جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 01:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2014, 04:46 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة)

    جِدَّنا الدُب
    من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا
    كما رواها سيد المكان

    (1)
    في سنوات مضت عندما كان الهنود في انسجام تام مع الطبيعة و كانت المعتقدات الروحية هي أساس الحياة اليومية عاش في موطن قبيلة ما بنت و ولد كان لأي واحد منهما مكانته المختلفة. البنت نجلة زعيم القبيلة و وحيدته و كانت جميلة أما الولد فهو يتيم، فقير و وسيم يعيش مع اقربائه. أحبّ الولد تلك الفتاة و هي أحبته دون علم أهلهما. لم يجرءآ علي الجَهْر بعلاقتهما أمَام الناس و كان ذلك نتيجة لإختلاف مكانتيهما و ظروف نشأة أىٍ منهما. تمنعهما العادات القبيلية من الجَهْر بعلاقتهما أو من التعبير عن رغبتهما في الزواج خاصة و إن البنت من عائلة الزعيم القبلي و ليس من الامور المقبولة أن يشاهدها الناس برفقة شاب غير متزوج. فقرُ الشابِ و يُتْمه عقّدا أمر علاقتهما بصورة أكبر. في تلك الأيام جرت العادة بأن يطلب الشاب الراغب في الزواج يد محبوبته من أبيها و أن يقدم لعروسته مهراً، مباركة ابوي البنت للزواج أمر ضروري و لا فكاك منه. و كان الناس في تلك الأيام يقيسون ثراء البعض بعدد الخيول التي يمتلكونها كما يحدد عدد الخيول المملوكة لشخص ما مكانته الاجتماعية.لم يمتلك الشاب حصاناً واحداً حتي. منعته العادات و التقاليد و حالته الاجتماعية من التصريح بمشاعره او التعبير عن رغبته في الزواج من نجلة زعيم القبيلة. فهو مجرد يتيم و فقير. ماذا سيفعلان؟
    لم يكن هنود تلك القبيلة يرّبون الخيل بل يغنمونها بغاراتهم علي مساكن القبائل المجاورة حتي لو تتطلب الامر قتل ملّاك تلك الخيول أو التضحية من دونها. عادة ما يتعرض شبان القبيلة للمخاطر و ربما الموت عندما ينجزون غاراتهم من أجل انتزاع الخيول من ملّاكها. و لم يكن يقدم علي تلك المخاطر غير الشجعان من فتيان القبيلة الذين يتوفرون علي القوة و المهارة اللازمتين بالإضافة للسند الروحي. فالخيل هو عزّ القبيلة و من يظفر به يصير ذو مكانة عالية و يعتبر ثرياً.
    أتفقت بنت الزعيم مع حبيبها اليتيم و الفقير علي اتمام زواجهما في المستقبل. و في تلك الأيام أعلن مجموعة من رجال القبيلة رغبتهم بشنّ غارة علي القبائل خلف الجبال التي تغطي قممها الثلوج. و لقد جرت العادة علي أن يبلّغ المبادرون من الرجال رفاقَهم الراغبين في المغامرة بارواحهم من أجل نزع الخيول من ملّاكها. يقوم الرجال المستعدون للغارة ببعض التحضيرات الضرورية كصنع الأخف الجلدية المناسبة و أعداد السلاح المطلوب و يكون ذلك مع حلول الربيع و مع هبوب رياح الجنوب الدافئة و بداية ذوبان الثلوج.
    عندما حلّ الربيع إلتأم شمل الشباب المغيرين عشيّة يوم الرحيل و أعلنوا نذورهم في أغنيات و صلوات رددوها و كان بينهم ذلك الشاب اليتيم الذي حزم أمره و قرر مغالبة المصائر المجهولة بالاشتراك في الغارة التي ستضيف للقبيلة عزا و مجدا. جهزت بنت زعيم القبيلة بصورة سرية لحبيبها خفّين و مجموعة من الحبال الجلدية القوية علي أمل ان يعود إليها بالخيل الذي سيكون مهر زواجهما. تحركت الغارة مع حلول الفجر و كان قائدها في المقدمة و الشاب اليتيم في مؤخرتها لانه كان أصغر المغيرين سنّا. و لقد وجّه قائد الغارة رجاله بألا ينظروا وراءهم و ليثبت أي رجل عيناه علي الدرب أمامه و قال إن من ينظر للوراء سيسرح من الغارة و يُرَد إلي خيمته و حينها كما جرت العادة فالخالف سيجبر علي ارتداء ثوب زوجته و لن يكون بعدها رجلاً يُعتَد به او يكترث لرجولته كما هو معروف.
