لايجب الثقة فى الجيش السودانى ولا أى من القوات النظامية الاخرى فى شمال السودان فى هذا الوقت .

Quote: كانت المفارقة عندما حضر الي وفد القيادة الشرعية في عام 1991 في مقر رئاسة الجيش الشعبي في جنوب السودان, وكانوا خمسة الشهيد الفريق فتحي احمد على, الفريق عبدالرحمن سعيد, والهادي بشرى والذي عاد الى الخرطوم, وضابطين اخرين كانت الصورة واضحة امامهم حول ما تفعله الجبهة الاسلامية بالجيش, وذلك بعد عام واحد من الانقلاب. كانوا يريدون التحالف مع الجيش الشعبي. قلت لهم انذاك, ما هو هدفكم؟ قالوا نحن نريد ان ننقذ الجيش السوداني من معول تحطيم الجبهة الاسلامية؟ كان ذلك تحولا مثيرا للاحداث, وهو يعبر بصدق عن صدق الصادقين في تاسيس السودان الجديد, فهذا يعني ازالة نفس هذا الجيش الذي جاءت القيادة الشرعية الينا بغرض انقاذه, حتى نستبدله الى جيش السودان السودان الجديد. واراه امرا ضروريا ومحوريا ولذلك نندهش ان القيادة الشرعية تاتي الينا لنساعدها على انقاذ الجيش السوداني الذي نحاول نحن انفسنا ان نحطمه. ولكن هذا كلام مفهوم ومعقول في سياق الوضع الحالي في السودان بمعنى ان الجبهة الاسلامية تمثل خطرا اكبر. ونظرنا الى الموضوع بهذا الفهم, ومن ثم قبلنا التحالف مع القيادة الشرعية لننقذ الجيش السوداني من هدم الجبهة الاسلامية له. هذا التناقض سيدفعنا بالاتجاه نحو السودان الجديد ان حالفنا التوفيق واستطعنا ان نزيل نظام الجبهة الاسلامية ( الموتمر الوطني) لانني لا ارى ان نظام الجبهة الاسلامية سيزول خارج اطار قوى السودان الجديد, ودون ذلك, فسيكون هذا النظام قد تخندق بما فيه الكفاية وسيستمر ملازما لنا. وفي هذا الاطار فانني ارى من الصعوبة بمكان ان يحدث انقلاب عسكري لتغيير هذا النظام؟ وذلك لان هناك جيشين (وصل الان الى جيش واحد هو جيش الموتمر الوطني) جيشين تحت مسمى الجيش السوداني, فالجبهة الاسلامية تبني في جيشها الخاص وقد شرعت في اعداد هذا الجيش منذ اليوم الاول 30 يوليو 1989 (بل منذ ما قبل هذا اليوم وربما اكتملت الجزء الاكبر من جيشها ولذا تمكن من السيطرة على الاوضاع وبالفعل اكتمل الاعداد تماما) اما جيش السودان القديم فهو يتعرض الى تاكل منظم عن طريق عمليات الاحالة الى التقاعد, الفصل من الخدمة, والحرب في الجنوب, بينما لا تتجدد قاعدته. وفي ذات الوقت فان جيش الجبهة الاسلامية هو الذي يجدد نفسه عن طريق (المجاهدين) وعن ( قوات طريق الدفاع الشعبي) فهذه العناصر الهلامية المسلحة ستندمج في اخر الامر في جيش الجبهة الاسلامية ( مليشيات المرتمر الوطني الان) – والترابي يعرف هذا جيدا وهو ما يهدف اليه. ومع ذلك فهناك عناصر وطنية, ما زالت في داخل الجيش ( دا زمان طبعا) يمكن ان تقوم بانقلاب ولكن فرصتها ضعيفة. ما اراه هو ان يحدث نزاع بين جيشين ان كانت هناك محاولة جادة للانقلاب. لذا فان القيام بانقلاب في الخرطوم ليس امرا سهلا, يمكن ان يحدث ولكنه ليس بالامر الهين كما في السابق. من خطاب الدكتور جون قرنق دي مابيور ورؤيته للسودان الجديد في القاهرة 1997