العطش ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 08:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-25-2013, 00:19 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20364

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش .. (Re: محمد حيدر المشرف)



    ( 2 )

    عثمان الفكى




    كان الوقت اشبه بالبارحه عندما افاق عثمان من حالة سكر انتابته اثر زيارة غامضه قام بها مامون لماري وهى فى تمام خمرها .. أدخل يده تحت المخده وسحب كيس السعوط والذي بدا منهكا من سوء الاستعمال .. استنشقه تماما كعاشق يستشنق جيد فتاته .. كور سفة اودعها فمه بالاهتمام الذي يليق , وسب اجداد اجداد مامون الذي استغرق فى فاصل من الضحك

    - العرقى ده جبتو من وين ؟!..

    - امبارح ما سالت مالك ؟؟؟.. لكن ما كنت قرد عديل كده ...

    اغمض عثمان عينيه محاولا التركيز فى ايجاد مساحه ذهنيه بينه والسفه يرتاح فيها الخدر ... تذكر ضرورة ذهابه للمستشفى لوداع زملاءه ... غدا يغادر كسلا للخرطوم , انتابه احساس مرير بالتخاذل ... ماذا سيفعل فى الخرطوم .. وما ... وراح فى اغفاءه افاق منها معتدل المزاج وقد خفت حدة الصداع - آخر تداعيات زياره مامون الغامضه لخمر ماري - ارتدى ملابسه بعد دش بارد ... حاول ان يبدو انيقا ولكن .. من اين اتت هذه الكرش اللعينه ... تمتم فى ضيق , سمع مامون وقد اشتبك فى نقاش صاخب مع آسيا ست الشاى

    - يعنى ساعه كامله يا خالتى آسيا عشان جبنه ؟...

    - هى يا ولدى ساعه شنو ؟... ما دابك طلبتها , بس ياها عوايدك تكورك فى الفاضيه والملانه

    - شكرا يا عسل

    ودخل وفى يده صينيه الجبنه


    - يا عب قاشر كده مالك ؟ ... وهو فى حاجه يقشرو ليها

    أدار عثمان جهاز التسجيل وانطلق صوت عبد العزيز داؤود

    ( وداعا ... روضتى الغنا ..

    وداعا معبدى القدس ...

    وداعا ...)

    تناول فنجانه فى هدوء ... اشعل سيجاره ... اطل من عينيه حزن تواري سريعا قبل ان يفاجئه مامون بسؤال بدا كقنبله

    - انت سلمى دى منو ؟...

    - سلمى !!!

    - ايوه ... سلمى بتاعت القصيده

    - قصيدة شنو ؟؟!

    - يا دكتور انت ما كنت واعى ولا شنو ؟ ...

    امبارح الميز كلوا سمعك وانت بتقول فى القصيده ... وبالمناسبه القصيده لغتها عاليه جدا , ومتماسكه جدا ... السكاري الامبارح ديل كلهم سكتوا وانت بتلقيها ...

    سلمى دى منو ؟...

    اطرق عثمان وابو داءؤود يردد:

    ( ولما لم اجد سلوى .. )

    احس بالاغنيه تدنو من بقايا سكره الواهن , والصداع ... ومن سلمى , آه يا سلمى ... ما زلت تنسلين من نسيج ذاكرتى وتهدينى هذا السلام ... ترى , اين انت يا منعم محمود ؟... تحت اى غيمة تكتب الشعر ... واى بلاد تستفيق على اساك ولا تنام ... وكيف تحلم بسلماك العصيه ... وسلماى المستحيل ؟..

    تذكر اول لقاء بين منعم وسلمى ... نعم كان المين رووود فى تمام ضجيجه ... كانت الدهشة تطل من اعيننا .. والعزم يطل من عينيها , ومنعم يبادرها بدعوة دونما اى مقدمات

    - ايوه .. ليمون بزنس , بس انا وانت ... اعزمك تعزمينى ما مشكله , بس فى لسه مسافه بيناتنا نحاول نلغيها ... ونحدد نحن عاوزين شنو ... وكيف .. ومتين .

    ساعتها , اغمضت عينى بشده فى انتظار سماع صفعه مدويِة ... وفتحتهما اثر ضحكة واثقه وسلمى تستأذننا فى هدوء وتنفلت وراءه كالطيف ...

    كنا مأخوذين تماما بالدهشة ... لم نعرف اينا اكثر دهشة من الاخر ... غير ان النذير كان اول من تمتم فى ذهول :

    - بالله شوفو الزول ده !! ... قبل شويه كان بقول شنو عن ليمون بزنس !!...

    احمد :

    - ديل كانوا راجين بعض ... اهلا نسرين

    وعرفت ان دهشة احمد كانت لاشعار آخر

    نسرين :

    - اهلا احمد وعثمان و ...!؟

    النذير :

    - النذير ... اوعك تنسى الاسم ده تانى ... وبالمناسبه عازمك ليمون فى بزنس عشان برضو فى حاجات كده وكده ... وبعدين انا صاحب البطل طوالى

    نسرين :

    - لا شكرا ..

    - طيب منقه فى علوم ؟!

    - شكرا

    - كركدى هندسه اى حاجه ؟؟

    وانقضى ذلك اليوم ولا اثر لمنعم وسلمى ...

    هجمنا عليه عندما عاد ليلا للبركس ... كانت خلاياه باديه العطش بعينيه بريق خافت ... وحزن عميق

    - يا زول وين انت ؟ والحصل شنو ....

    - لقيتها ...

    النذير:

    - لقيت منو ؟...

    - سلمى

    - وهى كانت رايحه ؟...

    وبصوت عميق الاسى .. ما زال صداه يثير رجفتى ... رددت عليه يا منعم

    - لا ... حتروح

    واحسست بطعم الليمون يقفز لحلقى ..
    تمتم عثمان فى سره ومامون يصب له فنجان أخر من جبنه خالتى اسيا...

    ترى ... اين انت يا منعم محمود .... قسرا تساق كل يوم لرحيل .. متى تعود ؟ .. كان احمد اول احزاننا , لم اكن اعلم انى سأحمله ميتا فى ذراعى .. ما زلت اشم رائحة الدم فى يدى , لم نكن نحارب ... كنا داخل اسوار الجامعه , نهتف بالصوت ليس الا حين باغتنا النزيف ...
    اين كان النذير يومئذ ؟؟, فقط تأوه ... نظرت اليه ... هالنى الحزن بعينيه ... لم يكن الما , كان ذات الحزن الذى عرفته بعد ذاك طويلا ... شاهدت انبثاق الدم من ثقب صغير بصدره ... اتسعت دائرة الحزن بعينيه , اطلت منها نسرين .. وخالتى التومه ... والصغيرة تيسير , والهتاف ... الهتاف يصم اذنى


    الجامعه تدين .... تجار الدين

    والرصاص يدوى ... وثقب الدم ... ودائره الحزن تتمدد ... مدنى , ود ازرق , مدينه البحوث , حديقه وقيع الله , بانت , حنتوب , والرصاص يدوى من جديد , والهتاف ... ورائحة الدم

    صرخت فيه بفزع :

    - احمد فى شنو ؟؟ ... احمد مالك ؟؟..

    صرخت فيك يا منعم وانت ما زلت تهتف ... واصوات الطلقات ترن .. نظرت الى بدهشه ... ثم اليه , صرخت .. بأعلى صوتك صرخت يا منعم .. بجزعٍ ما زال يثير رهبتى حتى الآن

    - عثمان ... احمد مالو ؟... أحمد مالو يا عثمان ؟!!

    وحملناه سويا يا منعم ... كم كانت دماءه غزيره .. عبرنا شارع النشاط ... تجاوزنا البوابة والرصاص يرن من حولنا ... وصلنا شارع الجامعه , انحرفنا واحمد بايدينا فى اتجاه قاعة الشارقه , عبرناها واحمد بايدينا ... اكان ميتا انذاك ؟ ,

    اذكر ان دماءه مازالت تسيل ... دماء احمد تسيل , تسيل يا .. تسيل والدخان يزكم انفى ..شى كالنار يزحف بعينىً .. ودوي الرصاص .. والهتاف ياتى من بعيد ..

