بنك الطعام السوداني ...... سودان بلا جوعى

Quote: بنك الطعام السوداني.. رصيدك في بطون الفقراء الاثنين, 18 فبراير 2008 17:44 أرسل لصديقك طباعة OnIslam.com عبد المنعم أبو إدريس في شوارع (مانديلا) وهي إحدى المناطق التي يسكنها نازحو الحرب من جنوب السودان ودارفور ووسط بيوت متناثرة في غير نظام، تصل يوميا عربة تتهادى وتئن إطاراتها من حالة الطريق وبداخلها شباب على مستوى عال من الهندام.. تسير العربة حتى تصل إلى معسكر الحي العشوائي لتقف أمام بيت يخرج منه عشرات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والثالثة عشرة وأمامهم يخرج رجل في الستين من العمر، إنه "السلطان سايمون" والذي بنى هذه الدار لإيواء عشرات من الأطفال فقدوا آباءهم وهو يبذل قصارى جهده لتوفير المأكل والملبس لهم. تفتح السيارة أبوابها ويقوم الشباب الذين يستقلونها بإخراج أوان مليئة بالطعام يساعدهم في ذلك بعض الأطفال الكبار نسبيا، وسايمون يأمر الجميع بالجلوس وهو يتنقل متفقدا كمية الطعام هنا والجالسين هناك. هذا المشهد يتكرر يوميا، فهذه العربة التي علق على جانبيها لافتة من القماش تقول بنك الطعام، هي إحدى السيارات التابعة للبنك الرئيسي الموجود في حي اركويت بشرق العاصمة السودانية وتقطع هذه الرحلة يوميا بين المقر الرئيسي ومانديلا، حيث ينتظرها السكان هناك للحصول على احتياجاتهم من الغذاء. خدمة 5 آلاف جائع كانت فكرة هذا البنك القائم على تبرع الأسر والمطاعم والفنادق بما يزيد عن حاجتها من طعام قد طرحها بعض الإعلاميين السودانيين، والتقط الفكرة مكتب منظمة العون الإسلامي البريطاني بالسودان، وقام بشراء سيارات مبردة لجمع الطعام من المتبرعين وتخزينه بمقر البنك، تمهيدا لنقله لمناطق المحتاجين. ولاقت الفكرة -رغم أن البعض كان ينظر لها على أنها غريبة- رواجا كبيرا، وأعلنت إحدى شركات الاتصالات العاملة في السودان أنها ستقدم من خلال البنك الغذاء لعدد (500) من المحتاجين يوميا بتمويل قدره 125 ألف دولار سنويا. ويقول المدير القطري للمنظمة د. زيدان عبده زيدان: إن عدد المستفيدين من خدمات البنك بعد مرور عام على إنشائه يصل إلى 5 آلاف جائع، ونطمح لمضاعفة العدد امتثالا لقول الرسول الكريم (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم). التعليم مقابل الغذاء وتعتبر مشكلة الغذاء من أهم المشاكل التي يعاني منها السودانيين، وهو الأمر الذي جعلها -وفق تأكيد د. زيدان- على قائمة أولويات المنظمة. ويشير تقرير صادر عن وزارة التربية والتعليم السودانية إلى هذه الحقيقة، حيث بيّن التقرير أن نسبة التسرب من التعليم الأساسي تتزايد، خاصة في المدارس الريفية ويعزو ذلك إلى نقص الغذاء. وابتدعت إحدى ولايات السودان برنامجا سمته (التعليم مقابل الغذاء) للمساهمة في التخفيف من حدة هذه المشكلة، وتقوم فكرته على منح الأسر حصة أسبوعية من الذرة بناء على التزام ابنها أو بنتها في الفصل الدراسي. الكساء والدواء ويأتي توفير الملبس والدواء بعد الغذاء في قائمة أولويات المنظمة، حيث أنشأت -مؤخرا- فكرة بنك الملابس، إلا أنه لم يحز حتى الآن على نفس شهرة بنك الطعام.. وتقوم فكرته على أن تتبرع الأسر بما يفيض لديها من ملبوسات وتسلمها للمنظمة، التي تقوم أحيانا بإعادة تأهيلها، كما أنها تتلقى ملبوسات من أصحاب المحلات ومن مصانع الملابس الجاهزة لتوزيعها. ويقول د. زيدان إن السيارات التابعة للبنك تقوم بتوزيع هذه الملابس بنفسها، وبدأنا بدور إيواء الأيتام والمشردين وفي معسكرات النازحين، والآن نذهب إلى الفقراء من تلاميذ المدارس. وتقدر وزارة الرعاية الاجتماعية عدد الأيتام في السودان بـ 167 ألف طفل، كما أن نسبة الاستيعاب لمن هم في سن الدراسة بين أطفال السودان تتفاوت من ولاية لأخرى، ففي بعض الولايات لا تتجاوز الـ 30% وتقترب في أخرى من 90%. وهذان المشروعان ليسا نهاية المطاف بالنسبة للمنظمة، كما يؤكد رئيس مكتبها بالسودان، حيث سيظهر قريبا بنك آخر اسمه "بنك الدواء"، لتكون قد ساهمت ولو بجزء ضئيل في توفير أهم ثلاثة احتياجات هي "الغذاء والكساء والدواء".