|
ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً
|
هذا ليس رثاء.
ان يكون الزول قاعد بكتبمعاك (قاعد يكتب معاك) ومشتركين في بوست والحوار شغال وفجاة ينقطع الزول عن البوست لان اعماله في الدنيا قد انقطعت.. هكذا دون نذير ودون اذن ودون احترام لادب الحوار المعلوم عند اهل الدنيا.. نعم، لقد جمعتنا بها اعمالُ الدنيا ..ميلادنا ونشأتنا وثم التقينا وثم ماتت.. شرط اللقاء كان الدنيا التي فيها خبرتنا والتي نبث عبرها الاحزان الان.. بزوالك عن الشرط زال اللقاء.. ربما انتِ في مكانٍ، او وضعٍ اخرَ جميلٍ، او مخيفٍ، او مذهل، وربما جميلٌ او مخيفٌ او مذهلٌ ليست الكلمات المناسبة للوصف، كون انها تنطبق على احوال الدنيا ونحن الان - في الحدِ الادنى من علمنا - عارفين بي انك لستِ ضمن هذه الدنيا... ربما من الان ليس علينا ان نتحدث عنكِ بهذه اللغة الدنيوية، فهي – كما سلف من ماعلمتي – لغةٌ ترتبطُ باشياء بالغٌ مابلغت من ثراءِ المعاني والمدلولات، فان مبتدأ هذا الثراء اللغوي مناطه ميلاد مستخدميها، ومنتهاها موتهم، فالناسُ بعد موتهم لايتكلمون باي لغة، ولان: 1- كل مستخدميها -على الاطلاق - اخذوا معين هذه المعاني والمدلولات من المحيطِ المنظور ومن المحيطِ المتخيل المتولد عن المحيط المنظور، ولان 2- المحيط المنظور والمحيط المتخيل المتولد عن المحيط المنظور مُـدركٌ بالحواس، فهو بالتالي محيطٌ متاح لكل الناظرين والمتخيلين والمستبصرين، وهو في ذلك محيطٌ محصورٌ بما يرتد به الحواس.. ولاتباين في حواسِ الخلقِ إلا لمن رحم ربي، ومن شملتهم رحمة ربي لايُـقاس عليهم.. كما واننا مخلوقات تتكرر على المحيط المنظور وعلى المحيط المتخيل المتولد على المحيط المنظور، وهو في ذلك يتكرر على مخلوقات الله المتكررة عليها..
لهذا فان الدلالات في هذه الدنيا مهما بلغت من ثراء فهي عاجزةٌ عن ادراكِ ما (هناك) ولو كان ما(هناك) "بسيطاً" !! ارايتي.. قد وقعت في فخِ المحيطِ المنظور باستخدامي وصفاً منه وهو "البساطة" لاضعه لكِ، وهو قد لايصلح لان يكون وصفاً لحالك.. والـ"حال" نفسه قد لايكون مناسبا لماهيتكِ، فمايدريني بان ثمة حال في (هناك)، وهل (هناك) نفسها تصحُ، ام الاشارات نفسها تنتفي عند احوالك.. ارايتي كيف يتفاقم الامر! والحق انني لا املك من الذخيرةِ المتاحة من اللغةِ ما يُمكنني من البوحِ بمدلولِ حالك، فحالك الان عصىٌ على احوال المحيطَِ المنظور وعلى احوال المحيط المتخيل المتولد على المنظور ومن ثم فهو بعيد عن دلالاتهما، فهو في ذلك عصىٌ علينا.. نتحدث عنكِ الان بما خبرتينا من "قدرة اللغة" المسخرة من ذلك المحيط، بها يواسي بعضنا بعضاً، وبها ينعاكِ البعض، وبها يطنب في محاسنك البعض الاخر، فاعذرينا إن انتِ الان ارتقيتِ مرتقىً يُعز على "قدرة اللغة" او إن انت الان تريها عاجزة عن ادراكِ مدلولِ حالك. وربما ماعاد يهمك ذلك الاثر المتروك من كتاباتِ الناس، الان او الاثر الباقي بعد حين، ربما الان تدركين ان تلك الاماني التي تمنيتيها لنعى يكتبه الاصدقاء لامعنى لها،..او ربما صدق ترقبك وان نعي الاصدقاء محضور عندك كيفما كنتي..
