طارق ابوعبيدة والصادق الرضي يحيّان الذكرى السنوية لعماد امين بدبلن......!!

Quote: عماد الأمين ،،رونق الصبح البديع الذى مضي العزيز عماد صباحك زين ، هناك حيث تلك الغفوة ،، دعنى أحدثك ، حديث المشتاق ،،نفتقدك كثيراً ولا تبرحنا لحظة عند أى مسامرة أوتأمل ،كثيراً ما تعلق بالذهن سحابت النهار واطراف الليل، بعد أن مضيت فى رحلتك تلك ، تواطأنا كلنا، أن عماد قد ذهب فى ترحالة الدائم ، كعادته فى فتراته الأخيرة ، ومازلنا . أنت فى عالمك الجديد البعيد لاشك تنقصك الأخبار ، عن الوطن ، وتبدو دائم السؤال ،أنا كيف يصبح الوطن وكيف يمسى ،إنتهت الإنتخابات ياعزيزى، أراك قد تبسمت ، نعم تبسم ، هو ذاك الذى جال فى خاطرك تماماً كانت لعبة ومسرحية هزلية ، خرجنا منها كأن لم ندخلها وخرج الوطن بجرح أكبر ، حيث كانت مقدمة كافية لمصير مأزوم ، فالوطن مقبل على الإنفصال فى جولة الإستفتاء القادمة ، وياصديقى فإنها فى يناير ، أليست تلك سخريات الاقدار أن يكون يناير شهر الإستقلال، وشهر الإنفصال . قد احزنتك ياصديقى ولكنى أشركك فى شأننا هنا كعادتك دائماً تحب أن يكون لك فيما يهمنا دلو، على العموم أيضاً نستقبل بسالة الأطباء هذه الأيام ، تجلى على المعلى ، على فضل أشرقت أنواره فى الكثيرين الأبوابى والهادى بخيت ، حلت روحه فى ناهد محمد الحسن وجمع مشرق بالبسالة ، يسخنون السلطة بسياط الإضراب ويدخلون الرعب حتى نخاع عظمهم وعقلهم الجهول ، وإفتقدناك بذاك الحماس وأنت تغرق كصوفى فى ساحات المعارك وكأنك نُزرت ،لها سيفك ماض وعقلك كبير ، خضت معاركك فى الحياة بكل الشرف وغادرتها ولم تغادرنا . كثير من الأصدقاء كنا نخاف عليهم الجنون بعد ذهابك المباغت ، ردحاً تجدهم فى ذهول الـتأمل العميق فى كهوف الذاكرة يسترجعون تلك الضحكات النقية ، والنكتة اللطيفة ، وذاك الرمضان الذى حينما يأتى يجلب لنا ذكرى أخرى ، أكل المواسم والفصول تفضى إليك ، والدروب الحميمة تهدينا ذكرى ، وطرق غناءك الفخيم يصل حتى القلب ، وعند ذاك التأمل تزرفنا العيون ، ونبكى ،لابكاء النائحات ،وإنما الشوق الذى يفضى بنا إلى مرافئ غديرك وعشبك الرطب. البجراوية وتلك العلاقة الحميمة مع الماضى ، كيف تخللك ذلك الشغف الكبير بذاك التاريخ ، أهناك أبصرت مالم نبصر ، هل رأيت لنا ماضٍ مشرق جعلك ممدوداومشدوداً إليه هكذا ، سخريةً من حاضر آثم ،فى حضرة أمانى شختو تلوت أوراد لم نتبينها ، وعند مراقد الملوك العظام هناك دندنت بمطلع أغنية لم نسمعهامن قبل ، ولكن لمحنا الخليل فى ثنايا إشراق وجهك ، أكان لهذا علاقة بما كنت تحسه من وجع بين أضلعك أخفيته عنا ، أهى أوجاع الروح التى ذهبت بك بعيداَ ،هناك حيث تلتقى بالخليل والمحجوب وكل الذين طرقت سيرتهم وجداً،بصحبة من تسمر الآن ،شخوص من التاريخ القديم الضارب فى القِدم ، ولاشكك أنك علمت بأن توت عنخ آمون ، قد ذهب به مرض الدرن وهناك حيث كانت قناة الجزيرة تنقل الخبر ، كنا فى حضرة تجليك ، فذاك الخبر سوف يسعدك كثيراً ، فالكشف له ما بعده وأخوتك الأطباء فى مشروع مكافحة الدرن لا شك توجهوا صوب ذاك الكشف لسبر غور هذا الداء اللعين . شهوة أن أرد على الهاتف المتأخر ليلاً بدون التوجس من كارثة. ياصديقى أصاب الأصدقاء الذهول وكأنهم يواجهون الرحيل للمرة الأولى فى حياتهم ،داء البحلقة يا صديقى أصاب العديدين منا ، فكم مرة نضبط أنفسنا متلبسين فى بحلقة لا منتهية