ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-20-2013, 07:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق (Re: الكيك)



    القرضاوي.. من مفكر إسلامي إلى «فقيه جماعة»

    القرضاوي.. من مفكر إسلامي إلى «فقيه جماعة»


    «الشيخ يوسف القرضاوي»




    زاد من خسائرها ودفعها نحو التطرف
    11-19-2013 09:35 AM
    القاهرة: عماد المهدي*

    ليست مصادفة أن يحظى الشيخ يوسف القرضاوي، بهذا الزخم الديني والإعلامي الذي لا يضاهيه أحد في الوقت الراهن، لما يمثله من مكانة علمية، جعلته واحدا من المراجع العلمية لدى جماعة الإخوان المسلمين.

    صحيح أن الجماعة وقادتها حظوا باهتمام واسع على مدى الأعوام الـ80 الماضية، إلا أنه من الصحيح أيضا أن هذا الاهتمام ظل محصورا في مواقفها من السلطة الحاكمة، سواء اتسمت هذه المواقف بالمعارضة الصريحة، أو بإبرام صفقات تفوز بمقتضاها ببعض المغانم من السلطة. كما أنه من الصحيح أيضا اختلاف مظاهر هذا الاهتمام خلال العامين الماضيين، مع ما شهدته المنطقة العربية من تحولات استراتيجية، أفرزت تغييرا في أنظمة الحكم، في بعض البلدان العربية، تولت على أثرها جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية والحكم، كما حدث في تونس ومصر، حيث نجحت جماعة الإخوان وجناحاها السياسيان، كما يحب أن يوصف حزب النهضة في تونس وحزب الحرية والعدالة في مصر، في الوصول إلى منصب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في تونس ومصر على الترتيب، من دون أن يقلل ذلك من دور الجماعة في الأزمة الليبية، وكذلك وجودها الآن في الأزمة السورية.

    لكن ما يهم هو وصولهم إلى رئاسة الدولة في مصر، كونها المهد الأول للجماعة، وبها مكتب المرشد العام، وكل المؤسسات التي تدير الجماعة على مستوى العالم، باستثناء مقر التنظيم الدولي الذي يشرف عليه، أيضا، مكتب الإرشاد، بمعنى أكثر تحديدا، أن ما حققته جماعة الإخوان المسلمين في مصر، يظل نقطة فاصلة وجوهرية في مسار الجماعة ومستقبلها، دفع كثيرا من الباحثين والمتخصصين إلى دراسة أسباب هذا الصعود، ومساراته المستقبلية، وتداعياته على الجماعة وأعضائها، وعلى البلدان التي حكمتها. إلا أنه لم تكد تخرج هذه الدراسات والتحليلات إلى النور، إلا وعصفت أحداث الـ30 من يونيو (حزيران)، والثالث من يوليو (تموز) 2013، بوجود الجماعة في الحكم، لتشهد أقوى صفعة منذ نشأتها. فقد أوجد السقوط المدوي، بعد عام بالضبط من وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم، وعودتهم إلى جماعة محظورة بإرادة شعبية، وليس بقرار من السلطة الحاكمة وحسب، نقطة تحول أخرى أكثر أهمية، جعلت الباحثين والدارسين يسارعون إلى قراءة فكر المنظرين والمفكرين المنتمين إلى هذه الجماعة، للوقوف على العقل الموجه والفكر المسيطر على توجهات الجماعة وسياستها خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يستوجب بدوره، قراءة لواحد من المفكرين الرئيسين الموجهين لعمل الجماعة، أي الشيخ يوسف القرضاوي، لعل ذلك يسهم في فهم ما حدث.. ولماذا حدث؟ وما رؤية الجماعة فيما حدث؟ وكيف ترى الواقع ومشكلاته؟ وما رؤيتها للتعامل مع هذا الواقع؟

    * لقاءات الأسر والكتائب

    * لا شك في أن الإجابة عن التساؤلات السابقة، تحتاج إلى دراسات متعمقة عن فكر الجماعة وقادتها، والكيفية التي تدير بها شؤونها سواء في أوساطها الداخلية أو داخل الجمعية أو داخل الحزب، على الرغم من أنهم يمثلون كيانا واحدا لا انفصام بينهم. إلا أن ما نحاول تقديمه هو قراءة في فكر المنظر الأول للجماعة اليوم، الذي يقدم رؤى وأطروحات تتعلق بسياسة الجماعة ومواقفها حيال مختلف القضايا، في محاولة للإجابة عن سؤال، كيف تفكر الجماعة؟ وذلك من خلال نقاط عدة، نقف فيها على بعض مواقف الشيخ وأفكاره بعيدا عن القضايا الفقهية، فتلك لها مقام آخر، كونه لدى الجماعة ليس الفقيه والداعية الذي يكتفي بمدها بالزاد الفقهي والدعوي وحسب، بل هو، بالنسبة لها، أيضا، المربي والمؤطر التربوي، فقد شارك مبكرا في وضع البناء التربوي والثقافي داخل التنظيم، عبر سلسلة مقالات مطولة كتبها لهذا الغرض، تحت عنوان «ثقافة الداعية»، كانت تنشرها «مجلة الدعوة» التي كانت تصدرها الجماعة في السبعينات، وذلك كله على النحو التالي:

    أولا: شارك القرضاوي في عملية تأطير أبناء الجماعة وتكوينهم داخل محاضنها التربوية الخاصة، مثل لقاءات الأسر والكتائب، وهي لقاءات مغلقة على أطر الجماعة. فقد تابع الجماعة، منذ انضمامه لها في مراحل نموها، بالنصح والتوجيه. وسعى إلى إرشادها إلى وجهات محددة. وكتب رسائل عدة مهمة، دارت كلها حول رسم توجهات الجماعة وسياستها، من أهمها: «الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف»، و«الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي»، و«الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم»، و«الصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد»، و«من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا»، و«أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة المقبلة».

    وفي محاولة لفهم فكر الجماعة، التي ظلت تعمل لمدة طويلة منذ حظرها في الخمسينات من القرن الماضي، تعددت الكتابات التي تناولت فكر الشيخ وآراءه الفقهية والسياسية. فجاكوب بترسن (له أطروحة كبيرة في فتاوى الأزهر ودار الإفتاء المصرية)، كتب عن علاقة القرضاوي بالأزهر. وحسام تمام كتب عن القرضاوي والإخوان. ومعتز الخطيب كتب عن مرجعية القرضاوي في كتابه «يوسف القرضاوي - فقيه الصحوة الإسلامية: سيرة فكرية تحليلية». وألكسندر كاميرو ومحمد صيفي كتبا عن القرضاوي في أوروبا. وإيهاب جلال كتب عن القرضاوي والتلفزيون الإسلامي الجديد، وبتينا غراف كتبت عن مفهوم «الوسطية» لدى القرضاوي. وأرماندو سلفاتوري كتب عن تطور القرضاوي من آيديولوجي إسلامي إلى رمز لعالمية الإسلام وعولمته.

    * فكر الشيخ

    * ومع الدخول في عصر العولمة والانفتاح على الآخر، حاول الشيخ أن يقدم فكرا وإجابات عن أسئلة اللحظة من خلال بعض الكتابات، منها: «المسلمون والعولمة»، و«خطابنا الديني في عصر العولمة»، و«الإسلام والمسلمون وعلوم المستقبل على أعتاب القرن القادم»، و«المسلمون والتخلف العلمي»، و«رعاية البيئة في شريعة الإسلام»، و«حقوق المسنين من منظور إسلامي»، و«الغرب والإسلام». إلا أن المطالع لهذه الكتابات يخلص إلى الرأي بأنها افتقدت، في كثير منها، للفهم الدقيق والمتعمق، والإحاطة المطلوبة لمواضيعها وقضاياها التي لم يدركها الشيخ، سواء بسبب طبيعتها الفكرية المعقدة والمتشابكة من جانب، أو بسبب السن وأحكامه، وما يمثله من عائق أمام الشخص في التحصيل والتحليل والتقييم وطرح الرؤى والتصورات. وهذا ما يمكن سحبه على بعض الآراء الأخيرة التي يبديها الشيخ في بعض القضايا المعاصرة، خاصة القضايا الفكرية والسياسية التي لم يستطع الشيخ تحقيق الإلمام الكامل والإحاطة اللازمة بجوانبها وتعقيداتها كافة، مما جعل آراءه وفتاواه خارجة عن مقتضيات اللحظة ومتطلباتها.

    ثانيا: لم يثبت أنه كان للشيخ القرضاوي موقف مستقل عن الموقف العام، أو الخط العام داخل الجماعة، والولاء لقيادتها الشرعية، المجمع عليها، حتى وإن اختلف مع هذا الخط، بل التزم القرضاوي هذا الخط دون معارضة أو ممانعة. وعلى سبيل المثال، حين وقعت الأزمة الشهيرة عام 1954، واختلفت الجماعة حول شخص المرشد الثاني، المستشار حسن الهضيبي، وعلى الرغم من أن القرضاوي كان أقرب إلى منطق وجبهة من عرفوا بتيار المشايخ والأزهرية المعارض للهضيبي وسياساته (يمثله الشيوخ محمد الغزالي وسيد سابق وعبد المعز عبد الستار..)، لم يصل الأمر بالقرضاوي إلى الانضمام إلى هذه الجبهة حين انشقت على الجماعة، أو احتجت على قرار فصلها. بل التزم ما انتهت إليه القيادة الممسكة بدفة التنظيم. وتكرر الأمر كذلك، مع حزب الوسط الذي يمكن النظر إليه كأكبر انشقاق تنظيمي عرفته الجماعة منذ أزمة المرشد الثاني, وعلى الرغم من أن القرضاوي كان متعاطفا مع هذا المشروع وقريبا من أبناء الجيل الذي قاد التجربة؛ جيل الوسط، وعلى الرغم من أن أصحاب المشروع الحزبي أكدوا، في ورقته المذهبية، تأثرهم باجتهاداته وآرائه في الفقه السياسي (جواز التعددية الحزبية، وفكرة الإسلام الحضاري)، فإن القرضاوي لم يدخل طرفا في هذا المشروع. وهو ما يدلل على أن ثمة ضابطا حاكما لفكر الشيخ في معالجته للقضايا والمحن التي تواجه الجماعة، حتى في أحلك اللحظات والظروف. ولعل الأزمة الأخيرة التي تعيشها الجماعة مع أحداث الـ30 من يونيو (حزيران) الماضي، تؤكد هذه الخلاصة. ففي أعقاب عزل الرئيس السابق، الدكتور محمد مرسي، أصدر الشيخ فتوى في السادس من يوليو (تموز) 2013، جاء فيها: «إن المصريين عاشوا 30 سنة، إن لم نقل 60 سنة، محرومين من انتخاب رئيس لهم، يسلمون له حكمهم باختيارهم، حتى هيأ الله لهم، لأول مرة، رئيسا اختاروه بأنفسهم وبمحض إرادتهم، وهو الرئيس محمد مرسي، وقد أعطوه مواثيقهم وعهودهم على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفيما أحبوا وما كرهوا، وسلمت له كل الفئات من مدنيين وعسكريين، وحكام ومحكومين، ومنهم الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي كان وزير الدفاع والإنتاج الحربي في وزارة هشام قنديل، وقد أقسم وبايع أمام أعيننا على السمع والطاعة للرئيس مرسي، واستمر في ذلك السمع والطاعة حتى رأيناه تغير فجأة، ونقل نفسه من مجرد وزير إلى صاحب سلطة عليا، علل بها أن يعزل رئيسه الشرعي، ونقض بيعته له، وانضم إلى طرف من المواطنين ضد الطرف الآخر، بزعم أنه مع الطرف الأكثر عددا».

    * منظر فكر الإخوان

    * وهو ما يكشف عن عدم قراءة الشيخ للموقف بكل جوانبه وتعقيداته، التي وصلت إلى درجة أن بعث إليه ابنه عبد الرحمن يوسف القرضاوي برسالة مطولة، أفاض فيها شرحا وتفصيلا لما حدث من جانب الجماعة ورئيسها، وكان أهم ما جاء فيها ما نصه: «صدقني يا أبي الكريم الحليم لو طبقنا ما كتبته في كتبك عن الأمة والدولة، وعن فقه الأولويات، وفقه الواقع، وفقه المقاصد، وعن الحرية التي هي قبل الشريعة، كما علمتنا، لكنت أول الداعين للثورة على من ظلم، وخان العهود والمواثيق، وأفشى أسرار الدولة، وزجّ بمخالفيه في السجن بتهمة إهانته، ولم يترك لهم من الحرية إلا ما كان يتركه لهم مبارك: قولوا ما شئتم وسأفعل ما أريد».

    تكشف هذا الحادثة خلطا واجب التسجيل في هذا الخصوص، وهو أن البعض يرى أن الشيخ القرضاوي هو المنظر الراهن لفكر الجماعة وتوجهاتها، في حين أن الواقع يثبت أن الشيخ بسبب طعنه في السن وكذلك نهجه المطيع داخل إطار الجماعة، لا يجرؤ على أن يوجه عقل الجماعة إلى قراءة الواقع الراهن بمتغيراته وتعقيداته، بل رأى أن السباحة مع التيار الجارف داخل الجماعة على الرغم من وضوح خطورة الاستمرار في هذا النهج المؤدي إلى خطأ فادح بسبب سياسات غير محسوبة ورؤى غير واقعية وتوجهات غير رشيدة تبنتها الجماعة منذ ثورة الـ25 من يناير (كانون الثاني).

    ثالثا: على الرغم من انتماء الشيخ يوسف القرضاوي إلى جماعة الإخوان المسلمين، فإن بعضا من آرائه كانت تهاجم قيادات الجماعة، كما حدث في موقفه من سيد قطب. وهذا ما أشار إليه جمال سلطان في دراسته تعليقا على ما كتبه الشيخ القرضاوي عن قطب، حينما أشار إلى استحضار الشيخ لنصوص كثيرة مطولة من كتابات قطب، خاصة عندما يتحدث عن الجاهلية والكفر والردة التي رآها انتشرت في جنبات الأرض في العصر الحديث، ويضع خطوطا تحت كلمات وألفاظ بعينها، ليؤكد على تطرفها وروح التكفير فيها، ويدقق لكي يثبت له أن الرجل ليس كاتبا معتدلا أو حادا في عبارته فقط، وإنما كان كاتبا تكفيريا، وبالتالي متطرفا. وهذا ما اتضح جليا في حواره عام 2009 في إحدى القنوات الفضائية المصرية، حينما أشار إلى «أن قطب أخطأ في قضية تكفير مجموع المسلمين وليس فقط الحكام والأنظمة»، مشيرا إلى أن «قطب يتحمل بعض المسؤولية عن تيار التكفير، فقد أخذ أفكار المودودي ورتب عليها نتائج لم تخطر على بال المودودي نفسه».

    صحيح أن الشيخ لم يذكر صفة التطرف أو الإرهاب، إلا أن الأمر لا يحتاج إلى شرح ليثبت أن الرجل كان تكفيريا، وهو ما يمكن تفسيره في ضوء التوتر الداخلي القديم بين الفصيل الذي انتمى إلى سيد قطب، والآخر الذي انتمى إلى الشيخ مصطفى مشهور ومجموعته. وهي التوترات التي بدأت في المعتقلات وتفجرت في أوائل السبعينات بعد الخروج من سجون عبد الناصر، حين سرت موجة غامضة بين الفصيل الثاني الذي حاول أن يلعب بأوراق السياسة ومماهاة السلطة والاستفادة منها في الوصول إلى بعض المناصب، وهو الأسلوب الذي ظل غالبا على فكر «الإخوان» وتوجهاتها خلال فترة الحكم المباركي، حيث حصدت أكثر من مرة عددا معتبرا من المقاعد البرلمانية، كما حدث في انتخابات 1984، و1987، و2000، وكانت الجائزة الكبرى عام 2005، حينما حصدت الجماعة 88 مقعدا، أي ما يقارب ربع مقاعد مجلس الشعب آنذاك، وجرى خلال هذا الفصل التشريعي إقرار التعديلات الدستورية، التي كان هدفها تمكين نجل الرئيس الأسبق من الوصول إلى السلطة بتعديل المادة 76 من دستور 1971، وكانت القشة التي قصمت ظهر نظام مبارك بثورة شعبية أزاحته عن السلطة، وذهبت به إلى غياهب السجون، ولعل ما حدث أثناء ثورة الـ25 من يناير، من قبول جماعة الإخوان المسلمين للجلوس مع نائب رئيس الجمهورية الأسبق، آنذاك، عمر سليمان، يؤكد سياسة «الإخوان» في توظيف الأحداث واستغلالها بما يصب في مصلحتهم وحسب، وكذلك ما حدث بعد حصول الجماعة على مقعد الرئاسة، ونقض العهود كافة التي قطعتها على نفسها مع مختلف القوى السياسية.

    رابعا: إضافة إلى كل ما سبق، يظل من المدهش جدا أن يتحول الشيخ يوسف القرضاوي من مفكر إسلامي إلى داع مباشر، بل ومحوري في إثارة القلاقل والفتن داخل بعض البلدان العربية. فحينما يدعو الجيش المصري لعدم طاعة أوامر قياداته، أو يفتي باستمرار المظاهرات التي تؤدي إلى وقوع المزيد من سفك الدماء، إلى غيرها من هذه الفتاوى، دفاعا عن موقف الجماعة ورئيسها، بسبب الأحداث التي شهدتها مصر في الـ30 من يونيو - بغض الطرف عن تقييم مثل هذه الأحداث وملابساتها وتباين وجهات النظر بشأنها - فهو يدعو إلى تمزيق الأمة وتقطيع أوصالها، وصب الزيت على رماد النفور وحالة عدم الثقة بين المسلمين، وسفك الدماء وانتهاك الأعراض واستباحة الذمم والدعوة للكراهية.

    * القرضاوي والأزهر

    * وهنا تكمن المشكلة، أي في أن تأتي مثل هذه الدعوات من رجل في مقام الشيخ القرضاوي، الذي يفترض أن يمثل العقل الراجح والرأي السديد لجماعة الإخوان. فكيف تخرج مثل هذه الفتاوى من رجل دين له وزنه العلمي والديني؟ ولو صدرت مثل هذه الفتاوى من رجل دين عادي، أو من أحد دعاة التكفير، فلن يلتفت إليها أحد.

    بل أكثر من ذلك، تظل خطورة مثل هذه الفتاوى، فيما يتعلق بمواقف المؤسسات الدينية الكبرى وفي مقدمتها الأزهر برجاله وعلمائه. فالجميع يعلم أنه على مر التاريخ الإسلامي، وجد من حكام العرب من كان ظالما، ووجد من علماء المسلمين الذين يعترف لهم الإسلام بالجرأة والقدرة على المجابهة، من لم يكفره، لأنه من المعلوم شرعا أن التكفير يلزمه شروط وانتفاء وموانع، ومن بينها، على الأقل، إقامة الحجة الكافية والواضحة على أن هذا الحاكم قد نطق كفرا أو باشر به. أما بقية الأفعال والتصرفات الأخرى التي يأتيها الحاكم بمناسبة ممارسة مهام السلطة، فهي تدخل في باب الممارسات العادية التي يحاكم عليها، سواء من خلال صناديق الاقتراع أو طبقا للدستور أو القانون المعمول به في كل بلد عربي.

    ملخص القول إن ما تواجهه جماعة الإخوان المسلمين اليوم من تحديات جسام، تتطلب معالجة من قبل رجال على قدر من الاتزان الفكري والاستنارة المعرفية والرجحان العقلي، فهي لحظات فاصلة وخطيرة في حياة الجماعة وحاضرها ومستقبلها. فالارتكان إلى مثل هذه الفتاوى والآراء التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لن يزيد الجماعة إلا تراجعا وخسارة لرصيد امتد على مدار 80 عاما. وقديما قالوا، إن التخطيط قبل الفعل تنظيم. والتخطيط بعد الفعل تبرير. وما تمارسه الجماعة اليوم، هو من قبيل التبرير لكل الأخطاء والخطايا التي ارتكبتها خلال العامين الماضيين. وربما يكون للجماعة أخطاء على مدار الأعوام السابقة، إلا أن الضوء لم يُسلط عليها لطبيعة موقعها بعيدا عن السلطة والمسؤولية، وهذا ما لم تفطن إليه الجماعة ومنظرها الأول الشيخ يوسف القرضاوي من أن خطابات وسياسات المعارضة لا تصلح كلية لإدارة شؤون البلاد، إذا ما تولت هذه القوى مقاليد الحكم، وهذا هو دور المنظرين والمفكرين لأي تنظيم أو تجمع في تصحيح المسار إذا ما انحرف، وتوجيه الدفة إذا ما ضلت السفينة الطريق.

