|
صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث
|
كلمة الأستاذة هالة عبدالحليم رئيسة حركة القوى الجديدة الديمقرطية (حق ) في مؤتمر حزب البعث :
الزميلات والزملاء في حزب البعث الأصل، السيدات والسادة الضيوف والحضور تحية طيبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو ان أتقدم لكم باسم حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) بالتهاني بمناسبة انعقاد المؤتمر العام السادس لحزبكم، مع أطيب تمنياتنا لمؤتمركم هذا بالنجاح والتوفيق. هذه المؤتمرات الحزبية هي سانحة لترسيخ الممارسة الديمقراطية الحقة داخل أحزابنا، إذ أنها لا تكتفي بانتخاب هذه الهيئة أوتلك، وانما توفر منبراً للفحص الدقيق للأعمال وللمحاسبة والنقد ومن ثم رسم الطريق نحو تجويد الأداء وتعزيز الإنجاز، كما هي أيضاً فرصة مواتية للتجديد القيادي تغييرا وإضافة ضرورية لسريان الحياة في الجسد التنظيمي ورفده بالدماء والحيوية الجديدة. نلتقي، كما جرت العادة وكما ظللنا، طوال ربع قرن من الزمان، والوطن لا يزال يمر بأوقات حالكة بل تزداد ظلاما وظلامية بين الفينة والأخرى. في هذه الساعة ونحن نتحدث تزهق الأرواح في الوطن بإعداد غفيرة لأمراض تخجل منها الانسانية السوية، الملاريا والتايفويد والكوليرا والإسهالات والنزلات المعوية وغيرها من الأوبئة الناجمة من السيول والفيضانات التي فاجأت السلطة هذه السنة، كما ظلت تفعل كل سنة. ولكن السلطة تعتقد أن واجب اتخاذ الإجراءات الضرورية هو واجب المواطنين لا واجبها هي، وأن كل المطلوب منها هو ان تصدر التحذيرات وتراقب التنفيذ. لهذا بينما ظلت البيوت المتواضعة بل وحتى الجيدة البناء تنهار بوطأة الأمطار والسيول، وبينما يلتحف الشيوخ والنساء والأطفال السماء ويتوسدون الطين والمستنقعات، بعد ان فقدوا كل ممتلكاتهم، والتي هي اصلا لا تطعمهم من جوع ولا تؤمنهم من خوف، وبينما تمتد أيدي المسئولين لاستجداء الإغاثة التي لا يصل لمستحقيها إلا الفتات، وبينما تشتغل السلطات بالشأن الأمني لكبح المبادرة الشعبية مثل (نفير)، التي لا بد لنا هنا من تحية شبابها، وتطويقها وتعويق عملها، بينما يحدث كل هذا يكون الشغل الشاغل للرئاسة هو السفر خفية لتهنئة هذا الرئيس او تأبين ذلك الرئيس، بل والتبرع بإقامة الحدائق في الدول الصديقة قبل القيام بواجب ازالة القاذورات وتنظيف البيئة في الوطن، في استفزاز صارخ لحالة الشعب والبلاد. إذا تحدثنا عن السلطة، فلابد لنا أيضاً ان نتناول الحال الرثة للمعارضة، ونخص هنا المعرضة المدنية تحت راية قوى الإجماع الوطني، التي لا تزال تتخبط كالقطط العمياءًبعد ربع قرن من السلطة الدكتاتورية، لا هي قادرة على المعارضة، ولا هي قادرة على المصالحة، لا هي قادرة على المقاومة، ولا هي قادرة على التفاوض. إنها مثال كامل للعجز والفشل، بلا وحدة حقيقية وبلا رؤية تكرر أخطائها وتكثف سلبياتها ورزاياها. لقد عجزت هذه المعارضة عجزا كاملا شكلا ومضموناعن ان تقدم اي قيادة حقيقية او ملهمة للشعب، بل واصبحت هي افضل اسباب النظام للبقاء. في حقيقة الأمر، إن هذ المعارضة الذاهلة تماما عن واجباتها، والغافلة عن حقيقة أن هذا النظام يزداد تفككاً وضعفاً وعزلة كل يوم، أصبحت هي التي تقدم أسباب الحياة للسلطة، وهي التي تنقذها في كل منعطف. ليس هذا مجال طرح برامج جديدة، ولكن لا نستطيع ونحن نخاطب انفسنا في مؤتمركم، إلا الاشارة لهذا الوضع متمنين أن تولوا هذا الامر ما يستحقه من اهتمام ونحن في انتظار رؤية مؤتمركم وتوصياته في هذا الشأن. لا بد لنا من الاشارة للأحداث الجارية في البلدان الشقيقة شمالنا، دول ما اطلق عليه الربيع العربي، ان الميزة والسمة الغالبة لهذه الاحداث هي أنه بعد سنة واحدة من حكم تيار الاسلام السياسي، بعدد من أحزابه وجماعاته وقواه، تراجع نفوذ هذا التيار وسطوته تراجعاً مذهلاً، فقد افتضح بما لا يدع مجالا للشك فشل هذا التيار على كل الأصعدة، وفقدانه لأي برنامج او مشروع يستجيب لحاجات الشعوب او يلبي تطلعاتها في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. لقد تحولت كل النظم الاسلامية التي اعقبت الربيع العربي، وجاءت عن طريق الصندوق، الى صورة من صور الممارسة الدكتاتورية الشمولية القمعية التي يتركز كل جهدها في اختزال الممارسة الديمقراطية الى خطوة تحملها إلى سنام السلطة مرة واحدة والى الأبد. لقد انتصرت إرادة الشعب المصري الشقيق في and#1635;and#1632; يونيو بإسقاط نظام الاخوان المسلمين، وتعيش الشقيقة تونس مخاضا عنيدا للتخلص من حكم النهضة علناً، وحكم الجماعات المتطرفة والأصولية والإرهابية المستتر، والتي ظلت تعمل في المناضلين اغتيالا واحدا تلو الاخر بدأً بشكري بلعيد وانتهاء بمحمد البراهمي، والحبل على الجرار، بينما الشقيقة ليبيا تعاني من انفلات الجماعات الاسلامية المسلحة. كما لا يمكننا أن نختم دون أن نعلن رفضنا التام وإدانتنا للتدخل الأجنبي في سوريا ولمؤامرات الضربة العسكرية التي تحاك ساعة إثر أخرى. في الوقت الذي نؤكد فيه وقوفنا وتضامننا الكامل وغير المشروط مع الشعب السوري في ثورته من أجل الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية، فإن التدخل الأجنبي من الولايات المتحدة وحلفائها لا يستهدف من وجهة نظرنا إلا حرف الثورة السورية عن أهدافها واختطافها لمصلحة الجماعات الأصولية والمتطرفة. في الختام، تفضلوا بقبول وافر شكرنا واحترامنا، ونكرر شكركم على هذه الدعوة الكريمة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | سارة عيسى أحمد | 09-02-13, 08:15 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | HAYDER GASIM | 09-02-13, 08:39 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | كمال عباس | 09-02-13, 09:21 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | سارة عيسى أحمد | 09-13-13, 04:36 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | Deng | 09-13-13, 04:46 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | سارة عيسى أحمد | 09-13-13, 04:59 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | سارة عيسى أحمد | 09-13-13, 05:07 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | Deng | 09-13-13, 05:18 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | سارة عيسى أحمد | 09-13-13, 06:57 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | Deng | 09-13-13, 07:07 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | كمال عباس | 09-13-13, 07:40 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | محمد البشرى الخضر | 09-13-13, 08:32 PM |
Re: صراحة ووضوح مواقف : كلمة رئيسة حق في مؤتمر حزب البعث | فتح الرحمن حمودي | 09-13-13, 09:06 PM |
|
|
|