|
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن (Re: مني عمسيب)
|
الناس بالناس ما دام الحياة بهم .... والسعد لا شك تارات وهبات وأفضل الناس ما بين الورى رجل.... تُقضى على يده للناس حاجات لا تمنعن يد المعروف عن أحد .... ما دمت مقتدراً فالسعد تارات واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت .... إليك لا لك عند الناس حاجات قد مات قوم وما ماتت مكارمهم .... وعاش قوم وهم في الناس أموات ___________________ أشكرك كثيراً أختي الصغرى منى على فتح هذا البوست الذي يحمل اسمي كشاهد عيان .... واسم قيثارة النبوغ التي لا تكف عن عزف اللحن الشجي، ومنارة العلم التي لا تهوي وشمعة العفة والنقاء والكرامة والطموح التي تظل متقدة في أعماق من أحبوها وأنا منهم.
الدكتورة/ رشيدة عمسيب شخصية عامة تفانت في خدمة الوطن وافنت حياتها تؤدي رسالتها من أعلى منابر الشرف في الخدمة المدنية .... التعليم، تخرج على يديها أجيال وأجيال في مختلف مراحل التعليم. رشيدة عمسيب نموذج للمعلم السوداني الأصيل العفيف والطموح الذي ألقى جانباً مباهج الحياة وكرس نفسه للتعليم والعلم وطورت نفسها حتى حازت على اسمى درجات العلم .... الدكتوراه. كانت تعمل بعيداً عن الضوضاء (التي لا تحبها) حتى غادرت هذه الحياة خلسة. وطالما لعبت الدور الأبرز في تعليم وتخريج طلابها، فقد أتى الدور عليهم لإبراز مآثرها والدعاء لها سراً وجهراً. كانت الدكتورة رشيدة ترى كل تصرف وسلوك من منظار تربوي بحت ليقينها أن أي إبداع سواءً كان في العلوم التطبيقية أو التجريبية يجب أن لا يخرج عن السلوك القويم، وكانت تعتبر أن الظواهر السالبة في المجتمع سوف تتهاوى ولن تصمد أمام قوة الأعراف والسلوك. كانت المرحومة الدكتورة رشيدة عمسيب غير آبهة بهموم الحياة وظلت رافعة راية التحدي أمام أي موقف صعب ببسمتها المحيرة، ولذلك عجزت صروف الدهر أن تنال من طلعتها البهية أو المساس بأناقتها ونظراتها الثاقبة التي تحلل المواقف ولكنها لا تتخذ مواقف. ظلت المرحومة رشيدة طوال فترتها في جامعة الخرطوم معروفة على مستوى كلية الآداب، دفاترها وملاحظاتها وخربشاتها في المحاضرات موزعة بين الطلاب لأنها تعشق مكتبة الكلية والمكتبة الرئيسية وهي تسعد بالاتفاف الطلاب حولها، وكانت محفظتها مفتوحة أمام كافتريا الطلاب للشاي والعصيرات والساندوتشات خاصة لأولئك المفلسين (مثل شخصي) تجسد الكرم والسخاء في أبهى صوره. لم تعمل رشيدة عمسيب على تصنيف واختزال الناس هذا كذا وذاك كذا حسب بيئاتهم وطبقاتهم الاجتماعية والعائلية وخلافه، علماً أن هذه التصنيفات موجودة في الجامعات، كل جامعات العالم، شئنا أم أبينا وفي كافة المجتمعات، وإن لم تكن ملموسة فهي محسوسة. علاقتي مع الدكتورة رشيدة هي علاقة القرية النائية التي تهيمن عليها الأمية المطلقة مع المدينة أو الطبقة المستنيرة، التقت إرادة الاثنين لتشكلان معاً بوتقة ينصهر فيها الجميع ليخرج السودان بحلته وسحنته السودانية. تأثرت كثيراً برشيدة عمسيب لأنها منحتني الثقة في النفس مثلما منحت الكثيرين ذلك، عندما علمت أنني شخص ليس بذي هوى أو غرض وإنما شخص لاهث وراء الدليل والمعرفة، وادركت من خلال دراستها المتعمقة لعلم النفس وعلم النفس التربوي والتحليل لشخصيات الأدب والمعارف الأخرى أن مثل هذا الشخص الذي يتأبط ظلها موجود في المجتمع وهو يبحث عن شئ مجهول، وهي بدورها معلمة مربية تكبره عمراً، لن تبخل عليه، فلم تبخل. عندما تخرجنا من الجامعة وانتشرنا في مناكب الأرض، نسيت الجامعة ولكن لم أنس رشيدة. ولذلك سعيت إلى البحث عنها بعد انقطاع دام لحوالي العقدين من الزمن، لتكون بدايتي في البحث من نهاية الثورة الحارة التاسعة. كنت أبحث عن كنز منسي في التبر حتى وإن غطى عليه التراب إلا أنه ظل كنزاً يزداد ألقاً وبريقاً، وطالما أني وضعت هدفاً ثميناً، فالتعب في سبيله يهون. بعد غياب ربع قرن من البيت الذي زرته مرتين، تبلدت الكثير من ديموغرافيا المنطقة. وبدأت رحلتي بداية برجل يجلس على دكة بيت: - السلام عليكم... - وعليكم السلام. - ياخي لو سمحت بتعرف عائلة عمسيب في المنطقة دي. - لا والله. لكين ممكن تمشي الشارع التاني. هناك في ناس قُدام. ذهبت الشارع الثاني ووجدت شابين: -لو سمحتو يا جماعة بتعرفو عايلة عمسيب هنا؟ - لا والله. أنحنا عابرين طريق بس الشارع الثالث. رجل يبدو أنه من أرباب المعاشات كان واقفاً مربعاً يديه على صدره وكأنه يفكر في ثمة شئ. ولكن قطعت سيل خواطره - كيف حالك يا ابو الشباب. رد علىً مقتضب الوجه لأن عبارة "أبو الشباب" التي عرفناها في دول الخليج غير مألوفة هناك. - ياخي بسأل عن عائلة عمسيب وهم من قدامى الناس الكانوا ساكنين هنا، وأنا من مدة طويلة ما جيت هنا. تعرف حاجة عنهم؟ - آي ياخي. ديل ناس معروفين ناس عمسيب ديل. أمشي هناك للبقالة ديك على شارع الشنقيطي هم بدلوك عليهم. مع صاحب البقالة: - لو سمحت بتعرف ناس عمسيب؟ - إنت عايز مينو بالضبط كدة - أنا بسأل عن رشيدة عمسيب. رمقني صاحب البقالة برهة وربما أدرك أنني غائب منذ مدة طويلة من هذه البلاد. ثم ربما لاحظ أنني لا أشبههم. - رشيدة ساكنة في العمارة ديك. عاين هِناك. ثم نادى على شاب فقال لي: دا قريب رشيدة. - كيف حالك يا شاب. أنت قريب رشيدة؟ - نعم. - عندك تلفونها؟ أنا زميلها كان في الجامعة وعايش برة مدة طويلة وعايز اسلم عليها. - ألو رشيدة. كيف حالك. أنا اسماعيل زميلك في الجامعة وبدوّر عليك. - لا حول ولا قوة إلا بالله. إنت حي؟ -آي اللهم رب ارحم رشيدة عمسيب رحمة واسعة وادخلها فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء اللهم اجعل لها روضاً من رياض جنانك اللهم اغفر لها واصفح عنها فلا غافر للذنوب إلا أنت اللهم تقبل دعاء الرافعين الأكف إلى السماء والمشرئبة أعناقهم إليك راجين وملتمسين وطالبين العفو عن رشيدة عمسيب اللهم خذها إليك راضية مرضية ومطمئنة النفس وانزلها منزلة الكرام البررة ربنا أمرنا بين يديك وحالنا لا يخفي عليك ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم
منى.... أنا احترم رأيك وتوجهك السياسي مثلما يحترم الآخرون رأيي، وهذه الدروس تعلمتها مجاناً من المرحومة الدكتورة رشيدة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عنها . | مني عمسيب | 02-22-14, 02:37 PM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | معاوية الزبير | 02-22-14, 07:50 PM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | الفاضل يسن عثمان | 02-23-14, 01:18 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | عبدالله ود البوش | 02-23-14, 06:33 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | usama Babiker | 02-23-14, 06:37 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | ALWALEED ALSHEIKH | 02-23-14, 07:04 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | نورالدين الفحل | 02-23-14, 08:38 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | بابكر قدور | 02-23-14, 08:44 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | فيصل محمد خليل | 02-23-14, 08:51 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | محمد نور عودو | 02-23-14, 09:03 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | مهدي صلاح | 02-23-14, 09:12 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | الطيب رحمه قريمان | 02-23-14, 09:44 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | haroon diyab | 02-23-14, 10:30 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | alsngaq | 02-23-14, 12:38 PM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | مني عمسيب | 02-23-14, 02:03 PM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | مني عمسيب | 02-23-14, 02:10 PM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | إسماعيل ببو | 02-23-14, 10:46 PM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | عادل خياري | 02-24-14, 01:17 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | Imad Khalifa | 02-24-14, 06:01 AM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | مني عمسيب | 02-24-14, 12:08 PM |
Re: نعم اخي اسماعيل ببو.. لقد رحلت عنا الاستاذة رشيدة عمسيب ولم تبقي لي غير شهادتك التي كنت ابحث عن | مني عمسيب | 02-24-14, 12:15 PM |
|
|
|