قوات الدعم السريع (قدس)... استراتيجية «فرض السلام»

Quote: قوات الدعم السريع (قدس)... استراتيجية «فرض السلام» 06-06-2014 07:07 PM أثارت الإنتصارات العسكرية التي حققتها قوات الدعم السريع (قدس) على الحركات المتمردة في دارفور بشكل خاص، وفى بولاية جنوب كردفان قبل ذلك، أثارت المخاوف لدى العديد من الدول التي لديها إستراتيجيات مرسومة تجاه السودان، حيث تعد الحركات المتمردة، إحدى أعمدة تلك الإستراتيجيات الهادفة إلى جعل السودان مشدوداً من أطرافه. وكانت قوات الدعم السريع (قدس) قد بدأت أولى عملياتها العسكرية ضد حركات التمرد بولاية جنوب كردفان، فى بدايات صيف العام الحالى، في إطار عمليات (الصيف الساخن)، بمعركة (أبوزبد)، حيث تمكنت تلك القوات من دحر متمردى ماتسمى بـ(الجبهة الثورية) الذين كانوا يستهدفون المدن الآهلة بالسكان، وتدمير البينات التحتية، على نحو ما جرى في مدن، «أبي كرشولا»، و«أم روابة»، و«الرهد»... الخ. وقد تمكنت قوات (قدس) من دحر المتمردين في المنطقة الشرقية بولاية جنوب كردفان، حيث تراجع المتمردون الى تخوم (بحيرة الأبيض)، حيث معاقل المتمردين الذين يتخذون منها خط إمداد من داخل جنوب السودان، خاصة منطقة (كاودا). أهمية إستراتيجية وفي إطار المرحلة الأولى من عمليات (الصيف الساخن) التي تقوم بها القوات النظامية، وفي مقدمتها «قوات الدعم السريع»، تمكنت تلك القوات من تحرير مكافحة جنوب (السكة حديد)، والتي ظلت الفترة طويلة معقلاً لحركة (مناوى)، حيث تمارس فيها عمليات السلب والنهب وقطع الطرق وترويع الأمنيين، وتأتي أهمية تلك المنطقة من ولاية جنوب دارفور، كونها أنها تمثل الشريان التجاري لولاية جنوب دارفور، والتي تعد الثانى بعد الخرطوم من حيث الكثافة السكانية، والنشاط الإقتصادي والتجاري، كما أنها تقع على الطرق الرابطة بين ولايات شرق وجنوب دارفور من جهة، وجنوب وغرب كردفان من جهة ثانية، كما أنها في الوقت عينه، تمثل شرياناً لإمداد وعبور الحركات المتمردة من وإلى دارفور، ودولة جنوب السودان، التي تعتبر قاعدة خلفية لإمداد حركات التمرد ضد السودان بكافة أشكال الدعم اللوجستى. ومن هنا كان تحرير، وإعادة الحياة إلى مناطق جنوب (السكة حديد)، حدثاً يكتسب أهمية جيواستراتيجية كبيرة، كما مهّد الطريق لإعادة ترتيب الأوراق السياسية والعسكرية، وتعديل موازين القوة بشكل جوهرى على الأرض. تكتيكات جديدة جاء تصميم قوات (الدعم السريع)، لتشكل عامل إسناد للقوات المسلحة والتشكيلات العسكرية الأخرى، ولذا أُريد بها أن تكون تطوراً لافتاً في القوات المساندة التي عُرِفت أشكال منها على مدار التاريخ القريب في السودان، وهذا التطور الأخير لتلك القوات ليس على صعيد المسميات والأوصاف العامة فقط، وإنما على صعيد التكتيكات والإستراتيجيات العسكرية والتفوق النوعى في الأساليب القتالية ومستوى التسليح. ومصطلح (الدعم السريع) يشيح عن حجم ونمط المهام الملقاة على عاتق تلك «القوات»، وتقوم أساليبها القتالية على التفوق النيران على المتمردين، الذين يصل تسليحهم إلى تسليح القوات النظامية للدول، ما يكشف أن مصدر ذلك التسليح هو دول بعينها، وليس مجرد فصائل متمردة تحترف الأعمال اللصوصية، ثم أن عنصر السرعة هنا، يُحيل إلى المباغتة والمفاجأة في الهجوم، وهو ما تجلى فى هجوم«الدعم السريع» على معاقل حركات التمرد وتجريدها من العتاد العسكرى، ومنعها من إقامة ما تطلق عليه (بالمناطق المحررة)، حيث تشير بعض التقديرات العسكرية أنه تم تدمير القدرات العسكرية لفصائل التمرد، وخاصة فصيل «مناوى» بنسبة95%، وأن حركة العدل المساوة التى تحاشت الإحتكاك بقوات الدعم السريع قد خسرت80% من قوتها العسكرية ، فى معارك والية جنوب كردفان، قبل ان تفر الى داخل جنوب السودان للمشاركة فى القتال الى جانب سلفاكير. ويرى مراقبون أن (قوات الدعم السريع) نجحت في تطبيق تكتيكات عسكرية، أثبتت خلال فترة وجيزة نجاعتها، وهو أنعكس إيجاباً على حالة الإستقرار الأمني بولايات دارفور ومناطق جنوب كردفان، والأخيرة تحولت إلى ميدان رئيسى لأنشطة متمردى ماتُسمى بـ«الجبهة الثورية». عطاء غربى وكنتيجة للضربات الموجعة التي وجهتها (قوات الدعم السريع) للحركات المتمردة بجنوب السكة حديد بولاية