    الجامعة تدين .. تجار الدين
    الجامعة جامعة حرة .. والعسكر يطلع بره ..

    ودماء احمد تسيل على ثيابنا , اهابنا , خلايانا , و حتى ارواحنا اصطبغت بذاك بالاحمر القانى .. اكاد احس لزوجته فى اصابعى الان ...
    اكان ميتا انذاك ؟؟...
    ونحن نجري , و نجري ولا شى سوى عربات الشرطه .. توسلنا اليهم , اطل من عيونهم الحزن والتردد ... ثم انتصرت ارواحهم لانتماءها الكريم ... وانطلقت بنا عربه الشرطه ... شارع الجامعه , المك نمر , السيد عبد الرحمن , الحوادث , الموت , الموت ... لماذا لم تبكى يا منعم ... اذكر ذاك بوضوح ... بكيت انا على صدرك .. انتحبت كالنساء على صدرك .. ولم تبكى , ولكنى احسست بالعطش وقد اجتاح فيك كل
    الخلايا ...


    توافدت مجموعات صغيره من الطلاب ... وبعد قليل تحولت مستشفى الخرطوم وما حولها لساحة محاصرة بعربات الشرطة والتى تمركزت فى نقاط محدده بينما راحت عربات رجال الامن تجوب شوارع القصر والسيد عبد الرحمن وبيويو كوان والشارع الداخلى المؤدى للمستشفى بسرعات عاليه مع اطلاق زخات من الذخيره الحية من بنادقهم الاليه ... علمت فيما بعد ان خبر استشهاد احمد قد سري بين الطلاب كسريان النار فى الهشيم , كان هدف السلطات الامنيه منع طلاب المجمع الطبى من التوافد على المستشفى ... بعد ان تم حصار طلاب السنتر بعد مصادمات عنيفه داخل وخارج الحرم الجامعى ..

    تم اقتيادنا انا وانت يا منعم محمود لمكتب الشرطه الصغير بالمستشفى لمقابله احد رجال الامن الذي بادرك بالقول

    - اهلا بالمناضل الكبير ... شايف نتيجة البتسوا فيهو ده ؟..

    مش انت منعم محمود ولا انا غلطان ..

    لم ترد عليه فقال

    - مش مهم ترد .. ثم وجه لى الكلام

    - انت ... الطالب المات ده من وين ؟...

    - مدنى ...

    - بتعرف بيتهم

    - ايوه

    - خلاص تتحرك حسع مع الجثمان ..

    نادى احد الرجال لاقتيادى مع التعليمات باكمال الاجراءات , وسرعه مغادرة المستشفى .. اقتادنى

    الرجل وانا اسمع ضابط الامن يقول لك ..

    - انت حتمشى معانا .. عاوزينك تشرفنا شويه ..


    تحركت بنا عربه رجال الامن اللاندكروزر بعد المغرب بقليل ... معى ثلاثه منهم بالاضافه للسائق ... وجثمان احمد مسجي فى الخلفيه .. راقدا فوق الحماله المهترئه لمستشفى الخرطوم ... كنت خائفا , وحزينا جدا حد الموت المكوم خلفى ... كانوا يتبادلون الحديث ببساطة متناهيه ... يثرثرون ويضحكون وهم فى حضرة من قتلوا ... كانوا يمازحوننى بالصفعات لم اكن اعلم قبل هذا اليوم ان بصدري ما يتسع لكل ذاك البغض الذي احسسته تجاه اؤلئك البشر ... وصلنا مدنى نحو التاسعه .. هيئت نفسى كى اصف لهم الطريق ... لم يطلبوا منى شيئا ... تجاوزوا ود ازرق حاولت ان اشرح لهم ذلك .. انهالت على الصفعات , ثم غطوا عينى بقطعة قماش ... سرنا نحو ربع ساعه حتى توقفت العربه , وامرونى بالنزول
    ... قادونى حتى ادخلونى غرفة اغلقوها على بعد ان اوثقونى بالحبال ...

    لا اعلم كم مر على وانا بذاك الحال حتى اخرجونى ... احسست بلسعة الشمس وقد تسرب لعينىَ المعصوبتين بصيص ضوء ... تحركت بنا العربة من جديد .. سالونى عن موقع البيت .. شرحت لهم موقعه بدقه حتى توقفت العربه ... من صوت حركتهم علمت بانهم انزلوا جثمان احمد
    جائنى احدهم وانزلنى بعنف , فكوا وثاقى , دفعونى حتى ارتميت على الارض , سمعت انطلاق العربه بسرعه جنونيه , نزعت قطعة القماش عن عيونى .. غمرنى الضوء الباهر لضحى شمس الصيف ... بدات اعى المشاهد رويدا رويدا , وجدت نفسى بوسط الميدان المجاور لمنزل احمد , و جثمانه مسجى بجانبى .. بدأ بعض الاطفال فى التجمع .. وبعض النسوه ... الاوغاد قد جاؤوا بالجثمان فى هذا الوقت بالذات كى لا

    يكون الرجال حاضرون ... بدا بعضهم فى سؤالى ... لم اقوى على الكلام , حتى جاء شيخ كبير رفع الغطاء عن وجه احمد ... وابتدأ العويل ...

    مرت عدة اشهر كالحات ... لم نلتقى فيها الا لماما , حتى جائنى النذير واخبرنى ان نسرين تريدنا الان و معا ... آه يا نسرين , كيف القاك الان وانا لم انسى بعد طعم المرارة فى حلقى ... والانكسار والهزيمه , حين وجدتنى اهتز كعصفور صغير امام خالتى التومه و هى تسألنى لماذا اتيت باحمد ميتا ؟... وبكاء الصغيرة تيسير ما زال يرن فى اذنى كقرع آلاف النواقيس .. كنت اعرف ان رصاصه اخري ستغرز
    فى صدرى عندما ألقاك يا نسرين , التفت الى النذير قائلا

    - منعم عارف ؟..

    - راجينا فى امدرمان

    ترددت قليلا ... ثم سألته

    - نسرين عاوزانا ليه ؟..

    - احتمال عرفت انو الجامعه قربت تفتح .. وقدرت انو

    احسن نتلاقى قبل كده

    - وسلمى ؟.. عرفت انها جات الخرطوم

    - والله ما عارف يا عثمان .. انا اصلا متضايق من الموضوع ده واحسن ننتهى منو سريع .. يلا منعم منتظرنا

    .


    وهكذا التقينا .... كم كنت مشتاقا لك يا منعم ... تعانقنا - فى صمت - طويلا , ثم انتحبت انا وهطلت دموع النذير غزيره , ولكنك لم تبكى ايضا ...

    وصلنا بعد المغرب بقليل ... جلسنا فى الحوش ... جاءت نسرين قرأنا الفاتحه .. ثم جلست , جلسنا ... لم نقوى حتى على تبادل السلام ... لم تسعفنا اللغه ... تذكرت حديثك عن احترافيه المعنى حد الفصام مع اللغه ... كسرت انت حاجز الصمت بهدوء قائلا

    - كيف احوالك يا نسرين ؟..

    - الحمدلله .. اسمعوا يا جماعه ... انا ماسكه نفسى بالقوه وما عاوزه ابكى ... لاسباب كتيره فضلت القاكم هنا قبل ما نتلاقى هناك ... انتو عارفين انا بعزكم قدر شنو ... وقدر شنو انتو قريبين .. وفقدنا واحد ... ... بس ما حأقدر امارس علاقتى بيكم زى اول ... احمد , الله يرحموا .. مات مره واحده و وانا بموت فى اليوم الف مره .. بموت فى اللحظه دى بالتحديد وانا شايفاهو طالى وبنفس ضحكتو ديك من عيونكم ... بموت لمن القاهو حاضر فى تفاصيلى كلها ... انتو فاهمنى واكيد حاسين بالكلام العاوزا اقولوا ... انا ما حاقدر الاقيكم تانى .. ما حاقدر