    ولذا، فعلى الجماعة إن أرادت أن تستكمل وجودها في المجتمع، أن تقوم بالدراسة والتأمل والتحقيق للوقوف على خلفيات مواقف منظرها الأول (القرضاوي) وحيثياتها وتبعاتها، للحد من خطورتها وتحجيم آثارها. فمن غير المنطقي أن يبدي الشيخ رأيه وفتواه في كل مناحي الحياة ومجالاتها، وكأنه أوتي جوامع الكلم.

    * كاتب بصحيفة «الأهرام» المصرية وكيل لجنة الثقافة والإعلام في مجلس الشورى سابقا رئيس وحدة الأقليات في مركز الحوار للدراسات السياسية بالقاهرة

    الشرق الاوسط


    ---------------

    أحمد الجمال
    ..وأصل العناء من حسن البنا
    الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013 - 15:00

    عند السلفيين تحولت متون أحمد بن حنبل وأحمد بن تيمية وابن القيم والألبانى وغيرهم إلى نصوص مقدسة، يتم الاستناد إليها فى كل الأحوال، حتى وصل الأمر إلى الاكتفاء بها وإهمال أصل الأصول وسيد المصادر، وهو القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.. ولعل من يتابع مواعظ وأحاديث قيادات السلفيين أى «أئمتهم» فى المرحلة الحالية كبرهامى ومخيون وغيرهما، يجد ترديدا لما توصل إليه أولئك السلف بغير أى إعمال للعقل أو إفراغ للوسع للمواءمة بين ما جرى من متغيرات فى أحوال المجتمع وبين ما تضمنته أقوال وفتاوى ابن حنبل وابن تيمية والآخرين. وكذلك هو الحال عند الإخوان المسلمين الذين صارت لديهم حالة من حالات التوحد المرضى من المرض بنصوص حسن البنا وسيد قطب من بعده، حتى كاد الأمر يصبح عبادة لنص البنا وقطب من دون الله سبحانه وتعالى.. والعياذ بالله.

    ولقد بقى البعض أو ربما الغالبية من المراقبين للشأن الإخوانى يميزون بين تراث حسن البنا، باعتباره الأصل الوسطى المعتدل الجامع المانع الشامل، وبين ما طرأ من إضافات جاءت مع سيد قطب بشكل رئيسى، واقترن التطرف والتشدد والغلو باسم قطب عند أولئك البعض، بل إن بعض المنتسبين تاريخيا للإخوان وممن يتسمون بالعقلية الناقدة الواعية لما حدث من متغيرات مثل الأستاذين الدكتورين صلاح عبدالمتعال، وكمال الهلباوى دائما ما يؤكدون أن ما نعاصره الآن ومنذ فترة من شخوص وأفعال إخوانية لا تنتسب لمنهج ورؤية حسن البنا، بل هى تنتمى أكثر إلى منهج ورؤية سيد قطب ومن شرب من مشربه!

    ولما كنا فى هذه السطور، وما سبقها فى المقال الذى نشر الأسبوع الفائت بصدد محاولة تقصى وتبين جذور رؤية الإخوان والسلفيين للآخر من غير المسلمين وأيضا من المسلمين، ولكن من مذهب آخر أو مشرب مختلف، فإننى سأحاول اليوم تقصى موقف حسن البنا من غير المسلمين أى اليهود والمسيحيين، وأيضا من «أقليات» أخرى كالمرأة على سبيل المثال.

    فى رسالة الجهاد يقدم حسن البنا نماذج لأحاديث نبوية شريفة تتصل بالجهاد فى سبيل الله، وعند رقم 15 فى تلك الرسالة، نقرأ ما يلى نصا وأنا هنا أنقل بالنص: وعن عبدالخير بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، عن جده قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لها أم خلاد وهى منتقبة تسأل عن ابن لها قتل فى سبيل الله تعالى، فقال لها بعض أصحابه: جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة؟ فقالت: أن أرزأ ابنى فلن أرزأ حيائى، فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم: «ابنك له أجر شهيدين» قالت ولم؟ قال: «لأنه قتله أهل الكتاب» وأخرجه أبوداود، الحديث واضح ومحدد الألفاظ وفيه ينسب للرسول صلوات الله عليه، أن من يقتله أهل الكتاب ينال أجر شهيدين، ورغم أننى لم أدقق وراء حسن البنا فى مدى صحة الحديث ومدى الثقة فى روايته والدقة فى عنعنته، إلا أن الأمر يمكن أن يمر شأن أمور كثيرة، غير أننى فوجئت مفاجأة هائلة ومذهلة لما قرأته بعد أن انتهى نص الحديث، لأن حسن البنا، غفر الله له ولنا، مضى بجرأة مخيفة ليضيف من عنده النص التالى بالحرف الواحد: «وفى هذا الحديث إشارة إلى وجوب قتال أهل الكتاب وأن الله يضاعف أجر من قتلهم فليس القتل للمشركين فقط ولكنه لكل من لم يسلم»، انتهى كلام حسن البنا الذى أراد أن يشرح به الحديث النبوى الشريف.

