|
Re: عقدة ليليت (Re: فيصل محمد خليل)
|
ويصور التلموديون[3] ليليت على شكل أنثى متبرجة و مغرية، ذات شعر طويل ونهدين نصف عاريين تغوي الرجال وتهدد الأطفال. وفي قصة فاوست لغوته يسأل الدكتور فاوست في أثناء الطيران السحري على ظهر وعل الجبال: ومن هذه التي هنا؟ أجاب ميفستو: إنها ليليت، الزوجة الأولى لآدم، احذر من شعرها الرائع ، من عقدها التي تزهو به، فإذا ما طوقت الشاب به، فإنها لن تدعه يذهب أبداً. وحسب الروايات فقد عاقب الله ليليت لرفضها الخضوع، وعلى هروبها من الجنة. وكان العقاب: بأن قضي عليها أبداً أن تظل غاوية شهوانية وقاتلة أطفال مرعبة وأن تعيش في الأماكن الموحشة والمقفرة من الأرض-بين الحيوانات الكاسرة. أما بالنسبة للحضارة المسيحية فيعد من الأهمية بمكان أن ترجمة لوثر للتوراة لم تتمسك بدقة بالنص التوراتي الأصلي. فالنص التوراتي الأصلي يشير بوضوح إلى أن حواء هي الزوجة الثانية لآدم. ويروي النص الأصلي عن آدم قوله: "هذه المرة رجل من رجلي". ووفقاً لذلك فقد كانت حواء "المحاولة الثانية". وعلى عكس حواء فقد استبعدت ليليت من التوراة كلية تقريباً ولا يرد ذكر لها إلا عند jesaja (34.14). فعندما اشتكى آدم ربه بعد هروب ليليت من الجنة بأنه قد مل البقاء وحيداً، حلت رحمة الله عليه، فخلق له حواء. ولكنه لم يخلقها من التراب كما فعل بليليت، وإنما من أحد أضلاعه هذه المرة. ومن ثم فقد خلق الله حواء لتكون خاضعة وليس مساوية لآدم. ونتيجة لهذا فقد كان من الممكن أن يحل الود والوفاق الدائم بين الزوجين في الجنة، من خلال وجود جنس مسيطر وجنس خاضع، لو لم تتدخل الأفعى –التي ترمز في هذه الصورة إلى ليليت كذلك- وتغري حواء نحو دفع آدم لتغريه بأكل التفاح، وتعيد بهذا تأجيج نار المعصية والصراع من جديد.
|
|
|
|
|
|
|
|
|