|
كلمة الميدان...القلق المخادع February 23rd, 2014
|
كلمة الميدان February 23rd, 2014 القلق المخادع
عبَّر السودان عن بالغ قلقه وإدانته لما يتعرض له المسلمون في دولة أفريقيا الوسطى من تنكيل وقتل، مما أدى إلى كارثة إنسانية تمثلت في فرار الآلاف من المدنيين إلى دول الجوار ومن بينها السودان.
وهو قلق كاذب وفاضح، يُسيِّر السخرية والتهكم على حكومة السودان، التي قتلت مئات الآلاف من المسلمين ـ دارفور وجنوب كردفان وجنوبي النيل الأزرق ـ بدمٍ بارد ودون أي وخز من دين أو ضمير أو خلق قويم، وشردت أهلها في كافة أنحاء العالم والبلدان المجاورة، ولازالوا يعانون الآلام والمآسي في معسكرات تفتقد أبسط أنواع العيش الكريم، وتتفشى فيها مختلف الأمراض، لازالت المآسي والكوارث تتصاعد في هذه المناطق بسبب ما تقوم به سلطة المؤتمر الوطني من حرب وقتل تحت ستار مطاردة المتمردين.
ندعم قولنا هذا بالتصريح الذي أدلى به قائد ما يسمى بـ(الدعم السريع) العميد محمد حمدان دلقو، الذي وصف قواته بأنها قومية وحيادية في عملها الذي يوكل لها، وأنها لن تنحاز لأي طرف، بل تسهم في إستقرار الأمن بدارفور.
هذا التصريح يدحضه اللواء يحي الشيخ والذي جاء فيه: أن قوات الدعم السريع قدمت نموذجاً في التضحية والاستبسال، ولقنت المتمردين دروساً لن تنسى من خلال الإنتصارات التي حققتها في جنوب كردفان.
يحدث هذا في الوقت الذي يطلب فيه رئيس الجمهورية الحوار مع كافة القوى السياسية، بما فيها القوى الحاملة للسلاح في مناطق السودان المختلفة وتهدر فيه دماء مئات آلاف من أهلنا في تلك الولايات. هذا يؤكد أن التصريحات التي يطلقها حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ليست إلا خداعاً في خداع. إذ كيف يستقيم عقلاً ومنطقاً أن يتأسى المؤتمر الوطني ويقلق على المسلمين في أفريقيا الوسطى وهو لا يتورع ولا يخجل من قتل المسلمين في بلاده بمئات الآلاف؛ وكان آخرها القتل الجماعي والفردي رمياً بالرصاص الحي على المظاهرات السلمية التي اندلعت في سبتمبر/ أكتوبر 2013م مطالبة بتخفيض الأسعار.
إننا في الحزب الشيوعي نطلب ـ مرة أخرى ـ من الذين يريدون التحالف مع هذا الحزب الحاكم أن يراجعوا حساباتهم، لأنه يهتم بمخارجة نفسه من أزمته على حسابهم، دون أن يراعي مصلحة للوطن أو الدين أو الشعب، وهذا ما ستثبته الأيام القادمة.
|
|
|
|
|
|