تغريبة دار الريح.. رواية جديدة...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-03-2024, 08:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2014, 03:03 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تغريبة دار الريح.. رواية جديدة... (Re: احمد ضحية)

    4
    فيما كان جادين جانو،يتأمل هذه الشذرّة من شذرات صانع الفخار، ، في مخطوطة مفرودة على الأرض أمامه. كانت الذاكرة تسحبه إلى اللحظة، التي غادر فيها إنداية تام زين، وهو يحمل معه، في طريقه إلى البلدة القديمة، كل ما خلفه صانع الفخار والخزين، أمانة عندها، من مخطوطات و أوراق، دون عليها صانعي الفخار خبراتهم ورؤاهم عبر آلاف السنوات. ومضى ينتظر القافلة التي حملته أول مرة،عند أطراف البلدة.
    ظل صانع الفخار (الأب) حتى أيامه الآخيرة، يطالب بإنهاء الرِّق والتمييز العنصري، كما ظل صانع الفخار حفيده، حتى ظهيرة مقتله، مصلوبا ومحترقا على عيدان شجرة اللعوت، التي تتوسط فناء كنيسة المقرن القديمة، يطالب بإيقاف حروب الإبادة، ضد أولئك الذين لا يشرئب وجدانهم، للإنتماء إلى البلدان، خارج حدود البلاد الكبيرة، والإرتماء في أحضانها الباردة، الموحشة!
    يتنهد جادين جانو في سرِّه:
    "كان أعظم داعية للحرِّية وحقوق الإنسان، في تاريخ البلاد الكبيرة"
    في السنوات القليلة، التي سبقت إستقلال البلاد الكبيرة، كاد التوتر يفتك بصانع الفخار (الأب) في البلدة القديمة، إذ كانت كل أفكاره ومشاعره، مركزة حول زوجته، التي ظلت خلال ثلاث عقود متتالية، تفقد جنينها ما أن يبلغ الشهر الثالث، إذ يتوقف نموّه ويموت في رحمها. وفي كل مرة يجهض لصانع الفخار الأب جنين، تقول زوجته وهي تغالب دموعها:
    "يبدو أن أطفالنا يرفضون التورط، في الحياة المشبوهة لهذه البلاد الموحشة!"
    فيعزيها في حنو ومودة:
    "لا بأس. قد يغيرون رأيهم في المرّات القادمة"
    وتستمر محاولات الإنجاب، ومثل كل مرة تعاني زوجته أشد العناء، في حمل جنين جديد. وبعد سنوات من عذاب المحاولات الفاشلة. ولد صانع الفخار (الإبن)، فكادت قلوب كل صانعي الفخار عبر التاريخ، الذين كانوا قد فقدوا الأمل في إستمرار سلالتهم المباركة، تتوقف عن الحركة لفرحتها الطاغية. دون أن يتمكنوا من إخفاء مخاوفهم، لأن الوليد النّاجي بدى ميتا، فلم يتنفسوا الصعداء، إلا بعد أن صدر عنه ذلك الصراخ الحاد، بعد ثلاثة أيام من إنجابه، وبعد أن كررت القابلة صفعه بشدة، على مؤخرته الصغيرة، أكثر من مرة!
    كانت جذور هذا الطفل، تمتد بعيداً في تربة البلاد الكبيرة السمراء، التي لطالما اقتلع منها الغزاة و المستعمرين والمستوطنين أجداده، ليباعوا ويشتروا في الجوار، والضفة الأخرى من الأطلسي الرهيب! لتستغل أجسادهم وأرواحهم لخدمة السادة المزعومين، الذين لطالما شكلوا عبئا على تاريخ البلاد الكبيرة والتاريخ البشري!
    كان صانع الفخار (الأب)، كأسلافه من صانعي الفخار الأماجد، بتطلعاته الواسعة، فعمل إماما في مسجد البلدة القديمة العتيق، بعد أن تلقى قدرا من المعارف، في (رواق دار الريح) بالأزهر الشريف، وعاش بعد زواجه في بيت والده صانع الفخار (الجد) الذي كان –البيت- قد إنتقل إليه من صانعي الفخار، الذين ظلوا يتوارثونه جيلا إثر جيل، منذ جدهم صانع الفخار (الأكبر)، الذي كان راعيا لكنيسة البلدة القديمة، والتي كانت قد شيدت على أنقاض المعبد اليهودي، الذي كان صانع الفخار (الأكبر) أحد حاخامته، بعد أن تخلى عن ديانته النوبية القديمة.
    ظل نشاط صانعي الفخار، عبر تاريخهم مؤثرا جدا في حياة البلدة القديمة. يرافقهم في مسيرة هذا النشاط أسلاف الخزين ود طبلة. ولطالما سارا (صانع الفخار الحفيد والخزين الأب)، معا.. على ذات الدرب، التي سار عليها أسلافهما، والتي لطالما جلبت لأسلافهما، تنكيل السلطات الحاكمة في كل العصور، حتى أصبح إسم صانع الفخار، المقترن –دائما- بإسم رفيق دربه الخزين ود طبلة، دلالة بديهية لمقاومة الظلم والمطالبة برد الحقوق.
    ولهذا السبب بالذات، ورغم كونهما معارضين، إمتنع كلاهما: صانع الفخار الحفيد والخزين (الأب) من الإنضمام للكيانات المعارضة للسلطات الحاكمة أسوة بأسلافهما، فقد استقر في وجدانيهما، أن حال البلاد الكبيرة، لن ينصلح لطالما على رأس معارضتها الطائفية البغيضة، واليسار المتواطيء، ومُلاك الحقيقة المطلقة حراس النوايا شذاذ الآفاق!
    البلدة القديمة التي كانت في تاريخها القديم، قاعدة لحملات الرِّق، التي تستهدف دار الريح والصعيد، وأجزاء من جنوب شرق النهر، ترك تاريخها المظلم آثارا عميقة، على وجدان الكثيرين. إنسحبت هذه الآثار على الأجيال المتعاقبة، بعد إنقضاء عصور الرِّق. فكان يغلب على صانع الفخار (الأب)، البكاء حينما يقف عاجزاً عن تفسير: لماذا ينبذ أقرانه بعضهم البعض، ولماذا كانت الأمهات تمنعن أبناءهن، عن اللعب مع بعضهم البعض. وكان الخزين (الجد) يحاول أن يشرح لصانع الفخار (الأب) ، أسباب هذا البؤس، الذي تعيشه البلاد الكبيرة، مستشهدا دائما بقول والده:
    "يجب أن يحفز فيك ذلك، إرادة التغيير. كما كان أسلافك يطمحون"
    وبعد مرور سنوات من طفولته، تنقل خلالها بين خلاوى السافل ودار الريح ودار صباح، ومنها إلى مدرسة البلدة القديمة، التي كانت قد إنفصلت لتوها، عن مسجد البلدة القديمة، مستقلة بذاتها، إلى أن التحق بكلية "غردون التذكارية" متفوقا على أقرانه، عثر على الكثير من الإجابات، لكثير من الأسئلة الحارقة!
    حافظ صانع الفخار (الحفيد) على هذا التفوق الوراثي، الذي رشحه لمنحة في إحدى جامعات عاصمة الإمبراطورية، التي لا تغيب عنها الشمس. السفر والدراسة خارج البلاد الكبيرة، ساعدا صانع الفخار (الحفيد)، على فهم العالم و توسيع مداركه، لحد كان يذهل مدرسيه، بإكتشافه لأُكذوبة الكثير من المفاهيم الشائعة في البلاد الكبيرة! وفي الإمبراطورية العجوز أيضا!
    وبعد عودته كانت آخر فلول الإستعمار، تتهيأ لمغادرة البلاد الكبيرة، والعطبراوي من خلفها يغني:
    "يا غريب يلا لبلدك.. سوق معاك ولدك.. لملم عددك"
    وفي الليلة التي تلت رفع العلم، كان صانع الفخار (الحفيد) يواري جسد والده صانع الفخار (الأب) وهو يقرأ عليه مع الدعاء له عهد الأسلاف، من صانعي الفخار الأماجد، الذين قضوا نحبهم، وهم يطلبون التغيير في كل عهود الإستعمار الأجنبي والمحلي الفاسدة!