    والسؤال الأول هو: كيف لم يتوقف أتباع وأنصار ومحبو حسن البنا من أعضاء الإخوان المسلمين ومن غيرهم أمام هذا الافتآت على السنة النبوية المطهرة؟ الإجابة تكمن فى عبادة المتون والنصوص المنسوبة لابن تيمية والبنا وغيرهما.

    السؤال الثانى وهو عدة أسئلة فرعية تقريرية تبدأ بـ«لماذا لم يذكر البنا اسم الغزوة أو المعركة التى قادها الرسول، وكان الطرف الآخر فيها من أهل الكتاب؟ ولماذا لم يشرح حسن البنا أسس القياس التى اعتمدها ليخرج بقاعدة تقول بوجوب قتال أهل الكتاب على إطلاقهم وفى كل الأحوال، وأن من يقتلهم له أجرا مضاعفا أى قياسا على أن من يقتلونه من المسلمين له أجر شهيدين؟!».

    هل رأيتم كيف هى الجرأة فى الفتوى ومن مؤسس الإخوان، وهل من لوم بعد ذلك على شباب يمتلئ رغبة فى الالتزام بدينه وشريعته، ثم قاده قدره إلى تنظيم الإخوان ووجد أن مقررات الثقافة والفكر والتسلح بالوعى الإيمانى لفهم الدين الصحيح تفرض عليه قراءة ومذاكرة رسائل إمامه الشهيد الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هل من لوم؟ إذا اندفع هذا الشباب تجاه من ليسوا مسلمين وقاتلهم وقتلهم لينال أجرا مضاعفا؟! وهل يمكن أن يكون كلام البنا فى هذا المضمار هو مفتاح لكى نفهم ما تجود به قريحة هويدى والعوا ومن سعى سعيهما فى مسألة المسيحيين الذين هم تارة يخزنون السلاح فى الأديرة، وتارة أخرى يستفزون الأغلبية وقيادتهم البابوية ضالعة فى الانحياز السياسى ضد المسلمين؟!

    إن أحدا لا يمكنه أن يرفض أو أن يعترض على توقير الناس لبعضهم البعض، خاصة إذا كان التوقير لتقدم فى العمر أو لأسبقية فى الكفاح أو لتفوق فى العلم أو حتى لمجرد حسن الخلق، ولكن أن يتم الخلط بين التوقير والاحترام الواجبين إنسانيا وبين عبادة الأفراد عبر تقديس ما ينسب إليهم من آراء ونصوص، فهذا هو المرفوض، لأنه السبيل إلى الضلال فى شؤون الدين والدنيا معا!

    ولو أن الذين ينزلون نصوص ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم وابن البنا وابن قطب وغيرهم منزلة التقديس الذى يعصمها ويعصم أصحابها من أن يرد كلامهم، إذا لم يصادف ما استقر من قواعد تحكم الاجتهاد لو أنهم انصرفوا قليلا، خاصة فى مسألة الموقف من غير المسلمين إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، وإلى المتواتر الصحيح من سلوك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، لوجدوا أن الأمر يحتمل اليسر والسعة والتسامح والمحبة، وغيرها من المعانى والمسلكيات السامية الرفيعة تجاه غير المسلمين بل أقول تجاه النفس الإنسانية عموما، حتى وإن كان صاحبها من غير المسلمين ومن غير الكتابيين، لأننا أمرنا مباشرة أن الفصل فى أى خلاف هو لله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وتعالوا نقرأ الآية الكريمة فى سورة الحج: «إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شىء شهيد» الحج «17».. هذا هو النص المحكم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبوضوح لا لبس فيه يوكل الأمر لله سبحانه وتعالى ويرجئه إلى يوم القيامة.. ثم يأتى حسن البنا ليقرر أن قتال أهل الكتاب واجب وأن من يقتلهم له أجر مجاهدين، ولا أدرى أين يذهب هو وأمثاله من النص القرآنى المحكم الوارد فى سورة آل عمران: «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين. وما يفعلون من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين» صدق الله العظيم، سورة آل عمران الآيات «115:113».

    ولم يسأل حسن البنا ولا من تبعه من الإخوان وغيرهم: ماذا لو قتل المسلم كتابيا من أولئك الذين يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ويؤمنون بالله واليوم الآخر إلى آخر الصفات التى وصفتهم الآيات الكريمة بها، ولم يأت من بينها إشارة إلى موقفهم من الرسالة المحمدية، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم؟

    مواقف حسن البنا من المرأة.. والأحزاب.. والصحافة وغيرها
    الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013 - 20:53

