ابوبكر القاضى على درب عرمان لتجريم الدنناقلة

Quote: الأخ المحترم/علي تاج الدين رمضان كريم أيها الحبيب دعني أخالفك تماما في جزئية مما قلته في حقّ المستشار أبي بكر القاضي-موضوع هذا الخيط أبوبكر القاضي-مثل أيّ إنسان- خلقه الله من طين، وكرّمه وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلا وهو ينحدر من أبوين مسلمين، ومن قبيلة محترمة معروفة بالكفاح والتميّز والعبادة. أبوبكر القاضي ليس له دخل في لونه ولا في قبيلته، ونحن خلافنا ليس معه لأنه"اختار"!! قبيلة معيّنة وانحدر منها! خلافنا معه أنه اختار فكراُ معيّنا يخالف الشرع الحكيم، والعقل السليم، والصراط المستقيم. أما القبيلة التي ذكرتها أنت-أعني إخواننا الفلاتة- فأناأعتبرهم من أعرق قبائل إفريقيا،ولو كنت أنا منها لتشرفت بها لسببين: أولا: -افتراضاُ-لأن الله اختارني أن أكون منها"والله أعلم وأنتم لاتعلمون"( وهذه الأمور -أيها الحبيب-من: القبيلة، والألوان، والفصيلة، والشكل، والسّحنة والّلّكنة...إلخ ليس للإنسان دخلٌ فيها، ومعيار الفضل فيها إنما التقوى وليس بياض البشرة و"الفش خ رة" بالقبيلة أيا كانت) : "إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم"...ولو كانت تنفع لنفعت أبالهب ولضرّت بلالا الحبشي رضي الله عنه. ونحن إنما أنكرنا على أبي بكر القاضي عنصريته، فلايمكن أن ننكرها عليه بعنصرية مثلها أو أسوأ منها. ثانيا: لأنهم أهل عبادة وصلاة وأمانة..وكوننا نخالف أبابكر فيما ذهب إليه من إساءات في حق الله الذي خلقه، ثم في حقّ سودانيي الدوحة، ثم في حق وطنه، ثم في تبريره لقتل الأسرى بدم بارد...إلخ كل هذا لايبرر لناأن ننزلق هذا المنزلق السئ من العنصرية المضادة والجهالةالمضادة، وأنت أعلم مني أن رسولنا الحبيب عندما بلغ به الغضب لمقتل حمزة رضي الله عنه، وأقسم ليمثلنّ بسبعين من المشركين الذين مثّلوا بحمزة، نزلت الآيات الكريمة تعلمنا جميعا منهج الصبر والإحتساب ورفع الأمر إلى الله العليم الحكيم الأواب : " ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون" نعم أوافقك: أبوبكر القاضي ملأ صحف قطر بالس خ رية من السودانيين، خاصةً ممن سماهم "النخبة النيلية" ، طعن في الدين ، ساوى بين أهل الكتاب والمشركين الذي هم شرّ البريّة-ساواهم بالذين آمنوا وعملوا الصالحات الذين هم "خيرُ البريّة" دعا-بالفم المليان"- كونداليسا رايس-حينها- بالتدخل لاحتلال السودان، قاد منهج"الشعوبية" في التقليل من جنس معيّن، سعى بكل سبيل لتأجيج أجواء النزاع ....إلخ وحاول إخوة كرام أن يجلسوا معه، ثم تعاهدوا على عدم نشر ما جرى من حوار جميل في الصحف ، فجلس معهم وتعاهد، ثم بعدها قام أبوبكر ب"فتّ" كل شئ عبر الصحيفة، وتخريب الصلح والحوار الجميل....أعترف كل هذا هو عمله، لكني أعترف بأنه وقع ضحية جهل بعض إخوانناالدعاة الذين- بعد أن هجر أبوبكرالفكر الجمهوري- (كعادتهم يكرمون الشيوعي والجمهوري والملحد التائب الذي يأتيهم- بالمنصب والجاه، والرئاسة، قبل العلم والشريعة والفقه والفهم والكياسة..حشروه في رئاسة الجالية بدل أن يعرّفوه رئاسة الناس بالعلم والعقيدة والشريعة-والباقي ملحوق كما يقولون- فعاد مرة أخرى ونكص على عقبيه-فاللهم سلّم سلّم- أبوبكر وقع ضحية حيرة مقيمة، بين فكر غنوصي فلسفي/الجمهورية، وبين فكر قوم آخرين يرى في بعض أعضائه مايرى...هذا ليس تبريرا لأفعاله..لا وألف لا.. هو ليس صبيّا لم يبلُغ الحُلُم، ولا مجنونا، هو رجل متعلم، مثقف، يقرأ، ويطّلع، ويفهم، لكنه سدر في غيّ فكرٍ منحرف، وهوى مُردٍ، وأسس بنيان عقيدته على شفا جُرفٍ هارٍ. نعم قد يكون تلقّى درسا كبيرا في التسامح من آلاف السودانيين الذين-رغم طعنه لهم بخنجر الكلمة(وكما يُقال: فجُرحُ اللسان كجُرح اليدِ- هُرعوا إلى المقابر ذات مساء ليواروا زوجه الكريمة وولده الكريم ونسيبه الكريم رحمة الله على أموات المسلمين..مدوا إليه أيدي الصفح والمواساة مع بكاءٍ فطريّ أصيل، مع أنه مدّ إليهم-من قبل- خنجر الفتنة والسبّ والطعن والس خر ية..هو يعرف كل هذا، لذلك كنت أتمنى لو أنه انطلق حينها من"منعرج اللوى" خوفا من أن يستبين النصح إلا "ضُحى الغد".. ويا ليته يستبين وفي عمره بقية، ومع هذا فليس المسلم الداعية بيائسٍ من هداية فلان، ولا بميئّس من استقامة فلان.. وإن اهتدى أبوبكر يومافي مستقبل الزمان ، فقد اهتدى قبله من حاربوا الإسلام باللسان والسيف والمال والسنان... فالهداية بيد المنّان، الكريم الهادي إلى صراطٍ مستقيم-سبحانه: """"إنّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"" تسلم يا محترم ************ فقط أريد أن أضيف إلى كلامي هذا : شكري للمستشار أبوبكر القاضي على كلمته المتسامحة، وهذا خُلُقٌ جميل يفرحُ له كل منصِف، سائلا الله أن يهديه، وأن يُصلحه، وأن يوفقه في بقية عمره في البلد الذي ذهب إليه- لكني أنصحه نُصحَ مُشفِقٍ حريص، يحبّ له كل خير كما أحبّه لنفسي: أن يبحث عن الحقيقة، وان يرجع لنداءات الشريعة، وأن ينحاز لمنهج الله العليم الحكيم الذي -قال- عز وجلّ سبحانه:"ألا يعلمُ من خلق وهو اللطيف الخبير" ، فوالله مهما بحث أبوبكر في الفلسفات ، ومهما أوغل في فكر الغرب وقوانينه والديانات، لن يجد أنصع ولا أسطع ولا أروع ولا أنجع من كلام الله وشرعه، تماما كما وجد من سبقوه ممن جرّبوا وأوغلوا ثم رجعوا للحق وقالوا بكل شجاعة-كما قالها الرازي الفيلسوف: نهايــــة إقــــــدام العقـــول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضـــلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانــــــا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا **** وكما قال الشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل: لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم أر إلا واضعاً كف حائر على ذقن أو قارعاً سن نادم فاللهم سلّمنا من الضلال والحيرة والألم وقرع السنّ من الندم شكري الجزيل