جنوب دارفور، فرّت عناصر المتمردين إلى ولاية شمال دارفور، لتمارس هناك أساليبها المعتادة من القتل والنهب والسلب وتدمير البينات التحتية، وتجسّدت تلك الأساليب البربرية في العدوان الذى قامت به فلول «فصيل مناوى» في مناطق (اللعيت جار النبى)، و (الطويشة)، و (كلمندو)، و (مليط)، حيث إرتكبت أفظع الجرائم بحق المدنيين الأبرياء، وعلى بشاعتها، لم تجد تلك الإنتهاكات الموّثقة، حتى مجرد الإدانة من الدول الغربية التي توفر بالعطاء لممارسات حركات التمرد، وفي الوقت الذى سارعت فيه تلك الدول إلى إصدار الإدانات والشجب بحق (قوات الدعم السريع). أسئلة ملحة وبطرح عدة اسئلة فى هذا الصدد: لماذا وُجهت قوات الدعم السريع (قدس) بكل هذا القدر من التشويه الممنهج؟ ومن يقف وراء ذلك؟ وماهى أهداف تلك الحملة؟ إبتداءاً، ينمكن القول أن (قدس) قد قلبت موازيين القوة العسكرية والميدانية، وبالتالى السياسية، وبشكلٍ يُهدد مشاريع المعلنة لحركات التمرد، والتى هى أساساً مشاريع لدول إقليمية و دول كبرى، وخاصة بعض دول الجوار. ثانياً: سعت بعض الأطراف، على مدار السنوات الأخيرة إلى تشويه صورة السودان أمام الرأى العام العالمى، تحت دعاوى كاذبة، منها عجز الحكومة السودانية عن القيام بواجباتها من حماية المدنيين، ولّما قامت الحكومة السودانية بمهمتها المنوط بها، وأمام تعاظم تهديد حركات التمرد، علت الأصوات المنددة والمستنكرة !. ثالثاً: تم إغداق أموال طائلة لتمكين حركات التمرد للتحول إلى قوة سياسية وعسكرية، كما جرت ترتيبات من أجل جسر الهوة بين ماتسمى بالجبهة الثورية المتمردة عسكرياً وتحالف المعارضة، إلا أن «وثيقة الفجر الجديد» والتي أُعتبرت بمثابة «المهر» السياسي لتلك الإستراتيجية قد دُفنت في مهدها بعد الذى وجدته من رفض من قبل القوى السياسية والإجتماعية الرئيسية، والإجراءات الحكومية الصارمة ضد المتورطين في الإعداد والتسويق لها. رابعاً: الأطراف الداعمة لحركات التمرد، لا تقبل مطلقاً الخسارتين السياسية والعسكرية لحفلاؤهم،على أيدى «قوات الدعم السريع»، وبالتالى المجازفة بفقدان القوة والنفوذ أوراق الضغط لممارسة الإبتزاز والإخضاع المتواصل بحق السودان. خامساً: نجاح الدعم السريع في بسط الأمن والإستقرار، يعنى نجاح مسار «وثيقة الدوحة» والحلول السياسية المتفاوض عليها، وذلك يعنى توجيه ضربة قاسية لما ترّوج له بعض الدول الكبرى، من أن «وثيقة الدوحة» لم تحقق السلام، وبالتالى لابد من التفاوض من جديد، ولكن إطار ما تسميه بالحل الشامل في السودان. سابعاً: نجاح خطة «فرض السلام بالقوة»، يعنى تجريد حركات التمرد من أسباب القوة، وبالتالى تغدو-حال قبلت بمبدأ التفاوض وإلقاء السلاح- جزءاً فقط من ممثلين آخرين لأهل دارفور، وليس هم الممثل الوحيد، كما يصورون نفسهم.. وهكذا سيدخل المتمردون إلى تسوية سياسية وهم طرفاً ضعيفاً، بعد أن تلقوا صضربات موجعة على أيدى قوات الدعم السريع. معاقل حصينة ولم تكن نجاحات قوات الدعم السريع (قدس) ناجحة على مستوى ولايات دارفور، فقد أكملت قوات (قدس) بولاية جنوب كردفان خطة (الصيف الساخن)، حيث تمكنت تلك القوات من تحرير (دولدكو)، ومنطقة (ميرى برا) ملحقة هزيمة ساحقة بفلول المتمردين. وتعتبر رولدكو ذات أهمية إستراتيجية، إذ تُمكّن من توسيع المظلة الأمنية لحماية كادوقلى عاصمة الولاية، من هجمات المتمردين الوحشية.ثانياً: تعتبر (رلدوكو) المدخل المؤدى إلى المناطق الحصينة للمتمردين، خاصة مناطق (أم سردبة)، (جاو)، (الدار)، فضلاً (كاودا). ويرى مراقبون أن محاولة المتمردين إستعادة السيطرة على (دولدكو) قبل أن تردهم (قوات الدعم السريع) على أعقابهم، وتلحق بهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، كان بسبب تلك الأهمية التى تحتلها منطقة (دولدكو)، وتشير بعض المصادر أن المتمردين الذين شاركوا في تلك المحاولة الفاشلة يقدرون بأكثر ثلاثة آلاف عنصر. ويرى بعض الخبراء أن المتمردين يرتعدون خوفاً من القوة الضاربة لـ(قوات الدعم السريع)، والتي ستقوم حتماً- مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى- وفي إطار المرحلة الثانية من عمليات (الصيف الساخن) بتحرير (كاودا)، وأن تحرير الأخيرة ماهو مسألة وقت فحسب. صحيفة اخر لحظة