|
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة (Re: الكيك)
|
دمعات على رحيل خليل بتيك ..
بقلم: سيد أحمد حسن – الخرطوم الجمعة, 30 أيار/مايو 2014 11:30
في زمن جميل مضى - وعساه يعود قريبا- أسس المرحوم محمد خليل بتيك مع كثير من أبناء جيله بنيانا متينا من الثقة في أبناء وطنه حتى أشتهر السوداني أينما حل وحيثما حل بالأمانة والكفاءة وطيب المعشر. ومازال الأوفياء من أبناء وطنه يعيدون سيرته الحسنة عندما كان محافظا للخرطوم في حكومة عبود. ويكفي أن نشير في هذا المقام إلى عظمة الرجل وأمانته عندما اختلف مع حكومة عبود واستقال منها ثم اختفى عن الانظار حتى حفيت أقدام زملائه وأصدقائه بحثا عنه وتأثر الكثيرون عندما وجدوه نزيلا في احدى فنادق الدرجة الثالثة بالعاصمة السودانية لأنه لا يملك منزلا في أرض المليون ميل وقتئذ.
وما يهمنا من سيرة الراحل بتيك في هذا المقام نظرته الثاقبة للمستقبل وهو يربى أبناءه تربية لا تمايز فيها عن الأخرين: فلا سيارات تحملهم للمدارس ولا حظوظ من نعيم الفانية رغم وفرتها لدى شاغلي الوظائف القيادية في الدولة. فلا عجب أن عاش أبناؤه سيرة أقرانهم من العوام في ذلك الزمان يأكلون القرع والأسود – وما أدراك ما قرع وأسود الداخليات- ويغسلون ملابسهم في نهاية كل أسبوع ويعودون لمنازلهم سيرا على الأقدام في رحلة طويلة ومتعبة. وعليه كان من الطبيعي أن ينعكس كل ذلك على ابنه الكبير خليل محمد خليل بتيك فشب عصاميا يشق طريقه بصعوبة وبلا مساعدة ولا تزكية من والده حتى غدا علما من أعلام العمل المصرفي في السودان، بل وظل حتى رحيله بالأمس القريب مهتما بكل واردة وشاردة في محيطه الأسري وفي مألآت وطنه الكبير رغم معاناته الممتدة لأكثر من عشر سنوات من مجموعة من الأمراض المزمنة.
وإن أنسى لا أنسى زيارتي للمرحوم خليل بتيك في مدينة القضارف وذلك في ثمانينات القرن الماضي عندما كان مديرا لاحدى المصارف حيث اشتهر بنزاهة أفضت لتكريمه من قبل ثلة من كبار رجال الأعمال قبل أن يحزم حقائبه للانتقال لموقع أخر من مواقع العمل. وقد جرت العادة في مثل تلك المناسبات على تقديم هدية مالية معتبرة بالاضافة لمجموعة من الهدايا الأخرى للمحتفى به. ولك أن تعجب كل العجب إن علمت أن الهدية الي قدمت للمرحوم خليل بتيك كانت كتاب الله، بل والأعجب من ذلك أنهم أخطروه بالهدية قبل يوم الاحتفال مخافة أن لا يشارك في الاحتفال إن قدمت هدايا تعتبر في عرفه نوع من الرشاوي (هلا جلست في بيت أمك وأبيك حتى تأتيك هديتك). وأرجو أن أنتهز هذه السانحة لأدعو زملاء المرحوم ومعارفه لتوثيق سيرته في العمل المصرفي عسى أن تنير الطريق للجيل الجديد من المصرفيين وتهديهم سيرة الأباء بكل ما فيها من أمانة ودراية وإخلاص، وما أحوجهم للقدوة الحسنة في زمان عز فيه مثل ذلك.
ورغم أن المرحوم خليل كان محسوبا في زمرة المعارضين لنظام الحكم – مع علمي الأكيد ببعده عن السياسة وأهلها وعدم انتمائه لأي حزب أو طائفة - إلا أنه ظل مرابطا في خدمة الوطن وأول المجبين متى ما دعى الداعي. ولعل في تجربة تعاونه مع المرحوم الزبير محمد صالح في لجنة إغاثة أهله في حلفا أبان كارثة السيول وحرصه على حصر وجرد وتوصيل المساعدات التي جمعت عبر النادي النوبي لمستحقيها في وادي حلفا لخير دليل على صحة ما نقول. ولقد ظل منزله العامر ملاذا للقادمين للعاصمة لما يقرب من نصف قرن فضلا عن تفرده في التواصل مع أهله ومعارفه في العاصمة فكان أول القادمين وأخر المودعين في كل مناسبة اجتماعية.
وختاما نؤكد بأن المرحوم خليل قد دفع ثمنا غاليا جراء صراحته وأمانته وكم أضاف ذلك لمعاناة المرض من هموم وأرق حتى وهن العظم منه وكادت ملامحه أن تندثر وأشفقنا عليه أيما اشفاق بل وطلب الكثيرون منه أن ينأى بنفسه عن كل ما يدور حوله من مشكلات وتحديات ولكن هيهات لهم ذلك. لقد عاش كما يحب هو أن يعيش وأدى رسالته وفق المنهج الذي ارتضاه لنفسه وفارق الحياة في الخامس والعشرين من مايو مباشرة بعد أن نطق بالشهادتين.
اللهم إنا نتضرع إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تتقبل المرحوم خليل بتيك أحسن القبول وتنزله أحسن المنازل وترفعه أعلى الدرجات حتي تبلغه مقام النبيين والصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا ولاحول ولا قوة الا بالله.
سيد أحمد حسن – الخرطوم – 29 مايو 2014
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | الكيك | 05-25-14, 08:58 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | الكيك | 05-25-14, 09:48 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | الكيك | 05-26-14, 04:06 AM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | الكيك | 05-26-14, 09:16 AM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | ولياب | 05-26-14, 03:51 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | ABUHUSSEIN | 05-26-14, 04:59 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | عمر علي حسن | 05-26-14, 08:47 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | Tragie Mustafa | 05-26-14, 09:47 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | Al Sunda | 05-27-14, 05:04 AM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | الكيك | 05-27-14, 09:25 AM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | احلام وهبي | 05-27-14, 11:48 AM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | الكيك | 05-27-14, 06:19 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | Farida Mahgoub | 05-27-14, 11:33 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | أحمد علاء الدين | 05-29-14, 01:19 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | الكيك | 05-29-14, 11:28 PM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | الكيك | 05-31-14, 09:36 AM |
Re: وداعا للوطنى الجسور ...خليل محمد خليل بتيك ...له الرحمة | Abdlaziz Eisa | 05-31-14, 02:01 PM |
|
|
|