عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ...

Quote: من المفارقات - أن ماتسميه بالتصرفات الغير متحضرة والمضائقات المتحولة لعنف وإقتتال لم يكون قاصرا علي جيل الحركة الوطنية والإستقلال وأجيال الحداثة وإنما تعدي هذه الحقبة التاريخية لحقبة التيارات التي تصنف نفسها- بأنها نتاج مابعد الحداثة وأنها تحمل مشاريع تنوير وتجلي ذلك في المعارك الطاحنة بين تيارات حق - والتي طفحت بالتجريم والتخوين وإغتيال الشخصية والطعن في الذمم والرمي بالكفر بالديموقراطية والنزعة التنويرية - هذه المعارك الموثقة تبين أنكم قد فقتم أجيال الاستقلال في الفجور في الخصومة والشخصنة - ومناقضة ماتبشرون به ! * 2- إختزال الأزمة في أجيال الأستقلال والأفندية والمثقفيين يشير الي تجاهل القراءة العلمية التي تربط الظواهر بجذورها الإجتماعية والتاريخية وتجاهل مكونات وأمزجة الشخصية السودانية - والبناء القبلي والعشائري للمجتمع - هذه العلل التي تلمستها ياطلعت ترجع جذورها لعهد الفونج والتركية وفترة المهدية- وماتلاها راجع طبيعة الصراعات بين 'العلماء والمشائخ ورجالات الإدارة الاهلية ! ستجد أن رواد الحركة الوطنية والإستقلال هم إفراز لواقعهم الإجتماعي وأن التعليم والتثقف والإنفتاح علي العالم لم يختزل أو يخلع عنهم المكونات التقليدية- !