|
|
 وداعا ماما امينة عبدالرحيم
|
كتب العزيز شمس الدين ضو البيت في رثاء صديقتنا الحبيبة أمينة عبد الرحيم:
أنزل المولى شآبيب رحمته على روحك الإنسانة ..الفنانة.. أيتها المربية .. المناضلة.. الأستاذة ماما أمينة عبد الرحيم. فرحيلك في ثالث أيام عيد الفطر هو بعض أصالتك.. التي تكمل الخير.. وتحتفي بالعمل الصالح. فما هو الخير إن لم يكن وفائك لبلدك.. وماذا يكون تحر العمل الصالح إن لم يكن زرع مكارم الأخلاق في نشئه. فقد كانت الأستاذة أمينة وزوجها المخرج الأستاذ الشفيع ابراهيم الضو ضمن أول قائمة صدرت بالإحالة إلى الصالح العام في الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون, وذلك بعد أسابيع قليلة من انقلاب يونيو. فوجدت تلك الاسرة, التي نشأت حول ’جنة الأطفال‘ الفن والدراما والمسرح نفسها في العراء ولأول مرة في حياتها.. بعيداً عن ميادين عطائها وبذلها.. محرومة من تحصيل رزقها في المجال الذي تتقنه.. ومن أداء رسالة اعتبرتها محور ومبرر وجودها: ألا وهي الإسهام في الإرتقاء بهذا الوطن الذي اسمه السودان من باب المشاركة في تنشئة أجياله على الوفاء ومكارم الأخلاق. نعم..الوفاء ومكارم الأخلاق, فهما أمينة عبد الرحيم, فقط على قدمين. عادت الأسرة بعد الصالح العام إلى غرفة صغيرة في منزل الأسرة بأبي روف.. ودشنت منها ملحمة في الصمود.. والنضال.. والإباء.. والوفاء.. والإستقامة, أقرب إلى حكايات المسرح والدراما منها إلى حياة بشر من لحم ودم. تركهما الصالح العام بطفلين في سنوات الأساس الأولى.. بلا مورد ولا منزل.. وبلا مجال للعمل..فكان قرارهما الأول.. البقاء في هذا البلد..!! في تلك الغرفة الواحدة الصغيرة ..مع سامي وسارة .. والعمل بلا كلل, لربع قرن, في ’حرف‘ ما أنزل الله بها من سلطان عليهما من قبل.. بما في ذلك حفر الصخر.. وغرف البحر. من أجل أن يعيشا مع طفليهما شريفين .. عزيزي النفس.. موفوري الكرامة.. ومن أجل أن يواصلا ما يؤمنان به: الإسهام في الإرتقاء بهذا الوطن من باب المشاركة في تنشيئة أجياله على الوفاء ومكارم الأخلاق.. كل ذلك من تلك الغرفة الواحدة الصغيرة المنزوية في أطراف أبي روف ..بلا موارد ولا دعم ولا دخل مادي كاف أو ثابت. ولك أن تتعجب ما شئت مما فعلته ماما أمينة والشفيع من منصتهما الصغيرة تلك, بعد أن حولت ماما أمينة تلك الغرفة العتيقة إلى عش يضج بالحياة والأمل والصمود: فرقة مسرحية كاملة من أطفال الحي والجيران..عروض على نطاق السودان..لا تأت لزيارتهما يوماً إلا وجدت ’بروفة للفرقة حول عمود الكهرباء أمام البيت, أو استعداداً لمهرجان للطفولة..إذا كانت الزيارة عصراً ..أو احتفالاً بصديق تزوج حديثاُ.. أو وداعاً لآخر مغادر, مساءاً.. أو دعوة ملحاحة ومصرة للإفطار معهما والأصدقاء على ’نعيمية‘ خاصة يوم الجمعة.. أو جلسة فنية لمناقشة سيناريو أو الاستماع لعمل جديد. كل ذلك وسط نضالات المعايش اليومية, والعمل العام, وتربية الأولاد..أولاد الخبز الحافي, الذين أصبحا المهندس سامي والدكتورة سارة الآن.
لقد جمعتني دروب كثيرة مع هذه الأسرة المضيئة, وأشهد أنك يا أمينة كنت تزرعين فينا الحياة والأمل بحضورك البهي, والتزامك الخلوق, وفكرك المتقدم, وذكائك اللماع, وكرمك الفياض, وحنانك الدافق, ومرحك الراقي ووفائك الذي لا يعرف الحدود. أحسن الله إليك وشملك بلطفه ورحمته بما أحسنت إلينا.. وبما أفضت من لطف وعطف علينا
(عدل بواسطة ناهد محمد الحسن on 08-13-2013, 09:32 AM)
(عدل بواسطة ناهد محمد الحسن on 08-13-2013, 09:35 AM)
(عدل بواسطة ناهد محمد الحسن on 08-13-2013, 09:35 AM)
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| وداعا ماما امينة عبدالرحيم | ناهد محمد الحسن | 08-13-13, 09:31 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | هشام المجمر | 08-13-13, 10:22 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | كمال سالم | 08-13-13, 10:29 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | ناهد محمد الحسن | 08-13-13, 10:36 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 08-13-13, 10:40 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | Mirghani Taitawi | 08-13-13, 10:44 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | ناهد محمد الحسن | 08-13-13, 10:52 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | ناهد محمد الحسن | 08-13-13, 10:47 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | خالد العبيد | 08-13-13, 10:58 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | بله محمد الفاضل | 08-13-13, 11:22 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | خالد حامد الجزولي | 08-13-13, 11:53 AM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | الزنجي | 08-13-13, 12:54 PM |
| Re: وداعا ماما امينة عبدالرحيم | ALGARADABI | 08-13-13, 03:40 PM |
|
| |
ناهد محمد الحسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست