|
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد (Re: ابو جهينة)
|
نقاش يومي يدور في حلقة مفرغة تسوده الرغبة أحيانا و أحيانا يردعه خلقه الذي تربى عليه .. وتارة يمسك وسواس لعين بتلابيب رغبته يوبخه على جبنه و تردده .. ويهمس له بأن إمض في هذا الطريق المفروش بالورد رغم الشوك النابت على أطرافه .. وتارة أخرى تجرجره نخوته إلى جادة العقل : يا زول إنت عندك أخوات .. خاف ربك ..
و تعاود الفتاة الكرة تلو الكرة و تضيِّق عليه خناق الحب و العشق و هي في دهشة من متاريس صده و أسوار مقاومته .. و هي التي يتمناها أبناء أعرق الأسر .. و زاد هذا من عنادها و تحديها فراحت سادرة في غى عشقها المستحيل .. تهديه العطور .. تختلس قبلة رغما عن تقهقره فزِعا .. تعتصر يده في عصبية و هي تتظاهر بإغلاق الباب .. تسبق أخواتها في ركوب السيارة في المقعد الذي خلفه مباشرة لتمد يدها و تسرق لمسة مرتجفة على خده .. فيتأفف فتقرصه على أذنه ( يا ######## ) .. يتصبب عرقا حتى في عز برد هذه المدينة الجاف. تمادت يوما .. قالت له بالهاتف : أنا بروح عند صديقتي بجيب شيء و برجع .. إنتظرها داخل السيارة .. قالت له : تعال أفتح الباب .. نظر إليها نظرة ذات مغزى .. فهو يعرف أنه لم يعودهن على فتح أو غلق الأبواب لهن .. نظرة تدل على أنه يعرف ما ترمي إليه .. قال لها محذرا : أعملي حسابك .. ما تعملي أي حركة من حركاتك ديك .. و ما كاد يفتح الباب حتى فاجأته بأن طوّقتْه بكلتا يديها .. أحس بوهج لهيب أنفاسها تحرق عنقه .. حاولت أن تقبله على شفتيه .. تملص منها و دفعها فإستندتْ على السيارة .. أفاقت من نزوة جنونها و ثورة شبقها .. و نظرت إليه قائلة و أنفاسها تتلاحق : أنا وراك و الزمن طويل .. و لعلمك .. أنا أي حاجة عاوزاها لازم آخدها ..
ظل طوال الليل أرِقا .. يقلب الأمر على كل جوانبه .. ثم ماذا ؟؟ لو لاحظ أحد أفراد الأسرة فإنها الكارثة ... حتى و إن شكاها إلى والديها .. فهل سيصدقونه هو أم سيصدقونها هي إن هي أنكرتْ كل دعاويه ؟؟ أصابه الذعر عندما وصل إلى هذا الإستنتاج .. ظل ساهرا .. و طيف أسرته هناك يتراقص أمام ناظريه .. يهتف هاتف بداخله : يا زول ألحق نفسك و روح شوف ليك شغلة تانية قبال البنية تسوي ليك مصيبة. لكنه مرتاح هنا و قد عرفهم و عرفوه .. بل و يقدرونه و يكرمونه .. قرر أن يستعمل معها كل أنواع الصد و التحذير و التخويف .. لا بد أن يردعها تماما .. و يوقف تماديها .. لكنها فاجأته بنقلة نوعية في جرأتها قبل أن يلملم شتات نفسه .. فقد قام مذعورا من نومه و هو يجدها مندسة معه في السرير بجانبه بقميص نوم يشف عن كل جسدها تعلقتْ به متشبثة بعنقه .. قاومها .. و لكن كانت تدفعها رغبة جامحة وقودها عشق كالبركان تفور حممه قبل أن يلفظها شواظا من نار يحرق الأخضر و اليابس .. إنزلق من على السرير .. و هي متشبثة بعنقه .. فإنزلقت معه و إرتميا على الأرض .. قام و هو يحاول التملص منها .. فطوقته من ظهره و إرتمتْ به على السرير .. ثم طوقتْ خصره برجليها و أطبقتْ على صدره بيديها و أراحتْ رأسها على ظهره و أنفاسها تعلو على لعناته و تحذيره .. و عندما عرف أنه ( ولات حين مناص من فورة نزوتها ) .. تحول إلى ذلك الوحش الكامن فيه عند الغضب .. فسحبها من جدائل شعرها الطويلة المنسدلة .. ثم صفعها صفعة طرحتْها أرضا .. قالت و هي تمسح الدم السائل على أطراف فمها و كلماتها تخرج في حشرجة و ينزف ألما : إنت مو بشر .. إنت عديم إحساس .. تقدم منها مادا يديه ليرفعها من على الأرض .. و قد فاضت نفسه بعشرات الأحاسيس .. شعر بندم على معاملته .. ضربته على يده بغضب .. و لوتْ شفتيها .. و أشاحت بوجهها عنه .. جلس بالقرب منها .. أمسك بذقنها الصغيرة و رفع وجهها إليه .. و كفكف دمعها .. و مسح برفق على بقايا الدم على أطراف فمها .. نظرتْ إليه بإمتنان ، فهمس يائسا : يآآآآآه .. كم هي جميلة .. ؟ و شجعتْه مزامير حزينة تعزف على وتر اللحظة على أن يدلق عليها كل أسفه القديم و الجديد .. بل كل جبنه و تردده .. و كل نخوته المدلوقة على عتبة رجولته ومشاعره .. و سبحا سويا في غمامة من حميمية .. و عتاب صامت .. و عفو هامس .. نسي تماما أين هو .. و من هو .... ومن هي . تقوقع في صدفة ندمه و شرنقة هذا الذي عافه خلقه و خوَّفه من العيب ..
و عندها .. ألْفَيا ( أبوها ) واقفا بالباب .. و خنجر الخيانة الذي ظن أنه كان مغروسا منذ زمن يجعل الدم يغمر عينيه بغضب مزلزل .. و في حسبانه وقتها أنها ( همتْ به ) و أنه ( هم بها ) دون أن يرى برهانا من براهين ربه حينئذ .. لم يكن أبوها في سماحة و عفو (عزيز مصر) فيقول لها ( إقلعي عن هذا و توبي(.. و لم يستشر أحداً ليعرف من أين قُدَّ القميص .. من دُبُر أم من قُبُل بل إنتصر لشرفه المراق في غرفة (سائق) أجنبي. .... .....
و هناك .. حيث يكون القلق و الأمل كفرسيْ رهان .. جربتْ أسرته كل السبل لتعرف مكانه .. بعد أن إنقطعتْ مكالماته و رسائله .... و إنقطع المصروف عنهم .. ما فتئوا يسألون كل من يعرفون في بلد إغترابه .. طرقوا أبواب كل الطيور العائدة إن كانت تعرف له طريقا .. فيأتيهم الرد أحيانا ليطمئن قلب الأسرة المكلومة : ( و الله الزول دة زى ال سمعنا إنو راح أمريكا ولا أستراليا .. غايتو ما متأكد) ..
فيلمع بصيص من أمل .. ليعود لتخبو جذوته عندما يأتيهم رد قاطع: و الله كنا بنشوفو في السوق .. لكن طولنا مما شفناه .. وما قال لينا إنو مهاجر لبلد تانية ..
تعبتْ الأم .. و مرض الأب مرة أخرى .. و جرفت الحياة البنات في تيارها مع أزواجهن .. و سكتت الأم عن السؤال المباح .. و سكن الحزن الأبدي في مقلتيها و بين حنايا قلبها المكلوم .. تواسي نفسها برفقة زوجها المريض الذي تقرأ في عينية تساؤلا لا ينتهي ..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-19-14, 11:11 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-19-14, 11:15 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-19-14, 11:19 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-19-14, 11:26 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-19-14, 11:32 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-19-14, 11:41 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-19-14, 11:51 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-19-14, 05:11 PM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-20-14, 09:56 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | باسط المكي | 02-20-14, 12:18 PM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | عبد الحميد البرنس | 02-20-14, 05:46 PM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ترهاقا | 02-20-14, 06:03 PM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | إدريس محمد إبراهيم | 02-21-14, 09:58 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-21-14, 10:44 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-21-14, 10:43 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-21-14, 10:40 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-21-14, 10:18 AM |
Re: زليخا ... في كيْدٍ جديد | ابو جهينة | 02-21-14, 10:32 AM |
|
|
|