ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-11-2013, 05:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق (Re: الكيك)




    386472_382199231865785_1614427548_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    وقائع وشهادة على 369 يوماً قبل اختفاء التنظيم «4-2»
    «الإخوان» سرقوا «ميدان التحرير» و «عبدوا» صناديق الانتخابات


    تاريخ النشر: الإثنين 11 نوفمبر 2013
    سعد القرش - روائي مصري

    هذا كتاب في طريقه إلى النشر وبين دفتيه شهادة على 369 يوماً هي عمر “الإخوان المسلمين” في حكم مصر، «سنة أولى وأخيرة إخوان»، وكرماً من الشعب منحهم 72 ساعة إضافية من قيظ شهر يوليو 2013، تسمح لهم بجمع أغراضهم والرحيل من القصر، وأن يحملوا «أمانة» العودة إلى الوطن والإيمان به، والانخراط في المجتمع، وإثبات جدارتهم بأن يكونوا مواطنين صالحين، فأبوا أن يحملوا «الأمانة». هنا صدر قرار شعبي يعزل جماعة ترفض أن تكون جزءاً من النسيج الوطني؛ فشعب مصر محب للحياة لا يعشق إلا في النور، في حين يُصر التنظيم السري أن يعمل، كالعادة، في عتمته.

    لا يستعيد «الإخوان» علاقاتهم بالسلطة، للمراجعة وتدبر الأخطاء والخطايا، منذ العصر الملكي مروراً بثورة يوليو 1952، وصولاً إلى ثورة 25 يناير 2011. سيظلون، غفلة أو غروراً، محكومين بإعادة التجربة بالنص.. تحالف مع السلطة لدرجة التواطؤ، ثم صدام وفراق ودماء ومحاكمات وسجون.

    وفي فترات التحالف حيث تكون السلطة يكون «الإخوان» ابحث عنهم في ظلال أي سلطة. يروي الخرباوي في «سر المعبد» أن مأمون الهضيبي قال له: «نحن نتحالف مع من يستطيع أن يقربنا من دوائر صنع القرار... (في النقابات والأحزاب). كانت علاقتهم بنظام مبارك ملتبسة، ففي ظل لغط صاحب تعديل المادة 76 من الدستور، وتسمح نظرياً بانتخاب رئيس انتخاباً مباشراً من بين أكثر من مرشح، وفي 12 مايو 2005، صرح المرشد محمد مهدي عاكف لصحيفة «الشرق الأوسط» بوضوح: «أعترض على شعارات “كفاية” ضد الرئيس مبارك وابنه... لسنا أهل ثورة.. والثورة ليست من مفرداتنا». في ذلك الوقت انشغلت الجماعة الوطنية بالمادة الدستورية 76 المثيرة للجدل، ورشح مبارك نفسه لفترة جديدة، وفي 29 يوليو 2005، حمل غلاف مجلة «آخر ساعة» الحكومية صورة لعاكف، وبجوارها هذا العنوان: «المرشد العام للإخوان المسلمين: نؤيد ترشيح الرئيس مبارك وأتمنى الجلوس معه). وسيقول محمد بديع المرشد التالي للإخوان، في لقاء مع قناة الجزيرة: «مبارك والد كل المصريين، والإخوان لا يعارضون ترشح جمال مبارك بشرط ألا يتميز عن أي مرشح آخر»، وهو شرط مستحيل.

    أما محمد مرسي مسؤول لجنة الانتخابات في الجماعة قال قبل أيام من انتخابات 2010: إن بين الجماعة والحزب الوطني تنسيقاً في الدوائر الانتخابية «ولدينا تفاهمات مع الأمن.. رفضنا الدفع بمرشحين أمام زكريا عزمي ويوسف بطرس غالي وو.. احتراماً لهم كرموز للوطن». («المصري اليوم» / 25 نوفمبر 2010).

    مراوغات ما قبل 25 يناير

    وقبل أسبوعين من انطلاق الثورة، أعلن الإخوان يوم 11 يناير 2011 أنهم لن يشاركوا في «مظاهرة 25 يناير»، احتراماً «للمناسبة الوطنية التي ينبغي علينا أن نحتفل بها معاً»، في إشارة إلى عيد الشرطة. وسوف يعلنون بعد نجاح الثورة أنهم آباؤها أو أحد آبائها، وسيقول عبد المنعم أبو الفتوح: «يوم 25 يناير الجماعة أعلنت أنها لن تشارك، وأعلن قرارها عصام العريان بدعوى أن هذا اليوم احتفال للشرطة، ولكنهم قالوا إنهم سيتركون الحرية لمن أراد أن يشارك».

    وقد سجلت في كتابي «الثورة الآن.. يوميات من ميدان التحرير» شهادة عبد الحليم قنديل، تحت عنوان «تزوير الثورة»، عن التحاق الإسلاميين “الإخوان” والسلفيين والجماعة الإسلامية (الإرهابية سابقاً)- بالثورة «بطريقة متباطئة وبراجماتية جداً، ولم يكونوا أبداً من دعاتها، ولا من المبادرين إليها»؛ فلم تشارك الجماعة الإسلامية في عمل معارض، لا بالعنف ولا بالسلم، خلال السنوات العشر الأخيرة لمبارك.

    معارضون للثورة

    ويروي “قنديل” كيف كان “الإخوان” معارضين للثورة، راغبين في الإصلاح من داخل النظام نفسه، «ينفذون تعليمات صارمة لقيادة الإخوان، أهمها عدم الهتاف ضد مبارك شخصياً، ثم غابوا تماماً، وبقرار من مكتب الإرشاد، عن انتفاضة 6 أبريل 2008». يقول قنديل إنه مساء الأحد 23 يناير 2011 كان «طرفاً مباشراً في اختبار أخير لموقف الإخوان، كان قد جرى الترويج بكثافة لمظاهرات 25 يناير 2011 من قبل نشطاء “فيسبوك”، وكان عدد من قادة القوى السياسية يناقشون الموقف النهائي، وحضرت اجتماعاً سرياً في مكتب محاماة النائب السابق علاء عبد المنعم، وكان الحضور- إضافة لعبد المنعم - حمدين صباحي وأيمن نور وعبد العظيم المغربي وسعد عبود والقيادي الإخواني محمد البلتاجي، كنا سبعة، وكنت حاضراً بصفتي المنسق العام لحركة “كفاية” وقتها، وكان الحضور قد كلفوني قبلها بصياغة بيان تأييد ومشاركة في مظاهرات 25 يناير، وقرأت البيان على الحضور، ولم يعترض أحد سوى محمد البلتاجي، كان اعتراضه الأساسي على عبارة يطلب نصها (الإنهاء السلمي لحكم مبارك وعائلته)، وقال البلتاجي وقتها بالنص: إن “الإخوان” لن يوافقوا أبداً على المشاركة في توقيع على بيان يرد فيه ذكر اسم مبارك، أو الدعوة لخلعه. وأضاف: نريد الاقتصار فقط على المطالبة بحل مجلسي الشعب والشورى في مظاهرات 25 يناير».

    نجحت الثورة في خلع مبارك، على الرغم النية الحسنة لبعض السلفيين، ومنهم ناجح إبراهيم، الذي دعا المتظاهرين إلى مغادرة ميدان التحرير، ثقة في مبارك الذي وعد في خطابه يوم 1 فبراير، بعدم الترشح. لم يكن ناجح إبراهيم يناور مثل “الإخوان” الذين رحبوا بالتفاوض مع عمر سليمان، ومثل “الإخوان” في الاجتماع كل من محمد مرسي وسعد الكتاتني، في قاعة تتصدرها صورة جدارية لمبارك أعلى رأس سليمان مباشرة.

    استعلاء «الإخوان»

    أتيحت لـ«الإخوان» فرصة ربما لن تتكرر في عمر هذا الجيل، للتبرؤ من تاريخهم الدامي، والانضمام للجماعة الوطنية، والتخلي عن استعلاء لا يتفق مع روح الدين ولا الإنسانية.. استعلاء بالإسلام على غير المسلمين، واستعلاء بالانتماء «الإخواني» على غير الإخوان من المسلمين. كانوا أقل إخلاصاً للوطن، وأكثر تعالياً على شركاء الميدان، وأحرص على الوفاء لنصيحة سيد قطب في «معالم في الطريق»: «الاستعلاء بالإيمان ليس مجرد عزيمة مفردة، ونخوة دافعة، ولا حماسة فائرة، إنما هو الاستعلاء القائم على الحق الثابت المركوز في طبيعة الوجود... لأنه موصول بالله...». ويبدو أننا كنا حسني النية وأكثر براءة مما تحتمله الثورة.

    غنائم عبدة الصناديق

    في 11 فبراير 2011 سجلت خوفنا أن يسطو الجيش على السلطة. علت في الميدان صيحات مبكرة: «مدنية مدنية. مش عايزينها عسكرية».

    كنا نخشى أن تفرض الأحكام العرفية، ولم ننتبه إلى لصوص متربصين، يقفون هناك على البر، ويستعدون للانقضاض على السفينة المتأرجحة، ويمدون الأيدي بالحبال، ليشدوا الوثاق، ويربطوها بقواعدهم، وإقصاء أهلها، وعدم السماح لهم بالصعود، واحتلال مكان هو حقهم بحكم المواطنة. لم يعلنوا إقصاء أحد، ولكنهم سارعوا إلى منح المولود اسماً يخصهم، اسماً إسلامياً، والثورة مخاض الجميع، أسهم كل ثائر فيها بنصيب، واسمها لا يخص قبيلة ولا فئة، والتعجيل باسم إسلامي لثورة تحرير وطنية، لا تنتمي إلى دين، بل إلى وطن، سرقة واضحة، «وضع يد» على طريقة البلطجية، لصوص الأراضي.

    عودة التشدد

    كنا مشغولين بدق طبول الفرح، وسهرنا نغني ونهتف لمصر الصاعدة، وظهورنا عارية، ونشعر بالأمان مع الإخوان والسفليين، ولا ندري أن متشددين قد استعادوا ثقتهم بأنفسهم، ونشطوا على الإنترنت بحملات ترهيب. كثيراً ما تلقيت في الأيام التالية رسائل أبرزها بطاقة على خلفية من صور الثورة، يعلوها هذا السطر: «إن لم تكن ثورتكم إسلامية.. فلا خير فيكم»، وفي أسفلها «ثورة على الظلم. ثورة على الفساد. ثورة على الذنوب. ثورة على العلمانية. ثورة على الطاغوت»، وفي أعلى الصورة قبضة قوية غير رحيمة، بجوارها «حملة تطبيق الشريعة الإسلامية»، أما الشعار فهو «إنْ الحكم إلا لله» بخط كبير، تليه بخط أصغر بقية الآية القرآنية «أمر ألا تعبدوا إلا إياه، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون».

    ميدان التحرير يُسرق

    فجأة رأيت ميدان التحرير يُسرق، تغزوه العباءات السود لسيدات، واللحى الطويلة والجلابيب القصيرة. كانت الهتافات طوال 18 يوماً تجعل من الوطن عقيدة، ومن المستحيل أن تعرف دين صاحب الشعار، ولكن الليلة بدت كلحظة خطف الغنائم، واقتسام ميدان التحرير، وتوزيع فضائه وهوائه، ومكبر الصوت بيد مهووس ينادي: «تكبير»، فيرد المئات سعداء بالنصر «الله أكبر». الآن أرى الهرم قد انقلب أو يكاد. يقف على قمته المدببة، وتميل قاعدته مع الريح، وفي سقوطه سوف يسحق كثيرين، ثم يتسلقه الذين انتظروا هذه اللحظة، ويرفعون فوق قمته الجديدة رايتهم. انقلب الهرم فأمسيت أردد: «ذهبت الفكرة، وجاءت السكرة»، بدلا من القول المأثور: «ذهبت السكرة، وجاءت الفكرة». ثم تابعنا تحولات وتحالفات وتواطؤات..

    وفي 15 فبراير 2011، أصدر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة قراراً بتشكيل لجنة تعديل الدستور، برئاسة المستشار طارق البشري، وعضوية كل من عاطف البنا وحسنين عبد العال من جامعة القاهرة، ومحمد باهي يونس من جامعة الإسكندرية، والمحامي “الإخواني” صبحي صالح، والمستشار ماهي سامي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، والمستشار حسن البدراوي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والمستشار حاتم بجاتو رئيس هيئة المفوضين في المحكمة الدستورية العليا.

    16 فبراير 2011: طالب مثقفون في بيان لجنة تعديل الدستور باستلهام دستور 1923 الذي اعتبر المصريين متساوين في الحقوق المدنية والسياسية، على عكس دستور 1971 الذي تقول مادته الثانية: «الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية». وحمل البيان المتفائل عنوان «نحو دولة علمانية».

    إسقاط هيبة الدولة

    بعد صيحة «الله وحده أسقط النظام»، توالى استئساد السلفيين، وشهدت مصر اعتداء على مواطنين مسيحيين، وحرق كنائس، واعترض الأهالي على تعيين لواء الشرطة عماد شحاتة ميخائيل محافظاً لقنا لأنه مسيحي، وفشلت «الدولة» في الاختبار، ورضخت للابتزاز الطائفي، وجمدت قرار تعيين المحافظ. إسقاط هيبة الدولة إحدى نتائج حماقات فصائل الإسلام السياسي، «الإسلامجية» إذا شئنا الدقة بدلاً من «الإسلاميين»، لأن إضافة اللاحقة «جي» إلى كلمة أو حرفة ما تعني الاشتغال بها وامتهانها، مثلما نقول: «مكوجي»، «بلطجي»، «عربجي». هم لا يفهمون دور «الدولة» التي طعمت مواطنيها من جوع، و«آمنتهم من خوف»، وليس من مهام الدولة أن تسوق الناس إلى الجنة، وأن تهديهم إلى الإسلام، ولكن الإسلامجية فرضوا الوصاية، وتقمصوا دور الله، ومارسوا الاستعلاء بخشونة، ولكن وجودهم في الاختبار كشف القشرة الزائفة التي تخفي وراءها بشراً ضعاف النفوس، يخطؤون مثل الآخرين، ولكن الآخرين لا يستعلون على بشريتهم، ولا يحاكمون غيرهم كما يفعل الإسلامجية.

    دعوات الكراهية

    في تلك الفترة الرخوة، وما حمله إلينا عام 2011، سمعنا كلاماً عجباً ينتمي إلى زمن آخر وجغرافيا أخرى، دعوات إلى الحرب والكراهية تنتمي إلى عصر العبيد والجواري ومجتمع ما قبل الدولة والمنظمات الأممية، فيرجع السلفي أبو إسحق الحويني مشكلة الفقر في العالم الإسلامي إلى ترك الجهاد: «نحن في زمان الجهاد، وقد أظلنا زمان الجهاد، الجهاد في سبيل الله متعة، الصحابة كانوا يتسابقون عليه. الفقر اللي إحنا فيه بسبب ترك الجهاد»، وأنه لو غزونا في العام مرة أو مرتين أو ثلاثاً لأسلم كثيرون، ومن يرفض «نأخذهم أسرى، ونأخذ أموالهم وأولادهم ونساءهم، وكل دي عبارة عن فلوس”.

    لم يكن المسيحيون وحدهم الضحايا، بل وجد المسلمون أنفسهم وجهاً لوجه مع إسلامجية من دون أقنعة، فانتشرت هذه الدعوة في مواقع التواصل الاجتماعي: «أياً كان التيار الذي تنتمي إليه، يجب أن تفهم الشعب المصري. إنه يحب الشيخ محمد رفعت وعبد الباسط عبد الصمد ويعشق أم كلثوم، يقرأ نجيب محفوظ والشيخ محمد الغزالي. سني المذهب ويذهب إلى ضريح الحسين والسيدة للتبرك. يحس بالطمأنينة عندما يسمع الأذان ويشعر بالإيمان عندما تدق أجراس الكنيسة. جرجس يعلق فانوس رمضان ومحمد بيزوق شجرة الكريسماس». فأين كان “الإخوان المسلمون”؟ كانوا مشغولين بالاستعداد لموسم جمع الغنائم، مهمة دونها الانشغال باستنكار الاعتداء على مسيحي أو كنيسة.

    كان المؤمنون بالثورة، الداعون إليها والمشاركون فيها، يرون ضرورة كتابة دستور جديد، فالثورة تنسخ ما قبلها، وتسعى لبناء نظام لا علاقة له بنظام ثارت عليه. ولكن القوى المضادة للثورة، والإخوان، اتحدت وتعاونت على غير البر، على تعديلات دستورية. ونجح السلفيون و”الإخوان” في لعبة الترغيب والترهيب، فاحتشدت الجماهير وقالت: «نعم». شيخ سلفي أطلق عليها «غزوة الصناديق» التي قالت للدين: «نعم»، وانتشرت لافتات “الإخوان” في الشوارع والميادين، تعيد إلى الناس ذكرى الفتنة الكبرى وموقعة صفين، فتخاطبهم بالآية القرآنية: «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه»، وموعدنا للاستفتاء السبت 19 مارس: «التصويت على التعديلات الدستورية والموافقة عليها واجب شرعي”.

    عنصرية فجة

    استفتاء 19 مارس 2011 شق الصف الثوري، فرقّ بين الثوريين والإصلاحيين وفي مقدمتهم جماعة غرها وجود صبحي صالح يمثلها في لجنة التعديلات الدستورية، وكان المحامي الوحيد بين قضاة وفقهاء القانون الدستوري. سوف يستأسد صبحي صالح وينفي الوطنية عن غير جماعته، حين يعلن أن جماعة الإخوان لا تعترف بمفاهيم المصري الليبرالي والعلماني واليساري، ففي مؤتمر للجماعة في حي العباسية بالقاهرة، يوم 20 مايو 2011، دعا شباب الإخوان للزواج من «الأخوات» فقط، وشدد على أن «زواج الأخ من بنت غير إخوانية، ولو كانت محترمة ومتدينة ومن بيت طيب، يعطل النصر»، ولم ينس تعزيز كلامه بالآية القرآنية: «أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير». وأحكم النص بالقول إن الأدنى هو غير الأخوات. فإذا لم تكن هذه هي العنصرية واستبعاد المختلف في الفكر، من أتباع الدين نفسه، فماذا تكون؟ وإلى أي درجة تختلف هذه المبادئ عن أفكار النقاء العرقي في ألمانيا النازية؟ الجماعة هي الأهم، الجماعة أولا وأخيراً.

    كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أربكته حوادث الاعتداء الطائفي، وفاجأته مطالبة الثوار بمحاكمة مبارك في حين كان عصام العريان يدعو أهالي الشهداء إلى التنازل عن محاكمة القتلة، وقبول الدية. وصمت الإخوان عن أحداث الأحد الأسود يوم 9 أكتوبر 2011 أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو» على ضفة النيل. خشوا أن يؤجل دخان مدرعة دهست .... مسيحياً مغانم انتخابية يستعدون لجمعها، وجاء في بيان الإخوان: «إن المطالب المشروعة لها قنواتها ولها طريقتها ولها وقتها الذي يناسبها، والشعب المصري كله له مطالبه المشروعة وليس الإخوة الأقباط فقط، ويقينا ليس هذا هو الوقت المناسب للمطالبة بها».

    في 8 أبريل 2011 «جمعة المحاكمة»، يذكر عبدالعظيم حماد أن الجنرالات لم يتوقعوا أن يقدم مبارك للمحاكمة، وقوبلت المطالبات بمحاكمة مبارك «باندهاش ثم استياء كبير»، وأن عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء مختار الملا قال له: «فاتنا أن نعقد اتفاقاً مع مبارك على عدم الملاحقة القضائية.. ونعلنه للمتظاهرين ليلة 11 فبراير». (عبد العظيم حماد: الثورة التائهة.. صراع الخوذة واللحية والميدان). ونجحت الضغوط الشعبية الثورية، وفي 11 أبريل صدر قرار حبس مبارك على ذمة قضية قتل المتظاهرين، والتحفظ عليه بمستشفى شرم الشيخ، وفي 2 يونيو أحاله النائب العام إلى محكمة الجنايات بتهمة «قتل المتظاهرين»، وبدأت أولى جلسات المحاكمة يوم 3 أغسطس في أكاديمية الشرطة، وجاء إليها بالطائرة محمولاً على محفة، ثم قضت المحكمة في 2 يونيو 2012 بمعاقبته بالسجن المؤبد بتهمة «الامتناع عن حماية المتظاهرين». وفي 27 مايو 2011 «جمعة الغضب الثانية»، رفض الإخوان المشاركة، وخلا منهم ميدان التحرير، وامتلأ بأحرار أتوا فرادى من أجل ما يؤمنون به، ليس لهم مرشد يأمر فيطاع، وإنما قضية عادلة. لولا ضغوط الثوار من غير الإخوان ما قدم مبارك للمحاكمة. ولولا التضحيات في أحداث محمد محمود في نوفمبر 2011 لتأخر تسليم السلطة إلى عام 2013 كما كان معلناً، ولكن الدماء عجلت بالانتخابات الرئاسية.

    أين كان «الإخوان» ؟!

    في 9 سبتمبر 2011 «جمعة تصحيح المسار»، حفرت الثورة مساء ذلك اليوم مجرى جديداً مفاجئاً، هو التحول الأكبر منذ «جمعة الغضب». الميدان الذي خلا من الإخوان، لم يرفع فيه شعار طائفي أو ديني عن أسطورة الشريعة أو وهم الخلافة. ثم تحركت الحشود بعفوية، من دون دعوة سابقة ولا ترتيب، نحو السفارة الإسرائيلية. الواقعية تفترض أنهم سيتظاهرون أمام السفارة، فوق الكوبري، احتجاجاً على اعتداء العدو على جنود مصريين على الحدود المصرية الفلسطينية. ولكن الخيال الثوري ذهب لأبعد كثيراً، حطم الجدار الأسمنتي الذي أقامه محافظ الجيزة. انهار الجدار، وتمكن شاب من الصعود، أنبتت له الثورة أجنحة فتسلق البناية وأنزل العلم، وهرب السفير العدو. في 9 سبتمبر 2011، لم أتذكر «عيد الفلاح» الذي اقتحم خط بارليف، واقتحم سفارة استعصت، في منتصف الثمانينيات، على تنظيم «ثورة مصر»، ثم وقعت في قبضة الثورة الشعبية. فأين كان “الإخوان”؟

    المقولة «اللعنة»

    لا ينسى الرأي العام في مصر لمرشد «الإخوان» السابق مهدي عاكف قوله، في مقابلة نشرت في صحيفة «روزاليوسف» عام 2006، إنه لا يمانع أن يحكم مصر غير مصري مادام مسلماً، ولو من ماليزيا. ولما سأله محاوره: ومصر؟ أجاب المرشد: «طظ في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر!»، مقولة لعنة تطارد الرجل

    الذين أخذتهم الثورة بالإثم

    تأكد لي أن لـ«الإخوان» قلبين يتسعان لـ«إلهين اثنين»: صندوق الانتخابات والكذب. إذا لم يكذبوا فلن يكونوا إخواناً، سيصبحون مسلمين. الإيمان بالصندوق وحده، والرهان عليه، دفعهم للكذب أو التكاذب في واقعة تعرية فتاة في ميدان التحرير، يوم 17 ديسمبر 2011. لم يهتز إيمان “الإخوان” ولا ضميرهم الإنساني بهذا المشهد، ولا غاروا على بنت مصرية في ميدان التحرير تمت تعريتها.

    للسبب نفسه، وهو الإيمان بالصندوق والخوف عليه، غابوا عن أحداث شارع محمد محمود التي اندلعت ظهر السبت 19 نوفمبر 2011 أمام عيني.

    مشهد البنت التي تمت تعرية جسدها كان مثار سخرية كثير من مقدمي وضيوف البرامج في فضائيات اليمين الديني، وحملت صحيفة «الحرية والعدالة» في اليوم التالي، (الأحد 18 ديسمبر 2011)، بشرى حصول الإخوان على 39 % في 6 قوائم، و39 مرشحاً في إعادة الفردي. وأسفل الصفحة تصريح للمجلس العسكري: «القوات المسلحة طاردت بلطجية وليسوا ثواراً». كانت صحيفة “الإخوان” نغمة نشازاً، ترضي العسكر وتطمئنهم، وسط رفض عام عبرت عنه، في اليوم نفسه، الصحف المصرية التي استنكرت الجريمة، حتى إن صحيفة «التحرير» اكتفت بعنوان كبير من كلمة واحدة تصاحب الصورة: «كذابون».

    تصريحات مضللة

    يوحي اسم جماعة الإخوان المسلمين أنها تستأثر بالإسلام، دون غيرها من المسلمين. في عام 1951 خرج الشيخ محمد الغزالي من الجماعة، واستنكر أن يعتبر الإخوان أنفسهم «جماعة المسلمين»، وقبل انتخابات الإعادة بين مرسي وشفيق ببضعة أيام، أنعش مهدي عاكف ذاكرتنا بذلك الجدل، إذ قال المرشد السابق بثقة ويقين: إن «مرسي مرشح الله والثورة». («الوطن» / 12 يونيو 2012). وفي هذا إقحام لله في صراع سياسي، وشيطنة لشفيق واعتباره مرشح إبليس.

    في مرحلة «التقية»، يتحدث عدد من أبرز رجال الإخوان بحساب شديد، حول قضايا محددة، وفق جدول زمني، بلغة خطاب تميل إلى التشدد حينا، والمواءمة السياسية حيناً آخر. ففي يوم 1 أبريل 2011 قال عصام العريان: «الإخوان غير طامعين في الرئاسة ولا الحكومة. سنخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بعدد لا يسمح لنا بتحقيق الأغلبية». ثم أكد الأمر نفسه خيرت الشاطر في مؤتمر حاشد للإخوان بمحافظة الشرقية، يوم 12 أبريل 2011: «لن نخوض انتخابات الرئاسة.. ولو ترشح إخواني فلن ندعمه».



    جريدة الاتحاد
    الإثنين 07 محرم 1435هـ - 11 نوفمبر 2013م
    www.alittihad.ae



    جميع الحقوق محفوظة © 2010، شركة أبوظبي للإعلام.
                  

العنوان الكاتب Date
ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-18-13, 11:29 PM
  Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-18-13, 11:41 PM
    Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-19-13, 10:25 AM
      Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق مني عمسيب10-19-13, 10:39 AM
        Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-19-13, 10:47 AM
          Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-20-13, 05:34 AM
            Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-21-13, 11:08 PM
              Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-22-13, 10:07 PM
                Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك10-25-13, 05:53 PM
                  Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-07-13, 10:48 PM
                    Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-10-13, 06:42 AM
                      Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-11-13, 05:16 AM
                        Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-12-13, 08:16 PM
                          Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-13-13, 05:54 AM
                            Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك11-20-13, 07:21 AM
                              Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك12-18-13, 04:53 AM
                                Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك12-26-13, 06:56 AM
                                  Re: ماضى ومستقبل الاخوان ...السياسى..والاقتصادى ..العسكرى ...الاجتماعى ..توثيق الكيك12-26-13, 09:08 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de