    يعلق ود التويم:
    "هو العلم ده داير مروه؟ هو الرفع ده مشكلة يعني؟ أي زول ممكن يرفعو.. شابكننا رفعنا العلم، رفعنا العلم.. نزلوه ياخي وريحونا، بل قرف معاكم"
    فيضحك حمد الأعرج وهو يصفق بيديه ويهتز كقرد عجوز:
    "علي الطلاق يا ود التويم إنت سكرت.."
    "سكرت.. سكرت، أصلها خمر الرب.. بعدين القال ليهم أرفعوه منو، إنت ده.. أمانة في ذمتك، في زول جا شاورك؟"
    .. ورفض صانع الفخار (الحفيد) أن يحل محل أبيه، كإمام لمسجد البلدة القديمة العتيق. ومضى منشغلا بهموم الناس وأزمة المكان، الذي أصبحت الأرضة واللبلاب البشري، ينتشران في كل أرجاءه!
    بعد وفاة والده بعدة أشهر، مضى صانع الفخار (الحفيد) إلى دار الريح، التي كانت وقتها ميدانا خصبا للنضال، ضد التمييز العنصري، لنظام الطائفي المستنير -الذي تم خلعه فيما بعد إثر إنقلاب عسكري- والذي حوّل التمييز، إلى حرب أهلية ضارية، أشعلت شرارتها، غارة تحالف من (قبائل الجنجويد الرعوية) بدعم من نظام الحاكم العام، على أراضي الأهالي (المزارعين) البسطاء. فما كان من نظام الحاكم العام، المتكيء على عصاة العرّاف، إلا أن أرسل مليشيات ممن أطلق عليهم المجاهدين، ووحدات من الجيش، مسحت قرى الأهالي من الوحود. بعد أن تم إغتصاب النساء وقتل الرجال. وهكذا أصبحت أوضاع دار الريح كلها، تنذر برد فعل عنيف يمكن أن يفجر أنهارا من الدماء، تكفي لإغراق كل أراضي البلاد الكبيرة!
    بإنقلاب طائفة مُلاك الحقيقة المطلقة، على كبير الوزراء الطائفي المستنير، وتنصيب الحاكم العام رئيسا للبلاد الكبيرة، ذات فجر شاحب، أُفتتح عصر جديد من المعارك الطاحنة، بين فروج النساء والأعضاء الذكورية للرجال المؤمنين، وصارت البلاد الكبيرة ساحة للرغبات العارمة والرّعشات، التي لا تهدأ إلا لتبدأ من جديد، تزود الإندايات بالحكايا الراجفة، عن النسوة اللائي طارت سراويلهن! والرجال الذين تعرّت مؤخراتهم، لتستقبل خوازيق بعضهم البعض!
    فيما كانت أحلام صانعي الفخار المتعاقبين، التي استلهمت النهود الرائعة، لنسوة البلدة القديمة الماجدات، تنهار، منذ حوّل المستوطنون المتعاقبون، نساء البلدة القديمة إلى محض محظيات. وبالميلاد غير الشرعي لأول حاكم عام بُعيد الإستقلال من الإستعمار الأجنبي، كان المستوطنون قد أكملوا تزييف خريطة البلاد الكبيرة، ووجهة تاريخها ومستقبلها!.. بل وأصبحت الأمهات تخفن أطفالهن كي يشربوا الحليب ويناموا، بأن هناك (زنجي يختبيء تحت السرير)!
    وبعد أن أدرجت إلى حيز التطبيق العملي، كل المشاريع المأزومة، للطائفية ومُلاك الحقيقة المطلقة، وأحيلت المشاريع الكبرى إلى الإرشيف، لتتراكم عليها طبقات النسيان، في مزابل قصر الحاكم العام ومقار طائفة العراب، ودار الوثائق المركزية والوزارات، التي تحوّلت لخفارات مهمتها حراسة تلك المزابل. إعترت البلاد الكبيرة الكثير من التبدلات والتحولات، وأصبحت كالمسخ إذ طال التشوّه كل شيء!
