|
المقال الذي قاد عووضه إلى نيابة أمن الدولة
|
الله أكبر (عليكم) !!! *لماذا أضحى الكثيرون - من غير الإسلامويين - (يتحسسون) من رؤية سبابة مرفوعة عالياً وصاحبها يصيح : (الله أكبر)؟! .. *ببساطة لأن من بين هؤلاء من (يتحسس) مسدسه عند أية محاولات لتقويم إعوجاج من جانبه يتم تحت شعار (الدين) .. *وأكثر الذين تُصوب نحوهم المسدسات هذه هم معشر الصحفيين الذين كل (جريرتهم) نشر ما يقع بأيديهم من معلومات صحفية تتعارض مع الرمزية الدينية لـ(رفع السبابات).. *فإذا ما (ضُبط) أحدهم (رُباعياً !!) - مثلاً - سعى إلى صب جام غضبه على ناشر (فضيحته) ، من الصحفيين ، بحسبانه معارضاً علمانياً يستهدف التوجه الإسلامي (في شخصه) .. *وإذا ما (وثقت المضابط) لحالة تصويب معتمدٍ (شهوتَه) نحو من هي على ذمة رجل آخر صوب (تهديداته) - على الفور- نحو من يشير إلى الحادثة هذه من (يساريي!!) صحافتنا .. *وإذا ما تم التحصل على خطاب ممهور بتوقيع (إحداهن) تطالب فيه بفارهةٍ إضافيه - من فارهات (الهدية) الخارجية تلك - بإعتبارها من (المجاهدات) بكت وهي تصف الكاتبين عن الحادثة هذه بأنهم ضد (الجهاد!!) .. *وإذا ما أشار صحفي إلى (تجاوزاتٍ) فاحت رائحتها بحكومة الوالي (الورع) ذاك جُرجر الصحفي هذا إلى (حيث !!) يرعوي ولا يجرؤ على إنتقاد (الورعين) مرةً أخرى .. *وإذا ما تحدث كاتب - بالمستندات - عن مخالفة الولاية (الكبرى!!) لقرارت الرئاسة بوقف التعاقدات الخاصة لغير (الخبراء) ولولت صاحبة العقد (المخالف) صارخةً: (إنه كاتب يكن عداءً للمشروع الإسلامي!!) .. *وإذا ما كشف صحفيون النقاب عن (شئٍ) يتعلق بـ(متوالية) تتعلم - (يادوبك) - ثقافة التلويح بالسبابة (من أجل العيش) صاحت وهي تغالب دموعها : (أنا مستهدفة بسبب مفارقتي طريق الضلال !!) .. *وإذا ما سلطت الصحافة الضوء على (ظاهرة) إغتصاب (شيوخ الخلاوي) الأطفال إنبرى من يقول إن هذه حملة صحفية (حمراء) ضد من (نذروا أنفسهم لخدمة الدين!!) .. *وذوو الشعارات (الحمراء) هذه - بالمناسبة - لم (يُضبط!!) أيٌ منهم بمثل الذي يُضبط به نفر من (رافعي السبابات) هؤلاء .. *ومحجوب شريف - الذي لم يلوح بأصبعه (تكبيراً) أمام الناس أبداً - كان مثل (الصحابة) ؛ مأكلاً ومشرباً وملبساً وزهداً و(عفةً!!) و(سمو أخلاق).. *وكذلك نقد وفاروق وفاطمة والخطيب والخاتم وعز الدين علي عامر .. *ونميري يحكي لي عنه موقفاً (أخلاقياً) أحدُ رجال الأمن الخاص بوزيرٍ مايوي ذي صيت .. *قال أن الوزير هذا كان في زيارة لمدينة (شرقية) فأوعز له الشيطان - أو نزواته - بـ(فعلةٍ !!) كانت ضد توجهات (القيادة الرشيدة) التي صدرت آنذاك .. *فما كان من نميري - يقول محدثي - إلا أن أرسل مروحيةً خاصة لتحضر له الوزير هذا (فوراً) رغم أن الوقت كان ليلاً .. *ويُفجأ الوزير (المسكين) بالنميري منتظراً إياه داخل مكتبه بالقيادة العامة وهو (مشمرٌ) عن ساعديه .. *وما حدث بعد ذلك (لا علم!!) لمحدثي به - حسبما قال- وإبتسامة (ذات مغزى) ترتسم على شفتيه.. *ولكن بعضاً من وزراء ومسؤولي زماننا هذا - ولا نقول كلهم - تجاوزوا (القيادة الرشيدة) هذه ربطاً للحكم بتعاليم السماء .. *ودلالة على الربط هذا هم يرفعون أصابعهم عالياً - مع تلويحٍ بالعصي في وجوه الناس - ويهتفون بأعلى أصواتهم (الله أكبر) .. *ثم يأتي من تلقائهم - من شنيع الأفعال - ما لا يجترحه من يصمونهم بأنهم (أعداء الشريعة الإسلامية!!) من الساسة والصحفيين .. *فأي هتاف يصح أن يُرمى في وجوه هؤلاء - إذاً - أصدق من (الله أكبر عليكم)؟!!!.
|
|
|
|
|
|