الاقوات فى الحرمين الشريفين ( قصة حزينة وادوار مجيدة )

Quote: ذكريات.. في دكة الآغوات د. محمد عبده يماني واقتصر اليوم على حادثة واحدة ذكرها لي العم عبد الله كامل، وهي أن الملك عبد العزيز رحمه الله عندما وصل الى المدينة لأول مرة بعد استقرار الأمور بها وكان ذلك في 23 ربيع الثاني عام 1345 وقد أستقبل عند بئر درويش على مشارف المدينة وبعد أن دخل المدينة توجه إلى الحرم في خشوع وأدب جم، وتوجه إلى الروضة النبوية الشريفة فصلى بها، ثم ذهب فسلم ووقف أمام الشباك حيث قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يردد: السلام عليك يارسول الله، ثم تنحى ناحية سيدنا أبي بكر فسلم عليه، ثم ناحية سيدنا عمر رضي الله عنهما، وبعد أن انتهى اقترب منه شيخ الأغوات وقال له: يا سيدي إننا تعودنا أن نفتح الحجرة النبوية الشريفة في مثل هذه المناسبات، فهل ترغبون في الدخول الى الحجرة، وكان معه بعض أبنائه، وبعض العلماء، ووجهاء المدينة المنورة، وإمام المسجد النبوي، فأجابه الملك عبد العزيز: نعم. وافسحوا الطريق، وقام شيخ الأغوات ـ وكان معه شيخ المزورين ـ بفتح باب الحجرة، ودخل الملك عبد العزيز واتجه إلى الداخل ثم سلم، وكان الشيخ يردد السلام الذي تعود زوار المسجد النبوي ترديده، وردده الملك عبد العزيز معهم:( السلام عليك يارسول الله، السلام عليك يا حبيب الله.. السلام عليك يا خير خلق الله، السلام عليك وعلى آل بيتك الطيبين وصحابتك الكرام). وبعد أن خرج من الحجرة وأتم الزيارة خاطب الملك عبد العزيز أمير المدينة والمسؤولين عن الحرم وقال: أوصيكم بالمحافظة على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يبقى كل شيء كما هو دون تغيير أو تبديل، فهذه أمانة وخدمة نتشرف بها ونشكر الله على ذلك ثم خرج الملك عبد العزيز واتجه إلى مكان إقامته في المدينة المنورة، وكان يحدث زواره وجلساءه بعمق السعادة التي شعر بها وهو يصلي في المسجد النبوي الشريف، ثم يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.