وتفرس فى وجوه الأصدقاء وإغتني بعضنا أدوات تصوير وراح يعملها فى تجمعاتنا ، ويظن البعض منا أنهم بتلك التصاوير يحتفظون بذكرى للراحلين ، يتأملونها عند الليالى ويزرفون الدمع حتى يبللها ثم يمضون نهارهم فى تفرس وجوه الآخرين إستعداداً لنبش صورة اخرى وتأملها!!!. هل سيغادرنا ذلك الخوف في أن نرد على الهاتف المحمول ليلاً دونما وجل أو رعشة أو خوف !!!. وهاهو الرغوثي مرة أخري يتحدث عنا،، والله إنا إحتملنا المواجع فى كل فصلِ كما تتحمل زيتونة الحقل كل فصول السنة ياحبيب المحبين إنا إمُتحنا كثيراً وإنا إمُتحنا طويلاً فرحماك ياخالق الحاكمين وياخالق الناس ياخالق الوحش والسوسنه نلتقى ونتجاذب اطراف الحديث ، مرات كثيرة فى موعد غير مضروب مسبقلاً ، فما تيسره سبيل الحياة من حركة ، قد تقودك قدماك إلى الخرطوم ، تلتقى صديق حميم فى غير ترتيب سوى ترتيب الوجدان والروح ، يتخللكما فرح وتذهبا فى مسامرة طويلة قد تكون وقد تكون قصيرة ، وتفترقا ، على وعد اللقاء هكذا ، تلك كانت سمات ممارسة أغلب العلاقات وحتى الحميمة منها ، صعوبة الحياة واللهثة الذى ذهب بك إلى هناك ، أقاصى غرب السودان ، فى رحلة العمل وقضيت هناك ، تمضى الأيام وربما تلتقى بذاك الصديق وربما يرن هاتفك ليلاً او نهاراً ويحمل إليك مثل تلك الأنباء ، سقطت الطائرة وقضى محمد محمود دمور ضمن من قضوا ، يالله ن تسكب الدموع ولاتلبث قليلاً ت إلا ويدهمك خبر آخر ، فالهاتف المحمول أصبح مورد الأخبار الأليمة، ونميل إلى إستخدامه لأنه يوفر لنا مشقة كبيرة فى أن تنقل مثل هذه الأخبار مباشرة إلى اصدقائك ،يتوارى أغلبنا خلف المحمول لإخفاء الجذع والألم من نقل الخبر ، وكان الهاتف الثابت أيضاً فى كثير من الأحيان هو رسول إلى الكثيرين ينقل إيهم الفاجع من الأنباء بفقد عزيز . ما أستطيع أن اقوله لك ياعماد أن موتك جعلنا فى خوف مستمر كل صباح حتى يسلمنا للمساء والمساء يقودنا بخوف إلى صباح جديد ،السؤال هل الجميع بعافية أم أن الموت تربص بأحدهم ليلاً فخطفه أو صباحاً فأدمي قلوب!!، فى مسير الحياة ذهب الكثيرين ، تتعدد الاسباب والموت وأحد هذه حقيقة لا جدال حولها ، كانوا فى مخمل الشباب ، يتوكئون على حلم نضر وجميل ويبذلون الجهد والذهن من أجل قضايا المجتمع ، أحمد المجذوب ، ذهب به طريق الخرطوم الدامر ، وزهير حسين أبو بكر ذهبت به الذائدة الدودية ، الذبحة الصدرية ، مضت بزين العابدين صديق ، والأورام تلك قصة ، نازك أحمد عبد القادر ، رفقة نازك محجوب عثمان ، وكثيرات . أهى مناحات مستمرة هذه الدنيا ومحن،،، حينما نورد حياض الحياة بكل ذلك الشغف ويجللنا الضحك الصافى والتصافى الحميم والود والعود والغناء النبيل ، عزة فى هواك ، وقاسم أمين ويارزاز الدم حبابك ،الحوار المتقد حول العالم وننشغل طويلاً بمستقبل البلاد ، الإستفتاء ومآلات الإنتخابات القادمة وقضية دارفور التى كانت تشغل حيزاً مقدراً من تفكيرك ولك عندها وقفات طوال ، الفقر وعلاقته بما نذرت حياتك من أجل محاربته داء الدرن وأحوال الشرق والغرب من البلاد واحوال العباد ، ذلك كان المشترك بينك والأصدقاء ، لم تكن النميمة أو الفتنة ، ولا شغلك من الدنيا حريرها وزاهى بريقها ، وكما نظم محجوب شريف فى سيرة الراحل القدال،، فى الأعالي كرسيهو عادي فى السجن فى البيت فى النوادي يمشى بين الناس إعتيادي التعدد لا للتشدد ما تأبط شر إنقسام. كنت