|
|
 Re: سفري السبب لي آزايا...مذكراتي من أيام روما (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
|
لا تحدثوني عن الاحلام وحطام الاحلام
وقصوري الفوسفورية,التي بنيتها في الظلام
والحديث مؤلم بالنسبة لي عن الاحلام والاماني المجهضة أنذاك,لقد قبضت الريح,والنهاية التي ال اليها حالي ,تغني عن سؤالي,فجأة وجدت نفسي بين القضبان,محاصرا بحسرة ضياع الاماني التي كانت تتراقص أمامي,لقد تمزقت احلامي امامي وانا في ريعان العمر,تناثرت اشلاء,ما الذي أتي بي الي هنا,كم أتمني الان الرجوع من حيث أتيت,لقد أدميت قلبي يا روما,وصرت بلا ذنب متهما في أشياء لا اعلم عنها شيئا,ومن بعد احلام النجاح انحسرت احلامي للوراء ورجعت الي مربعات بعيدة,أقصي ما أطمح اليه وأتمناه الان هو الحرية ولا شئ سواها,يا حليلك يا بلدنا,لقد بطرت بالنعمة التي كنت فيها يا سيف ولك الان ان تري نتيجة مغامراتك,لقد أدبتني هذه الغربة القصيرة وصحيح (الما بأدبو الزمن..بتأدبو اليمن),وانا تادبت ادب المدايح الان,يا حليلك يا سوداني العزيز ,لقد أدمت الغربة قلبي ,اشتاق للحوش الكبير والهمبريب اللذيذ في اخر الليل بعد العودة متعبين من سمر الرفاق,اه تذكرت الملاية وهي ترفرف مع نسمات الليل الصيفية,أما هنا فالنظر مختلف مع هذه المباني العالية فلا تستطيع ان تري أبعد الاشياء,حوائط تسد النظر,تذكرت جلسات الرفاق والمسطبة الحنينة والدكة,وينك يا سودان ,صار الرجوع الان أحد أحلامي !!ولكن بعد الفاس ما وقع في الراس.
لقد جعلت محنة السجن أفكاري أكثر ترتيبا,وصرت أنضج من ذي قبل,ومع هذه المحنة والاحتكاك بكمية من الاجناس ولاول مرة في حياتي,في سجن روماني عتيق,انا الان صافي الذهن,قلت في نفسي سأعود بغذن الله,لم يقطع حبل أفكاري سوي صوت سجين عريق في هذا السجن يقول لي:
-هذا المكان الذي تجلس عليه الان مرت عليه شخصيات مهمة,في نفس موضعك هذا رأيت أندريوتي يقابل الشمس كل يوم في هذه المساحة الصغيرة المعمولة للتشمس,فقلت له:
-أندريوتي شخصيا كان مشرف هنا
أجابني بنعم,ثم أردف وغدا ستري ان شاء الله شخصيلت مهمة هنا فالفوضي ضاربة باطنابها في هذا البلد,ومحتمل يوم تشوف السنيور بيرلسكوني هنا(وبيرلسكوني هذا اغني رجل في ايطاليا في ذاك الزمان),هنا يا اميقو يتساوي الجميع.
ومصداقا لحديثه سمعت عن فساد جري في السفارة الايطالية في اثيوبيا,وبعد أيام قابلت الاخ السوداني حيدر في ممرات السجن فقال لي:
-صاحبك السفير مشرف فوق
وفعلا ذهبت للطابق الاعلي وفي الحمامات وجدته يحلق ذقنه مقابلا المراة.
اه,فعلا لقد خرجت هذه الكلية العديد من الشخصيات المهمة,فهاهو هذا المافيوي محاطا بهالة عجيبة واحترام وهو داخ السجن,ومعه ولده ,اراهما دوما يتمشون في اروقة السجن في وقت الفسحة المقررة للتمشى.
|
|
  
|
|
|
|
سيف اليزل برعي البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست