|
Re: عزيزنا أبوبكر القاضي.....سلام...تهنئة وإختلاف... (Re: Magdi Is'hag)
|
اتفاق و اختلاف مع العزيز مجدي اسحق حول الجمعية العامة للجالية السودانية بكاردف و جنوب ويلز و ما تلاها من احداث هنا و هناك:
في البدء نقول ان مجدي اسحق كان في أمتنا منذ الأزل , اخو أخوان , و طاهر اليد و عفيف اللسان , و صافي السريرة و القلب و مسكون بحب العمل العام و حب السودان و حب أهله اجمعين, و فوق هذا و ذاك , من المؤسسين للجالية السودانية بكاردف و جنوب ويلز , و له مساهمات عديدة في العمل الوطني السوداني , و قد رحبت به سجون الأنقاذ ترحيبا حارا بعيد الأنقلاب المشئوم في الثلاثين من يونيو عام 1989م, لذا فهو ليس بالمعارض الجديد , و لا من الذين اكتشفوا سوءات بعد الخراب و الدمار , و عندما يكتب عن كاردف فاننا نقف عند كتابته طويلا , و عندما يتكلم عن الجالية بكاردف , فكلنا أذن صاغية , فله منا كل الأحترام و التقدير .
الأختلاف لا يفسد للتهنئة قضية:
لقد قرن حبيبنا مجدي اسحق التهنئة بالاختلاف , وهو أمر في غاية الروعة , و أسلوب مهم جدا في العمل العام, لم نسمع به من قبل , أو على الاقل لا يشتغل به الناس كثيرا و لا حتي قليلا , و نعلم أن مجدي فعل ذلك , لأنه يريد الأصلاح ما استطاع الي ذلك سبيلا , و نعلم ايضا حرصه على الناس بكاردف و على الجالية كذلك , و يبدو أن دور الفكرة كان واضحا في عملية الحوار بين مجدي و القاضي , و هنا لابد لنا من ان نترحم على روح الشهيد الأستاذ محمود محمد طه , أنه نعم المربي.
قصر فترة القاضي و قراءة الواقع بكاردف:
لقد اصاب مجدي عندما قال ان قراءة الواقع لا تحتاج الي ان يمكث الانسان طويلا في مكان ما , و لكنه لكنها كما يقولون , عندما حمل خطاب القاضي الذي كتبه بعد فوزه بالانتخابات و المعنون ب الجبهة الثورية من كاودا الي كاردف ,حمله حملا ثقيلا , و أكاد اجزم بأن القاضي و الذين معه يعلمون هذه الحقيقة , حقيقة ان القاضي لا يريد تسييس الجالية و لن يستطيع فعل ذلك و لأسباب كثيرة يعرفها القاضي نفسه و الذين طلبوا منه الاقدام على هذه الخطوة الشجاعة , تلك الخطوة التي كسرت القواعد المتعارف عليها في مثل هذه الحالات و من اهمها جدلية القدامى و الجدد, هذه الحجوة التي ظل البعض منا يكررها ليل نهار و في اي عمل , طارحين سؤالا غبيا من نوع متي جاء هذا ؟و متي اقدمت تلك, ؟مما ادى الي احجام الناس عن العمل العام في كاردف بحجة انهم لا يزالون من الجدد!!
القدامى و الجدد:
لم يهتم لا القاضي و لا الذين معه بهذه المقولة , لأن الواقع اثبت لنا بأنها كلام خارم بارم , فمن القدامى من لا يعجبهم العجب و لا الصيام في رجب و ومنهم من يعتلون المنابر للاساءة للناس و لاسرهم باسم العمل العام و منهم ربانيين و منهم من هم دون ذلك , لذا اسمح لي ان اقول لك أن هنالك مياه كثيرة جرت تحت الجسور و ان مكونات الجالية الان , ليست بالمكونات التي تتحدث عنها أنت هنا , و ان طبيعة الأختلاف اصبحت غير تلك التي كنت تعرفها عندما كان الأختلاف لا يفسد للود قضية , في ذلك الزمان عندما كان للجالية معان و مضامين , حينما كنا ننتظر عطلة نهاية الاسبوع بفارق الصبر لتناول وجبة الغداء معك في منزلك العامر و نحضر كورة الهلال و الموردة او نذهب الي منزل عزيزنا صلاح قرينات , تلك أمم قد خلت , و جاء الي مكتب الجالية الان من نصب نفسه بوليسا للاداب مدعيا أمتلاكه للملفات القذرة لبعض العضوية و عندما جاء اليوم الموعود لم يفتح الله عليه بكلمة ....و هنالك الكثير المحزن الذي لا نريد ذكره هنا تقديرا منا لهذا الحوار الراقي و ايمانا منا بعدم الجدوى ... لأن القاضي انسان راق و من القادمين الجدد لهذه المدينة , بينما القدامى هم الذين اساءوا الي الجالية و الي تاريخها التليد.
