|
Re: الأرملة البتول (Re: الزنجي)
|
- ونعم بالله يا بنتي
زالت تلك النضارة التي ظهرت بها محاسن أيام العرس، وعادت محاسن الغبشاء الناشفه، وزال كل الشحم والنعومة والدلال، تكد في البيت وفي الحقل، وتجامل في القرية وتخدم في المناسبات، لكنها أصبحت كثيرة الصمت، قليلة الضحك.
وبعد مضي السنة الثالثة وبعدما تزوج خلال تلك الفترة الكثير من بنات القرية وشبابها، ورزق جميعهم بالذرية، قلّب ذلك المواجع في نفس أم محاسن، وبدأت أم عبيد تلح على ولدها بالزواج من أخرى لعل الله يرزقه بالذرية، ولكن عبيد لم يستجب لها..
ومضت سبع سنوات ولم يتغير شئ.
ومات عبيد.
وقضت محاسن عدتها، وخرجت تمارس عملها المعتاد في الحقل وفي البيت وفي القرية..
****
- ما عندكم لينا عزباء نعرسها بعد المرحومة؟
- والله يا محمود مافي غير محاسن، لكن أظن عندها مشكلة في الولادة
- يا زول مافي مشكلة، كلو بأمر الله ، كان جانا منها جنى فخير وبركة، وإن ما جا كمان الله كريم..
ولم تمض أياما قلائل على هذا الحوار حتى كان قد تحدد يوم العقد، ثم تم العقد بعد صلاة الجمعة في مسجد القرية، وبما أن كلاهما – العريس والعروس- كانا ثيبين، فلم تكن هناك أية مراسم بعد العقد سوى عزومة الغداء، بل بعد أن جهزت العروس زفت لعريسها في بيت أهلها – حسب عادات أهل القرية- حيث ستقضي السبوع ثم تنتقل مع زوجها إلى بيته.
خرج العريس بعد زمن قصير من الغرفة التي خصصت لدخلته وهو يردد:
- الشئ بت
ولسرعة كلامه ولهاثه سمعها الآخرون- الذين كانوا لا يزالون يعيدون ترتيب البيت وينظفونه ويغسلون الأواني، ويجهزون ما يمكن تجهيزه لفطور العريس في الصبحية بعد انفضاض المهنئين والمعزومين- سمعوها (الشبت) ما عدا ام العروس
- الشبت؟
- لا، يعني هي بت
- هبت؟
- لا ، يعني المرة ما مره ، بت، يعني فتاه
- فتاه كيفن عاد؟
وهمست أم العروس
- يا محمود يا ولدي، كدي الكلام ده خليهو هسع
|
|
|
|
|
|