ماذا يريد السيد الصادق المهدى؟

Quote: هذا الرجل هو (بورتكلِس) السودان القديم بجدارة. فأي حراك سياسي يمكن أن ينتج منه (سودان جديد) بمفاهيم لدولة حديثة (لا طائفية فيها ولا مكان لسيّد بحظوة عرقية او بغيرها) هو خط احمر لديه. الجبهة الوطنية الأفريقية بقيادة مانديلا، مثلا، زلزلت أركان اعتي نظام للظلم في العالم وانتزعت حق (امّتها) الغالبية بالقوة الأخلاقية البحتة (Pure Moral Authority) دون الحاجة للسلاح. كل هذا وزعيمها (مانديلا) داخل زنزانة لما يفوق الربع قرن من الزمان وهو مقيّدٌ محكوم عليه بالحبس والأشغال الشاقة. بينما زعيم (الأمة السودانية) ورئيس وزرائها الشرعي حر طليق لما يقارب نفس المدة؛ يجتمع وينفض مع الدكتاتور وطغمته ويقبل الدعوات الرسمية والخاصة ويدخل في صفقات سياسية تعين ابناءه في أمن الحكومة وفي قصر حكمها بينما من فقدوا وظائفهم في الجيش وغيره من المؤسسات لا زالوا مظلومين. البلاد مهيأة تماما منذ فترة لحل كامل شامل يحقن الدماء وينتزع الحكم باسم الشعب ويؤسس لدولة المواطنة الا أنه ليس هناك من يقود هذا العمل الوطني الهام.. عوّل البعض علي فخامة الرئيس في السابق عسي أن يفعل ما فعله اف دبليو ديكلارك في جنوب افريقيا. لكنه باختصار لا يملك أمره (بسبب منظومة رأس المال الطفيلي التي تسيطر علي البلاد وعليه) وبسبب تشبثه هو (في اللاشعور ربما بمبدأ السودان القديم) وخوفه من مآلات فقد السلطة والحساب. عوّل البعض الآخر علي تفعيل ما بقي من بنود (نيفاشا) لما لها من سند عالمي الا انهم (درفسوا) الموضوع كله بعد انفصال الجنوب كدولة مستقلة وكأن (نيفاشا) لم تحدث أصلا. البلاد الآن مهيأة مرة أخري – أكثر من أي وقت مضي - لتغيير جذري يبحث فقط عن قيادة فعالة؛ فأين هي؟ هذا هو السؤال المفتاحي..