ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 07:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2013, 08:52 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح (Re: Abdel Aati)

    فليقرأ هذا الشيوعي - الطائفي مدعي الثقافة والعلم عن سيرة احد المثقفين الماركسيين المصريين ( اسماعيل المهداوي ) ممن رفض دكتاتورية عبد الناصر وممن وضعه عبد الناصر في مصحة عقلية : وليعرف سيرة الشرف لرجال المبادئ من جهة وسيرة الخزي والتدمير للبشر الناصرية من الجهة الاخرى :
    Quote: طارق المهداوى يكتب..الرفيق إسماعيل المهدَوي


    القاهرة 28 نوفمبر 2012 الساعة 11:59 ص






    الرفيق إسماعيل المهدَوي

    (1)

    أقام الفاطميون دولتهم الأولى في المغرب العربي وجعلوا من مدينة "المهدية" المسماة على اسمهم الأصلي عاصمة لهم، فلما أصاب الهزال دولة الخلافة العباسية تمدد الفاطميون على مجمل أراضي شمال أفريقيا، بما في ذلك مصر التي فتحها الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عام 969 وشيد في ربوعها مدينة "القاهرة" كعاصمة جديدة للدولة الفاطمية، يتوسطها الجامع "الأزهر" المنسوب للسيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي باعتبارها جدتهم المباشرة. وفي عام 1096 بدأت الحملات الصليبية ضد بلاد الشام التي كانت تحت الحكم السلجوقي، وإزاء ضخامة الجيوش الصليبية الغازية فقد استعان السلاجقة بميليشيات الأيوبيين والمماليك، التي قادت المقاومة الإسلامية ضد الغزاة في الشام بنجاح أجبر الخليفة العاضد لدين الله الفاطمي على تعيين أحدهم وزيراً له في "القاهرة" وهو صلاح الدين الأيوبي الذي ما لبث أن أطاح بالدولة الفاطمية في 1171 وأقام على أنقاضها الدولة الأيوبية، التي أخذت طابعاً عسكرياً صارماً كضرورة لمواجهة ما استجد من حملات صليبية متتالية، مما ترتب عليه تنامي النفوذ السياسي للمماليك باعتبارهم يشكلون طبقة العسكريين المحترفين، الأمر الذي مكنهم عام 1250 من إلغاء الدولة الأيوبية وإقامة دولة المماليك، لتستمر في حكم مصر حتى عام 1517 عندما أطاح بها الأتراك وألحقوا مصر بدولة الخلافة العثمانية، وهو الإلحاق الذي استمر إلى أن نجح الوالي الألباني محمد علي باشا عام 1805 في الاستقلال بحكم مصر له ومن بعده لأولاده وأحفاده، الذين استمروا يتعاقبون على العرش حتى عام 1952، حيث تولى المصريون الحكم بأنفسهم لأول مرة منذ عهد الفراعنة في أعقاب نجاح انقلاب الضباط الأحرار الذي أقام نظاماً جمهورياً عسكرياً تطور فيما بعد إلي نظام أمني شبه عسكري!!.
    ولما كان الفاطميون عرباً أشرافاً من آل بيت النبي، الذين تتعلق بهم أفئدة المصريين لدرجة تكفل لهم استمرار الحب والاحترام الشعبي، حتى بعد خروجهم من الحكم، فقد أصبح مجرد وجودهم على قيد الحياة يشكل هاجساً مفزعاً لمن خلفوهم على عرش مصر، سواء كانوا أيوبيين أو مماليكاً أو عثمانيين أو ألباناً أو غيرهم من الحكام الأعاجم، إلى جانب الحرص التقليدي الموروث لكل حاكم مطلق – سواء كان أعجمياً أو عربياً أو مصرياً – على مطاردة فلول الحكام السابقين للقضاء عليهم وإبادتهم. لذلك فقد تعرض الذين بقوا من الفاطميين لأبشع صنوف التصفية الجسدية والمعنوية، التي يعرفها المؤرخون جيداً ويسكتون عنها لأسباب لا يتسع المجال لطرحها. إلا أن المصريين البسطاء قاموا باحتضان المتبقين من فلول الفاطميين، وساعدوهم على الفرار بعيداً عن أعين العسس والبصاصين، بما اقتضاه ذلك من إيجاد المعابر والملاذات الآمنة لهم خارج "القاهرة"، ومن تخليهم عن لقبهم المختار ليعودوا إلى اللقب الأصلي، المشتق من اسم مدينتهم الأصلية الواقعة في المغرب العربي، والتي كانوا قد وفدوا منها إلى مصر وهي مدينة "المهدية"، وهكذا تفرقوا بين مختلف المدن العربية والإسلامية، وهم يحملون لقب "المهداوي" أو "المهدَوي" بفتح الدال بدلاً من الفاطمي" لاعتبارات البقاء على قيد الحياة. ورغم حبهم جميعاً لمدينتهم "القاهرة" فقد كان أكثرهم حباً لها هو ذلك "المهدَوي" الذي غادرها مضطراً ليلوذ بشقيقتها المجاورة عروس البحر الأبيض المتوسط، مدينة "الإسكندرية"!!.

    (2)

    إذا كانت "القاهرة" عاصمة الدولة الفاطمية، فإن "الإسكندرية" كانت عاصمة البشرية جمعاء من حيث احتضانها لتجمع سكاني فريد، انصهر فيه المنحدرون من كل ينابيع العالم العرقية والثقافية، وفي هذه الأجواء حرصت الأجيال المتتالية من آل "المهدوي" المقيمون في "الإسكندرية" على تحصيل أرفع درجات العلم لضمان وضع اجتماعي يليق بخلفاء سابقين، مع النأي عن الاشتغال بالسياسة في أي موقع حاكم أو معارض لضمان البقاء على قيد الحياة، بما اقتضاه ذلك من الاستمرار في إخفاء حقيقة انحدارهم التاريخي المباشر من الأسرة الفاطمية بحيث لم يكن يتم تداول هذا الأمر سوى بين أقل القليل من حكماء العائلة ضمن بروتوكولات سرية شديدة التعقيد. وفي بدايات القرن العشرين شهدت "الإسكندرية" زواج مفتش الموانئ اللامع عبد الحليم حلمي علي المهدوي بالآنسة إحسان محمود صالح حفيدة البطل الشامي الشهيد سليمان الحلبي، الذي كان المحتلون الفرنسيون لمصر قد أعدموه بوحشية بالغة في قلب "القاهرة" عقاباً له على اغتياله للجنرال "كليبر" قائد قوات الاحتلال العسكري الفرنسي لمصر والشام عام 1800، وكانت أولى ثمار زواج "عبد الحليم" و"إحسان" مولوداً ذكراً جاء إلى الحياة في أكتوبر 1924، فأسمياه "إسماعيل" تيمناً بالجد الأكبر الموصوف في القرآن الكريم بأنه "كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا"، لاسيما أن انجازات الخديوي إسماعيل على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية كانت لم تزل حاضرة في أذهان النخبة المصرية، رغم ما أسفر عنه التآمر البريطاني والفرنسي والعثماني من خلعه عام 1879 عن عرش مصر!!.
    وقد تواكب ميلاد "إسماعيل المهدوي" زمنياً مع قيام المحكمة العسكرية العليا لمدينة "الإسكندرية" بإصدار أحكامها الشهيرة ضد الحزب الشيوعي المصري بحله وحظر عودته للعمل السياسي مرة أخرى تحت طائلة قانون العقوبات العسكري، وحبس وملاحقة قياداته وكوادره وأعضائه بل والمتعاطفين معه من غير الشيوعيين إلى جانب مصادرة مقاره وأملاكه وأمواله، وذلك باعتبار "الإسكندرية" هي المركز الرئيسي للحزب ولتجمع الشيوعيين المصريين آنذاك، مما ترتب عليه انتهاء الحلقة الأولى من الحركة الشيوعية المصرية وانتقال كوادرها الذين أفلتوا من سجن "الحضرة" للعمل السري في الوضعية التنظيمية المعروفة باسم "الخلايا النائمة"، وكان من الطبيعي أن تجر السرية خلفها العديد من الأجواء البوليسية التي أشاعها مكتب مكافحة الشيوعية في القلم السياسي التابع لجهاز الأمن المصري بالتعاون مع جهاز الأمن السياسي التابع لقوات الاحتلال البريطانية، فيما لم يكن مألوفاً لدى أهل "الإسكندرية" قبل ذلك. وخلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1944) تعرضت "الإسكندرية" لقصف متواصل من قبل القوات الجوية التابعة لمعسكر المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان). كما اقترب منها لدرجة لصيقة زحف بري لجيوش المحور تحت قيادة المارشال الألماني "أرفين روميل" ثعلب الصحراء، باعتبارها إحدى أهم نقاط ارتكاز القوات التابعة لمعسكر الحلفاء (بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي). ومع تصاعد حدة المعارك الجوية والبرية وازدياد مخاطرها قاد "عبد الحليم المهدوي" أفراد أسرته خارج "الإسكندرية" لتأمينهم بعيداً عن الخطر ووصل بهم إلى "القاهرة". حيث استأجر لهم منزلاً مجاوراً للجامع الأزهر في قلب المنطقة الفاطمية لعل عبق المكان الذي سبق أن شيده أجدادهم يوفر ملاذاً للأحفاد من شرور الحاضر والمستقبل. وتركهم عائداً إلى "الإسكندرية" لمواصلة مسئولياته الوظيفية التي كانت قد دفعت به إلى رأس قطاع الموانئ والفنائر، إلا أنه سرعان ما وقع شهيداً تحت أنقاض منزله الذي دكته القذائف العنيفة المتبادلة بين قوات الحلفاء وقوات المحور خلال معاركهم المتواصلة على أرض "الإسكندرية"!!.

    (3)

    كانت أجواء العمل السري والبوليسي التي استشرت في "الإسكندرية" عقب حل الحزب الشيوعي المصري قد أحاطت بطفولة "إسماعيل المهدوي"، ثم جاءت أجواء معارك الحرب العالمية الثانية التي اشتعلت بعد ذلك بين قوات التحالف وقوات المحور على أرض "الإسكندرية" لتحيط بصباه، ثم وجد نفسه وهو في مقتبل شبابه مسئولاً عن أمه وثلاثة إخوة أطفال كان أصغرهم لم يزل في طور الرضاعة، بعد أن استشهد أبوه تحت أنقاض منزل العائلة المطل على البحر الأبيض المتوسط في حي "كامب شيزار" السكندري العريق، وهو المنزل الذي دكته المعارك المتبادلة على أرض "الإسكندرية" بين معسكرين من الأجانب الغرباء. وكان القرار الأول لإسماعيل من واقع مسئولياته الجديدة هو إبقاء الأسرة في المدينة التي سبق أن اختارها الأب الشهيد كملاذ ومفر، لاسيما أن البقاء يضمن التواصل التعليمي المستقر له ولإخوانه، رغم صدامه المبكر مع بعض مفردات "القاهرة" التي اختلفت كثيراً عما كان قد اعتاده خلال صباه في "الإسكندرية"، وذلك عندما دخل إحدى دور السينما كعادته الأسبوعية السابقة باعتبارها أهم وسائل التفاعل الثقافي مع شعوب العالم الأخرى آنذاك، فانفتحت الشاشة على صورة الملك لينهض المتفرجون جميعاً واقفين يؤدون تحية متكاسلة ويرددون أغنية ركيكة في حب الملك، فما كان منه إلا أن التزم بالجلوس صامتاً في مقعده لينتهي الأمر بالقبض عليه ثم إحالته للقلم السياسي الذي احتجزه عدة أيام رهن التحري والتحقيق بمعرفة النيابة التي وجهت له تهمة "ازدراء الذات الملكية"، رغم قسمه لهؤلاء وأولئك بأنه يقف مؤدياً التحية للنشيد والسلام الوطنيين كما يقف احتراماً للمسئولين الحقيقيين في حضورهم وليس للأغنيات والصور السينمائية!!.
    التقى "إسماعيل المهدوي" خلال فترة احتجازه شاباً قبطياً صعيدياً في مثل عمره كان يواجه نفس التهمة واسمه "أبوسيف يوسف"، وقد جمعهما الحلم الإنساني المشترك بالمزيد من الفهم وصولاً لحل المشكلات المحيطة على مجمل الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وهو الحلم الذي سرعان ما دفع بهما نحو الوقوف سوياً على أعتاب المسيرة العسيرة لإعادة إحياء الحركة الشيوعية المصرية، حيث قاما مع آخرين من رفاقهما في عام 1946 بتأسيس منظمة "طليعة العمال والفلاحين"، التي شكلت الضلع الأول لمثلث ضم فيما بعد الضلعين الآخرين وهما منظمة "حدتو" التي أسسها "هنري كورييل" عام 1947، ومنظمة "الراية" التي أسسها "فؤاد مرسي" عام 1950، إيذاناً ببدء الحلقة الثانية في تاريخ الشيوعيين المصريين، وهي الحلقة التي اضطرت لخوض العمل السياسي الميداني المباشر بالاعتماد على أسلوب التجربة والخطأ نظراً لغياب القدوة بانقطاع تواصلها مع الحلقة الأولى التي تلاشت خلاياها النائمة في "الإسكندرية" بمضي الزمن. ولما كانت الخرائط السياسية المحلية والإقليمية والعالمية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية قد اتسمت بتشابك المستجدات على نحو من الغموض والتعقيد يفوق كثيراً أحلام هؤلاء الشيوعيين الشباب ورغبتهم المثالية في الإصلاح، فقد أوقعتهم تجاربهم الميدانية في العديد من الأخطاء التاريخية الفادحة، الأمر الذي ترتب عليه ظهور آفة الانشقاقات والتكتل في حلقات صغيرة يحارب بعضها بعضاً بدلاً من الالتفات إلى الأعداء والخصوم الحقيقيين للوطن والشعب، حتى أن بعض تلك الحلقات أوغلت في كيدها للحلقات الأخرى بالارتماء داخل أحضان هذا العدو أو ذاك الخصم للاستقواء به على رفاقها هنا أو هناك، رغم أن الدرس الأول في مدارس تثقيف الكادر الشيوعي في كل أنحاء العالم كان ومازال يتعلق بضرورة التمييز بين التناقض الرئيسي والصراعات الثانوية وخلافات الاحتكاك اليومي!!.

    (4)

    خرجت مصر من الحرب العالمية الثانية وهي لم تزل خاضعة لاحتلال بريطانيا التي كانت قد بدأت تتعرض لإزاحة سلمية تدريجية على يد الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها السابقة في الحرب، ضمن تنافس ثانوي حرصت الحليفتان معاً على إخفائه لتعلنا خوضهما المشترك صراعاً تناقضياً رئيسياً شرساً ضد الاتحاد السوفييتي حليفهما السابق في الحرب، الذي اضطر من جانبه إلى إخفاء تنافس ثانوي ظهر لاحقاً بينه وبين الصين حليفته في المعسكر الشيوعي العالمي سابقاً، ليحشد قواه في مواجهة العدو الرئيسي الأمريكي البريطاني. أما العصابات الصهيونية فقد أجادت بمكرها المعهود اللعب على كل الحبال لتحقيق مكاسب تاريخية خرافية تجلت في إنشاء دولة "إسرائيل" فوق الأراضي الفلسطينية على الحدود الشرقية لمصر. وعلى عكس المكاسب الصهيونية اللئيمة فقد أخفقت الأنظمة العربية المنعزلة أصلاً عن شعوبها عندما اختارت لنفسها إطاراً رسمياً إقليمياً للتشاور والتنسيق الفوقي هو "الجامعة العربية"، مما أبقاها في عزلتها عن قواعدها الشعبية وعزلها في الوقت ذاته عن الحلفاء التاريخيين المتمثلين في الجوار الأعجمي المتاخم للعرب من فارسيين وأتراك وأحباش وأكراد، والذين وجدوا أنفسهم يواجهون حيل وألاعيب "إسرائيل" في غياب الأصحاب الأصليين لقضية فلسطين وهم جيرانهم العرب. ورغم أن نشأة "إسرائيل" عام 1948 قد تمت ضمن مخططات المعسكر الأمريكي – البريطاني – الفرنسي إلا أن المعسكر السوفييتي المضاد قد بادر بتأييدها في المحافل الدولية بمجرد نشأتها، وزاد الطين بلة بجره للشيوعيين العرب والمصريين خلفه في تأييدها، الأمر الذي أوقعهم في مأزق وطني مأساوي، وذلك في إطار ما اعتاده الرفيق "جوزيف ستالين" قائد الدولة الشيوعية الأولى في العالم من ممارسات ديكتاتورية ضد معارضيه ومخالفيه في الرأي بمن فيهم الشيوعيين، سواء داخل بلاده أو خارجها، بهدف إخضاعهم لرؤيته الشمولية المستبدة وإرغامهم على الطاعة المطلقة لتقديراته، حتى لو كانت تتعلق بمصالح الأوطان والشعوب الأخرى وتختلف عن تقديرات أصحابها الأصليين بمن فيهم الشيوعيين المحليين!!.
    وفي الداخل المصري بدأ الشيوعيون يعانون من اختلاف التحليلات والتنبؤات المدونة في أمهات الكتب التقليدية للحركة الشيوعية العالمية بشأن نماذج التطور المنتقاة من بعض المجتمعات الأوروبية والآسيوية، واختلافها عن النموذج المصري، الذي تطورت أنماط وعلاقات الإنتاج فيه بما واكبها من معاملات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وفقاً لقواعد خاصة بالاستبداد الفرعوني، حيث اختلطت مفردات العبودية والإقطاع مع بعض الملامح الشكلية للرأسمالية على مستوى الدولة، أما على مستوى المجتمع فقد اختلفت الأوزان والأدوار النسبية لمجمل مفردات الخريطة الطبقية في مصر عن غيرها من بلدان العالم، لاسيما بالنسبة للإنتلجنسيا المتمسكة بخلفياتها الثقافية القائمة على المفاهيم الدينية الغيبية، والبروليتاريا التي تحرص على الاحتفاظ بطابعها الثقافي المستمد من تراثها الفلاحي، والبيروقراطية الأقدم في التاريخ البشري بما خلقته من طبقة وسطى مؤثرة، وازداد المأزق الوطني للشيوعيين المصريين مأساوية تحت وطأة إلزامهم بتحليلات وتنبؤات الحركة الشيوعية العالمية في إطار المحاولات المستمرة لتعميمها على مختلف البلدان. وبلغ مأزق الشيوعيين المصريين ذروته المأساوية عام 1952 بوقوع ما لم يكن مألوفاً آنذاك في العالم، عندما تصدى الجيش المصري لحكم البلاد في أعقاب انقلاب ناجح قاده مجهولون يمتطون الدبابات ويحملون الرتب العسكرية ويسمون أنفسهم "الضباط الأحرار"، لتدخل الخرائط السياسية المحلية والإقليمية والعالمية مرحلة جديدة من تشابك التعقيدات الغامضة التي أربكت الجميع، وكغيره من الرفاق الشيوعيين في منظمات "طليعة العمال والفلاحين" و"حدتو" و"الراية" بانشقاقاتها العديدة وقع "إسماعيل المهدوي" في غياهب مأزق متعدد الأبعاد الوطنية والقومية والديمقراطية والاجتماعية، ولكنه اختار الاستمرار والمواجهة!!.

    (5)

    كان "إسماعيل المهدوي" قد حصل بتفوق ملحوظ على شهادة ليسانس الفلسفة من كلية الآداب بالجامعة المصرية، إلا أن تهمة ازدراء الذات الملكية التي تم توجيهها له عقب واقعة السينما السابق ذكرها قد حرمته من الاستمرار في وظيفة التدريس الأكاديمي، فاكتفى بوظيفة مدرس ثانوي مع احترافه للعمل السياسي في مختلف مجالاته لاسيما المتعلقة منها بالفكر والتثقيف والدعاية والإعلام، فيما أسفر عن إنتاجه لعشرات الكتب المؤلفة والمترجمة التي كان أبرزها "المبادئ الأساسية للفلسفة الماركسية" المترجم عن الفرنسي "جورج بوليتزير" ورواية "الإخوة الأعداء" المترجمة عن اليوناني "نيكوس كازانتزاكس". هذا وقد تطوع "إسماعيل" للدفاع عن التراب الوطني والقومي ضد العصابات الصهيونية عام 1948 ثم ضد الوجود العسكري البريطاني على ضفاف قناة السويس عام 1951 ثم ضد قوات العدوان الثلاثي التي حاولت غزو مصر عام 1956، حيث التقى في مدينة "بورسعيد" بأحد المتطوعين القاهريين من مجاهدي "الإخوان المسلمون" وكانت معه شقيقته الصغرى التي تدرس اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بالجامعة المصرية والمتطوعة عن منظمة "الراية" الشيوعية، وهي الآنسة زينات محمد أحمد الصباغ التي أصبحت زوجته ورفيقة مسيرته السياسية والمعيشية العسيرة بمجرد انتهاء العدوان الثلاثي، بانسحاب أطرافه الثلاثة (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) من الأراضي المصرية عقب تلقيهم إنذاراً سوفييتياً بذلك تحت طائلة التدخل العسكري لقوات المعسكر الاشتراكي!!.
    أدرك نظام الحكم العسكري الذي كان قد قام لتوه في "القاهرة" أن بقاءه أصبح مرهوناً بدعم المعسكر الاشتراكي بعد نجاح الإنذار السوفييتي في إجبار دول العدوان الثلاثي على سحب قواتها الغازية من مصر، فحاول الاحتماء بهذا المعسكر عبر الترويج لنفسه باعتباره نظاماً اشتراكياً، إلا أن هذه المحاولة اصطدمت بالشيوعيين المصريين الموزعين على عدة منظمات وحلقات، والذين كانوا رغم خلافاتهم حول التفاصيل المتعلقة بطبيعة المرحلة يتفقون على أن نظام الحكم ليس باشتراكي، حتى أن أكثرهم اقتراباً منه وهم رفاق منظمة "حدتو" كانوا يصفونه بنظام رأسمالية الدولة الوطنية، وقد اعتقد النظام آنذاك أن الصعوبات التي تعترض خططه للحصول على المزيد من دعم المعسكر الاشتراكي ترجع إلى موقف الشيوعيين المصريين السلبي تجاه هذه الخطط مما أثار غضبه نحوهم، فأخذ يحاصرهم ويضغط عليهم في شتى المجالات، حتى دفعهم الشعور بالخطر المشترك نحو المزيد من التقارب فيما بينهم إلى أن اتحدوا في 8 يناير 1958 تحت اسم "الحزب الشيوعي المصري"، كإجراء تنظيمي رأوه الأنسب للدفاع عن أنفسهم في مواجهة إمبراطورية الخوف التي أقامها نظام الحكم العسكري برئاسة جمال عبد الناصر، وتم اختيار قيادة ثلاثية للحزب تغيرت عدة مرات حتى كان آخر تشكيل لها يتكون من إسماعيل المهدوي وأبوسيف يوسف وشوقي مجاهد، كما يذكر المؤرخ الرسمي للشيوعيين المصريين رفعت السعيد في صفحتي 208، 209 من كتابه "تاريخ الحركة الشيوعية المصرية بين عامي 1957 و1965". هذا وقد اعتبر نظام الحكم أن إعلان الحزب الشيوعي المصري آنذاك عن استمرار وجوده يشكل تحدياً مباشراً لقراره السابق بإلغاء الحياة الحزبية نهائياً من الخريطة السياسية المصرية عبر حله لجميع الأحزاب القائمة وحظره التام لإعادة إحيائها أو لإنشاء غيرها بما في ذلك أحزاب الشيوعيين والإخوان المسلمين التي كان قد سبق حلها في العهد الملكي، فسارع نظام الحكم الناصري في يناير 1959 باعتقال عشرة آلاف شيوعي تحت اسم قضية الشيوعية الكبرى، وكان من بينهم "إسماعيل المهدوي" وزوجته "زينات الصباغ"، وشاء حظي أنا ابنهما "طارق" كاتب هذه السطور أن أرافقهما في محنة الاعتقال، حيث كنت لم أزل محمولاً في أحشاء أمي ثم ما لبثتُ أن أصبحتُ معلقاً على صدرها داخل أسوار المعتقلات التي لا مفر منها سوى بالموت!!.


    (6)

    خلال العام الذي انقضى بين إعلان الحزب الشيوعي المصري عن استمرار وجوده واعتقال أعضاءه، أدى إسماعيل المهدوي دوراً بارزاً في دفع الحزب نحو المزيد من الاهتمام بالقضايا الوطنية والقومية والديمقراطية بدرجة لا تقل عن الاهتمام التقليدي للشيوعيين بالقضايا الطبقية والاجتماعية، الأمر الذي انعكس على صدور بعض القرارات الحزبية الهامة خلال العام المذكور، مثل ذلك القرار الصادر في مارس 1958 بحل مكتب الخارج للحزب والذي كان معروفاً باسم "مجموعة روما" رغم اتخاذه من العاصمة الفرنسية "باريس" مقراً له، مع إقصاء جميع أعضاء المكتب بمن فيهم رئيسه "هنري كورييل" "بسبب تكوينهم اليهودي والأجنبي وانعزالهم عن الواقع المصري" حسب نص القرار الذي أورده رفعت السعيد في صفحتي 82 و83 من كتابه السابق ذكره. ولما كان "كورييل" حتى صدور القرار المشار إليه هو الرئيس الفعلي لجناح "حدتو" داخل الحزب ومن خلاله هو الرئيس الفعلي للحزب كله رغم ابتعاده عن الواجهة العلنية للصورة، فقد اعتبر بعض الرفاق من أعضاء "حدتو" قرار عزله انقلاباً وتراوحت ردود فعلهم بين الاكتفاء باعتبار إسماعيل المهدوي ورفاقه الممثلين للأجنحة الأخرى داخل الحزب من الكوابيس المزعجة التي يجب إزالتها واستئصالها، وبين السعي غير المدروس للاستعانة بنظام الحكم العسكري ضد رفاقهم الآخرين لينتهي الأمر باستخدام النظام لهم كأدوات داخل الحزب وخارجه، هذا الخارج الذي امتد جغرافياً في بعض الحالات ليعبر الحدود والقارات والمحيطات بتفاصيل لا يتسع المجال لطرحها!!.
    تم اعتقال إسماعيل في سجن "الواحات" الواقع بجنوب الصحراء الغربية، بينما تم اعتقال زوجته زينات في سجن "القناطر" الواقع بوسط الدلتا، وكانت وجبة التغذية اليومية المخصصة للمعتقلين والمسماة "جراية الجوع" تقتصر على رغيف خبز وقطعة جبن وثلاث ورقات من نبات الجرجير مع عدة حشرات وديدان لكل شخص، وقد تحملها المعتقلون الشيوعيون على مضض حتى وضعتني أمي، وتنفيذاً لوصية أبى فقد أسمتني "طارق" تيمناً بالنجم الثاقب الوارد في القرآن الكريم، وبمجرد ولادتي أصيبت أمي بالشلل نتيجة لسوء التغذية فعجزت عن إرضاعي مما هددني بالموت قبل أن يراني أبي، وسرعان ما تسرب الخبر عبر زوار المسجونات جنائياً لينتشر داخل البلاد وخارجها. ورغم تشتيت المعتقلين الشيوعيين في عشرات السجون العمومية والمؤقتة والمعسكرات والكهوف التابعة لمختلف الأجهزة الأمنية والسيادية والعسكرية على امتداد الأراضي المصرية، فقد تخاطبوا معاً بواسطة أوراق ابتلعها المسجونون جنائياً ليحملوها داخل أمعائهم وهم يجوبون سجون المحروسة طولاً وعرضاً، وقرر الشيوعيون الإضراب الجماعي عن الطعام طلباً لمعاملة أفضل، لاسيما فيما يتعلق بالتغذية حتى لا أموت وأنا لم أزل طفلاً رضيعاً أو تموت أمي التي كان الشلل قد أعجزها عن إرضاعي. وقبل أن يتسع نطاق الإضراب ليشمل عشرات الألوف من معتقلي الوفد والإخوان المسلمين والاتجاهات السياسية الأخرى، اضطر نظام الحكم العسكري للاستجابة إلى مطالب الشيوعيين المضربين بتحسين معاملتهم لاسيما في مجال التغذية، مع النظر لثلاثتنا (أبي وأمي وأنا) باعتبارنا من الكوابيس المزعجة التي يجب إزالتها واستئصالها، لينضم نظام الحكم بذلك إلى صف الكارهين لأبي بشكل شخصي مع بعض الرفاق من أعضاء مجموعة روما للشيوعيين اليهود ذوي الأصول المصرية وبعض الرفاق من أعضاء جناح "حدتو" داخل الحزب. وهكذا أوقع إسماعيل المهدوي بنفسه دون قصد داخل مثلث كراهية شخصية لا تتوانى أضلاعه عن تضييق الخناق على من بداخلها كما لا تتوانى عن ضربه تحت الحزام حتى الموت، علماً بأن امتدادات هذه الأضلاع ما زالت قائمة حتى الآن، ولم تغب يوماً عن مجريات الأحداث السياسية في مصر!!.

    (7)

    واجه الشيوعيون خلال فترة اعتقالهم الممتدة بين عامي 1959 – 1964 كل أنواع الممارسات الأمنية التقليدية والحديثة جنباً إلى جنب، ففي الوقت الذي تمسكت فيه أجهزة الأمن البوليسية بأساليبها القديمة التي تستهدف الجسد مباشرةً سواء بتقييده أو بتعذيبه أو بتصفيته، فإن أجهزة الأمن السياسية قد اتجهت في التعامل معهم إلى تطبيق الأساليب التي كانت قد وردت لتوها مع مبعوثي النظام العائدين بعد إتمام دراساتهم المتخصصة في العلوم الإستراتيجية بالأكاديميات التابعة لحلف شمال الأطلسي، علماً بأن تلك الأساليب الحديثة تدور حول مناورات "احتواء الخصم حتى يتم إخضاعه" برجرجته بين نارين في الوقت ذاته، حيث يتم استدراجه عبر الوسائل السلمية بواسطة إغرائه وتسييل غرائزه أو خداعه أو تثبيته عند أي نقطة وسط من القواسم المشتركة شبه المتفق عليها وما شابه، كما تتم السيطرة عليه عبر الوسائل القاسية بواسطة حرمانه وتجويع غرائزه أو إفساد خطواته في كل الاتجاهات أو تشتيته بفرض معارك جانبية متدنية عليه أو دفعه للحواف شديدة الخطورة وما شابه، وهكذا تعرض الشيوعيون المعتقلون لأعنف درجات التقييد والتعذيب والتصفية الجسمانية المباشرة، مع مختلف مناورات الاحتواء التي تمثلت في إبهارهم بقرارات التنمية وإعادة توزيع الثروة وتوسيع نطاق الخدمات العامة بدعوى أنها قرارات اشتراكية، وفي الضغط عليهم عبر حشد التأييد الصادر من زعماء الدول الشيوعية على امتداد العالم لشخص "جمال عبد الناصر" باعتباره الزعيم الثوري المناهض للصهيونية والإمبريالية، وفي إغرائهم بوعود سياسية حول ما سوف يؤدونه في المستقبل القريب من أدوار طليعية داخل "اتحاد اشتراكي" يجري تأسيسه على قدم وساق، ليقود الدولة والمجتمع نحو التحرر الوطني والتوحد القومي والتطور الاشتراكي، كما تعرضوا في نفس الوقت للمؤامرات التخريبية الداخلية بأيدي بعض رفاق "حدتو" الذين أبقى عليهم نظام الحكم داخل الحزب ليستخدمهم في تفكيكه!!.
    وباستخدامه لكل تلك الأساليب معاً استطاع نظام الحكم أن يجبر الحزب الشيوعي المصري على الخضوع المهين الذي تجلى بحلول إبريل عام 1965 في قرار حل الحزب واستدراج أعضائه للانضمام كأسرى الحرب إلى عضوية الحزب الحاكم الذي كان قد غير اسمه لتوه ليصبح "الاتحاد الاشتراكي"، مع إلحاق "المتجاوبين" من الرفاق السابقين على رأس بعض أجهزة الدولة الصحفية والإعلامية والثقافية والنقابية لينعموا برغد العيش، مقابل قيامهم بالترويج للمشروع الناصري "الوطني الاشتراكي الوحدوي" في مختلف الأوساط النخبوية والجماهيرية وفقاً للإملاءات العليا. ورغم صدور قرار حل الحزب بالأغلبية فيما كان يمكن معه للأقلية حتى لو اقتصرت على واحد فقط أن تتصدى لقيادة المسيرة والحفاظ على استمرارها، عملاً بقاعدة تنظيمية بديهية مفادها أن الرفيق الذي وافق على قرار حل الحزب يصبح كالمستقيل وبالتالي لا يعتد به في احتساب نسبة التصويت، إلا أن الرفاق أعضاء الأقلية في القيادة قد خذلوا أنصارهم بخضوعهم لقرار الأغلبية تحت دعوى الالتزام بالمقتضيات الشكلية للانضباط الحزبي، رغم أن دوافعهم الحقيقية تراوحت بين الرغبة في الفرار من مواجهة الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية التي عجزوا عن مواكبة مستجداتها الأكثر غموضاً والتباساً في التاريخ الحديث والمعاصر, والرغبة في الفرار من مواجهة فريق الأغلبية بالحزب والذي يعرف جيداً نقاط الضعف هنا وهناك، ومع ذلك فقد حرص النظام على معاقبة أعضاء تلك الأقلية لعدم إظهارهم "التجاوب" الكافي مع جهود الإخضاع، وكان من بينهم إسماعيل المهدوي الذي تم إلحاقه كصحفي في مجال النقد الأدبي والتذوق الفني بمؤسسة دار التحرير الصحفية الحكومية التي تصدر صحيفتي "الجمهورية" و"المساء"، لتبدأ مرحلة جديدة من ضربه تحت الحزام!!.
    (8)

    أقسم "إسماعيل المهدوي" على أنه خضع لقرار الأغلبية داخل قيادة الحزب الشيوعي المصري بحل حزبهم عام 1965 على أمل الإسهام في تهدئة الجبهة الداخلية، بما يكفل تأمينها بالدرجة التي تدعم الجهود العسكرية المبذولة من قبل قادة الدولة والجيش لدحر الغزاة الصهاينة وتحرير مجمل التراب الوطني والقومي من دنسهم كما أعلنوا، فلما تعرضت مصر في يونيو 1967 لهزيمة مخزية أضاعت خُمس الأراضي المصرية إلى جانب الجولان السورية وما تبقى من فلسطين، انكسر حلمه الوطني والقومي الذي كان قد سبق أن ضحى من أجله بحلمه الاجتماعي والديمقراطي فأدرك أن ثلاثة وأربعين عاماً من عمره قد ضاعت هباءً منثوراً. ومع انكسار الأحلام بدأت منظومة اليقين العقلي تهتز لاسيما بعد انتقاله إلى جبهة القتال على الحدود الشرقية بحكم عمله الصحفي حيث شاهد عن قرب وجوه شهداء الوطن من أبنائه العسكريين والمدنيين، الذين كانوا حتى وقت قريب يصدقون ما تنشره الصحف الرسمية من تهويشات التحرر الوطني وجعجعات التوحد القومي وأكاذيب التطور الاشتراكي، فشعر بمشاركته في المسئولية عن تضليلهم مما أصابه بصدمة انفعالية عنيفة، دفعته نحو اتهام كبار قادة الدولة علناً بتعمد إضاعة الوطن ونحو إدانة كل الأطراف التي شاركت في الحكم أو تواطأت معه أو اكتفت بالمراقبة السلبية، حتى المجني عليهم والمفعول بهم لم يسلموا من إدانته لعجزهم عن المقاومة، وبدأ يدعو إلى تنحي رئيس الجمهورية وكبار قادة الدولة عن مواقعهم وإلى عودة الجيش لثكناته العسكرية وترك العمل السياسي للمدنيين وفق أي نظام ديمقراطي يتراضون بشأنه. وللأسف توارت مفردات الحكمة الكامنة في أعماق دعوته خلف السحب العصبية الانفعالية الكثيفة التي أحاطت بتلك الدعوة!!.
    أغضبت دعوة إسماعيل كبار القادة المدنيين والعسكريين للدولة وجماعات "التقييد" و"الاحتواء"، كما أغضبت بعض رفاق الأمس سواء كانوا من المنتفعين الذين استرخوا في مواقعهم الناعمة أو كانوا من الرافضين للاعتراف بمشاركتهم في المسئولية عما حدث، فاختصمه الجميع مجدداً واعتبروه مرة أخرى عدواً شخصياً لكل منهم وتكالبوا ضده ليتسع بذلك نطاق الضرب تحت الحزام، حيث أخذوا ينكلون به في عمله ورزقه ومصالحه وعلاقاته الاجتماعية بما تشمله من روابط أسرية وعائلية ويتحرشون به أينما ذهب، فسافر عام 1968 إلى "باريس" ليحصل على درجة الدكتوراه من جامعة "السوربون"، وليواصل دعواته إلى تجمعات المصريين المقيمين في "فرنسا" وغيرها من الدول الأوروبية وخصوصاً الشيوعيين منهم نحو مراجعة أنفسهم فيما تعرضوا له من خداع وتمويه يستو######## النقد الذاتي، لكن جماعة "كورييل" التي كانت تترصد خطواته هناك بالتنسيق مع الآخرين وجهت له ضربة عنيفة تحت الحزام، لذلك فإن الطائرة التي كان يفترض أن تقله من إحدى المدن الأوروبية لمدينة أوروبية أخرى قادته في عام 1969 وهو مكبل بالأغلال الحديدية إلى "القاهرة"، حيث وجد نفسه بلا مأوى ولا عمل ولا صديق اللهم إلا الأمريكية المخادعة "مارجريت بالاس" التي كانت تعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تحت ساتر أنها مراسلة صحفية مقيمة بالقاهرة، وسرعان ما تقدمت ضده ببلاغ مكتوب إلى مباحث أمن الدولة وأكدته في أقوالها أمام نيابة أمن الدولة، حيث اتهمته في محاضر التحقيقات الرسمية بأنه يكتب مقالات تهاجم نظام الحكم المصري بدافع من خلفياته الشيوعية، فيما تحول لاحقاً إلى القضية رقم 315 لسنة 1970، والتي حفظها وكيل نيابة أمن الدولة "صهيب حافظ" بقراره إيداع "إسماعيل المهدوي" مستشفى المجانين بدعوى أنه يتفوه بعبارات غير مفهومة من نوعية "تغلغل عملاء المكارثية الأمريكية في أوساط الإنتلجنسيا المصرية عقب نجاح البورجوازية الكومبرادورية التابعة للإمبريالية العالمية في سحب البساط من تحت أقدام تحالف العسكرتارية والبيروقراطية الحاكم في مصر"، وقد يكون وكيل النيابة معذوراً في عدم فهمه، لأنه لم يستمع من قبل إلى مثل هذه العبارات رغم كونها تدخل في سياق المفردات والمصطلحات اليومية العادية لمعظم الشيوعيين المصريين والعرب لاسيما المثقفين منهم كإسماعيل المهدوي!!.

    (9)

    في إبريل 1970تم إيداع "إسماعيل المهدوي" بغرفة انفرادية داخل العنبر الخاص بالمذنبين في مستشفى المجانين، دون أن يحظى بمحاكمة كالتي يحصل عليها المذنبون ودون أن يحظى بعلاج كالذي يحصل عليه المرضى، فكان وضعه أشبه بالاعتقال داخل إحدى زنازين الحبس الانفرادي. وفي أواخر عام 1970 أصبح "أنور السادات" رئيساً للجمهورية وسرعان ما أنفرد بالحكم في منتصف عام 1971 عبر إطاحته بكبار قادة الدولة المورثين له عن عهد عبد الناصر، إلا أنه لم يلتفت إلى "إسماعيل" رغم تعيينه لبعض رفاق الأمس من قادة الشيوعيين كوزراء ونواب في مجلس الأمة مثل فؤاد مرسي وأبوسيف يوسف وغيرهما، مما أشار بوضوح لأن وضع "إسماعيل" سيستمر كما هو لفترة طويلة، الأمر الذي زاده انفعالاً فشرع يخوض معركة "بريدية" مكثفة ضد كل الذين تصورهم خصومه رغم أن بعضهم لم يكن كذلك. وتراوحت ردود الفعل على خطاباته البريدية الغاضبة بين الصمت العاجز عن مد يد العون خوفاً من العقاب وبين الشماتة والسخرية لاسيما من المنتمين لجماعات الضرب تحت الحزام، بعد أن كان أولئك الذين يفترض بقاؤهم حوله قد انفضوا عنه خوفاً من وضعه الجديد الغامض، تاركين إياي بمفردي في أحضان المجهول وأنا لم أتجاوز بعد العام العاشر من عمري، ورغم الصعوبة الشديدة في الحفاظ على حياتي حيث اضطررتُ للعمل في شتى المجالات المتواضعة والمتدنية سعياً خلف لقمة العيش جنباً إلى جنب الانتظام في الدراسة التي أنهيتُها بحصولي على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، إلا أنني بمجرد بلوغي سن الرشد القانوني بادرتُ بتوكيل عدد من كبار المحامين لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لفهم وضع أبى وتوصيفه قانونياً تمهيداً للتعامل معه بهدف تسويته على أي وجه قضائي أو رضائي ينتشله من محنته التي كانت قد تجاوزت عشرة أعوام!!.
    في عام 1981 تم اغتيال السادات على أيدي بعض السلفيين الإسلاميين، ليخلفه في رئاسة الدولة نائبه حسني مبارك الذي بدأ عهده باستخدام لغة هادئة لخداع الاتجاهات السياسية غير الدينية بما في ذلك الشيوعيون، الذين كانوا قد عاودوا العمل السياسي والتنظيمي السري منذ عودة الحياة الحزبية العلنية عام 1975 ليشكلوا بتلك العودة الحلقة الثالثة من الحركة الشيوعية المصرية، والتي انقسمت كالعادة إلى ثلاث منظمات رئيسية هي "8 يناير" و"العمال" و"الانتصار" بما تفرع عنها من انشقاقات. وكانت إجراءاتي القانونية قد بدأت تسفر تباعاً عن ظهور بعض المعلومات الصحيحة خلال النصف الأول من ثمانينيات القرن العشرين بشأن والدي مما ساعدني على فهم التوصيف القانوني لوضعه، وبمعرفتي لاحقاً لمواقف الأطراف المختلفة ذات الصلة تجاهه اكتمل وضوح الصورة في ذهني، فشرعتُ في صياغة خريطة طريق تتضمن مبادرة متعددة الخطوات والمراحل تحظى بقبول الجميع، ورغم صعوبة المفاوضات الخاصة بصياغة المبادرة وانتزاع الموافقات عليها ثم تمريرها من خطوة لأخرى، إلا أنني مضيتُ في الأمر قدماً وأنا محاط بلجنة شبه قومية تضم بعض كبار المحامين والصحفيين والسياسيين في أوساط المعارضة الشيوعية والليبرالية والإسلامية وبعض مسئولي الصف الثالث داخل أوساط الحكم، وكانت بنود المبادرة تتلخص في خطوتين، الأولى هي تراجع المسئولين عن اشتراطهم عليه بتقديم التماس سياسي للإفراج عنه يتضمن استتابة واستنكاراً لكل ما سبق أن بدر منه في مسيرته السياسية، على أن أتقدم أنا من جانبي بالتماس قانوني للإفراج عنه يتضمن التنازل عن الحق في أية مطالبات مستقبلية بالقصاص أو بالتعويض المالي، ويلتزم هو من جانبه بعدم الاعتراض أو التشكيك في التماسي أو التراجع عنه. أما الخطوة الثانية فقد تمثلت في حفظ الاتهامات السياسية الموجهة ضده تمهيداً لنقله إلى أحد المستشفيات الخاصة لقضاء فترة النقاهة العلاجية اللازمة قبل الخروج، على أن تنشر الصحف الرسمية صباح اليوم التالي في صفحاتها الأولى خبر خروجه من مستشفى المجانين للنقاهة داخل المستشفى الخاص مصحوباً برسالة شكر موجهة مني إلى القيادة العليا وكبار المسئولين في الدولة والحكم!!.

    (10)

    نجحت مبادرتي وخرج "إسماعيل المهدوي" من محنته في سبتمبر 1987 وقد تجاوز عمره الستين عاماً ليقضي ما تبقى له من العمر بالشكل الذي يريحه في منزله الجديد مع زوجته الجديدة السيدة "راوية السباعي"، حيث كان يرغب في مواصلة دراساته الفلسفية الخاصة بنقد المنظومة التقليدية للفكر الماركسي، مع نقد تطبيقاتها الغاشمة داخل بعض أوساط الحركة الشيوعية المصرية المعاصرة، ولكن سرعان ما عاودت "الغربان" تحليقها في سمائه مجدداً قائلين إنهم ما كانوا ليدعموا جهودي لإخراجه أو حتى يتركوها تنجح ما لم تكن لديهم ثقة مسبقة في أن خروجه سيفيد خططهم ومشاريعهم السياسية، كاشفين عن رغبتهم في الاستثمار السياسي لمحنته التي كان قد خرج منها لتوه بدفعه نحو خوض معركة فكرية نيابة عنهم ضد أفكار التيار الديني المتنامي بشكل يزعجهم ويهدد مصالحهم. وبعد التشاور بيني وبينه قررنا رفض الاستجابة للرغبة المذكورة، نظراً لأن الخصومة الفكرية مع أي تيار سياسي لا تبرر اختصامه على أرضية تيارات سياسية أخرى في معارك بينهم حول قضايا ربما لا يكون لنا فيها ناقة أو بعير، وإزاء إلحاح أولئك "الغربان" فقد قاومناهم سوياً بشراسة اتخذت شكل مقالات وأبحاث منشورة في الداخل والخارج، باسمي وباسمه، ضد المناورات والألعاب الخطرة لغربان الحكم والشيوعيين والتيار الديني معاً، فما كان منهم إلا أن قرروا العودة إلى أساليب السيطرة المستمدة من فرع تفكيك الجماعات في العلوم السلوكية التي تدخل ضمن علم النفس الاجتماعي، فشرعوا في توجيه الضربة الأخيرة تحت حزامه والأولى تحت حزامي بإثارة الخلاف بيني وبين أبي، عساهم ينجحون في التفرقة بيننا تمهيداً للاحتواء المزدوج أي احتواء كل واحد فينا على حدة، اقتداءً بمقولة الشر الاستعمارية الشهيرة "فرق تسد"!!.
    لم ينجح "الغربان" في الاحتواء المزدوج وإن كانوا قد نجحوا في التفرقة بيني وبينه، نظراً إلى عدم تكافؤ دفاعاتنا الغريزية البسيطة مع هجمات عشرات الأجهزة والمؤسسات الحاكمة والمعارضة، ذات الصلاحيات الديناصورية والأدوات المتنوعة والوعود البراقة والأكاذيب الموثقة زوراً باعتبار أن "الدفاتر دفاترهم". ولم ينجح "الغربان" في استخدامي أو استخدام "إسماعيل المهدوي" ضد أفكار التيار الديني وإن كانوا قد نجحوا في تحريضه ضدي، بإيهامه أن جهودي لإخراجه من محنته قد تمت بتكليف من نظام الحكم الذي حرص على إنهاء الأمر لصالحه، رغم أنه كان يمكن إخراجه بشكل أفضل يكفل له أن يتولى موقعاً لائقاً في إحدى المؤسسات الهامة كتعويض مناسب عما لاقاه خلال محنته. وعبثاً شرحتُ له أنني بدأتُ جهودي لإخراجه بمجرد بلوغي سن الرشد القانوني التي تسمح لي بذلك، وأنني بذلتُ أقصى ما بوسعي لأضمن له أفضل خروج ممكن بأقل خسائر ممكنة على ضوء موازين القوى القائمة بين مختلف الأطراف، وأنني كنت أراجعه لأحظى بموافقته المسبقة على كل خطوة أقوم بها أولاً بأول، وأنه لو كانت هناك نية لتوليته أي موقع لائق فما الذي يمنع ذلك عقب خروجه، وما الذي يمنعه هو شخصياً من إعادة ترتيب أوضاعه بنفسه لاسيما بعد أن أسفرت جهودي عن إخراجه من محنته دون تحميله بأية التزامات سياسية مستقبلية ودون الحجر القضائي عليه، رغم أن "الحجر" كان هو الشرط الوحيد المطلوب مسبقاً لصرف المعاشات والتأمينات اللازمة لطفل كان في بداية المحنة يبلغ العاشرة من عمره وكان يواجهها بلا دخل أو منزل أو عائلة. هذا وقد أسفرت تلك الضربة الأخيرة تحت حزام "إسماعيل المهدوي" عن إعادته لحالة الانفعال العصبي العنيف ففتح نيران أسلحته كلها ضدي بدعم مكثف من "غربان" الحكم والشيوعيين والتيار الديني معاً، والتزمتُ الصمت من جانبي رغم محاولات استدراجي نحو الدفاع عن نفسي تجاهه، وإن كان شعوري بظلم ذوي القربى قد دفعني لمغادرة البلاد إلى السودان في مأمورية عمل طويلة، كما انسحبت زوجته الجديدة أيضاً من حياته اعتراضاً على هجومه ضدي رغم مطالبتي إياها بالبقاء إلى جواره أثناء غيابي... وهكذا انفردت به "الغربان" لفترة قصيرة غامضة انتهت بوفاته الأكثر غموضاً في يونيو 1996، ليرحل "إسماعيل المهدوي" ويبقى الوطن دوماً من وراء القصد!!.


    المصدر : http://www.facebook.com/misrelmahrosa2/posts/544463752249379
                  

العنوان الكاتب Date
ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-17-13, 06:05 PM
  Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح علي دفع الله08-17-13, 08:08 PM
    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح abubakr salih08-17-13, 08:16 PM
      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح usama Babiker08-17-13, 08:35 PM
        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح أمين محمد سليمان08-17-13, 09:06 PM
          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Ahmed Khalil08-17-13, 09:15 PM
            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Elhadi08-17-13, 09:33 PM
              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح الصادق سلفاب08-18-13, 05:49 AM
              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Balla Musa08-18-13, 05:56 AM
                Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح وضاح عبدالرحمن جابر08-18-13, 06:53 AM
            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-20-13, 09:12 PM
          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح الصادق صديق سلمان08-18-13, 07:11 AM
            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح علاء الدين صلاح محمد08-18-13, 08:06 AM
              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح علاء سيداحمد08-18-13, 10:37 AM
                Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح الرفاعي عبدالعاطي حجر08-20-13, 08:42 AM
          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-20-13, 09:21 PM
            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح عمر عبد الله فضل المولى08-20-13, 10:13 PM
  Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح عمر عبد الله فضل المولى08-20-13, 10:21 PM
    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح حسن الطيب يس08-20-13, 10:39 PM
      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-21-13, 01:42 AM
        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح سيف اليزل برعي البدوي08-21-13, 02:02 AM
          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Elawad08-21-13, 02:51 AM
            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-21-13, 06:41 AM
              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Elawad08-21-13, 07:06 AM
                Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح ahmedona08-21-13, 07:27 AM
                  Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح ahmedona08-21-13, 07:35 AM
                    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح ahmedona08-21-13, 08:36 AM
                      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح سيف اليزل برعي البدوي08-21-13, 09:41 AM
                        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح سيف اليزل برعي البدوي08-21-13, 10:21 AM
                          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح نصر الدين عثمان08-21-13, 02:15 PM
                            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح سيف اليزل برعي البدوي08-21-13, 02:55 PM
                              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح سيف اليزل برعي البدوي08-21-13, 02:58 PM
                                Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح أمين محمد سليمان08-21-13, 06:31 PM
                                  Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح مزمل التريكى08-21-13, 06:48 PM
                                    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح صلاح عباس فقير08-21-13, 07:06 PM
                                      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح وضاح عبدالرحمن جابر08-21-13, 07:15 PM
                                      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Abdel Aati08-27-13, 02:11 PM
                                        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح عمر عبد الله فضل المولى08-27-13, 09:24 PM
    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح عمر عبد الله فضل المولى08-21-13, 10:07 PM
    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح عمر عبد الله فضل المولى08-21-13, 10:10 PM
      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-22-13, 00:38 AM
        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-22-13, 11:41 PM
          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Elawad08-23-13, 00:05 AM
        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح عمر عبد الله فضل المولى08-23-13, 09:20 PM
          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-24-13, 00:57 AM
            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح أحمد التجانى حمودى08-24-13, 03:44 AM
              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-24-13, 05:19 PM
                Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Ahmed Khalil08-24-13, 06:31 PM
                  Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-24-13, 11:44 PM
                    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح جمال المنصوري08-25-13, 03:57 AM
                      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح جمال المنصوري08-25-13, 05:34 AM
                        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح جمال المنصوري08-25-13, 09:17 AM
                          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-25-13, 01:45 PM
                            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح جمال المنصوري08-26-13, 03:14 AM
                              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح ahmedona08-26-13, 07:30 AM
                                Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح عمر عبد الله فضل المولى08-27-13, 11:12 AM
                                  Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Asim Fageary08-27-13, 02:42 PM
                                    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil08-28-13, 08:09 AM
                                      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Abdel Aati09-09-13, 02:03 PM
                                        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح احمد الامين احمد09-09-13, 06:29 PM
                                          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Deng09-09-13, 07:19 PM
                                            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-09-13, 10:32 PM
                                              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح احمد الامين احمد09-10-13, 02:25 PM
                                                Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-11-13, 03:38 AM
                                            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-12-13, 11:04 PM
                                          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Abdel Aati09-11-13, 11:08 AM
                                          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Abdel Aati09-11-13, 11:08 AM
                                          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Abdel Aati09-11-13, 11:08 AM
                                            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح احمد الامين احمد09-11-13, 06:46 PM
                                              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-11-13, 09:48 PM
                                                Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Abdel Aati09-12-13, 08:40 AM
                                                  Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Abdel Aati09-12-13, 08:52 AM
                                                    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح احمد الامين احمد09-12-13, 11:17 AM
                                                      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح عمر عبد الله فضل المولى09-12-13, 10:34 PM
                                                        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-12-13, 11:14 PM
                                                          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-13-13, 02:47 AM
                                                            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح احمد الامين احمد09-13-13, 02:29 PM
                                                              Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-13-13, 10:08 PM
                                                                Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح علاء الدين صلاح محمد09-13-13, 11:53 PM
                                                                  Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-14-13, 12:20 PM
                                                                    Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح MAHJOOP ALI09-14-13, 01:43 PM
                                                                      Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-14-13, 05:45 PM
                                                                        Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-15-13, 01:52 AM
                                                                          Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-15-13, 02:10 AM
                                                                            Re: ONTV تفضح عدم مهنية قناة الجزيرة في أحداث مسجد الفتح Bushra Elfadil09-15-13, 01:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de