|
Re: شامة الخديرا (Re: Ishraga Mustafa)
|
شَــــامَة الخِدِيــــرَا* عفيف إسماعيل*
ارتبَكَت صُفُوف الواقفين أمام أبواب بيوت زُّقاق اللذة؛ حين رأوا عبدوش يُهرول مُفسِحاً الطّريقَ أمام عربة التاكسي، وهو يَعْقِص جَلاّبِيّة السَّكَرُوتَة ذات اللون الفاقع تحت إبطه الأيسر، ويَفْدَع يدَه اليُمنى كأنها زعانف رخويّة لا تنتمي إلى بقية جسده، ويُولول مثل مُوتَر النجدة أمام موكبٍ رئاسيّ: ـ هُوووي يا رجاااااال هُووووي زِحُّوا من الطريق!. تهادَت العربة ببطءٍ بين المطبّات اللزجة. التصَق روّاد زقاق اللذة بالأسوار الطينيّة المتهدِّمة، وصاروا يُحدِّقون بنَهَمٍ شَرِهٍ داخل الرَّوَاكِيب والغرف المفتوحة التي تجلس بداخلها نساءٌ شبه عاريات. ـ ما تزِحُّوا يا رجال هُووووي!، الشَّفَقَة تطِير، هو الهِنَاي دا بِكْمَل؟!، ولا في زُول لِحِقْ حَدُّو؟!، ما كلّ يوم واقفين صفوف.. صفوف! هِيييي زِحُّوووا بَلا لَمَّة، يزِح فِيكم قُنْدُرَان!. توقَّفت العربة بعد أن أشار لها عبدوش أمام بيت شَامَة الخِدِيرَا؛ أجمل غانيَات زقاق اللذّة، وأكثرهنّ دلالاً وغنجاً. وعندما تتسرَّب، من بين شقوق الشبابيك الخشبيّة، شهقاتها وصرخاتها المتقطِّعة المنغَّمة المبحوحة، متصاعدةً مثل أعالي إعصارٍ عاصف، ينسحب كثيرٌ من المُصطفِّين بهدوءٍ ذليلٍ، بعد أن فقدوا أعزّ ما جاءوا من أجله، مُكتفِين من الغنيمة بحسراتِ الصَّدَى، وبرائحةِ بللٍ كثيف.
يتبع
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
شامة الخديرا | Ishraga Mustafa | 03-18-14, 12:09 PM |
Re: شامة الخديرا | Ishraga Mustafa | 03-18-14, 12:23 PM |
Re: شامة الخديرا | ابو جهينة | 03-18-14, 12:23 PM |
Re: شامة الخديرا | Ishraga Mustafa | 03-18-14, 12:24 PM |
Re: شامة الخديرا | بله محمد الفاضل | 03-18-14, 02:04 PM |
Re: شامة الخديرا | Ishraga Mustafa | 03-18-14, 02:25 PM |
Re: شامة الخديرا | Ishraga Mustafa | 03-18-14, 02:25 PM |
Re: شامة الخديرا | Ishraga Mustafa | 03-19-14, 08:56 AM |
Re: شامة الخديرا | Ishraga Mustafa | 03-19-14, 02:48 PM |
Re: شامة الخديرا | محمد على طه الملك | 03-19-14, 06:27 PM |
Re: شامة الخديرا | صديق الموج | 03-19-14, 07:46 PM |
Re: شامة الخديرا | Ishraga Mustafa | 03-19-14, 11:28 PM |
|
|
|