|
Re: الصادق المهدي والتنظير حول الهوية (Re: الصادق اسماعيل)
|
في البداية يُحْمد للصادق المهدي حرصه على الكتابة والتنظير حول مشاكل السودانن فهو الأكثر والأغزر إنتاجاً في هذا المجال، وهذه الكتابات تساعد كثيراً على فهم أيولوجيا الصادق المهدي ومنطلقاته الفكرية، بحيث يمكن مساءلتها ونقدها بناءاً على وجود المكتوب نفسه، وبالتالي يكون (الغلاط) لا مكان له في هذه المناقشة.
البوست مفتوح للجميع للإدلاء بدلوهم في مناقشة هذا التنظير لمشكلة الهوية. أنا لدي ملاحظات أولية سأوردها تباعاً والمجال مفتوح للجميع.
سأبدأ بالحلول التى اوردها الصادق المهدي:
Quote: بطاقة الهوية السودانية المنشودة: • السودان شعب أغلبية أهله مسلمون تساكنهم مجموعات وطنية متعددة الأديان، ولغة الخطاب العام فيه عربية تعايشها ثقافات زنجية ونوبية ونوباوية وتبداوية. • لكل المجموعات الدينية والثقافية الحق في حرية العقيدة وحرية التعبير عن ثقافاتهم ولغاتهم وتواريخهم. • ينعم كافة أهل السودان بحقوق مواطنة متساوية بصرف النظر عن الدين أو الثقافة أو النوع. • لقد كانت التنمية في السودان وتوزيع الخدمات الاجتماعية غير متوازنة ما يوجب تطبيق برنامج حازم لتحقيق التوازن والعدالة في هذا المجال. • النظام الديمقراطي هو الذي يكفل للكافة حقوق الإنسان، والحرية، والعدالة، ولكن الممارسة الديمقراطية ينبغي أن يصحبها التزام بمشاركة عادلة لكل مكونات الشعب السوداني في السلطة المركزية، وأن يكفل لمكونات السودان الجهوية حقوقاً فيدرالية حقيقية لممارسة حكم ذاتي ديمقراطي. • يكفل للمسلمين حق تحقيق مقاصد الإسلام كما يكفل لكافة المجموعات الدينية الأخرى الحق في تطبيق مقاصد أديانهم، على أن يراعي الجميع حقوق المساواة في المواطنة، وأن يلتزموا بالعمل بالوسائل السلمية. • يعتمد السودانيون اللغة الإنجليزية لغة مخاطبة دولية دون حجر لاستخدام لغات عالمية أخرى. • ويلتزم السودان بتصحيح خلل التوازنات في علاقاته الإقليمية العربية، والأفريقية والإسلامية وأن يتبع سياسة دولية تخدم مصالحه الوطنية بلا عداء وبلا تبعية. • يتفق على بروتكول ثقافي وآخر ديني لضمان حسن إدارة التنوع الثقافي والتعايش الديني ولتحقيق المساواة الثقافية وإحسان التلاقح والوصال. (البروتوكولان المقترحان مرفقان في الملاحق). • تعاني المرأة من اضطهاد نوعي لدى المجموعات السودانية المختلفة، وينبغي أن يكون تحرير المرأة من قيود الظلم والاضطهاد أحد لبنات الهوية السودانية المنشودة. الميثاق النسوي جزء لا يتجزأ من خطتنا المستقبلية للعدالة والإنصاف. • استغلال القوت المسلحة في ترجيح الرؤى السياسية لا سيما تلك التي تقفز فوق توازن الهوية جر للبلاد مخاطر مدمرة، كما أن للقوات المسلحة دوراً مشروعاً في الدفاع عن الوطن، الميثاق العسكري لبنة ضرورية لبناء الوطن. • ينبغي أن تلتزم التنمية بمقاصد عدالية جهوية واجتماعية يحددها عقد اجتماعي يوفق بين شروط السوق الحر والمطالب العدالية. • بطاقة الهوية السودانية هذه تعتمد أساساً لبناء الوطن وموجهاً لدستور البلاد. |
اللغة التعميمية التي استعملها الصادق المهدي في وصفه (الديني) لسكان السودان، ليست بريئة تماماً
Quote: السودان شعب أغلبية أهله مسلمون تساكنهم مجموعات وطنية متعددة الأديان، ولغة الخطاب العام فيه عربية تعايشها ثقافات زنجية ونوبية ونوباوية وتبداوية.
|
بالطبع من ناحية الدين فالغالبية مسلمة، ولكن يدينون (بإسلامات تختلف عن بعضها البعض)، ولن نطيل في هذان ونعرف رأي الصوفية في الوهابيةن ورأي الكيزان في أنصار السنة ورأي السنة في الشيعة، وغيرها، فتقديم أهل السودان على أنهم أغلبية مسلمة، لا يعني شيئاً حقيقة في مشكلة السودان.
الشئ الثاني هو استعمال الفعل (تساكن)، فالصادق المهدي يريد أن يوحي لنا أن هناك مجموعة من السكان إسمهم (المسلمون) وهناك مجموعة أخري إسمهم (مجموعات وطنية متعددة الأديان)، ومعنى ذلك أن التصنيف ديني بحت، فمثلاً إذا كنت (نوبي أو جعلي) مسيحي فأنت تقع تحت تصنيف (مجموعات وطنية متعددة الأديان) لكن إذا كنت (نوبي أو جعلي) مسلم، فأنت ضمن مجموعة (المسلمون). النقطة الثالثة الصادق المهدي جعل (لغة الخطاب أي اللغة العربية) مقابلاً للثقافات الزنجية والنوبية والنوباوية والتبداوية، وهذا الخلط مقصود لأنه إذا قال (ثقافة عربية تعايشها ثقافات أخرى) فسيدين (الثقافة العربية) بتحويل الأمر لصراع ثقافات، لذلك فضّل تصوير اللغة والتى تتكلمها (الثقافات الأخري) في نظره ، نقول جعلهما كنظيرين، ونحن نعرف أن الثقافة هي غير اللغة.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|