعا قوية تستصحب الكثير من المنطق، وتعتمد على الوقائع المجردة التي أثبتها التاريخ ، وكان الزبير رجلا شجاعا وأمينا وصادقا، فلم يراوغ الإجابة أو يدلسها ، وهذه نماذج بارزة: 1-في تعليقه على ما أوردته جمعية إبطال الرق البريطانية: قال: لم يكن هتاك ما يربطني بمسألة الرقيق هذه، ولم تكن علاقتي تزيد عن أنني أشتريت بعض العبيد لألحقهم بجيشي، أو في القيام بتصريف شئون تجارتي وحياتي المتعددة، كما كان يشتريهم في ذلك الوقت كل الناس، ومن بينهم خديوي مصر وكبراؤها، منذ أن أباحت لنا شريعتنا السمحة ذلك شريطة أن نحسن معاملتهم ونبر بهم وهذا ما لم أقصر فيهم، ويشهد على ذلك إلتجاء الكثير من العبيد لي فرارا من أسيادهم وإقبالا على لما سمعوه من عدلي وعطفي، لهذا لم أصدق أن تكون مسألة الرق هذه هي السبب الحقيقي في عدم الإستجابة لما طلبه غوردون باشا من عدتي للسودان، ولكن الإنجليز تستروا وراء إشاعة تلك الجماعة " جمعية إبطال الرق البريطانية " ليخفوا وراءها غرضهم الحقيقي، وهو منعي من العودة إلى السودان خوفا من إنضمامي وجيشي إلى المهدي ، فأزيد من صعوبة الموقف عليهم. 2- في رده على أسئلة الصحفية البريطانية فلورا شو 1885م: أجرت هذه الصحفية لقاءات مطولة مع الزبير أستغرقت 60 يوما، حوت الكثير من الأسئلة ، وركزت على تهمة تجارة الرقيق بصفة خاصة ومن زوايا متعددة، وكانت إجابات الزبير على كل منها كالآتي: أ. في تعارض مصالحه في الحكم والتجارة العادية مع تجارة الرقيق قال: إن أي رجل دولة يعلم بأن من المستحيل حكم أي بلد يسمح فيه بإقتناص الرقيق ، فعليك أن تقمع ذلك أولا، قبل أن يستقيم لك أي نظام أو صناعة. ب. وفي إستهجانه لإتجار مصر الخديوية في الرقيق وإستخدامهم: إستهجن ذلك ووصفه بأنه شر نظرت إليه مصر بإعتباره أمرا لابد منه وإنه شخصيا لا يقر بل ويدين بقوة فكرة إستخدام الرقيق كخدم وجواري للحريم وأكد أن الشرع يحرم ذلك. ت. وفي أغراض المعارك والحروبات قال: " إن كل حرب خضتها كانت من أجل تأمين طرق التجارة الشريفة، لأن في حريتها وتأمينها تعزيزا للأمن والنظام وتوفيرا للخبرات والمعارف، ومن أجل هذا الهدف حاربت الرزيقات وفتحت دارفور ولم تكن لي مشاكل أخرى مع العرب، ولم أرد من سلاطين دارفور شيئا إلا أن يقلعوا عن أصطياد البشر من الطريق، وأن يسمحوا للقوافل بأن تمر بسلام. ث. حول علاقته بتجار الرقيق في بحر الغزال: " أجزم بكل صدق أني لم أبع في حياتي كلها عبدا واحدا، ولم يكن لي دخل أو صلة بما يجري من تجارة الرقيق، سوى أنني كنت أشتريت عبيدا للتجنيد، وأن قوافل الرقيق كانت تمر فعلا في أرض أقليمي الذي فتحته وملكته وذلك بغير علمي ومةافقتي وإنها كانت تستعمل إسمي زورا لحمايتها! أما ما يقال عن أنني كنت أملك ( 30) محطة للرقيق ، فإنه محض هراء وليس بصحيح إطلاقا، إني لم أبعث برأس رقيق واحد إلى القاهرة أو إلى إسطنبول في كل حياتي. 3- في رده على سؤال جاكسون الطويل : س. لماذا أراد غردون أن يأخذك معه إلى السودان لتساعده، علما بأنه أتهمك بأنك تاجر رقيق ، وقد أمضى هو أعواما من عمره يحاول وضع حد لهذه التجارة ؟! فأجاب الزبير: لقد فعلت في السودان لوقف تجارة الرقيق أكثر مما فعله غوردون نفسه، إن غوردون كان إذا حرر عبيدا أطلقهم ضائعين، لا يعرفون كيف يكسبون لقمة في أرض غريبة عنهم، أما أنا فكنت أجند البعض الذي تحصلت عليه في جيشي وأعطيهم أجور محترمة وحياة المغامرة التي يحبونها ، وكان جيشي المكون منهم ناجحا، بشكل أثار حسد تجار الرقيق وموظفي الحكومة المصرية، فأخذوا يرسلون تقاريرا كاذبة إلى الخديوي يدعون فيها أنني أنوي التمرد ضده. 4- في إتهامه لموظفي الحكومة المصرية وغوردون: " وكان كل موظف مصري في السودان، إبتداء من حاكم إقليم فشودة حتى أقل كاتب فيه، مقتنع بتجارة الرقيق ومنهمك فيها. أما عن نفسي فلم أرسل للقاهرة قط أي فرد، سواءا كان عبدا أو طواشيا ( خصي )، وأنا أعلم علم اليقين بأن تجار الرقيق كانوا يهاجمون سكان السودان الجنوبي، ثم يبعثون بهم إلى القاهرة أو إلى الشمال، وللعلم فإن ما يربو على عشرة آلاف من هؤلاء المسترقين قد ماتوا أثناء نقلهم عبر الطريق، وذلك بسبب سوء المعاملة وسوء التغذية ، وكثرة ما أستعمل معهم من الأساليب الوحشية، ولقد أعتاد غوردون أن يضع أكواما من عظام هؤلاء العبيد في أماكن مختلفة خلال مروره ، لكي يسترشد بها ولكي تكون علامة على أنه مر من هذا الطريق ، وهذا إستخفاف منه بحرمة الموتى!" and#8235;#‏يتبعand#8236;