|
حافظ والانتمــاء المزيّف والوعد المكذوب
|
لم يكن ذلك الفتى الحالم المتطلع لمستقبل باهر ., لم يكن ذلك الفتى الذى تشبع بحجا الحبوبات . ولم يحمل ملامح تلك المنطقة الخضراء وتلك البيئة التى صنعت كثيراً من المبدعين .. لم يكن كبقية الاطفال يتمتع ببراءة الاطفال جو الاسرة العام كان عادياً ومتواضعاً لم يكن لديها ما تحفز به ابنها . لم تتوفر لحافظ اقل الاشباء التى تتوفر عند بقية الاطفال كل تأملاته وتطلعاته كانت تدور حول الاشياء التى لم تتوفر له .. كان بحقد على زملائه من وطأة الظروف المحيطه به التى لاذمته منذ الولادة . لم تحتفل به الاسرة ولم ترحب به كعادة اهل الشمال بستقبلون الوليد بالمديح والصلاة على الحبيب المصطفى فى يوم السماية ..مرحباً بيه مرحبا يا مسهلا . ولم تقراء عليه ايات الله فى اذنه ولم يصادفه احد الدراويش مثل عبد الرحيم الفقريادى او محمد طه ليمسح بوجهه من بركاته .. سلبيات كثيرة لاذمت حافظ منذ بدايته الامر الذى احدث شرخاً عميقا فى دواخله .. التهجير لم يحدث اي اثر فى نفس حافظ كأنما لسان حاله يقول نار هناك ولا جنة هنا ..كان قاسياً انانياً لايحمل حنيناً لمسقط رأسه مدينة حلفا ذات التاريخ العريق وارض الحضارات النوبية والاثرية والايقاعات المتفرده وجمال الطبيعة والبيئة التى شكلت وجدان المبدعين مثل خليل فرح افندى لم يسمع حافظ لصاوى عبد الكافى ولم يحرك فيه ساكناً صوت فنان افريقيا الاةل محمد وردى لم يكن للنيل والنخيل والخضرة واصوات الدباس والوزين انعكاسات فى دواخل حافظ ضبة .. وعندما جاء موعد الرحيل رحل حافظ وترك خلفه كل شى الايقاعات . الطار . الطمبور . الطُرفه . الغناء . العادات . التقاليد . الصداقات ذكريات الطفولة كل هذه الاشياء لم تكن لها اي اثر فى نفس حافظ ضبه وافعاله الطرطبه فى حين انه يصعب على المرء الانتقال من مكان لاخر ومن مدرسة لاخرى دون ان يحمل معه كل شى حتى تراب قدميه .. الله واي الله ورده يا موز حبيب اندى واي انا حتى مثل هذه الاغنية التى تعكس طيبة اهل حلفا وشفافيتهم تركها حافظ خلفه .. المسافرون يحتاجون للذاد ويحملونه معهم الراحلون يحملون معهم كل امتعتهم الا حافظ لم يحمل معه سوى الحقد والكراهية والحسد .. منذ حوالى خمسين عاماً استبدلت مدينة حلفا ذات التاريخ والاصالة بقطعة ارض جرداء فى صحراء قاحلة بشرق البلاد لم يوجد بها قصن اخضر يحجب عنك عين الشمس بنيت على عجل وسميت حلفا الجديده واضبفت الى خارطة البلاد جاء حافظ ضــبة الى هذه المنطقة واتسعت عيناه خوفاً وهلعاً لكنه سرعان ما امتص هول صدمته عندما ساورته احلامه الى هجرة اخرى الى بلاد اخرى .. مربع 12 لم يكن مثل بقية المربعات لابد ان يكون فيه شى ما.. والمكان الذى يوجد فيه حافظ لابد ان يصيب الباقين اذى والرقم 12 لايتفائلون به الناس كثيراً وكان من نصيب حافظ على قرار انما الاعمال بالنيات .. اولى محطات الاغتراب كانت العربية السعودية جا ءها حافظ ولعله وجد جواً ومناخاً وارضية ليجد موطئاً لقدميه ومن ثم يبدأ فى تنفيذ ما لديه على ارض الواقع.. واإن صدق ظنه سيخقق كل ما كان يحلم به ويسد العجز الذى كان يعانى منه فى طفولته وشبابه.. وهنا لابد من إستخدام الخبث والكذب والدناءة بدرجه عالية لذوم التمكين . وكل هذه الاشياء متوفر فى حافظ ضبه لايحتاج لمجهود غير انه فقط يحتاج للتانى قليلاً حتى يتمرس الشقلة وبعرف كيف يبدأ ومن اين .. ضالته وجدت فى جهه لم تكن لها دور سياسى فاعل غير انها تستقطب المتسلقين امثال حافظ وغيره وتوسيع دائرة الاتلاف وزرع بذرة الاختلاف قدم الطاعة والولاء والانتماء المزيف مقابل وعد مكذوب . فهاج والصلف المغرور ينفخه كيراً فيزبد فى اشداقه الهذر .. اصبح خادماً مطيعاً ينفذ كل ما يطلب ومالا يطلب لكنه لايعلم انه ورقة ساقطه لامحالة وكرت محروق .. بسم الله الرحمن الرحيم قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالاً الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ... صدق الله العظيم ان قداً لناظره قريب وان دابر لمقطوع .. **
الساده الاعزاء بخيطكم بان للاستعجال ماله . وان هناك جوانب كتير مهمة ومحاور عديدة ستضاف لاحقاً لتعطى العمل اكثر قوة ودقة وتقوى من بنيانه وتعطيه بعداً درامياً ويجد حظه من الاهتمام .. وبالله التوفيق ... حسبى رضاء الاهى اذ تجهمنى مستعجمٌ بسراب الكفر منبهرُ يدعو مذلاً بما قد جاء من خمج يحارُ من فوقه الغثاءُ والوطرُ الخق محفوظ للراحل المغيم فراج الطيب يرحمه الله ..
|
|
|
|
|
|