|
Re: على هامش الثورة السودانية و بدء العد التنازلي لسقوط النظام (1): ملفات الفساد وأهداف الثورة.. (Re: احمد ضحية)
|
فمنذ أن أعلنت الحكومة الإنقلابية في فبراير 1992 بداية تطبيق سياسات التحرير الإقتصادي والمالي, التي لازمها ما سمي بالإستراتيجية القومية الشاملة (1992-2002م). وإقتصاد البلاد في تدهور مستمر,فقد تم – خاصة بعد دخول نفط الجنوب في معادلات الإقتصاد السوداني – تدمير الثروة الحيوانية والغابية بالحروب في الهامش, الذي تحول لأراض محروقة وقاحلة وطاردة, تخلو من كل شروط الحياة الإنسانية, التي قضت تماما على الزراعة في دارفور, ومشاريع البستنة الصغيرة, إلى جانب تدمير مشاريع: الجزيرة, دلتا القاش وطوكر, مشاريع الإعاشة, الرهد, حلفا الجديدة والشمالية والمشاريع خارج التخطيط, وزراعة الإكتفاء الذاتي في القرى والحلالات. رافق هذه السياسات رفع للدعم عن السلع الأساسية, والخدمات الإجتماعية, والتي تشمل الخبز (القمح) والسكر والمحروقات (البنزين والجازولين) والتعليم والصحة, وقد تأثر بذلك الفقراء وذوي الدخول المحدودة. ولم يكتف النظام بذلك إذ قام بتعويم سعرصرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية, ما أدى إلى تدهور سعر الصرف نتيجة الطلب المتزايد على النقد الأجنبي, وضعف عائدات الصادرات (المتحصلات). كما قام النظام بتقليص حجم النشاط الإقتصادي الحكومي, عن طريق خصخصة المرافق الحكومية أو شبه الحكومية, والتي تتشابه مع الأنشطة الخاصة وتحويلها إلى ملكية خاصة لمحسوبيه (بالبيع الصوري) أو أيلولتها إلى جهات أخرى محسوبة عليه, وعندئذ تكون الدولة راعية وموجهة للنشاط الإقتصادي وليس منتجة. ولذلك مثلت الخصخصة قاعدة للفساد الذي إستشرى في كل مفاصل الدولة, فأصبحنا نرى الزيادات غير المبررة للضرائب, بل وإبتداع نمط غريب من الإقتصاد (الريعي) يقوم على فرض الجبايات والمكوس ورسوم الإنتاج والجمارك ورسوم الأرض, بل وزيادة مدخلات الإنتاج بصورة عامة, مع عدم توفير الأسمدة والتقاوي والمياه أو أي معينات للزراعة, ومع ذلك وضع رسوم وضرائب وجبايات ومكوس على عوائد الإنتاج؟! الأمر الذي ترتب عليه, المشاكل الإقتصادية التي واجهت الدولة, وأكتوى بنارها المواطن المغلوب على أمره, فقد أفرزت هذه السياسات إفرازات سالبة لم تقف عند حدود إرتفاع معدلات التضخم وتدهور سعر صرف العملة وزيادة معدلات البطالة فحسب, بل إرتفاع معد الجريمة والتفكك الأسري والتفسخ الإجتماعي وإنتشار المخدرات؟! نتيجة لسياسات الإفقار والتجويع وتكميم الأفواه بإسم الدين نواصل
|
|
|
|
|
|