|
Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) (Re: طه جعفر)
|
(2)
بالليل غشى النعاس الشاب اليتيم فنام و في منامه زارته روح جدّه و قالت:" أنا جدّك و لقد أعطيتك حصانين احدهما أبيض و الثاني أسود و لتنالهما يتحتم عليك أن تعرف مرارة الألم". استيقظ الشاب اليتيم قبل بزوغ الفجْر بقليل و في حينها كان المغيرون قد بدأوا استعدادهم للتحرّك نحو قطيع الخيل بالجُرْف. أشار قائد فرقة المغيريين ببدءِ المسير. اثناء الغارة و بفضل حبال الجلد المتينة التي صنعتها له حبيبته تمكّن الشاب اليتيم من الإمساك بفرس أسود و عند محاولته الإمساك بالفرس الثاني أصابه سهمان واحد في الركبة و الثاني بالفخذ، مزّق السهمان جلده و تسببا في جرحين غائرين بالرغم من ذلك تمكّن الشاب اليتيم من الإمساك بالفرس الابيض و اعتلائه. بذلك كان الشاب اليتيم مجروحا يعتلي صهوة حصان ابيض و ممسكاً بطرف الحبل الذي لفه حول عنق الحصان الاسود. متتبعين مهربهم الذي خططوا له غادر المغيرون بسرعة البرق بخيولهم التي اغتنموها، ركضت بهم الخيل في ممرات بين الجبال و الغابات. بعد قليلٍ ألجم المغيرون الخيول و أجبروها علي الإبطاء ليتوقفوا و عندها حصر قائد الفرقة عدد الرجال الذين سقطوا و نعاهم ثم حصر عدد الخيول التي غنموها. هنا سقط الشاب اليتيم عن صهوة حصانه الأبيض، كان متعباً و نازفاً و لقد رأي رجال الغارة دماءه علي جنبتي الحصان الابيض. ابطأ الرجال مسيرهم حتي لا تسوء حالة الشاب اليتيم أكثر مما هو حادث. في وقت الضحي كان رجال الغارة في طرف الغابة علي الجهة الأخري من الجبال التي تغطيها قممها الثلوج كانوا بمأمن . توقف الرجال ليرتاحوا و ليطببوا جراحهم. عرف الشاب اليتيم أن جراحهم غائرة و لن يتمكن من مرافقة الرجال في درب العودة فطلب منهم أن ينصبوا له خيمة و يتركوا له طعاماُ، ماء و حطبا لطبخه و للتدفئة و ليتركوه. فعل ذلك لأنه أحسّ بأن مرافقته للرجال ستبطىء مسيرتهم و تعوقهم. ثم قال للرجال " لقد حققت ما جأت من أجله و اشار للحصانين و قال لأحد الرجال أن يأخذ الحصانين لبنت زعيم العشيرة لأنه جاء للغارة من مهر بنت زعيم القبيلة. نصب الرجال خيمة كبيرة له و عبأواها بما طلبه لشاب اليتيم ثم اعطوه سهاما اضافية ليتدبر بها أمر الدفاع عن نفسه إذا تعرض لهجوم. انتهي الصيف و حلّ الخريف حيث بدأت الاشجار تغير لون أوراقها. و خلال تلك الفترة كانت نجلة الزعيم القبلي تطالع الأفق كل يوم و ساعة عسي أن يعود حبيبها برفقة الرجال. و في أحد أيام نهاية الصيف و بداية الخريف انطلقت صيحات بمعسكر القبيلة لأن البعض قد رأوا رجال علي صهوات الخيول بقمة الجبل المجاور للمعسكر. لم يعرف الناس ما أذا كان الرجال هم ابناءهم أم مغيرون يترصدون معسكرهم. أظهر الرجال علي صهوات الخيول في قمة الجبل المجاور اشارة فهم منها الناس أنهم ليسوا أعداء و كانت تلك الاشارة بتحرك ركب من الرجال علي صهوات الخيول بقمة الجبل جيئة و ذهاباً. اقترب الركب و كان صائحهم يردد أسماء الرجال الذين لم يتمكنوا من العودة و كان من بينهم الشاب اليتيم. عندها سمعت بنت الزعيم القبلي صيحات الرجال و النساء و هو يمجدون جسارته و شجاعته. انسحبت بنت الزعيم القبلي دامعةً لخيمة ابويها. جمعت بنت الزعيم القبلي ضفائر شعرها كعلامة علي الحزن و الحداد. سمعت بنت الزعيم القبلي منادياً جوار خيمة أبويها و كان رجلاً من العائدين يود محادثتها و عندما خرجت لملاقاته كان مع الرجل حصانان واحد أبيض و الآخر أسود و قال لها:" لم يمت الشاب اليتيم بل هو مصاب و لقد ارسل لك هذين الحصانين". ثم كلمها الرجل عن فداحة إصابة الشاب اليتيم و سوء جراحه و اخبرها أنهم تركوه بخيمة بسفح احد الجبال التي تغطي قممها الثلوج علي حسب طلبه. كان ذلك بالصيف و الآن قد حلّ الخريف. فكرت بت الزعيم في أن الشاب اليتيم قد سيظل علي قيد الحياة و سيكون بمقدورها نجدته لذلك سألت الرجل أن يصف لها مكان الذي تركوه به . سألته عن شكل السهل،
طه جعفر
|
|
|
|
|
|
|
|
|