الاقوات فى الحرمين الشريفين ( قصة حزينة وادوار مجيدة )

Quote: ذكريات.. في دكة الآغوات د. محمد عبده يماني هذه حلقات جديدة أكتبها عن ذكريات عشتها يوم كنا نصلي في دكة الأغوات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت مواقع مشهورة لأن الأغوات كان لهم دور كبير في خدمة الحرم المكي والحرم النبوي الشريف، وكانوا يدعون إلى المناسبات الهامة، ويستقبلون الوفود عند قدومهم إلى الحرم، ويشاركون في الإحتفالات التي كانت تجرى في مكة المكرمة، ولهم ملابسهم وزيهم الخاص وعمائمهم المقصبة، وكانوا مسؤولين مباشرة عن نظافة الحرمين عندما كانت أعداد الحجاج والزوار قليلة ولم تبلغ الملايين كما هي عليه اليوم، وكان أول شيخ من شيوخهم في تلك الأيام الذين نذكرهم في مكة المكرمة الشيخ " آدم" ثم الشيخ " فرج " ثم الشيخ "مختار" والشيخ الموجود الآن اسمه الشيخ "علي حسين"، وكان لهؤلاء الأغوات إحترام كبير في المجتمع المكي والمجتمع المدني، وينفقون من ريع أوقاف خصصت لهم من أجدادهم أو ذويهم أو بعض المحسنين الذين يرغبون في خدمة الحرمين الشريفين عندما لم يكن هناك موارد كافية في الأيام السابقة، والحمد لله اليوم إن الدولة تعهدت بخدمة الحرمين الشريفين، وخصصت لهما ميزانية كبيرة وزودتهما بالأجهزة الحديثة، ولكن ما يزال الأغوات يمارسون دورهم كرمز من الرموز السابقة لخدمة الحرمين، ولهم إهتمام خاص بالحجرة النبوية الشريفة بالمدينة المنورة، وقد تناقصت أعدادهم ولكنهم بقوا على إخلاصهم لشرف هذه الخدمة.. بعض هؤلاء الأغوات ينتمون إلى قبائل عريقة في بلادهم، وينتسب بعضهم إلى الأشراف في تلك البلاد، وقد اطلعت على بعض الصكوك التي تشير إلى هذه الأنساب والصلات، وما زلنا على اتصال بهم في المدينة المنورة ومنهم الشيخ " نور آدم "، والشيخ " سعيد"، والشيخ " أحمد ياسين. وأتذكر أنني عندما كنت أجلس في دكة الأغوات بالمدينة المنورة بجوار العم عبد الله كامل، والعم جميل شيناوي، والعم السيد عباس صقر، والشيخ أحمد عبد الجواد، والسيد أحمد رفاعي، والسيد أحمد رضا والسيد حسين جمل الليل، وفي بعض الأحيان كان يأتينا الشيخ حسين بخاري رحمهم الله جميعا، فقد كنت استأنس بالحديث معهم وكنت أستمع إلى تاريخ هؤلاء الأغوات وحياتهم في الحرم المكي وكذلك في الحرم النبوي الشريف، وبعضها ذكريات تستحق التسجيل، فقد كانوا يؤتمنون على تنظيف الكعبة المشرفة، ويشاركون في غسلها وكذلك في نظافة الحجرة النبوية الشريفة، وظل الأمر إلى حياة الملك عبد العزيز، ثم أولاده من بعده وسوف أحاول في الحلقات القادمة أن أستعرض بعض هذه الذكريات فلعل القاريء يجد فيها متعة..