لا فَرْق بين مِصْر مُرْسي المَخْلوع أو مِصْر السّيسي (العَرْص)

Quote: اخونا علاء تحياتنا الطيبات مصر لا ترى في السودان وحده شخصاً قاصراً بل كل امة العرب وافريقيا كذلك، فهم لا زالوا ينظرون للأمور يعقلية الخمسينات والستينات، حين كانت مصر هي الرائدة والمعلمة والبقية تلاميذ، حين كان المصري هو المدرس والدكتور والمهندس والصحفي والكاتب والفنان والممثل والرسام والنحات والمستشار وكل شيء، كانت كوريا الجنوبية وماليزيا واندونسيا والهند في عداد الدول الفقيرة جدا وتتفوق مصر عليها حضاريا وبمراحل، وكانت دول الخليج في مرحلة الصفر في بنيتها التحتية وتعاني ما تعاني من شح المعمار و قلة المتعلمين وكانت دبي على سبيل المثال تتضاءل امام قرية كبيرة في الصعيد. تحجرت العقلية المصرية عند هذه المرحلة الستينية، ونصبوا ام كلثوم كوكبا للشرق مع انني اجزم أن مليار ومائتي مليون من الصينيين وتسعمائة مليون من الهنود وهم كلهم (شرق) لم يسمعوا بهذه السيدة. دعك من شعوب شرق آسيا ووسطها..الخ. وبينما المياه تجري تحت الجسور والقوم نيام، أفاقوا فجأة فوجدوا أن كوريا الجنوبية أصبحت دولة صناعية كبرى، ومثلها ماليزيا، وأن دول الخليج حققت قفزات هائلة في شتى المجالات وأن الهند وباكستان تمتلكان قنابل نووية وتوشك إيران على امتلاكها، وأن صواريخ الجماعات المسلحة وصلت تل ابيب وأن جارهم الجنوبي عثمان البواب لم يعد بواياً وأنه فتح أخيرا واصبح يترجم القول المسلسلاتي (الجوازة دي مش حتم) واقعا على الأرض، بعد أن كان يقول حاضر يا افندم حتى قبل أن يخرج الأمر من الشفاه. لم يعد صوت العرب ولا هنا القاهرة ولا آخر ساعة ولا صباح الخير ولا الأهرام ولا الجمهورية مصادر المعرفة الوحيدة المتاحة، لقد جاء الخازوق الأكبر (قناة الجزيرة) وتبعتها (العربية) لتقلب جميع معايير وصول الأخبار وتحليلها وسرعة نقلها مع ووجود عشرات الاصوات المختلفة التي تحلل الخبر الواحد وتحاول النفاذ إلى جوانبه المختلفة، وافاق الجميع على حقيقة مرعبة لمصر الا وهي ليس بالضرورة أن يكون المذيع أو المحلل أو صاحب الراي مصريا، يمكن أن يكون سعوديا أو كويتيا أو سودانيا أو أردنيا...وأن المجال مفتوح للمنافسة الحرة. مصر اصبحت كالوالد الذي نال ابناؤه درجة الدكتوراه بينما هو لا يزال يتعامل معهم وكأنهم في الصف الخامس الإبتدائي، يرفض عقله باستمرار فكرة أن (العيال كبرت)، وبما أن (للصبر حدود) فان فكرة الإحالة لدار العجزة قد بدأت تطرق الأبواب بقوة.... وعثمان البواب مطنش لابد من ظهور جيل جديد في مصر يستوعب هذا الحقائق والمتغيرات ويفكر بعقلية جديدة وإلى ذلك الحين سيظل فاروق ملك مصر والسودان