انقطعتِ عنا والان انت تعرفين جدوى مانحن فيه، او لاجدواها.. او ربما قد لاتعرفين لان العرفان نفسه ليس مُـنتجاً في ماهيتك الجديدة، لذلك نحن لاندري اعلينا ان نواصل الخوض في مانحنُ فيه خائضون ام نبذل مزيدًا من الجهدِ لتقصي او توقع ما انت عليه الان من حال كوننا لامحالة بالغيه؟ انتي زيك وزي التانين المشو ..مشو ومافي زول جانا راجع قال الحاصل شنو.. تركوا على اعقابهم الذهول ونفس الناسِ الذاهبةِ عليهم حسرات.. هكذا ذهبتم لواذا وهكذا سنذهب.. ذي مابكيتي في الامس على اعزاء مضوا هانحن نبكيك على ذهابك وغدا يبكوننا اعزاء..
*أَمْسُ قَدْ كُنّا سُقَاةُ القَوْمِ بالكَأسِ المَريرْ .. وغَداً يَحْمِلُنَا أبناؤنا كَيْ نَسْتَقي ْفَالذي تَخَلّى لَهُ مُضيفُهُ الحَيُّ سَيُدْعَى لِرَحيل ْحِينَ يَبْدو قَادِمٌ في الأُفُقِ .. وَكِلا القائِم ِوَالقادِمِ في دَفْتَرِها ابنُ سَبيل*
دون شك ان هذ الحياة بها خلل مريع.. فكيف يذهبُ الناس عنا فجاة في غيابٍ نهائي هكذا دون مقدمات معتبرة ونظل بعدهم نمارس نفس الحياة في غيابهم، بل تظل الحياة تمضي، ويولد الناس ويشيخون، وتتحول المدن، ونسافر نرتشف الاكسبريسو بالحليب في شوارع العالم التي تضج بالسياح قائلين انها الدنيا..هكذا الدنيا!! خلل كبير في بينة الوعي بتاعة الادمي.. ربما تعاظم هذا الخلل مع سنين العالمين التي تعبر تباعاً عاماً اثرعام ومنذ بدء الخليقة..مسالة الموت هذه برغم سنين الانسانية الطويلة لم تتم معالجتها.. فعل الانسان اشياء كثيرة واوجد حلولاً جمة، بيد انه فشل إذاء الموت.. قطعاً نحتاج الى اعادةِ تعريف دلالات الاشياء.. وربما ما نكابده حيال الموت ليس هو فشل اذاء الموت بقدر ماهو فشل اذاء الحياة لو ان كل هذا التاريخ بكل دلالاته وتجاربة وتراثه الانساني لم يُمكن الخلقَ من تدبر امر الموت بصورة اقل الماً، او من استنكاه طبيعته، فلربما علينا ان نعيد تعريف الدلالات في هذه الحياة.. اعادة تعريف الحياة بصورة نجعل فيها الموت مسالة نكرة ساي.. مسالة لاننتبه اليها كثيراً.. موكد ان ثمة مخرج..
