نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - (Re: emadblake)
|
هناك رجل جالس على الكرسي وراء الطاولة، له شارب كثيف غير مشذب وفي عينيه بقايا لون أحمر يقول على إدمانه السكر والسهر إلى الصباح. وعندما وقفت أمامه مريم، كان كمن استيقظ من نومة أهل الكهف، قد يكون لا يزال في بقايا حلم يقظة أو منام، فأمثال هؤلاء النوع من البشر لا فرق عندهم بين أحلام اليقظة وأحلامهم المنامية. هذه الأفكار المتداخلة والسريعة شعرت بها مريم ولم تستعجل الحكم فالأيام القادمة كفيلة ببيان كل مخبوء، ختمت تفكيرها بهذه الجملة التي تعلمتها من والدها أيام عزه، وأحست بشيء من الذنب في هذه اللحظة وهي تتذكر أنها خرجت من المنزل وهو غير راض عن قرارها بالعمل في الأكروبات، وتمنت أن يكون رد المدير العام سلبياً، لتعود وتعتذر لوالدها. لكن كيف يرفض مدير عام همه الرئيسي في الحياة السكر ومراقبة الأجساد، طلب الفتاة التي شعر منذ الوهلة الأولى أنها تلبي له جملة رغبات كانت غائبة عنه لسنوات طويلة، أن يجد جسداً يجمع من كل جسد رآه من قبل أكثر الصفات جاذبية. تأملها جيداً من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى، ثم من أعلى إلى أسفل، حتى ضربت بيدها على الطاولة فثبت الرأس ثم نطق فم صغير من بين شعر الشوارب الكثيفة: نعم ماذا تريدين، على أية حال نحن حاضرون؟ من النادر أن يتفوه المدير العام لفرقة الأكروبات السودانية بهذه العبارة "على أية حال نحن حاضرون"، وإذا حدث هذا الشيء فهو غير صادق بكل تأكيد، أما الآن ومع مريم بالتحديد فهو يعني ما يقول بالضبط. وقد اكتسب الرجل من خلال سنوات عمله الطويلة مع الفرقة مهارات عالية الدقة في تحليل النفوس والأرواح، حيث يؤمن بأن الروح والنفس والجسد أشياء متكاملة لا تنفصل أبداً. وكان قد طور خبراته في شبابه قبل عشرين سنة وأكثر عندما سافر إلى الصين لتلقي دروساً في الألعاب البهلوانية، وهناك وفي أول درس فهم من المدرس الصيني في قاعة الدرس أن لاعب الأكروبات الناجح يجب أن يحرر روحه أولاً لأن الجسد لا يتحرر ولا يكون طليقاً وخفيفاً إلا بمولد الروح الجديدة. أعاد هذه الذكريات في ذهنه الوثاب قبل أن يسمع ما الذي ستقوله الفتاة التي تقف أمامه، وقد قال لنفسه:إنها إحدى بنات الحور السودانيات. قبل أن تحدثه عن رغبتها في الانضمام للفرقة، كان قد فهم كل شيء من خلال الإيماءات التي صدرت عنها، وهي أمور مفهومة جداً بالنسبة له، لا تحتاج لكثير تفكير، فليس أمام رجل تعلق قلبه بالأكروبات لربع قرن كامل أن ينتظر مزيداً من الوقت ليفهم. أشار لها أن تجلس، ومن حافظة ماء صغيرة إلى جواره صبّ لها الماء البارد في كوب من الزجاج الشفاف. وقبل أن يناولها الكوب، رفعه إلى أعلى قائلاً: هل بإمكانك رؤية ما وراء الكوب من خلال الزجاج والماء؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 01-28-09, 06:21 AM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-07-09, 01:04 AM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-07-09, 01:05 AM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-07-09, 01:06 AM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-07-09, 01:07 AM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-07-09, 01:08 AM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-07-09, 01:10 AM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-07-09, 01:14 AM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-07-09, 01:17 AM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-07-09, 11:21 PM |
Re: لاعبة أكروبات سودانية ! - | emadblake | 02-08-09, 11:18 PM |
|
|
|