    من خلال الخدر الذي يمنحه عرق البلح السوبر، الذي يسري في تضاعيف دماغ جادين جانو. كان يرى هذا الحال الذي تغير إلى غير رجعة، بما بثه الحاكم العام من رعب في البلدة القديمة، المولعة بالإندايات. والتي بدأت ذكريات أهلها تتلاشى، حتى لم يعد لديهم الكثير منها لتبديدها، بعد أن استئصل مُلاك الحقيقة المطلقة وعسسهم ذكرياتهم كما تستأصل الزوائد الدودية!
    فقط جادين وحده، لا يزال يخبيء ذكرياته في قاع بعيد من ذاكرته ضد النهب، بتشبيعها بمدونات صانع الفخار، إلى حد أن ثقبت الذاكرة في وجدانه، أنفاقا من الذكريات، تفاجئه محتوياتها من آن لآخر، بحضور طاغ. يزداد كثافة يوما بعد يوم!
    ربما أن السبب في نجاة ذكريات جادين من النهب والتبد د العام، كان بسبب حبه الغامض لست البنات. وربما كان بسبب حبه للمعرفة حد الشغف. وهو الحب ذاته، الذي وقف وراء رحلة بحثه الطويلة، عن إرث صانع الفخار والخزين. إذ لطالما اعتقد أن معرفته لما جرى ويجري، في العهود البائدة البعيدة.. وما وراء الجدران المتعاقبة، التي سيجت ذاكرة البلدة القديمة لآلاف السنوات، خلال عصور من الحضارات المتنحية والمرتاعة والمروعة والضائعة، على ضفاف الأنهر والوديان، التي تنسج أرض البلاد الكبيرة. تكمن شروحات الألغاز الرهيبة، التي تحاصر حياة الناس!
    كان يبحث عن إجابة لكل شيء.. إجابة عن بقاء صانع الفخار الحفيد ثلاثة أيام غائبا عن الوعي، قبل أن يطلق صرخته الأولى! بعد أن توالت ضربات القابلة على مؤخرته البريئة! كذلك أخوته المجهضين الذين سبقوه، ولم تكتب لهم النجاة.. أراد أن يعرف: لماذا ظل صانع الفخار يحمل إسم (صانع الفخار) عبر آلاف السنوات، دون أن يتغير هذا الإسم، الذي لا يميز فيه المؤرخون، بين صانع فخار وآخر، إلا بكلمة واحدة: الأكبر، الجد، الأب، الإبن، الحفيد، إلخ...
    وفيما كان يبحث عن هذه الإجابات، كان الطائفي المستنير، الذي لطالما شعر أن البلاد الكبيرة محض (ضيعة) ورثها عن جده الذي (إمتلكها) بحد السيف ووضع اليد! يمضي لتأكيد تحالفه مع الحاكم العام، بقبول وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، وفي الوقت نفسه التنسيق مع القوى المعارضة للحاكم العام، التي كان يختلف ويأتلف معها من آن لآخر، بسبب محاولاته المستميتة لتدجينها، وإدخالها في عب الحاكم العام وأتباعه، من طائفة مُلاك الحقيقة المطلقة!
    فالرجل الفرق بينه وبين الحاكم العام، أنه يعرف كيف يتأنق بالكلمات، وكيف يخفي طبيعة مشروعه الإستبدادي الظلامي –الذي هو ذات مشروع الحاكم العام- وكيف يبطن خلاف ما يظهر، وكيف يدعي الديموقراطية، بينما يخفي وجها عقائديا شموليا بائسا!
    لذلك كان يرى في دخيلته ان زوال الحاكم العام، يعني زوال سلطة الطوائف على البلاد الكبيرة، وعلى هذا الأساس، تمكن من إقناع رصيفه الطائفي (شهبندر التجار)! فمضيا يعلنان المعارضة جهرا، ويوطدان دعائم سلطة الحاكم العام سرا!
    ولأن الرجل كان صاحب عبقرية فذة، قل أن يجود الزمان بمثلها، قسم طائفته ك(المرارة) إلى عدة أكوام، إلى جانب الكوم الذي يقوده شخصيا، كمعارض مزعوم للنظام وحليف له في الوقت نفسه!