    مرّت علي فرسان الغارة أيام و كانوا في ترصُدٍ كاملٍ لأي حركة و كان الشاب اليتيم بينهم منشغل الفكر بما ينتظره من سعادة مع محبوبته بعد العودة بالخيول و بما سيمكن أن يحدث من أهوال حين تنفيذ الغارة. استدعي الشاب من ذاكرته منظر و اصوات الطيور و الحيوانات التي شاهدها في مسيرة الغارة و استدعي جمال وجه محبوبته لمغالبة الجوع و العطش الذين لازماه طوال وقت الرحلة. تحددّت ملامح مستقبله بين افراد القبيلة فقط من رفقته للشجعان من فرسان القبيلة و ياله من شرف! الفرسان الذين اقتسموا معه الزاد و بذلوا له كلمات التشجيع المفعمة بالأمل.
    أخيراً و عند بداية الصيف بدت أمامهم الجبال التي تغطي قممها الثلوج و إلتمعت كمرايا عملاقة مع ضوء النهار، خلف تلك الجبال كانت مساكن القبيلة التي يحوز فرسانها الأشداء الخيول العاتية. مع تقدمهم اقتربت الجبال الشامخة و ظلّتهم بجبروتها. نزل الفرسان في غابة عظيمة عند سفح أحد الجبال و ابتنوا لانفسهم معسكرا ثم تحدث إليهم قائدهم و قال:" لقد أعطينا خيلاً من خلف هذه الجبال، خيل سيرجع بعضكم بها إلي قبيلتنا كما سييستحيل علي بعضكم الرجوع للأهل بسبب الموت او الإصابة. عند الفجر ستذهب فرقتان منكم للاستطلاع و ستعودان في أربعة ايام بالمعلومات الدقيقة عن عدد الخيول و عدد الرجال الذين يحرسونها".
    مرت ثلاثة أيام منذ مغادرة فرقتي الإستطلاع خلال تلك الأيام تحدث الرجال مع بعضهم عما ينتظرهم من المجد لو عادوا لأهلهم بالخيول ملأت تلك الأحاديث صدور الرجال بالعزم و الجسارة لمنازلة الصعاب و من بينهم كان اليتيم الذي احتشدت الآمال في صدره بفكرة الظفر بما يريد في محاولته الأولي مع رجال القبيلة من أجل الخيل و الأمجاد. هنا فكّر الشاب و قال لنفسه" خلف هذه الجبال سيتحدد مستقبلي بحيازة الخيل او ساصبح جزءا من تراب هذه الارض العزيزة و أي النهايتين فخرٌ لي و لمحبوبتي". بنهاية اليوم الثالث عادت فرقتا الاستطلاع بالاخبار و قيل:" خلف هذه الجبال نهر صغير يتدفق عبر جُرْف ما و عند نهاية الجُرْف معسكر لرجال القبيلة الاخري و عند بداية النهر تجمعت الخيل في اعداد كبيرة". عند سماع القائد لتلك الاخبار تهلّل وجهه بالبشر و تقدم بكلمات الشكر لرجال فرقتي الاستطلاع ثم قال:
    "هي نهاية الانتظار و الترقب و بهذه الاخبار قد انتهت التحديات و حُسِمت". بسماع الرجال للاخبار تقدمت مسيرتهم و كمنوا ليراقبوا معسكر رجال القبيلة الاخري و من مكامنهم حصروا عدد الرجال و الخيول التي يحرسونها و درسوا مواقعهم بحَدْب. عند حلول الليل افترش الفرسانُ العشبَ و لم يكن ذلك للنوم انما لمزيد من المراقبة و الترصد لأدق حركة في معسكر القبيلة الأخري. ارتاح الشاب اليتيم قليلا بذلك الاستلقاء علي العشب الندي و لم ينم بل تذكر أبواه و جِدّه لأبيه الذين عرفتهم لمدة وجيزة قبل موتهم و هو بعدُ صغير في سنين طفولته الأولي و تذكر كيف كانت تزوره روح جدّه في الايام القاسية التي عقبت رحيل والديه و كيف كانت الروح الحانية قريبة منه، لقد استشعر حضور تلك الروح الآن و لقد مدّه هذا الحضور بمزيد من العزم و الأمل هنا أدرك الشاب أنه لم يعد ولداً بل فارسٌ متَحزّمٌ لمنازلة الصعاب فإمتلأت نفسه بالبشر.

    طه جعفر
                  

العنوان الكاتب Date
جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) طه جعفر05-22-14, 04:46 PM
  Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) طه جعفر05-22-14, 04:47 PM
    Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) طه جعفر05-22-14, 04:48 PM
      Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) طه جعفر05-22-14, 04:51 PM
        Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) طه جعفر05-23-14, 01:50 PM
          Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) عبدالعزيز عثمان05-23-14, 08:39 PM
            Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) طه جعفر05-24-14, 03:17 AM
              Re: جِدَّنَا الدُب.. من حكايات هنود الانيشنايباك في كندا (ترجمة) طه جعفر05-29-14, 02:44 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de