|
|
 Re: يابا فاولو : لو تمردت ابقاره سقطت جوبا ..النذير زيدان (Re: Dr.Elsadig Abdalla)
|
كان امونة كباسي حاضرا في زينته العجيبة .. ( ركلس ) مع الابقار في الميدان .. ظلام جوبا الدامس تخترقه انوار القنابل المضيئة ليلا قادمة من المعرض العسكري في المدرسة التجارية .. صبيحة اليوم التالي يتجمع المارة والفضوليين للنظر الى الابقار حيث بعض الجواميس الاليفة بينها .. ورعاتها من قبائل دينكا بور يتوشحون بالرماد الابيض ويلمع شعرهم الاحمر من جراء خلطه ببول البقر .. هناك ايضا سبت لوقوروقو يصطاد فرائيسه .. لكن الفريسة الوحيده التى صَعُبت عليه هي نونو الفونس .. لا ادري لماذا اسم الفونس واسم ارثر كان لهما وقع طيب في نفسي منذ طفولتي مما جعلني اقرا فيما بعد رويات الاديب الفرنسي الفونس دوديه .. وبعض مسرحيات الكاتب الامريكي ارثر ميللر ..
نونو الفونس كانت مسترجلة نوعا ما .. ليست جميلة .. لكن روحها هي الجميلة .. اعتقد لم يكن لها اخ ذكر .. لها اختان هما ميري وتريزا .. لم اتعرف عليهما عن قرب .. اعتقد ان تريزا تزوجت شماليا الذاكرة الان (ذاكرة سمكة) لا تستطيع تقديم المزيد من المعلومات .. اما نونو الفونس فكنت احتك بها كثيرا في مركز الشباب .. حيث انها احدي افراد المرشدات .. كما كانت تحضر باستمرار الى المعارض التى تقام في مركز الشباب .. ففي مرات متفرقة اكون انا مذيع المعرض .. ساحدثكم بايجاز عن هذه المعارض حيث انها تقام في الليل عادة .. بها اقسام عدة .. قسم للعب الزهرة حيث توجد بالتربيزة ارقام الكوشتينة من 1 الى 6 .. وتخبأ الزهر في علبة وتحرك عدة مرات ثم تفتح العلبة يكسب من يطابق رقمه ( رقم الكوشتينة) مع رقم الزهره .. قسم اخر لرمي دائرة حديدية صغيرة على احدي الجوائز الموضوعة في الترابيزة بعيدة .. قسم لرمي العملة الحديدة في فنجان يوجد في جردل مملوء بالماء .. وكثير من الالعاب .. كلها بالمال .. اقسام اخري لبيع المنسوجات والمصنوعات التقليدية .. اما القسم الرئيسي فكان صالة الرقص .. في ذلك الوقت كانت فرقة جاز الرجاف هي الفرقة المهيمنة على الاحتفالات والاعراس.. في العادة اطلب من نونو ان ترقص معي توافق دون تردد .. هنا تُثار غيره سبت لوقوروقو المكتومة ..
بيتنا يطل على مركز الشباب والصالون يحتل الركن الشمال الغربي من البيت .. عندما اكون في الصالون اسمع سبت لوقورو يتكلم مع الفتيات في مواضيع خاصة جدا .. كان محدثا بارعا .. وسيم وجذاب ذو لحية خفيفة .. فيما بعد توفي سبت لوقورو الى رحمة الله .. وهو صغير في السن في اواخر العشرينات تقريبا .. يحضرني انه كان صديق لعلي احمد زيدان او ما شابه ذلك فالذاكرة كما ذكرت اضحت (ذاكرة سمكة) ..
