|
Re: الراهب البوذي نايجو يهدي حضرة الصول انف طويل (Re: الطاهر الطاهر)
|
* انها الحرب *
قصة قصيرة للكاتبة وفاء كريديه اوصدت غرفتها .. حاولت الاعتقاد بان ما حصل ليس سوى كابوس وان عليها ان تستيقظ .. ان تنفلت منه .. يقظتها كانت اقسى من كل الكوابيس التي رأتها .. هكذا اذن تحصل المعجزة ..! يعود زوجها ..! وبدلا من ان ترمي احزانها كلها على صدره تعجز حتى عن الترحيب به .. لا تستطيع ان تبوح بكل تلك الايام التي انتظرته فيها .. هكذا بهذه الطريقه الغريبة ينتهي كل شيء في الوقت الذي كان يجب ان يبدأ كل شيء .. هل هكذا يرحب بالعائد الذي لم تفارق صورته الدار كم حلمت بهذه اللحظه .. تصورتها زغاريد تجمع الناس حولها من اجل عودة سقف البيت وعماده .. ما الذي سيقوله هل سيعتقد انها لم تفجع بعه وإنها لم تنتظره هل يظن انها فكرت بالزواج ثانية مباشرة بعد غيابه ياللهول .!! له الحق في ان يعتقد كل شيء ..! بسطت يدها نحو السماء وتذكرت وهي تنظر الى كفيها كيف كانت تعتني بهما فيما مضى من اجل حبيبها .. شعرت ان الدار تنهار على ساكنيها ..! الحرب بومة هذه الدار !! شؤم هذه البلدة !! قدر هذه ألامه !! خف شهيقها قليلا عندما فكرت بما سيحس به غدا يجرفها تيار النهر..! لابد انه سيفهم كل شي .. هذه الطريقة الوحيدة التي سيفهم فيها .. دفنت رأسها في الوسادة المبلله وتذكرت تلك المرة التي غرق ابنها الصبي في النهر وكيف كان بكاؤها يقطع نياط القلب هل سيبكيها اطفالها ..؟ سيعيشون . كم مات شباب في الحرب ..!؟ رأت اطفالهم يكبرون ويعيشون.. لكنها خططت لأطفالها مستقبلا مختلفا .. كانت تخطط للهروب للهجرة .. ليعيشوا حياة مختلفة حياة افضل من حياة الحروب بل قل موت الحروب سيعيش الاطفال رغم الحروب .. هذا الصباح حتى هذا الصباح وكل صباح وهي تفكر وتتذكر زوجها الاول الذي فقد في الحرب .. ومنذ ثلاثة ايام وهي تكابد ضيقا غريبا ..! ان شيئا ما سيحصل !! قلبها يكاد يقفز من صدرها حين يطرق الباب ..! تتذكر زوجها الاول الذي فقد في الحرب تنظر الى طفليها الاخرين من زوجها الثاني وتحس انها تكتشف ذلك للمرة الاولى حالة من التأمل تتملكها .. طرق الباب.. شعرت بدنو كارثة ..! حين فتحته تنفست الصعداء ..! كان العامل يعيد التلفزيون الى البيت من ورشة التصليح .. مر على زواجها الثاني ثلاث اعوام ونصف العام زوجها الثاني هو الشقيق الاصغر لزوجها المفقود .. نادرا ما احست بأي انسجام معه وحين تحس بانسجام اكثر معه يوبخها ضميرها لذكرى الغائب الذي فقد الجميع الامل في عودته.. ثمة شئ يؤكد لها انه قد يعود ..! قالت لها امها انه ضرب من الجنون فا لتكف عن الهلوسات ..! تذكرت هذا الصباح اصرارها على عدم الزواج والانتظار فترة اطول كي يأتي العريف قال انه رأى دبابته تحترق ولم يره يخرج منها وقال اخر عاد من الاسر لم يكن اسيرا معنا ولم اجده بعد معركة النهر..! لم يقل الشقيق شيئا .. الام قالت اريدك ان تبقى ابنتنا وان تظلي في هذا البيت .. لم تجد صعوبة في فهم هذه العبارة,, لقد نوهت لها خالتها اكثر من مرة بالزواج من شقيق زوجها حفاظا على طفلها وعلى نفسها كما فعلت الكثيرات من بنات العشيرة , قالت الام : لقد فاتحت ابني قبل ان افاتحك وترك لي الامر.. ارى ان تتركي الامر لي ايضا ..! فهمت المرأة ان سكوتها كان يعني الموافقة راضها ام سكوتها يعني الموافقة ..! بعد هذه الاحاديث لم تعد تنظر اليه كلما جمعهما الغداء او العشاء تلك النظرة السابقة .. نظرة الاخ بل اخذت تتفحص عينية قامته كلامه بعد اسبوع انتقل من غرفته في طرف الدار الى غرفتها وكان هذا الانتقال يلخص كل مراسم الزواج..! اليوم فان شيئا ما يحاصرها ..! سألها هل انت مريضة ؟ اجابت بالنفي واكتفى هو بهذه الاجابة دائما تكفي الرجل اجابة مثل هذه .. عند الغداء سمعوا طرقات متتالية عند الباب .!! زوجها الاول يقف وسط الدار ..!! احست بدوار ومالت بصدرها على الام ..! حين فتحت عينيها ثانية كان زوجها الاول يقف وسط الدار فعلا ..! قبل امه وبكى ثم قبلها وعانق اخاه .. مرت برهة من الوقت لم يتكلم فيها احد .. انتبه العائد الى الاطفال الثلاثة .. لم يفهم شيئا في بداية الامر..!! انسحبت هي الى غرفتها وأوصدت الباب.. اخذت الام ولديها الى غرفه اخرى لتشرح ما حصل وتبرر ذلك لابنها الغائب العائد.. لم يمتلئ البيت بالزوار كما جرت العادة عندما يعود اسير ما فالحارة تعرف ان الوقت ليس مناسبا للتهنئة وان على الناس الانتظار..! في المساء نام في غرفة في طرف الدار حيث كان ينام شقيقه قبل سنوات.. اخوه لم يدخل غرفة زوجته ..! قررت هي ان تنتحر .!! ان تموت .!! ان تغيب عنهم .!! تلقي بنفسها من على الجسر في النهر .!! تغيب عنهم بأية طريقه .!! بقيت تنتظر الصباح كي تخرج الى الجسر.!! دخلت الام غرفتها بعد تردد طويل في ان تفتح الباب .. اخبرتها ان الغائب العائد ليس غاضبا منها ولا من اخيه وانه استقبل الخبر بهدوء شديد وتناول عشاءه وسيذهب غدا من اجل انجاز بعض المعاملات كما وانه قبل الاطفال الثلاثة.. اعتقد ان الطفل الثالث هو ابنه ولم يتصور ان ابنه البكر قد كبر بهذه السرعة .. انفجرت المرأة تبكي وهي تستمع الى كلمات الام اردفت الام انه يتحدث مع اخيه وقد ينام معه .. انها مسالة ايام على الاكثر لم تسال المرأة شيئا وظلت تبكي منتصف الليل كانت الزوجة وحيدة في غرفتها والأخ يتحدث مع امه دوى صوت طلق ناري ..!! فتحت المرأة غرفتها .!! هرع الثلاثة الى الغرفة التي تقع في طرف الدار .!! حبيبها زوجها الغائب العائد يشهق والدم يتدفق من صدره اصابع يده اليمنى تصلبت على زناد مسدسه قرب السرير وعلى خشب الصندوق العسكري كتبت عبارة بارزه ( الشهيد ................ كتيبه دبابات ..........1950 -1995 ) وما زالت مستمرة في تلك الدارة تلك البلدة تلك البلاد
انها الحرب
|
|
|
|
|
|
|
|
|