الالم الناتج عن فعل الموت هو خبرة دنيا، وتراكمات تجارب انسانية بدت منذ ان فقدت اول اسرةٍ اول عائلٍ لها، فكابدت بعدها قساوة حياة الافتراس الاولى مع الضواري وتقلبات الطقس مع الظواهر الطبيعية.. تنوعت اشكال الفقد بعدها على مر التاريخ وتنوعت اشكال المعاناة التي نتجت عن ذلك الفقد.. ومضت الحياة تعطي المخلوقات دوراتِ حياةِ معلومة ومضى التاريخ هكذا يفيدنا في تكرار ان عند كلِ دورة تنتهي تجقلب المخلوقات .. ربما لو اننا اخذنا منظوراً غير منظور لهذه الدنيا، كان ممكن ناخد مسالة انتهاء الدورة دي اكثر اعتيادية.. تماما كطحلب ينمو ثم يتفتت في المحيط.. ليس معلوما عن الطحالب انها تنوح او تستطيل في البنيان او انها كثيرة السفر، او تحب وتكره.. لانستطيع القول بانها لاتعقِـل، فهي تمارس الحياة، وكذلك لانستطيع ان نحدد ماذا اذا كانت سعيدة إو غير سعيدة بما هي عليه، وهل فكرة "السعادة" نفسها منتِجة في محددات حياة الطحلب! نسبية هذه الاشياء قد لاتنطبق على غير القائلين بالنسبية .. فالنسبية نفسها مسالة نسبية.. ظني ان الطحالب والموتى يتفقون في اننا لانستطيع سبر احوالهم، لانهم يؤسسون لوجودهم وفق معطيات اقلها انها ليست معطيات الانسان الحي الغير الدايم الذي يموت. ظني ان كل الكائنات قد اخذت الحياة بالصورة الصحيحة.. ويبدو اننا في غفلة من دورة الحياة حملنا امانة اشفق منها غيرنا ومن ثم سلكنا مسلكاً اوردنا مانحن فيه من مساوي راس المال.. بس من درى، ربما تمارس الاشجار والطحالب ما هو افدح من النواح والسفر، وربما ترانا هذه الطحالب الان اكثر اتساقا مع الحياة.. وربما طحلبٌ يتيم الان في صقعٍ منسي من الاطلسي يكابدُ البؤس وهوان اللون وينعى علينا اننا في خير عميم.. المسالة اعقد من ان احلها بهذه التعقيدات الانسانية والخبرة المحدودة.. عجزي عن فك شفرة الحياة والموت لايعني سوى انني عاجزٌ، ربما لانني لم افكر اوت اوف زا بوكس بصورة كافية وربما لاني اقل خبرة حتى في الويزن زا بوكس..
رحمة الله تغشاك يانادية ليس لدى ما اعزيك به سوى اني شاكرٌ لك ان جعلتني اتريث حيال هذه الحياة.. لاشفاعة لنا لنشفع لك، ولكننا نهديك كثير السلام من حيث تركتنا، ونسال القدير ان يهبك مايرضيك. استغفر الله والحمد لله رب العالمين..
إن المشاعر اذتنا.. اننامقابل السعادة الغامرة التي تضيفهاالمشاعر ندفع غاليا حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | DKEEN | 11-20-13, 07:58 AM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | الصادق اسماعيل | 11-20-13, 08:17 AM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | Sidig Rahama Elnour | 11-20-13, 09:23 AM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | nazar hussien | 11-20-13, 03:33 PM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | شمس الدين ساتى | 11-20-13, 03:51 PM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | Tragie Mustafa | 11-20-13, 05:13 PM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | مصطفى عبيد | 11-20-13, 06:53 PM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | عمران حسن صالح | 11-20-13, 08:14 PM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | مامون أحمد إبراهيم | 11-20-13, 10:01 PM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | مامون أحمد إبراهيم | 11-20-13, 10:08 PM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | محمد حيدر المشرف | 11-20-13, 11:32 PM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | بدرالدين بابكر مصطفى | 11-21-13, 06:51 AM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | نادر | 11-21-13, 07:42 AM |
Re: ندفع غالياً حيال الالم الفادح الذي تتركة المشاعر ايضاً | د.نجاة محمود | 11-21-13, 03:55 PM |
|
|
|