الأخ كيكي .. لطفاً مطلوب منك بوست (توجد صورة) .......

Quote: السودان.. درجت بعض الأقلام في الفترة الأخيرة خاصة في عهد الجبهة الإسلامية ألا تُملك الجماهير إلا الأكاذيب و المعلومات المخلوطة الأول القصد منه نشر الفتن و التشويش، أمّا الأخير فيرجع إلى جهل الكتاب و قلة معرفتهم بالمواضيع المراد الكتابة عنها، اطلعت على صحيفة الانتباهة العدد 4198 الصادرة في الجمعة الموافق 29/1/2010م تحت عنوان "(كفيا قنجي و حفرة النحاس)... و تعمّد تغييب الحقائق" للشخص يدعي جمعة حسين عبد الله مراد سمى نفسه رئيس مجلس شورى قبيلة البنقا - ولاية الخرطوم ذكر في مقالته أنّ منطقة كفيا قنجي أصلاً بلغة البنقا و تعني كاب قنجي أي رهد السمك، وايضاً كاب دروف وهي رهد الكتمبور وكباندروف. و منطقة حفرة النحاس تبعد عن منطقة كفيا قنجي حوالي 125 كيلو وان المنطقة تزخر بعدد 99 نوعاً من المعادن وهي امتداد للسلاسل المعدنية من تنزانيا ، دراسة دغلاس وتسكن المنطقة قبائل البنقا والكارا واليولو والكريس والفلاته والبرتو ... الخ والمنطقة أي حفرة النحاس هي إحدى القرى المتفرقة في محلية الرودوم . حتى لا نغيّب الحقائق نود في هذه المقالة البسيطة تصحيح المعلومات المخلوطة و الخاطئة التي أوردها رئيس مجلس شورى قبيلة البنقا كما يزعم و نملك القراء الحقائق مجردة و مسنودة بالمراجع العلمية و الوثائق الرسمية، أولاً: نبذة قصيرة عن منطقتي كفياقنجي وحفرة النحاس : ان منطقة كفيا قنجي كانت تعتبر من المراكز الرئيسة في مديرية بحر الغزال بما إنّ المديرية كانت مقسمة إلى عدة مراكز شرقية و غربية و وسطى و شمالية فكفيا قنجي كانت من أهم المراكز فيما كانت تُسمى (Western District) وهي تمتد من منطقة خور حجر غرب واو إلى منطقة حفرة النحاس راجع (Stefano Santeandrea- The Bahar Elghazal Sudan, pag22) مدعومة بخريطة الحكم الإنجليزي المصري لمديرية بحر الغزال عام 1911م و منطقة كفيا قنجيل تبادلت فيما بعد رئاسة المنطقة الغربية بينها وبين ديم زبير وراجا حيث حظيت ديم زبير بالرئاسة الاولى بالمركز و تبعتها كفيا قنجي ثم راجا أخيراً. أما عن اسم المنطقة فهي ليست بلغة البنقا بل هي بلغة الكريش (بايا) و مكونة من كلمتين (كابا) وهي تعني رهد او بحيرة (pond) و(انجي) تعني شجرة المرايا بضم الميم و تنطق كابيا قنجى واختصاراً بكابيا و تعني الرهد جوار ساق شجرة المرايا و مثلها ايضاً كابانديبي وديبي بلغة الكريش يعني حيوان الكتمبور، و الكلمة تعني الرهد الذي تستقي منها حيوانات الكتمبور. أمّا اذا كانت هذه المسيمات بلغة البنقا فهذه فرصة لطلاب علم الاجتماع و اللغات لدراسة التداخل اللغوي للقبيلتين، وبحسب علمي ليس هنالك تداخل لغوي بين قبيلتي الكريش (بايا) والبنقا. أمّا حفرة النحاس فحقيقة الأمر أنها تبعد فقط حوالي 15 ميلاً عن مركز كفيا كنجي شمالاً و ليس 125 كيلومتر كما أشار إليه صاحبنا في مقالته و قد طالها التعريب مثلها مثل مناطق كثيرة في الجنوب مثل ديم زبير و بحر الغزال و بحر الجبل و بحر الزراف اسمها باللغة المحلية لقبيلة الكريش هي تيتي بالا و تيتي تعني حفرة و بالا تعني النحاس أي الحفرة التي يستخرج منها النحاس، ومثلها تيتي بري وهي الطين وريبي هي الطين الذي تصنع منه الفخاريات و تعني الحفرة التي يستخرج منها الطين لصنع الفخاريات. ثانياً: ذكر صاحبنا أنّ المنطقة تسكنها قبائل عدة و هذه حقيقة و لا توجد في السودان منطقة واحدة تسكنها قبيلة واحدة بعينها و لكن كل منطقة توجد فيها القبائل الأصلية و الوافدة إلى المنطقة فقبائل المنطقة الأصلية هي الكريش (بايا) و هي القبيلة الوحيدة في منطقة حفرة النحاس التي الصقت كلمة حفرة النحاس بها (Homonymous Name) وهم معروفون بكريش حفرة و أيضاً تسكن المنطقة قبائل البنقا و الكارا و يولو و الدنقو أمّا القبائل الأخرى التي ذكرها صاحبنا مثل البرنو و الفلاته والبرتي و غيرها فهذه القبائل وافدة إلى المنطقة و توجد أيضاً في نمولي و حلفا و اكوبو وكاب الجداد و حفير مشو و منصور كتي و حمدايت و شلعوها الخوالدة. ثالثاً: ذكر في مقالته أنّ هناك تعمداً في تغييب الحقائق و نحن نقول له انت أيضاً مارست تغييب الحقائق و لكن بشكل آخر. حيث لم يذكر المؤرخون مقاومة قبيلة الكريش للاحتلال الانجيلزي المصري، فهذه القبيلة قاومت القوى الاستعمارية مثلها تماماً مثل القبائل الجنوبية الأخرى كالزاندي و النوير و الدينكا، و قد قاد المقاومة السلطان مراد إبراهيم سلطان كريش حفرة النحاس المشهور بمراد عرديب، و قبل المواجهة مع القوى الاستعمارية استدعي لمدينة واو لإثنائه عن التمرد، وقد أُهديت له عدة وشاحات من الدرجة الأولى و لكن توشيحه لم يثنه عن التمرّد، وفور عودته من مدينة واو نظّم قواته و قام بالهجوم على نقطة كفيا قنجي و التي انتهت باستشهاده و ثلاثمائى آخرين من جنوده كان ذلك في عام 1912م وسبق ذلك أن قامت قوات الاحتلال باستدعاء قوة لصد الهجوم من قوة واو و ليست من حامية الردوم أو نيالا أو الفاشر أو الجنينة راجع (Stefano Santndrea –Tribal History of Western Bahr el Ghazal Sudan- P119) .. ننقل للقراء هذه المعلومات مجردة و لرئيس مجلس شورى قبيلة البُنقا بصورة خاصة لأنّ هذه المعلومات ربما لم تتوفر له بسبب أو لآخر أو لأنّه يريد لي عنق الحقيقة أو كسرها و تزوير التاريخ و الجغرافيا كدأب الكثيرين في زمننا هذا، و خاصة الإنقاذيين منهم أو أتباعهم أو المتمسحين بهم أو المتملقين منهم. ففي عهد الديكتاتور عبود و هو من النخبة النيلية ذات العقلية الاستعمارية و من أشهر سياساته الأسلمة و التعريب و غيرها من السياسات الجائرة التي لم يستطع أحد حصرها، قام هذا الديكتاتور بإصدار قرار يحمل الرقم 382 بتاريخ 12/8/1959م من مجلس الوزراء بموجبه تمّ ضمّ المناطق (كفيا قنجي و حفرة النحاس) إلى جنوب دارفور تلا هذا القرار خاطب عاجل بالرقم د. 16/أ/3/أ بتاريخ 3/5/1960م بالتطبيق الفوري للقرار و نشر في غازيتة جمهورية السودان رقم 947 بتاريخ 15/6/1960م السؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت المنطقة تابعة أصلاً إلى جنوب دارفور كما يدعي صاحبنا إذاً لماذا يصدر رئيس الجمهورية قراراً بتعديل حدود منطقة ماء داخل الحدود الإدارية لنفس المنطقة؟ الإجابة هي أنّ العلاقة بين الشمال و الجنوب على مدى التاريخ علاقة مبنية على مصالح النخبة النيلية أو كما يسميه الفريق (BRAMOS) Black Riverans Arab Muslim of Sudan التي استعمر البلاد من 1/1/1956م إلى يومنا هذا إنّ هذه النخبة لا ترى أعينها في الجنوب شيئاً غير الثروات، و لأنّ الجنوب كما يردده الراحل المقيم الدكتور / قرنق (It is blessed land) أرض مباركة بثرواتها فأصبحت كل المناطق الغنية المتاخمة للشمال ابتداءً من حفرة النحاس في أقصى شمال غرب بحر الغزال مروراً بأبيي- هجليج – جودة- المقينس – و أخريات هدفاً لأطماع النخبة التي تنظر إلى السودان نظرة تجارية بحته (Business) و لا تفكر في كيفية بناء الدولة السودانية. إنّ الرئيس السابق جعفر نميري بالرغم من ديكتاتوريته كانت تعتريه بعض الموجات الوطنية في بعض الأحيان حيث قام بإعادة المنطقتين إلى أصلهما تطبيقاً لاتفاقية أديس في 1992م التي نصت على أن تبقى حدود الإقليم الجنوبي كما كانت عليه حدود المديريات الثلاث (بحر الغزال – أعالي النيل – الإستوائية) في صبيحة 1/1/1956 راجع سلسلة و ثائق الحدود الداخلية الكتيب رقم (1) سبتمبر 1984 و لم يتم تنفيذ قرار إعادة المنطقة إلى أصلها نسبة للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنميري في 1985م. نخلص إلى أنّ المنطقة المذكورة لا جدال في تبعيتها إلى بحر الغزال وهي لا تمت إلى دارفور بأي صلة من الصلات إلا بعد قرار الديكتاتور عبود في 1959م. و ستعود حتماً إلى وضعها الطبيعي فور انتهاء مفوضية الحدود من الترسيم و حكومة الجنوب، و سيرحب أهل تلك المناطق على اختلاف أصولهم و سينعمون بالاستقرار و الراحة و الرفاهية تحت قيادة القائد سلفاكير ميارديت أما من يريد منهم أن يبقى تحت العبودية فهو حر في اختياره و لكن ذلك يتم خارج حدود الجنوب الحرة

(عدل بواسطة عبدالكريم الامين احمد on 12-26-2010, 10:50 AM)