كانت عوًاسة الكسرة أسْيانْق حاضرة ايضا في الميدان حيث الابقار تسرح وتمرح .. أسْيانْق هي في الواقع دينكاوي تاتي لعواسة الكسري لها صداقة مع والدتي .. اتذكر ان بعض اللحيمات تتدلي من اذنيها نتيجة عمل اخرام فيها وفقا لتقاليد دينكا بور.. ولها شفاه غليظة جدا .. اشير هنا الى مُخمًس صداقة دائم في بيتنا يتكون من والدتي و(ام كلثوم ود حاج زوجة الفكي عبد الله امام مسجد نمرة 3) الشهيرة بكلتوم الفكي.. ثم أسْيانْق .. وام جمعة .. واخيرا تندل او تندلو .. يجلسن سويا في بيتنا يشربن الشاي او القهوة ثم يتحدثن ويضحكن.. فاسيانق هي من تنقل لهن شمارات ابقار فاولو ...
وبعد ان تم عرس الوزير من ابنة يابا فاولو.. وانفض المولد وغاب عنا امونة كباسي .. وغابت برنطيته العجيبة المليئة بالريش .. وغابت اجراس قدمة الرنانة.. وغاب عنا رجلا كان يتفقد الابقار بصمت وبنظرة خارقة .. رجل منتصب القامة .. وسيم الطلعة .. له شلوخ لاتنسي .. كانه جاء في وقتا غير وقته.. يلبس افرنجي دائما .. ويضع البرنيطة على راسه .. ويمسك العصا في يده .. رجل صاحب ( استايل) انجليزي .. هذا الرجل هو ود حاج عبد الله ..
الحقيقة ان يابا فاولو في البداية كان يسكن في وسط نمرة 3 جوار منزل حامد الرشيد ( شقيق خلف الرشيد رئيس القضاء السابق) .. وكذلك جوار منزل خلف الله ابراهيم .. عليهم جميعا رحمة الله عدا يابا فاولو الذي لايزال حيا يرزق متعه الله بالعافية .. ودائما مايرجع عمره المديد هذا وقوته الى شربه للبن وهو نيء وبدون سكر ...
عندما اشتدت الحرب .. لم يترك يابا فاولو جوبا انما ظل بها رغم ان معظم سكان جوبا جاءوا الي الخرطوم .. كنت التقي بمعظم اصدقائي هنا في الخرطوم عدا اربعة اسماء عالقة بالذاكرة (ذاكرة السمكة) .. ولم ألتقيهم اولهم كوتي بنقراسيو .. صديق منذ مدرسة الملكية الابتدائية لا اعرف اين هو الان .. ثم البرتو فاولينو الذي التقيته في الانترت قبل شهر تقريبا درس معي في مدرسة الصداقة .. وصديق اخر اسمه جاستن اوتناسيو ايضا درس معي في مدرسة الصداقة لا ادري هو الان .. اما نونو الفونس لم ألتقيها قط منذ العام 1989 م وكانت حاملا لم اسألها عن والد الطفل .. في عام 2008م ذهبت الى منزلهم في وسط حي نمرة 3 لم اجدهم .. ولم اجد لهم اثر .. اخيرا سوف احاول ان اذكر سكان البيوت المطلة على ميدان سليقة .. من ناحية الشرق منزل موريس ( يعمل في صيدلية طيفور ) .. ثم منزل اسرة الهندي .. من ناحية الشمال بيت يابا فاولو اما بقية البيوت لجنوبيين نسيت اسماءهم .. وففي واحد من تلك البيوت كانت هناك عربة ( قعونجة).. عندما تتوقف تدخل ينزل هيكل العربة الا ان تختفي الاطارات .. من ناحية الشرق حي النيم وبه بيوت الخواجات .. من ناحية الشمال بيت بشير نميري .. ثم محجوب الحسين .. ثم خالد عثمان ..ثم منزل رمضان زوج قريس .. رمضان هذا من قبيلة الزاندي فهو جارنا من جهة الجنوب بيننا زقاق صغير .. رمضان رغم اسمه هذا هو مسيحي .. كان في حال سبيله لا يتداخل مع الناس اطلاقا لا جنوبيين ولا شماليين ..
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Dr.Elsadig Abdalla
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست