ضربٌ من الجنون، مقاربة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-23-2024, 03:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-25-2013, 08:50 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضربٌ من الجنون، مقاربة

    .


    ضربٌ من الجنون
    (مقاربة)
    -----------------------
    هل حدث أن فكرتَ في الجنون؟
    أو كي! طبعاً هو أنواع. فيقولون: الجنون فنون!
    هناك نوع (غريب) من الجنون حاز على ساعة أو إثنتين من التردد غير المستأذن لمخيلتي العليلة بفعل الاجازة!
    الاجازات تورثني نوع من البلَه!
    لدي شك عظيم في أن هذا النوع من الجنون الذي يشغل بالي الآن يحدث في صدفة لا يتمنى الانسان تكررها!
    ولكن هو أيضاً يمكن أن يورّث! سأحاول الابتعاد عن حكاية يورّث هذه ولو الآن فقط. دعني أركز في صدفية حدوثه.
    هل تؤمن بالزوابع؟
    حدث أن رأيت إمرأة يأخذها الريح ويضرب بها سور مستشفى أم درمان. المرأة في منظر يتدفق عذوبة، وحَرفياً، كانت
    طائرة إلى أن إعترضها سور المستشفى اللعين، ولقد أتيحت لي فرصة متابعة أثر هذا الطيران المفاجئ على وجهها
    فرأيت أن شيئاً قريباً من حال الرضا كان بادياً عليه. وكذلك في نفس تلك اللحظة تأكد لي أننا نبالغ أحياناً في نسبة أحوال
    يمر بها البشر لردود فعل قرر لنا آخرون أنها تتوافق وتلك الأحوال. قرروا لنا ولذلك غرروا بنا!
    وبناء على ذلك وأثناء انشغال المرأة بالتأكد على أن ما حدث لها لا يترك ذاكرة فضائحية عنها، تأكدت أنا بأن (سعد) كان
    سعيداً في اللحظة التي تلقى فيها تلك الصفعة القوية من (سعدية) في حفل زفاف (بدرية) وكنت قد ظننت أنه تألم، ليس من
    الكف وحده وانما...وأضفت لصحن ذاكرتي أنواع من العذاب تتناسب ومعرفتي به، ودون وجه حق!
    في هذا الجنون يكون الأطفال هم الزوبعة!
    تصوّر!
    وهذه سانحة أؤكد فيها أن البراءة ليست السمة الغالبة في الأطفال!
    وفي هذا الجنون، يكون الخروج العادي للشخص (الذي سيصبح مجنوناً فيما بعد) هو الخطوة الحاسمة في نسبة هذا الجنون له!
    وللغرابة وفي تواتر لا تتوقعه من شخص مجنون، يكون هذا الخروج حدث يومي! والأدهى من ذلك أن المجنون لا يخرق هذا
    التواتر اليومي إلاّ بسبب أمراض أخرى مثل الاسهال أو نزلات البرد! وربما كان أكبر توكيد على جنون الشخص هو أنه وببساطة
    قد يتغيّب عن ممارسة جنونه يوم أو يومين لا أكثر، في حين أنه لو تغيّب نهائياً لصار في منجاة من الجنون!
    هذا الجنون الذي أنا بصدده يكون فيه الجنون هو الآخرون، في تعديل مفيد لعبارة سارتر الجحيم هو الآخرون!
    والآخرون هم للأسف الأطفال!
    فيخرج المجنون، وهذا اسمه لثقتي بأن هذا مصيره، يخرج من بيته فتقابله صرخة مزعجة من أطفال الحي! ويبدأ في توزيع نظرات قلقة
    على الأطفال فتشتعل في الأطفال الرغبة في مزيد من الصراخ، ويبدأ هو في تساؤلات بيده، ويتأكد الأطفال أن لعبتهم مضمونه فيبدأ
    صغارهم، تصوّر في سن خمسة سنوات مثلاً ولا يملكون بعد المقدرة على الركض والمراوغة والمجنون يعلم أنهم أضعف من ما يدّعون
    وأن عليه فقط أن يجرب القبض على أحدهم وكلكلته قبل تسليمه لأمه، لكنه لا يفعل!
    يبدأ هؤلاء العفاريت، التي ليس من ورائها جديد، في حدف بعض قطع الطين اليابس الذي لا يؤذي نحو المجنون. وكان عليه أن يضع نهاية
    لكل هذا العبث الصباحي والاعلان بصوت يصل إلى ذوي الأطفال بأنه خارج من هذه اللعبة البائخة وذاهب في حال سبيله، ولكنه لا يفعل
    وذوو الأطفال ينتظرون منه أن يحدد رأيه في الأمر ويتابعونه باهتمام مناسب، لكن ما يثير غيظهم ويُذهب عنهم همَ أن يؤدّبوا فلذات أكبادهم
    دون مسوّغ، هو أن هذا المجنون (ابن المجنونة) لا يفصح عن رغباته بل ويحيل الأمر كله لحركات بيديه وتعابير ملئ فيه لا صوت لها!
    ولقد كان مؤسفاً أن أكتشف أن المجنون الذي كان يُصنّف في اليوم السابق مباشرة لأول هجمة طفولية عليه بأنه منتهى العقل والرزانة،
    كان يمارس عادة شفاهية غير صوتية بعد أن نقل مواعيد ممارستها من الليل إلى النهار ظاناً أنها قد تكون أفيّد بالنهار.
    ورغم الفضول لم أسأل عما إذا كان أحدهم قادراً على قراءة شفاهه لأني كنت أخشى أن يرد عليّ أحدهم بسؤالي عن أهمية معرفة الكلمات
    التي كانت ترسمها شفاهه! في الحقيقة لا أهمية مطلقاً لمعرفة الكلمات التي تحركت بها شفاهه محدثةً ذلك الأثر المهيّج للأطفال!
    لكن ربما كان عليّ أن أستبعد أنها عبارات دينية أو آيات لأن مصيره بعد (تشفيه) تلك الآيات يقف دليلاً ساطعاً على خرافة مقدرة الآيات
    في حماية من يرددونها! وهكذا يصبح الأمر شائكاً ومدعاة لاتهام بهرطقة وتجديف أو بالإثنين معاً!
    وهكذا، ومثل تلك المراة السعيدة بعصف الريح طالما أنه لم يكشف أشياءها، أخذ المجنون يتلقى وابلاً من الصيحات والمقذوفات الطفلية اليومية
    دون سبب معقول! ولقد لاحظ (بدر الدين) صاحب قدرة الفول على ناصية دكان الحي هول مصير هذا الرجل فصاح بعد أن تأكد من مستوى الفول
    في القدرة ب(سوّاطة) مقززة بالكمشة:
    - ياخوانا الراجل دا الشُفّع ح يجننونه! هم ديل أولاد منو؟
    وصمتت بائعة اللقيمات على الطرف الآخر من الزقاق عن الرد على الجزء الأخير من سؤاله لأنها كانت تعرف أنه، وبحساب بسيط وتذكر حاذق،
    هو السبب في عدد من الأطفال!
    وهكذا استنزف الأطفال في لعبهم الصباحي وعي هذا الرجل فصار يراهم، ربما، كحشرات أو حيوانات شرسه، ويركض فتشتعل في الأطفال الرغبة
    في النيل منه، تلك التي سيسميها بعضهم، الرغبة في اللعب!
    صار الرجل يخرج من بيته راكضاً، ما أرعب الأطفال في البداية، واقترب بي من تصديق حكاية برائتهم. يركض خارجاً من بيته؟ هذا مؤشر خطير
    يكون معه اقتراح السؤال: لماذا لا يلزم بيته؟ لماذا لا يجرّب الخروج في العصر ، مثلاً!
    يخرج راكضاً فلا أقل من أن يفتح الأطفال عليه نيران (درابهم) كما قالت زوجة الناظر المتقاعد وأضافت:
    - يمرق ليهم جاري؟ عايز يجننهم؟ خلاص ما الحرب خدعة!
    وصححها (بدر الدين) قائلاً: قصدك تقولي الحربُ كرٌ وفر!
    بيد أن اللافت، كما علّق بعضهم، أنه لم يخرج عليهم بعصاة أو نحو ذلك بل إن بعضهم قال إنه شاعر كبير، وهو قول خارج اختصاص اللحظة، وإنه
    كان أحياناً يرنو لبعض الأطفال بحنوٍ عجيب!
    وفي مرة سمعت صياح الأطفال على نحو منذر مثل صياح سيارة الاسعاف وكنت مستلقٍ على عنقريب في ظل العصر فسألت (بتول): إنتي الساعة كم؟
    قالت لي: أظنها أربعة! وفي الصمت الذي تستدعيه صياغتي لسؤال آخر كانت لدى بتول اجابة جاهزة فألقت بها:
    - الأولاد بقوا يستنوهو في العصر كمان!
    هذه الاجابات السابقة على الأسئلة تنبع للأسف من نفس الناحية من دماغها التي تعرف بها كم لديك من النقود من معرفة الساعة التي تأتي فيها لأخذ تموينك.
    وتلك ناحية ذكية وسامّة!
    ما غاظني أنه كان على وجهها تعبير متحدٍ كأنها تضيف قائلة: أها ح تعملوا ليهو شنو الراجل دا! لكنها طبعاً ليست سوى ست...، لا يحق لها مثل هذا السؤال. وطار
    صوابي فخرجت من بيتها مغاضباً خالي الوفاض!
    وكان أن شاهده البعض متكأ على ذات سور المستشفى الذي ارتطمت به المرأة السعيدة وفي يده (دركسون) منزوع من سيارة! وعند التحقق
    من هذه الواقعة المهمة علمت أنه تحدث لبائع الموز أمام بوابة المستشفى وقال له: لا يهم إلى أين سيقودني هذا الدركسون ولكنني أريد
    أن أصل هناك سريعاً! هذا عذاب أن كنت تدري ما أقول!
    وبائع الموز لم يكن يدري ما يقول صاحبنا لأنه، ببساطة، دعا له بالشفاء وكان الأصح أن يدعو بالسلامة لشخص في يده (دركسون)!
    لقد استغرق تلقين الأطفال دور الريح التي ستلقي بالمجنون على سور المستشفى وقتاً أقصر بكثير من الوقت الذي ضيّعته المرأة السعيدة في تعلم صيانة
    واخفاء أشيائها في وجه الريح، ليس لأن الأطفال أكثر قابلية للتعلم!
    انتهت


    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 08-25-2013, 10:28 PM)
    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 08-25-2013, 10:31 PM)
    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 08-25-2013, 10:33 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
ضربٌ من الجنون، مقاربة mustafa mudathir08-25-13, 08:50 PM
  Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة mustafa mudathir08-25-13, 10:34 PM
    Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة بله محمد الفاضل08-26-13, 01:45 PM
      Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة tmbis08-26-13, 02:11 PM
        Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة mustafa mudathir08-26-13, 03:26 PM
          Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة ibrahim fadlalla08-26-13, 09:12 PM
            Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة mustafa mudathir08-28-13, 03:37 AM
              Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة ibrahim fadlalla08-28-13, 03:27 PM
                Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة mustafa mudathir08-29-13, 05:56 AM
                  Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة الفاتح ميرغني08-29-13, 06:13 AM
                    Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة ابو جهينة08-29-13, 09:38 AM
                      Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة صلاح عباس فقير08-29-13, 08:12 PM
                        Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة mustafa mudathir08-30-13, 05:00 PM
                          Re: ضربٌ من الجنون، مقاربة mustafa mudathir08-31-13, 09:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de