اخبار القطاع الصحى فى السودان!!

Quote: اِحذر… أمامك طبيب مزيف! وزير الصحة الولائية: هناك حوالي (40) طبيباً مزيفاً بولاية الخرطوم كتب بواسطة: شذى أجرى التحقيق: سلمى عبدالرازق الأمين في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن ظهور (دكاترة بلا شهادات)، فهؤلاء يمارسون مهنة الطب أمام مرأى ومسمع الجميع في كل من جبرة والجريف غرب وحي النزهة وغيرها وأن المرضى يبيتون أمام العيادات أو الحضور مبكراً للحجز واتضح أن هؤلاء الأطباء (المزيفون) منهم من يستخدم حقناً لها مضاعفات خطرة على المرضى في حالة الاستمرار فيها أو التوقف المفاجئ لها، ومنهم من يقوم بإجراء عمليات، وصرف أدوية مخدرة لا تستخدم إلا في المستشفيات وتحت المراقبة.. وعلى ضوء هذا أجرت القوات المسلحة تحقيقاً لمعرفة ما يدور حول هذه القضية فمعاً نطالع ما بداخله.. مشهد أول الكشف عن ثلاث عيادات بالجريف غرب كادرها العامل من الأحباش (طبيب ـ ممرض ـ تقني معمل) ولا يحملون شهادات تؤهلهم لذلك!! مشهد ثانٍ: القبض على طبيب مزيف قبل فترة في مدينة عطبرة يمارس مهنته منذ سنوات طويلة وأجرى عمليات. مشهد ثالث ضبط بعض الأجانب من دول الجوار يمارسون مهنة الطب بينهم مترجم بعيادة بجبرة. تكاتف الجميع هذه بعض المشاهد التي تم ضبطها مؤخراً وفي مناطق مختلفة بواسطة إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة أجرينا تحقيقاً حول هذه الظاهرة الخطرة والتقت بفئات مختلفة من المجتمع حيث تخوف بعضهم عن الحديث حول هذه الظاهرة.. ولكن البعض منهم خرج من صمته وتحدث حيث قال: صلاح الدين عمر ـ طبيب عمومي يعتبر هذا النوع من الظواهر السالبة التي طفحت مؤخراً على السطح، ولذلك يجب محاربتها بكل السبل حتى لا تستفحل، مع ضرورة وضع ضوابط صارمة لبترها وذلك بتكاتف جميع أفراد المجتمع. عدم وجود الرقابة ويرى طه المسلمي الكباشي ـ طبيب امتياز ـ أنه من المفترض عندما يتخرج الطبيب لا يمارس المهنة إلا بعد تسجيله، وإذا أراد العمل داخل أو خارج الولاية على الجهة التي يريد العمل بها أن تطالبه بشهادة التسجيل سواء كان تسجيلاً دائماً أو تمهيدي والتمهيدي دائماً ما يكون في المستشفيات الحكومية الحكويمة (فترة الامتياز) كما يجب أن يكون تحت المراقبة والتقييم، ثم يمتحن امتحان إجازة المهنة ويواكب ممارسة المهنة ويعطى شهادة ليكون مؤهلاً للممارسة وعن الذين يعملون في مهنة الطب دون شهادات دائماً ما يبدو أن عملهم في مراكز صحية، ومع عدم وجود الجهة الرقابية التي تسأله عن شهاداته يقوم بدوره بفتح عيادة وهكذا… فالظاهرة تحتاج لوقفة لحسمها. تكرار الظاهرة مريم الحسين ـ موظفة قالت: لقد تكررت هذه الظاهرة عدة مرات، وهنالك أسباب أدت لتكرارها منها عدم وجود المراقبة اللصيقة والقانون الرادع لها، فمثلاً الطبيب الذي جاء عبر وسائل الإعلام وتحدث بكل جرأة وشجاعة بأنه يمارس هذه المهنة منذ فترة طويلة دون أن تكون له شهادات فلن نسمع عنه حتى هذه اللحظة ما الذي حدث له!! فالظاهرة تتعلق بالأرواح فلابد من التدخل العاجل لمحاربتها. ضرورة التوعية فتح الرحمن عثمان ـ إعلامي ـ حقيقة هذه كارثة بل طامة كبرى فكيف لشخص يمارس مثل هذه المهن المتعلقة بأرواح البشر دون شهادات أيعقل هذا!! وأين وزارة الصحة من هذا؟؟ فالموضوع يحتاج لجهود كبيرة خاصة وأن ولاية الخرطوم أصبحت مترامية الأطراف، وبعض الذين يسكنون هذه المناطق يبحثون عن العلاج بأي وسيلة لبعد مناطقهم عن المستشفيات الكبرى مع عدم علمهم بأن هنالك طبيب مزيف فهذه الظاهرة تحتاج لتوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة حتى لا يقع المواطنون فريسة تحت هؤلاء المجرمين. لماذا الإعلان عن الحملة ويرى أحمد بشارة ـ ممرض ـ أن هنالك عوامل أدت الى لجوء بعض الناس لهؤلاء الأطباء المزيفين منها ارتفاع سعر الكشف لدى الأطباء الأصليين المحليين، عدم علمهم بوجود أطباء الذين لا يحملون شهادات ومؤخراً صرحت وزارة الصحة الولائية بأنها ستقوم بالتعاون مع حماية المستهلك بحملة، فهل نعتقد أن طبيباً مزيفاً له حنكة وثقافة في لغة التزييف سيكون بهذا الغباء وينتظر الحملة حتى تأتي المستوصف أو العيادة؟؟ ولماذا الإعلان أصلاً عن الحملة؟؟ وأرى أن الإعلان عن الحملة أفسد الهدف الذي من أجله أقيم فكان يجب أن تكون الحملة مباغتة حتى يتم إلقاء القبض على كل المجرمين، وإذا كان لدينا سلسلة من الضوابط والتزامات بها أي جهة لن تحتاج إلى نفرة ولن نحتاج إلى حملة. تفشي الظاهرة وبعد هذه الجولة الاستطلاعية اتجهنا صوب إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة والتقينا بمديرها بالإنابة د. محمد عباس فوراوي حيث قال: ظاهرة الأطباء المزيفين أصبحت منتشرة في الفترة الأخيرة، لأن الرقابة لم تكن بالصورة التي تعمل بها الآن لدعم وزير الصحة الإدارة معنوياً ومادياً، فالمؤسسات العلاجية الخاصة في تزايد فتوجد حوالي 1700 مؤسسة بها حوالي 104 مستشفى و50 مركز صحي متخصص و54 مركز صحي خاص و1500 عيادة. فهذا هو العدد المحصور وربما يكون غير المحصور أكبر الشئ الذي ساعد على تفشي الظاهرة. التنكر لضبط الطبيب وواصل د. فوراوي حديثه أن بعض المواطنين أحسوا بأن هنالك ممارسات تتم ببعض العيادات وأن أصحابها لا علاقة لهم بالمجال الطبي كما اشتكى بعض الاختصاصيين الذين يملكون عيادات بأنه تم فتح عيادات بالقرب منهم بصورة غير شرعية وبرسوم أقل ولا توجد رقابة عليهم، وإثر البلاغ الأول تحركنا نحو منطقة جبرة وتم التنسيق مع مباحث حماية المستهلك بعمل كمين للتأكد، ووصلنا العيادة ووجدنا بها حوالي (75) مريض أغلبهم من مختلف الولايات كادقلي ـ الأبيض ـ الدويم ـ الشمالية ـ وبعض المناطق الطرفية بولاية الخرطوم، فاضطررت للتنكر كمريض يرافقني فرد من المباحث كمرافق لضبط الطبيب المزيف متلبساً وقمت يدفع رسوم الكشف البالغة (60)ج وانتظرت حتى جاء دوري، وكشف عليّ الطبيب المزيف بواسطة جهاز يستخدم لقياس نبض الجنين، وأخبرني بأنني أعاني من أزمة حادة ولابد من التدخل السريع والعلاج اللحظي. مواصفات العيادة: ويواصل د. فوراوي الحديث ثم بعد ذلك أمر الطبيب الممرضة بتجهيز الحقنة وكتب روشتة للعشابين والعطارين وبعدها كشفنا عن هويتنا، وبسؤال الطبيب اتضح أنه لا يحمل بطاقة طبيب وأن العيادة غير مرخصة، وهو مساعد طبي فقط ويحمل تسجيلاً مؤقتاً والممرضة لا تحمل أي شهادة وهي خريجة إعلام ومن المعلوم هنالك مواصفات لفتح أي عيادة منها أن تكون مسجلة تسجيلاً دائماً ومرخصة ونقوم بمتابعتها حسب هذه المواصفات وأي خلل قد يؤدي لإغلاقها وسحب