يا تحالف قوي الإجماع قاطعوا مهزلة الإنتخابات في جميع المستويات رفقاً بالشعب والوطن

Quote: انتخابات ربما..! طباعة ارسال لصديق الكاتب/ فيصل محمد صالح Monday, 05 April 2010 هاتفني الأسبوع الماضي صحفي صديق يعمل في صحيفة عربية؛ ناقلا لي رغبة الصحيفة في استكتابي، ثم أعطاني مدير التحرير، اعتذرت للرجل بالمشاغل الكثيرة وعدم القدرة على الملاحقة، لكنه أقنعني بعد توضيح موقفه وما يطلبه مني تحديداً، وحصره في تقارير إخبارية يومية تقرأ الأحداث وتربط الأخبار والوقائع بالمتابعة والتحليل. ووعد بأن تستمر هذه العلاقة بشكلها الحالي حتى نهاية الانتخابات، على أن يجري نقاش بعدها حول تطوير العلاقة لصيغة جديدة أكبر وأشمل. ثم أوصلني برئيس قسم الأخبار العربية والدولية الذي تبادل معي بعض كلمات المجاملة. كتبت في اليوم الثاني تقريراً إخباريا بعنوان "الانتخابات السودانية على كف عفريت"، وبدأته بمجموعة من التساؤلات كانت إجابتها كلها "ربما" ثم عرضت لمواقف القوى السياسية والأطراف المختلفة من الانتخابات، وقلت إن هذا هو واقع الحال المفتوح على كل الاحتمالات. لسبب ما لم يعجب التقرير رئيس القسم فلم ينشره، وهاتفني في اليوم التالي قائلا:" " يا أستاذ.. أنا بعد أن قرأت التقرير لم اعرف إذا كانت الانتخابات ستجرى أم لا، وهل ستشارك قوى المعارضة أم لا؟" قلت للرجل وما ذنبي إذا كانت هذه هي صورة الموقف." ثم فاجأني بالقول "يا أستاذ نحن بدنا أخبار"، قلت للرجل أظن أنني أوضحت لمدير التحرير هذه المسألة، وأنه وافقني على رأيي، لا يمكن لصحيفة يومية تصدر خارج السودان أن تتوقع مني أخبار أرسلها في الرابعة أو الخامسة لتصمد لليوم التالي، فعمر الخبر السياسي في بلادنا ساعة واحدة يصبح بعدها خبراً قديما أو تنقلب الأحداث عكسها تماماً. لكن رئيس القسم أصر على الأخبار، المهم أصر الرجل أن أرسل له خبراً؛ ذلك اليوم"الثلاثاء الماضي" وكان ذلك يصادف اجتماع قوى الخلاص الوطني في دار حزب الأمة، والذي أجلوا فيه اتخاذ القرار النهائي لحين التقاء مرشحي رئاسة الجمهورية مع قادة "تجمع جوبا" في اليوم التالي، وعودة وفد الحركة من جوبا.. المهم تابعت مجريات الاجتماع وتصريحات أبو عيسى، لكن أكثر من ذلك فقد حصلت على مسودة قرار مقاطعة الانتخابات الذي أعده مبارك الفاضل، وناقشه الاجتماع وقرر إجازته في اليوم التالي. دفعت للرجل بالخبر المطول مصحوباً بالصور ، وبدا سعيداً به، لكن في الثامنة مساء كان الخبر السوداني في كل الدنيا هو سحب الحركة لياسر عرمان من الترشيح للانتخابات الرئاسية، ولم يكن من بد على تقديم خبر سحب عرمان وصار الخبر الذي بذلت فيه مجهوداً كبيراً مجرد خلفية. ولو كنت مكانه لفعلت نفس ما فعله، وهكذا حال السودان. لم يكن من مجال للتفاهم مع الرجل في اليوم التالي، فالأمور صارت واضحة، وربما لا يمتلك الرجل خبرة بالشؤون السودانية ولم يتابعها، ولو كان يفعل ، ربما لاحتفى جدا بتقرير "انتخابات ربما" ليس لأي ميزات عبقرية فيه، ولا لانفرادي بأي معلومات فيه، ولكن ببساطة لأنها لا تستحق أي اسم سوى "انتخابات ربما". هل انسحب الصادق المهدي؟ ربما، وهل سيعود؟ ربما. هل انسحب حاتم السر؟ ربما، وهل سيعود ربما؟