|
بلد المليون ميل ومحــــــــــــــــــــــــــــــــــنة
|
هكذا قالت استيلا قاتيانو في كلمتها التي قدمتها أمام تجمع جائزة الطيب صالح بلد المليون ميل ومحنة توقفت عندها كثيرا ، أعدت سماعها ... الحياة تسير سيرا عاديا والناس يمارسون حياتهم بكل تفاصيلها بعض الناس يسبون الظلام ، وبعضهم يضيء بعض الشموع وحدهم المبدعين هم من يكتشف النظرية ، لتصبح كائنا حيا يعيش بين طيات الكتب ، ويجعل منها علما يدرّس في الجامعات كلنا نشهد المحن كل يوم في بلادنا .. محنة الفقر ، محنة الحرب ، محنة الموت المجاني ، والتشرد ، والنزوح ، والتشظي والتنازع ، والانقسام ، محنة الألم الفظيع والمعاناة والمكابدة. محن نعايشها ونعيشها ونتعامل معها وكأنها أخبار عن عالم آخر . نبحث فقط عن مخرج خاص بنا من بين ركام المحن.. وتظل المحن كائنات حية تعيش بيننا وتحيل حياتنا كلها إلى ألم وأذى.. أدمناّ الألم وفشلنا في احتماله ولم نستطع التصدي له .. كل محنة تسلمنا لأخرى .. وكل يوم نحن في محنة ... ضاقت بنا الرؤيا حتى عددنا المحنة مجرد ألم ..ثم أقنعنا أنفسنا وبعضنا بعضا بأن الألم لا محالة زائل.. جاءت استيلا برؤية متسعة ، ضيّقت العبارة ... وقالت لنا أننا بلد مصاب بالمحنة ..كما أصبنا من قبل باتساع المساحة حتى انقلب خيرنا شرا.. المليون ميل كلها مشحونة بالمحن وكل محنة تلد آلاف المحن كل يوم.. ونحن جزء من المحنة ، إن لم نكن كلّ المحنة ...
|
|
|
|
|
|