الحزب الشيوعى السودانى يكشف النقاب عن مجزرة قصر الضيافة _ آخر لحظة

Quote: إهتمامى كان كبيراً بتسلسل الاحداث يوم العودة عصر 22 يوليو 1971م حيث جرت أهم الأحداث وهى مجزرة بيت الضيافة وما تبعها من مجازر بالشجرة بعد محاكمات تمت تحت ظلال الاشجار ولعلعلة الرصاص ...وفى تقديرى أن المحاكم وما صاحبها من هرج وصخب كان القصد منه مسابقة الزمن لاخفاء الحقائق ... قاد تحرك العودة مجموعة من ضباط الصف بالمدرعات وبعض صغار الضباط وبالتنسيق مع قوة من المظلات بقيادة المقدم مظلى يعقوب اسماعيل وهو من اوائل دفعته وكان بصحبة 14 عسكرى مظلى فقط وقامت مجموعة من الضباط والصف من داخل القصر بمساندتهم يجمعهم العنصر (جبال النوبة) وكان البوريه الأحمر هو العلامة المميزة لهم....والقبادة المصريه وملحقها العسكرى بالخرطوم تراقب وتتابع وتنسق لخروج نميرى.. هاجمت مجموعة يعقوب القصر من بوابته الرئيسيه (البوابه الشماليه) ومجموعة الرقيب حماد الاحيمر من الناحية الجنوبيه وكلاهما أتى القصر من الناحية الشرقيه ...الاحيمر بشارع الجامعه ويعقوب بشارع النيل الموازى له...قام حماد وهو معروف بتهوره وعدم إنضباطه ومهارته كرامى ومدفعجى على ال تى 55 قام بالتصويب على أحد البرامك على سور القصر وتحطيمها كإظهار للقوة والمهارة وترجل من مدرعته وصاح (أنا حماد إحيمر وكلكم بتعرفونى أحسن تسلموا نفسكم)... مجموعة ضباط مايو المعتقلة داخل القصر لم يهتم أحد بأمرهما بعد هروب نميرى بمساعدة حرسه النقيب خاطر وبقوا هائمين على وجوههم داخل حديقة القصر تحت حراسة مسلحه يقودها عريف من الشلك ...سأل العريف الشلكاوى يعقوب عما يفعله بهم وكيف يتصرف فيهم فرد عليه بأن يقوم بتجريد قوة الحراسة حولهم من سلاحها فى البدء ثم تأمين خروجهم... تمت ترقية العريف لاحقاً ترقية إستثنائيه لإطلاقه سراح وتأمين خروج ضباط مايو... العقيد أبوشيبه كان داخل منزله بالركن الشمالى الشرقى من القصر على يسار المار بشارع النيل من جهة وزارة الاشغال بعد بوابة الخدمه مباشرةً (منزل قائد الحرس الجمهورى الذى صار ميزاً لضباط الحرس فيما بعد وتمت إزالته أخيراً) وكان برفقته رقيب مسلح أرسل له يعقوب رسالة فحواها أن الأمر قد إنتهى وترك على بوابة منزله حراسة لمرافقته للقيادة العامه متى شاء تسليم نفسه... ونأتى للحدث الأهم عما دار فى بيت الضيافة وبشهادة شهود عيان عن كيف بدأ الضرب ومن الضارب ... وقفت مدرعتان (ألفيرد) أمام بوابة يبيت الضيافه ...خرج لا ستقبالها إثنان من المعتقلين بفنلاتهم الداخليه فأطلقت النار عليهم واحداً تلو الآخر ثم ترجل من المدرعتين 8 من العسكريين قاموا باطلاق النار على كل من بداخل البيت وخارجه على عجل وتحركوا بعيداً عن الموقع ...لطخت الدماء الجدران الشمالية المتاخمه لميز الهبوب (العمارة الكويتية حالياً) والاشجار وظلت سفنجة ملطخة بدماء صاحبها عالقة بأحد الاشجار وثقباً كبيراً بقى على جدار البيت مع قطع عظام ولحم متناثرة هنا وهناك ودماء وورق كوتشينة على ارضية احد الغرف ومرتبة ممزقه ...