التجمع الوطنى الديمقراطى.. من دقّ الاسفين الاخير فى نعشه _ بقلم/إحسان عبد العزيز

Quote: وعموماً فقد كانت تلك هي روح التجمع الوطني التي سادت بين الأحزاب الكبيرة والأحزاب الحديثة (أحزاب الفكة) وهو مصطلح إستخدمته كوادر الحزبين الكبيرين وروج له د. شريف حرير إمتعاضاً، وتناوله في عدة مناسبات، ففي ندوة أقامها التجمع الوطني في ذكرى إنتفاضة أبريل عام 2001م تحدث حرير عن تداعيات هذا المصطلح مما أثار غضب أحد قيادات الإتحادي الديمقراطي في ذلك الحين ، ووقف محتجاً على تصريحات حرير، فدكتور حرير كان أميناً للتنظيم والإدارة بعد مؤتمر مصوع سبتمبر 2000م ونائباً للأمين العام، وعرف عنه إنه كان يمثل التيار المعارض للسياسات الفوقية، وسيطرة الإتحادي الديمقراطي على مقاليد الأمور داخل التجمع الوطني، إلى جانب قلّة من القياديين من الاحزاب الاخرى وعلى رأسهم الاستاذ التجانى الطيب، إلى أن جاء زمن تجرع فيه الجميع كأس الصمت...ومن الحكايات التي ترددت في الوسط التجمعي عن د. شريف أنه في إحدى جلسات إجتماعات هيئة القيادة برئاسة الميرغني رفع يده لإعطائه فرصة للحديث، ولكن الأخير غضّ الطرف عنه وتجاهله ولكن د. حرير أصرّ على أن تظل يده مرفوعة حتى نهاية الجلسة دون أن يحصل على "فرصة العمر" وهذا شكل من الأشكال التي توضح إختلال موازين الديمقراطية داخل التجمع الوطني، فالمصطلحات التي إبتدعها التجمع وأدخلها على قاموس السياسة السودانية من "تراضٍ، موازنات سياسية، إتفاق، وفاق...الخ" سخرت جميعها لترضية الإتحادي الديمقراطي خاصة بعد خروج حزب الأمة منافسه التقليدي وشريكه في خارطة السودان القديم.