برنامج القاضي الانتخابي:
عزيزنا مجدي و أنت سيد العارفين لعلك تتفق معي بأن القاضي هو اول رئيس للجالية و منذ تأسيسها ,يقدم برنامجا انتخابيا لدورته , ذلك البرنامج المصحوب باسماء الذين يريد منهم القاضي ان يتحملوا معه التكليف , و هذه لعمري قمة الشفافية في العمل العام و في منظمات المجتمع المدني تحديدا , و كنت أفضل ان تذكر أنت ذلك بأعتبارك أول رئيس للجالية بعد تأسيسها .
لقد أصاب مجدي اسحق عندما عاتب القاضي على أعتلاء منصة الجالية للحديث عن برنامج الجبهة الثورية التي نكن لها كل الأحترام و التقدير بأعتبارها خيارا سودانيا خالصا , ولكننا لسنا باعضاء في الجبهة الثورية و هذا الكلام لا يفهم منه نفي تهمة الانتماء للجبهة الثورية و كأنما الجبهة الثورية سبة و انما اردنا فقط ان نقول أن من حق الانسان أن يختار , و لا يوجد سببا وجيها يجعل الانسان لا يبوح باختياراته السياسية أو غير السياسية , خاصة عندما يكون الحديث عن الشرفاءأمثال الذين ينتمون الي الجبهة الثورية , و ها هو نافع علي نافع لا يخفي كونه منتمي الي الجبهة الاسلامية القومية التي مزقت البلاد و فتكت بالعباد و شتان ما بين الجبهتين . و نلاحظ حرص مجدي على عدم تسييس الجالية و لكننا يا مجدي نقول لك ان كاردف مدينة محظوظة لأن القاضي اصبح رئيسا لجاليتها التي كانت بين قوسين أو ادني من الهلاك , فالرجل ملم بتفاصيل العمل بالجاليات و بمدارسها ايضا , و لا يريد تسييس الجالية لا من قريب و لا من بعيد و لو لا أننا كنا ملحاحين لما قبل التكليف لأنه مشغول بالعديد من القضايا التي تهم الشعب السوداني .
الفوز ضد من : هذا الكلام مهم جدا يا مجدي و لكن عندما فاز عزيزنا عادل شاشاتي المسيحي على دكتور محمد بشير المسلم و كلاهما من المعارضين لنظام الطغمة الحاكمة في الخرطوم , فلم يطرح الناس هذا السؤال , بل قام الدكتور محمد بشير بتهنئة عزيزنا عادل شاشاتي في لفتة بارعة صفق لها انصار شاشاتي و انصار محمد بشير معا , تلك الاحداث موثقة و يعرف الناس من هم الذين ناصروا محمد بشير و من هم الذين ناصروا شاشاتي , و لكن حبال الود كانت ممدودة , و كونه القاضي لم ينازعه أحد على رئاسة الجالية لا يعني بالضرورة عدم وجود منافس, و هذه الأمور يعرفها الذين تابعوا الأحداث عن قرب , و ما كان أحد أن يفوز غيره نتيجة لظروف كثيرة جدا لا نريد الخوض فيها هنا , فالرجل فاز فوزا مستحق و ضد اناس معروفون , فلم يفز على نفسه كما يتوهم البعض . فالجالية يا مجدي منظمة خدمية و من حق المعارضين منازلة بعضهم البعض و من حق الكيزان ان يقدموا انفسهم ايضا وفق دستور الجالية , لذلك نستغرب طرح سؤال من هذا النوع ؟ الفوز ضد من؟
التشرذم في كاردف:
يا عزيزنا مجدي لقد ألقت الحروب اللعينة في اطراف السودان بظلالها على واقع كاردف و هذه الحقيقة لا يجب ان نتجاوزها بهذه الطريقة السريعة , فأنت يا مجدي لم تسكن في الهوستل لتعرف هذه الحقيقة , عندما يرفض القادمون من اطراف السودان و من المناطق المتأثرة بالحروب , يرفضون القاء السلام على الذين قدموا الي كاردف من اواسط السوان , علما بان الجميع جاءوا الي هنا طلبا للحماية و لعلك تعرف الاسباب الكامنة وراء عدم القاء الناس للسلام على بعضهم البعض ,فعلينا أن نعترف في المقام الاول بهذه الحقيقة , لكي نبحث لها عن حلول , لذلك كان أمل الناس كبير جدا في القاضي و رفاقه , و للحقيقة و للتاريخ هنالك أخوة ساعدوا القاضي كثيرا في مهمته منهم على سبيل المثال لا الحصر مولانا محمد عبدالكريم و الاستاذ ادم احمد حسن و الاستاذ موسى محمد منصور , هؤلاء و غيرهم لم يبخلوا على القاضي بشيء من اجل وحدة الجالية و رتق نسيجها الاجتماعي الذي مزقته الحروب شئنا ذلك ام ابينا .لذلك لابد لنا من شكر القاضي و شكر الذين معه لو لاهم لما كان ذلك ممكنا .
