الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
هوذا وطنك المُستنكِح يا زول ....!
|
صباح كسول آخر تمدد هنا ناعياً السودانيين والسودانيات عن بكرة آبائهم ، نظرت للصحف قرأتها علي عجل ، إذ لا جديد فيها ، فماذا تتوقع أن تحمل الصحف ؟ ملهوفون نحن لقراءة شئ يخصنا شئ يهبط علينا عبر ماكينات الطباعة شئ لطالما حلمنا به . وأنا في منظري ذاك نشبت معركة في غيرما معترك فقد أحدهم في هذا الصباح المرتبك نظارته الطبية ـ وبدأ يشتم ، يشتم كل من حوله ـ شتمنا .... ياحرامية يا عيال الايه ، شعب واطي ـ يا لصوص ويا ويا الله ياخ . دفعاً لتبرئتي عالجت الموقف بإبتسامة عريضة ـ الذي يجاورني لم يتحمل الأمر ـ صفع الرجل في خده الأيمن ثم ولكأنه لم يسمع أنشودة المسيح أردف صفعته بصفعة أخري .
كانت النظارة في ذات اللحظة تجلس القرفصاء في جيب المصفوع ، إكتشفنا ذلك حال تمدد المعركة ودخول الأجاويد والمارة وستات الشاي والتسالي والزول بتاع الطربيزة البقعد جمب المكتبة وببيع شاي بي لقيمات داك . مررت بعد ذلك تتلقفني أمواج عدة .... كان الرغيف ووصايا والدتي بضرورة الإستعداد للمجاعة القادمة .... المواصلات .... الزيت ..... لبن البودرة ... شاي الغزالتين ... البصل .... السودان الذي لا اله الا الله .
الذي يجب أن يعيه الناس في بلاد الأسافير أن السودان يدخل الآن في عضم أبنائه وبناته يدخله هكذا يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم ويركب معهم مواصلاتهم يقاسمهم السودان كل شئ يقاسمهم صفوف الرغيف .... يقاسمهم ويرتوي من دمائهم ... يلعق عرقهم .... ثم يجلس السودان يعاين فاغراً فاه للعق جديد .
ها هو الوطن أمامك بقضه وقضيضه هوذا وطنك يازول الذي تداري محبته بدمع القلب يجلس أمامك كأكبر وطن مستنكح هو ذا وطن الاستباحات العظيمة يمد لك لسانه عبر عشرات المانشيستات الهزائم .
قال عثمان : والله دي بلد فضيحة قال عثمان : فضيحة شنو ياخ دي بلد طيطة قال عثمان : طيطة شنو والله دي بلد ............................... استغفر الله العظيم
وأنا وغيري من الناس والشارع الذي يمشي والذي يمشي والذي يمشي والذي ... والذي يمشي ..... نمشي .
|
|
|
|
|
|
|
|
|