    كوم يتزعمه إبن عمه بغبائنه المعروفة في نزاع السلطة والثروة داخل الطائفة المالكة.. وكوم يرى أن قضايا المهمشين عادلة، وأن الحاكم العام دفعهم دفعا لحمل السلاح، بعنجهيته وصلفه وعنصريته، وهو الكوم الذي لا زال يحمل أحقادا عميقة، نتجت عن صراعات قديمة، بين الطائفي المستنير وعمه، الذي كان يرى، أنه أحق بقيادة الطائفة المالكة من إبن أخيه المستنير!
    وكوم آخر من أبناء الطائفة الفقراء، وهؤلاء كانوا بوعيهم الغامض، يكنون لصانع الفخار نوعا من الإعجاب الملتبس، بدفع من وطأة الفقر والتطلعات الخجولة، لتحقيق ذواتهم. وتحت وطء هذا النوع من الأحاسيس، كانوا يندفعون مع المتظاهرين لإسقاط الحاكم العام، تسبقهم هتافات أهاليهم المؤيدة، الذين ظلوا يكتوون بنيران ما ينتج عن صراعات الأسرة المالكة، أكثر من إكتواءهم من نيران الحاكم العام!
    العارفون ببواطن الأمور، وبطبيعة الحال حمد الأعرج وود التويم ليسا منهم، يقولون حول نظرية الأكوام هذه:
    إما أن الرجل يراوغ بتوزيع "البيض" في سلال مختلفة! أو أن هناك صراع جوهري فعلي داخل الأسرة المالكة؟ خلق هذا القدر الهائل من الإضطراب في المواقف؟ التي لازمت طائفته تاريخيا؟
    ولأن الرجل غرابة أطواره لم تكن لها حدود، ما أن علم بإنقسام بعض مُلاك الحقيقة المطلقة عن الحاكم العام، حتى مضى يتوسط لهم المعارضون، كي يقبلوهم في مجلسهم الديموقراطي الثوري:
    "كيف تريدنا أن نقبلهم؟ منذ متى كانت لهؤلاء "القتلة" مباديء أو أخلاق؟ أنهم لم ينقسموا الآن إلا لشعورهم بأن سفينة الحاكم العام توشك على الغرق"
    "كيف تريد لنا أن نقبلهم وقد فصلوا الصعيد، وقاتلوا بمليشياتهم أهل دار الريح، وعلى أعناقهم دماء الملايين من أبناء البلاد الكبيرة، أليس هؤلاء هم الأشخاص أنفسهم، الذين ألغوا دور الجيش ومنحوه للأمن والإستخبارات، والمليشيات بأشكالها وأنواعها؟ لماذا نقبلهم بيننا الآن، ونحن نعلم أنهم ما خرجو على الحاكم العام، إلا بعد أن أطاحت بهم صراعات مراكز القوى، داخل طائفة ملاك الحقيقة المطلقة والنظام، فأصابتهم "الغبينة" بعد أن فقدوا إمتيازات السلطة في الطائفة والدولة، وبعد أن فشلت محاولاتهم الإنقلابية على الحاكم العام؟! لن نقبلهم بيننا، وهذا آخر كلام"
    "وما هو أكثر أهمية أن هؤلاء ولاءهم لمشروعهم الذي مزق البلاد الكبيرة وأفشلها، أكبر من ولاءهم للبلاد الكبيرة"
    خرج الطائفي المستنير، وقد تملكته خيبة الأمل، ومضى يفكر في حيلة، يجمع بها بين هؤلاء الفرقاء، الذين يهددون (مُلك أباءه) كما أستقر في وجدان طائفته المالكة، عبر تاريخها الفاشل!
    نواصل
                  

العنوان الكاتب Date
تغريبة دار الريح.. رواية جديدة... احمد ضحية01-07-14, 10:17 PM
  Re: تغريبة دار الريح.. رواية جديدة... احمد ضحية01-07-14, 11:08 PM
    Re: تغريبة دار الريح.. رواية جديدة... Abuzar Omer01-07-14, 11:58 PM
      Re: تغريبة دار الريح.. رواية جديدة... احمد ضحية01-08-14, 00:50 AM
        Re: تغريبة دار الريح.. رواية جديدة... احمد ضحية01-08-14, 02:42 AM
          Re: تغريبة دار الريح.. رواية جديدة... احمد ضحية01-08-14, 03:03 AM
            Re: تغريبة دار الريح.. رواية جديدة... احمد ضحية01-08-14, 06:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de