    مرة ثانية وإلى ما لا نهاية فإن القبح لا يجزأ.. وقد سبق وكتبت عن الذين يصرون على نشر العبارات البذيئة والشتائم واللعنات مكتوبة بخط ردىء ولون كالح السواد على كل جدران المبانى وأكشاك الكهرباء ولافتات الدعاية التى استأجرها تجار وشركات وغيرها، ليعلنوا عليها عن شركاتهم وأنشطتهم ولم يفلتوا شجرة ولا عامود إضاءة ولا مقعدا فى حديقة عامة أو أخرى للأطفال، إلا ولوثوها دون أن يفكروا لحظة أن «المسلم ليس بشتام ولا لعان ولا بذىء» فيما يعلنون أنهم وحدهم هم المسلمون، وأقول اليوم إن أولئك الشتامين اللعانين البذيئين جزء لا يتجزأ من سياق تاريخى طويل يمتد منذ حسن البنا إلى الآن، وقد ذكرت طرفا منه فى مقال الأسبوع الفائت ونقلت نقلا حرفيا عن حسن البنا ما كتبه فى رسالة الجهاد، عن أن من يقتل واحدا من أهل الكتاب كان له أجر مجاهدين!!

    لقد سقت ذلك فى سياق أردت أن أبين فيه مواقف ابن تيمية وحسن البنا من الآخر، ووجدت إضافة لموقفيهما من اليهود والمسيحيين موقفا من المرأة ومن الآخر فى الحياة السياسية العامة، وخاصة عند البنا الذى منه يأخذ الإخوان المسلمون إلى يومنا هذا. ولا أضيف جديدا إذا ما أكدت أن ما طرحه سيد قطب واعتبر عند الغالبية العظمى من المتابعين للشأن الإخوانى تطرفا وجنوحا مخالفين لمنهج وفكر البنا، هو طرح متصل غير منفصل بما كتبه البنا فى رسائله من قبل وإليكم بعض التفاصيل.

    فى سنة 1359 هجرية أى منذ حوالى 76 عاما كتب حسن البنا مقالا فى «مجلة المنار»، ويعد ذلك المقال أول رسالة وجهها البنا للمرأة فى قسم الأخوات فى الإخوان المسلمين، وجاء فى كلام البنا ما نصه: «.. أما المجالات فى غير ذلك من العلوم التى لا حاجة للمرأة بها فعبث لا طائل تحته، فليست المرأة فى حاجة إليه وخير لها أن تصرف وقتها فى النافع المفيد.. ليست المرأة فى حاجة إلى التبحر فى اللغات المختلفة، وليست فى حاجة إلى الدراسات الفنية الخاصة فستعلم عن قريب أن المرأة للمنزل أولا وأخيرا.. وليست المرأة فى حاجة إلى التبحر فى دراسة الحقوق والقوانين وحسبها أن تعلم من ذلك ما يحتاج إليه عامة الناس»، ثم يقول حسن البنا فى الوثيقة نفسها: «ونحن لا نريد أن نقف عند هذا الحد ولا نريد ما يريد أولئك المغالون المفرطون فى تحميل المرأة ما لا حاجة لها به من أنواع الدراسات ولكننا نقول: علموا المرأة ما هى فى حاجة إليه بحكم مهمتها ووظيفتها التى خلقها الله لها.. تدبير المنزل ورعاية الطفل».
    هذا هو موقف «الإمام المؤسس» لجماعة الإخوان من تعليم المرأة، ومنه وبأية طريقة للقياس نستطيع أن نتبين موقفه من قضايا أخرى، كعمل المرأة وتصديها للولاية من قضاء ووزارة ورئاسة وهلم جرّا.. كلام البنا عن الآخر وهو هنا المرأة يجردها من أبسط حقوق المساواة ولا أدرى أين يذهب هو وأتباعه الذين يتخذون من نصوصه مصدرا يفوق كل المصادر من القرآن الكريم وسنة المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام وفيهما، أى القرآن والسنة، ما يوضح أن المرأة فى الإسلام شقيقة الرجل تحمل معه كل المسؤولية عن أركان الإسلام وعن أوامره ونواهيه، وعليها كما على الرجل أن تسعى فى طلب العلم والتسلح بالمعرفة.

    كلام البنا يشرح لنا مواقف الإخوان والسلفيين وغيرهم من تكوينات مشابهة داخل لجان كتابة الدستور وفى البرلمان وفى الإعلام، ويؤكد أن الخلف ماض على ما أسسه السلف، أى البنا، دون أى إعمال للعقل ولا إفراغ للوسع فيما جد على الأمة والمجتمع من تطورات خلال القرن الأخير.. وكيف أن كليات الطب والهندسة والعلوم والتكنولوجيا والحاسبات والاقتصاد والعلوم السياسية والحقوق والآداب والتربية الفنية والتربية الرياضية، أثبتت أن الأنثى لا تقل قدرة على التحصيل والنبوغ والتخصص والوصول إلى أرقى الدرجات العلمية كدكتوراه الفلسفة ودكتوراه العلوم عن الذكر، بل إن كليات الشريعة وأصول الدين واللغة العربية والدعوة أثبتت الأمر نفسه، وعشنا وما زلنا نعيش وقتا تطالعنا فيه عقول مضيئة لنساء متميزات فى كل المجالات، بل إن هناك نساء قدمن لوطنهن خدمات جليلة فى مجالات العلوم والفنون والآداب والدبلوماسية وغيرها ما لم ولن يقدر عليه حسن البنا شخصيا وكل المرشدين الذين جلسوا على كرسيه، ومعهم مكاتب الإرشاد ومجالس الشورى الإخوانية مجتمعة، بل إن المضحك المبكى أن رجال الإخوان ومعهم رجال السلفيين والجماعات المماثلة تركوا تخصصاتهم العلمية ولم ينبغوا فى واحد منها وانصرفوا إلى المهام التى يقدر كل مسلم ومسلمة أن يحيطا بها إحاطة تامة من المصادر المتاحة الآن، ابتداء من المراجع والمصادر التى على هيئة كتب أو التى يمكن استدعاؤها على شاشة الكمبيوتر بأسرع من لمح البصر!، يعنى يمكن لمن يقرأ ولمن لا يقرأ أن يعرف عن دينه عبر الوسائط المختلفة وبتنوع أكثر ثراء مما يجده عند بديع أو عاكف أو البر وغيرهم.

    والسؤال الذى يطرح نفسه حتما هو: ماذا كان ينتظر تعليم البنات فى ظل حكم الإخوان، وماذا ينتظرهن فى ظل جهالة السلفيين الذين يقال إن أحدهم انسحب من جلسة فى لجنة الخمسين، لأن امرأة تولت إدارة الحوار؟!

    إن أحدا من الإخوان والسلفيين لم يسأل نفسه عن كيف نأخذ نصف ديننا عن عائشة رضوان الله عليها وعلى أبيها، ولا عن كيف وأين تدربت صفية بنت أبى طالب على الحرب، وهى التى أخذت عامود الخيمة ونزلت إلى ساحة الوغى تهاجم الكفار، ولا عن عشرات من المسلمات الأوائل اللائى أجدن ما هو أكثر وأوسع من تدبير المنزل ورعاية العيال؟!

    ولا يختلف موقف حسن البنا من الآخر السياسى كثيرا عن موقفه من غير المسلمين من أهل الكتاب ولا موقفه من المرأة، فهو فى رسالته المعنونة «نحو النور» وجه رسالة إلى من لقبه بصاحب المقام الرفيع، وهو لقب كان يتلقب به رؤساء الوزارات فى العصر الملكى.. وفى تلك الرسالة ومما جاء فيها نتبين بدقة كيف هو تفكير ومنهج الإخوان تجاه الحياة السياسية التعددية أى الديمقراطية بوجه عام.

    لقد طالب حسن البنا ذلك الذى أسماه بصاحب المقام الرفيع بما يلى:

    1 - «القضاء على الحزبية وتوجيه قوى الأمة السياسية فى وجهة واحدة وصف واحد».

    2 - «بث الروح الإسلامية فى دواوين الحكومة بحيث يشعر الموظفون جميعا بأنهم مطالبون بتعاليم الإسلام».

    3 - «مراقبة سلوك الموظفين الشخصى وعدم الفصل بين الناحية الشخصية والناحية العملية».
    4 - «أن توزن كل أعمال الحكومة بميزان الأحكام والتعاليم الإسلامية».

    5 - «مقاومة التبرج والخلاعة وإرشاد السيدات إلى ما يجب أن يكون والتشديد فى ذلك بخاصة على المدرسات والتلميذات والطبيبات والطالبات ومن فى حكمهن».

    6 - «إعادة النظر فى مناهج تعليم البنات ووجوب التفريق بينها وبين مناهج تعليم الصبيان فى كثير من مراحل التعليم».

    7 - «منع الاختلاط بين الطلبة والطالبات واعتبار خلوة أى رجل بامرأة لا تحل له جريمة يؤاخذان بها».

    8 - «مراقبة دور التمثيل وأفلام السينما والتشديد فى اختيار الروايات والأشرطة».

    9 - «تهذيب الأغانى واختيارها ومراقبتها والتشديد فى ذلك».

    10 - «اعتبار دعوى الحسبة ومؤاخذة من يثبت عليه مخالفة شىء من تعاليم الإسلام أو الاعتداء عليه، كالإفطار فى رمضان وترك الصلاة عمدا أو سب الدين وأمثال هذه الشؤون».

    11 - «توجيه الصحافة توجيها صالحا وتشجيع المؤلفين والكاتبين على طرق الموضوعات الإسلامية الشرقية».

    ولنقاط البنا بقية، غير أننى وأظنكم معى علينا ألا نمر مرور الكرام على مطالب البنا التى هى البرنامج الرئيسى للإخوان المسلمين، ولذلك فللحديث بقية
                  

العنوان الكاتب Date
ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-18-13, 11:29 PM
  Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-18-13, 11:41 PM
    Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-19-13, 10:25 AM
      Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق مني عمسيب10-19-13, 10:39 AM
        Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-19-13, 10:47 AM
          Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-20-13, 05:34 AM
            Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-21-13, 11:08 PM
              Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-22-13, 10:07 PM
                Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-25-13, 05:53 PM
                  Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-07-13, 10:48 PM
                    Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-10-13, 06:42 AM
                      Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-11-13, 05:16 AM
                        Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-12-13, 08:16 PM
                          Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-13-13, 05:54 AM
                            Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-20-13, 07:21 AM
                              Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك12-18-13, 04:53 AM
                                Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك12-26-13, 06:56 AM
                                  Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك12-26-13, 09:08 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de