|
Re: ماذا كان يريد رجلا مثل جعفر النميري عندما حكم السودان؟ - سياقات الحياة المجنونة - (Re: emadblake)
|
في تاريخ الشعوب.. لنقل تاريخ الحياة.. ثمة نقاط خفية تحرك المجتمعات.. كيمياء سرية، لا يمكن لخصائص الناس أن تتخلص منها.. هذه الكيمياء ليست إفرازا عشوائيا، بل هي نتاج تراكمات تاريخية وتموضعات آنية.. النميري بهذه القراءة.. هو إعادة إنتاج لأكثر من زمن سوداني.. لكن تعبير "إعادة إنتاج" لا يكفي للتحليل.. فالمعرفة معقدة.. والنظرة الفلسفية للأمور لا تكفي أحيانا لكي نفهم الشيء.. بهذا التقرير فقراءة النميري ليست مجرد قراءة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، إنها كل ذلك.. وهي ليست شيئا منه.. المعنى أن ثمة ما وراء المعرفة في فهم الإنسان.. خاصة عندما يتمكن هذا الفرد المعين من القفز من مجرد مولود صارخ خرج من بطن أمه للتو إلى رجل على قمة السلطة.. لنسأل أسئلة بسيطة... من هي والدة النميري... جده... ما هي السياقات البيئية التي أنتجته. قلة منا تعرف الإجابة، أو هي غائبة فعليا.. أعني أن دراسة السياسة والمجتمع السوداني، عندنا يجب أن ترتقي إلى قراءات جديدة، أكثر حداثة.. أن تنفتح على أبواب جديدة من الوعي الذي يخارج المباشرة في وعي العالم... وبتقديري المتواضع.. إن كثيرا من إشكاليات الراهن، لا تتعلق بالممارسات ولا التنظير لدولة نموذجية.. وإنما بوعي السودان وفق معرفية أكثر تقاطعا بماهية الإنسان.. دوره... بوعي تاريخنا بعيدا عن الأرثوذكسية المسيطرة في التأويل والفهم.. أي التخارج إلى فضاءات غير مرئية من قراءة ما هو مستبطن في سراديب وغياهب المجتمع من نواحي كثيرة... فالأبعاد السوسولوجية التي صاغت رجل كالنميري مثلا من شأنها أن تخدم في أكثر من غرض.. كما أن هذه الأبعاد نفسها ليست مجرد تسطير خطي لعلم الاجتماع أو تاريخ مدرك معاين ومشاهد، بل غوص في تلافيف ما وراء وعي الذاكرة...
|
|
|
|
|
|