|
Re: ما بين وثبة عمر البشير ووثبة ماو زيدونج! (Re: محمد المسلمي)
|
أخي محمد المسلمي، لم أقصد المعنى الذي أشرت إليه فبلاشك هناك المتدينون الصادقون وأحسبهم مازالوا أغلبية، لكن قبل الإنقاذ كان الإنسان إذا رأى إنسانا ملتحيا وفي وجهه علامة صلاة فإنه يثق به فورا ويأتمنه على ماله حتى لو لم يكن عرفه إلا قبل دقائق فالتدين قبل الإنقاذ ارتبط بمكارم الأخلاق ولم يكن هناك أي مجل لسوء الظن بالمتدينين، أما الآن فقد وصل الأمر أن قرأنا قبل أسابيع عن خبر وجود محل وشم يقوم بصنع علامات السجود على الوجه، ناهيك عن أخبار الفساد المالي التي ارتبطت بحكم المؤتمر الوطني عبر ما يقارب ربع القرن،وبعد أن أصبح الدين مطية لنيل الدنيا فمن يثق بمن هو ملتحي ولديه علامة صلاة دون أن يمحصه فلا يلومن إلا نفسه!
ويا أخي أنا أبعد من أن أكون الصوفي الملتزم ولولا بقية من حسن ظن بأن الأمة قد لاتخلو من الخير لظننت أن التصوف الحقيقي نفسه قد انقرض ، وقبل أيام سألت صديق مغربي متصوف يتابع أخبار التصوف هل يعلم بوجود شيخ له المواصفات التي وصفها الدباغ في كتاب الإبريز ونحن في عصر الإنترنت والفيسوك واليوتيوب حيث تنتشر الأخبار بسرعة ويشتهر المشايخ في لمح البصر، فأجابني بما! فبعد أن أصبحنا نرى مشايخ يعلنون أنهم كانوا يمارسون عبادة الشيطان والسحر السفلي وتابوا عنه، وبعد أن قرأنا خبر احتيال نصاب على شيخ طريقة حتى زوجه ابنته، وغير ذلك من المصائب أصبح التصوف شيئا نكاد نقرأ عنه في كتب التاريخ ولانكاد نرى منه شيئا في عصرنا هذا! ومسألة عدم الصلاة خلف إمام يعتقد بعقيدة الجهة والتجسيم فحتى الجهوية المجسمون لايقبلون أن يصلي بهم من يعتقد بخلاف اعتقادهم وهذا شئ طبيعي فهذا اختلاف في تعريف المعبود.
وأخيرا أخي محمد المسلمي لم يمر بي من أبناء مشايخ الطرق من انشق عن التصوف نحو السلفية غيرك أنت سوى شخص واحد كان زميل دراسة ووالده أحد خلفاء القادرية، وكان هو كاتب الخليفة فكان يكتب الأحجبة وما شابهها للمريدين، وكان تبريره لي أن ماكان يفعله هو سحر بل إنه تمادى ونسبه للعبرانيين، وقد اختلفت معه في ذلك وتطلب النقاش أن يكشف لي عن بعض الأشياء التي كان يقوم بها وهو ما رفض أن يقوم به رغم قوله بأنه تاب عنها وانتهى النقاش لطريق مسدود، ولكن كنت أتمنى لو أن شخصا مثله ومثلك بدلا من التخلي عن التصوف أن يقوم بحركة إصلاحية تزيل الأشياء السالبة من التصوف وترده لعهده الأول، ولكان ذلك سيفتح بابا في كل الطرق بظهور حركات إصلاحية فيها، طبعا مع الابتعاد عن مسألة الجهة والتجسيم تلك! ولك سلامي!
|
|
|
|
|
|