لجان الجالية السابقة:
أصاب مجدي عندما قال ان لجان الجالية السابقة لم تكن تجسيدا لمثلث حمدي كما ذهب الي ذلك عزيزنا القاضي , لأننا و بأمانة و بصدق لا نعرف حدود مثلث حمدي الجغرافية , نعم نحن من اواسط السودان , و لكننا نعتبر أنفسنا من الذين يعيشون تحت الانقاض و في الدرك الاسفل , و كنا عندما نسافر الي الخرطوم بحثا عن لقمة العيش , يتم توديعنا من قبل اهلنا و كأننا ذاهبون الي الأراضي المقدسة !! فعن اي مثلث تتحدثون ؟ فهذا المثلث المطلق لا وجود له الا في اماكن معروفة و محدودة جدا , و لا ندري هل هي مثلث او اقل من ذلك بكثير .
الصراع داخل الجالية ليس بصراع هامش و مركز:
لقد اصاب مجدي الهدف هنا و شرح بتفصيل طبيعة الصراع و لكننا في الوقت نفسه يجب ان ننتبه لمثل هذا النوع من الصراعات لكي نعرف ماذا نطلق عليها من مصطلحات : اذا تصارع اثنان من سكان الخرطوم بحري و بالميلاد احدهم يسكن في قشلاق الجيش و الاخر يسكن في بحري الشعبية , تصارعا حول رئاسة الجالية مثلا , فماذا نسمي هذا النوع من الصراع؟ و اذا ما تصارع شخصان من سكان العمارات حول مالية الجالية مثلا , فماذا نسمي هذا النوع من الصراع؟ و اذا ما تصارع شخصان احدهما يسكن قرية جعيبات احدي قري النيل الابيض و الاخر يسكن قرية عد الفرسان تصارعا حول الامساك بالمكنب الاجتماعي للجالية , فماذا نسمي مثل هذا النوع من الصراع؟ هنالك صراعات داخل الجالية بهذا المفهوم , علما بأنني من انصار أن المركز و الهامش لا علاقة لهما بجغرافيا المكان و انما لهما علاقة بتوزيع الثروة و السلطة و ان كنت من سكان سقط لقط او سكان الخرطوم 2 .
حديث مجدي عن غياب الديمقراطية و عن عدم قبول الاخر , حديث في غاية الاهمية , و لكننا لا نستطيع ان ننكر الاثار السالبة التي خلفتها الحروب في اطراف السودان , و عندما نقول حرب و موت و هلاك , يبقي حديثنا عن غياب ثقافة الديمقراطية حديث يحتاج الي وقفة , و ربما لا يجد من يستمع اليه , و هنا لابد لنا من الاشارة الي القاضي و صحبه الذين نحتوا الصخور من اجل تغيير الواقع في كاردف , بعد اهوال الحروب , فالامر يا مجدي , امر جلل و أنت سيد العارفين . و من اجل كانت الجمعية العامة للجالية السودانية في كاردف , جمعية استثنائية في كل شيء, من البرنامج الانتخابي الشفاف و الي الحضور العظيم الذي لم يتمكن المكان من احتماله , فاصبح الناس خارج القاعة و في عز الامطار و البرد, الا يستحق القاضي رفع القبعات تقديرا و احترما ؟
القاضي و الحماس و الامل :
لقد أصاب مجدي في هذه الملاحظة الممتازة و ذلك لعلم مجدي ببواطن الامور في كاردف , نعم لقد اشاع القاضي الحماس في نفوس الناس و اعطاهم بصيص من الامل عندما قال بالامكان تغيير الواقع في اي مكان اذا ما اراد الناس ذلك , لذلك التف الناس حوله و في النفس شيء من حتي.
خاتمة مقال حبيبنا مجدي اسحق:
كنت اتمنى ان يقدم مجدي مقترحات عملية للمكتب الجديد بدلا من مطالبة القاضي باعادة قراءة الواقع في كاردف من جديد , و لكن يبدو ان حرص مجدي على الناس و على الجالية هو السبب في عدم تقديم مجدي لتلك المقترحات . لذلك طالب باعادة القراءة من جديد.
المستفيدون من عملية لطم الخدود و شق الجيوب:
هم الذين لا يستطيعون الجهر بالاراء و لمصلحة العمل العام , لذلك نطالبهم بالجهر باقوالهم و اراءهم من اجل المصلحة العامة .
مجدي اسحق ما عدمناك و نقول لك و بكل صدق ان مساهمتك هنا اكبر من مساهماتنا جميعا , فأنت لم تفارق كاردف الا جسدا ... لك الود و التقدير .
برير اسماعيل يوسف
|
|
|
|
|
|