ايضاً كذلك لم تغرك الشهادات العالية ولم تشغلك المواقع المهنية عن تحسس الأصدقاء والجيران والاسرة ، ولم نراك كثيراً متجهم الوجه عبوس ، بل كلما نادوا أيا عماد ، قلت لبيك يا منادى. عن الوالدة خضرة والاسرة الكبيرة ،، ياعماد هم بخير ويقرونك السلام ، صحيح أنهم لفقدك محزوزون ، ولكنها المشيئة ، حامت روحك هناك حيث الصيوان والبيت والحلة ومازلت حضوراً فى جلسات الاصدقاء كثيراً حتى أننا مازلنا نستخدم كلمات الراحل والفقيد على مضض وكأننا ننتظر قدومك يوماً ما بتلك الضجة التى ترافق طلتك ،وتلك الحميمية التى تقتحم بها كل إنسان، تتناوشهم الأحزان كثيراً ولكن يرونك فى عيون الاصدقاء الذين حولهم ، وسرعان ما يضحكون معنا إندماجاً فى سيرتك الحاضرة . البنات سوف يكبرن فى كنف أُمهن والأسرتين وبمعية الأصدقاء ،لا يصيبك القلق فنرجوا أن يكون لدينا متسع من الوقت لكى نرد إليك بعض دينك علينا . الأصدقاء: ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماءُ (الإمام الشافعي) كيف إستطعت أن تجمع كل هؤلاء بكل هذا الحب النبيل ، كل ذلك الطيف الواسع من الأصدقاء أنماط مختلفة وطرائق تفكير تبدو متنافرة جمعت كل ذلك فى داخل عقلك وقلبك الوريف ،إنضجت كل ذلك علي نار حب حقيقي للإنسانية وكانت تلك المشاهد حاضرة خلال أيام رحيلك وما تلاها سحنات مختلفة وقبائل ومشارب سياسية مختلفة ، أصحاب مهن مختلفة وإنتماءات سياسية، أولاد حلة عاديين وصغار وكبار ، نساء ورجال ، كل الناس كانوا هناك والدموع ، الذهول كان حارضراً فى كل الوجوه التى تجول فى الإنحاء بحثاً عنك فى فضاء منزلك حيثوا يلتقونك دائماً . كافتريا أفريكانا ، جعلت منها (هيئة للأمم) نقاش مستمر وفول وشطة ، الأصدقاء يتحلقون وكنت القاسم المشترك الأعظم ، حيث الهادى أبوسن ومعز عبد الوهاب ومهيد صديق والبلولة ومعتصم العربى، وكثيرين وخالد عبد العزيز ، الذى دائماً ما يقع فى فخاخ ينصبها له معز عبد الوهاب ببراعة ويضج المكان بالضحك حد القهقهة، إنطبع المكان فى ذاكرة الكثيرين بك وظل ملحوقاً بك حتي بعد رحيلك ن هناك دائماً نزوع أن يداعب أحدهم أزرار الموبايل ويبحث عن رقم هاتفك ، وأنا على يقين بأن العديدين عز عليها مسح الرقم من أجهزتهم أملاً فى مكالمة قريبة !!!!،افريكانا تفتقدك كثيراً ، هل الحديث هنا عن علاقتك بالأمكنة ، العديد من الشوارع والمساحات التى ظللها غمامك وإندلق عليها شيئ من سحرك تفتقدك. الأصدقاء بخير ،بعضهم آسر بعد رحيلك هجر البلاد علها تنجيه من ليالى الحزن الطويل، محدثاً نفسه بالنسيان ولكن هيهات هذا معز عبد الوهاب ,ومأمون على صالح مازال فى موضع النحيب و(كان بدري عليك ياعمدة),ومحمد سيدأحمد (شِيتر) تواري منه الاصدقاء عند عودته بعد الرحيل فقد كان بعيداً تلك الايام كما تعرف والآخرون مازالوا هناك حيث مراتع الذكريات ومحطات وقوفهم عند حضرتك ، يا شيخنا،لك التحية. حينما لف العلم ذلك النعش أحسسنا بالتواريخ القديمة توخذ وجداننا ، جاءك على عبد اللطيف وعبد الفصيل الماظ ،شهداء يوليو ،ورفاقك في جامعة الخرطوم بشير سليم والتاية،طارق ومحمد عبد السلام ،ناداك صلاح بشري الذي سبقك إلى هناك،وأريناك الثري وضربنا لك فى دواخلنا خيام ،،حيث نستمد بعض فيض ونشتهي أن يندلق علينابعضاً من روحك الباهية. يا صديقى لايسعنى إلا أن نقول لك مشتاقييييييين. محمد حمزه فى ذكري الرحيل 16 يونيو 2010م