رخصتها. الحصول على أدوية مخدرة وأضاف مدير المؤسسات العلاجية الخاصة بالإنابة: وجدنا داخل هذه العيادة أدوية ممنوعة داخل العيادة وهي عبارة عن أدوية مخدرة يمنع استخدامها إلا في المستشفيات وتحت الرقابة واتضح أنه أحضرها تقني المعمل الذي هرب. أما الحقنة التي يستخدمها لعلاج المرضى فقال إنه أتى بها من الحرم المكي الشريف وبها بركة!! وبعدها تمت مصادرة الأدوية الموجودة في العيادة وإرسال الحقنة لمجلس الأدوية والسموم للكشف عن مكوناتها. مضاعفات الحقنة وأبان أن هذه الحقنة خطرة جداً وهي تتكون من مادة الاسترويد وتستخدم في حالات معينة لزراعة الكلى ومن مضاعافاتها تؤدي لنقص المناعة وهذه الحقنة إذا استخدمها الشخص بصورة مستمرة تؤدي إلى هشاشة العظام والفشل الكلوي وإذا تم توقفها فجأة يمكن أن تؤدي للإغماء ولذلك لابد من توقفها تدريجياً. مصير الضحايا وعن مصير الضحايا الذين وجدوا بالعيادة قال د. محمد إن وزارة الصحة تكفلت بمتابعتهم بالمستشفى الأكاديمي ليتم وقف هذه الحقنة بصورة تدريجية لأن هنالك من أخذ أكثر من 90 حقنة. ولدينا قوانين صارمة كما فتحنا جبهة مع حماية المستهلك للقضاء على مثل هذه الظواهر كما نتمنى من الدولة سن قوانين أخرى أكثر صرامة في مجال الصحة لأنه مجال خطر. الحيطة والحذر ودعا د. محمد المواطنين لأخذ الحيطة والحذر وعدم التعامل مع العيادات التي ليس بها علامات تدل على ترخيصها أو نوع التخصص الذي يعمل به الطبيب، فهؤلاء الأطباء المزيفون لهم سماسرة يروجون لهم في الولايات. عقوبات رادعة ثم حملنا أوراقنا واتجهنا الجمعية السودانية لحماية المستهلك المعرفة رأيها عن ما يدور حول هذه الظاهرة فالتقينا بأمينها العام د. ياسر ميرغني عبدالرحمن حيث قال: من أسباب ظهور هذه الظاهرة غياب الرقابة وضعف الهيبة وكل هذا يقع تحت مسؤولية وزارة الصحة، ولذلك يجب أن يرتدي أي طبيب أو صيدلي أو ممرض أو كل من يعمل في الحقل الطبي بطاقة تعريفية (ديباجة) توضح اسمه ورقم التسجيل والمهنة حتى لا يحدث مثل الذي نشاهده الآن في هذه المهنة. وأطالب بسن عقوبات رادعة لأي طبيب مزيف وجد في مستشفى أو عيادة لأننا لسنا (فئران تجارب) يجرب فينا المزيفون وهذه العقوبة يجب أن تصل حد الإعدام وأن تشمل المحاسبة المدير، لأن هذه الظاهرة إذا لم تكن عقوبتها رادعة لم تختفِ. ازدياد الظاهرة البروفيسور مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم. قال إن ظاهرة الأطباء المزيفين بالولاية أصبحت في تزايد وأن عدد الأطباء الذين تم ضبطهم بولاية الخرطوم ما بين 30 ـ 40 طبيباً مزيفاً وأن أعداداً من المرضى وقعوا فريسة لهؤلاء الأطباء المزيفين وأن وزارته تكون بالمرصاد لمتابعتهم وإنهاء هذه الظاهرة بالتعاون مع نيابة حماية المستهلك. من المحرر قضية لم يكن القصد منها التخويف ولكن كان الهدف منها أخذ الحيطة والحذر. ومن خلال التحقيق اتضح أن عدم المعالجة اللازمة والسريعة شجع ليس السودانيين فقط، بل حتى الأجانب لممارسة هذه المهنة على المواطنين. وأخيراً نقول لابد من وضع العقوبات الرادعة لمجابهة هذا الداء، وضرورة توعية المواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة حتى لا يقعوا فريسة لهؤلاء المزيفين.

(عدل بواسطة د.محمد بابكر on 08-10-2014, 03:27 PM)