    وبذات هدوءك كان صوتك عميقا جدا يا منعم وانت تقول لها

    - اصلا ما عندنا خيارات كتيره يا نسرين ... ما حنتفرق الا عشان الحاجات البتلمنا ... خوفك مننا من حاجاتك العندنا وما فيشه ... خوفنا منك من حاجاتنا العندك وما فيشه ... والخوف ما زى الحزن يا نسرين ... الخوف بكبر .. والعطش بزيد ... بس بيفضل عندنا عندك حاجات لسه فى ... خلى بالك من نفسك ... وحافظي على نفسك ... ولو اتخلصنا يوم من الخوف الكبر جوانا ده ... امكن نتلم تانى ونتعافى ونصالح زمنا من جديد ... يلا شدى حيلك ومع السلامه ...

    و نهضنا ... وانفجرت نسرين بالبكاء , غالبت دموعى والتفت اليك يا منعم ... لحظتها , عرفت ان كل خلية فيك تشكو من العطش ... كنت تحدق خلفى تماما ... التفت , رأتها ...رأيت سلمى .. كيف كانت قريبه منى لهذا الحد ولم احس بسريانها ذاك العنيد فى عروقى ... كيف لم احس بدبيب نبض العشق يموسق نبض القلب حال اقترابها منى .. لم تنطق هى - سلمى -بشى .. اخذت بيد نسرين وقادتها لداخل المنزل ... ساد الصمت بيننا طويلا .. والنذير يقود العربه بتوتر ملحوظ وصوت مصطفى يغنى ..

    ( قطع شامة هواك من قلبو ..

    الا هواك نبت تانى

    وملا الساحات .. )

    وبدون اتفاق مسبق اوقف النذير العربه امام احد الكافتريات المطله على النيل ... نزلنا ... طلب النذير القهوه , التفت انت الى النادل مصححا ...

    - شاى ... عاوز شاى ساده ..

    باغتك النذير بالسؤال :

    - لاقيت سلمى الفتره دى ..

    - آخر مره اتلاقينا كان معانا احمد ... فى الميدان الشرقى
    تتصوروا !...
    كنا بنتكلم عن الموت ... عن الناس الاختاروا الموت ... مايكوفسكى , وعبد الرحيم ابوذكرى والعلاقه البيناتم ... احمد كان بفتكر انو فى بعد صوفى فى الموضوع ... الحقيقه المطلقه البنمشى ليها بغض النظر عن الاداة المستخدمه فى فعل الموت نفسو ... ممكن تقع من الطابق العاشر , وممكن تتكيف ذهنيا مع الموت وتموت .. وده بفسر موت المبدعين بدرى ... عبدالعزيز العميرى مثلا ... اصرار محمود محمد طه كان برضو جزء من مشيهو للحقيقه المطلقه .... موت صلاح احمد ابراهيم بعد على المك بشويه ... والناس الاقل شفافيه بختاروا الغياب كموت بديل ... والناس الماعندهم شفافيه بقعدوا ... عثمان مالك ساكت ؟...

    رشفت من فنجانى وانا ما زلت امد بصرى فى الظلام الكثيف اليلف توتى ... ثم قلت

    - عارفين انو غياب احمد خلانى اكتشف انو موجود فى حياتى بصوره غريبه ... تفاصيلى كلها ما بتم الا بيهو .. احمد كان هادى فينى ... جزء كبير من فهمى للحاجات كان من تاثير احمد على .... زى فنان كان بلون فينا بى ريشتو , وبدون ما نحس نطلع اجمل ... يا الله يا احمد ...

    وتحدثنا كثيرا ليلتها .. ضحكنا طويلا , وطويلا مارسنا الحزن .. وقبل ان نفترق قال النذير

    - غريبه انو نضحك ... بس كنت حاسس انو احمد كان بضحك معانا ... الايام الفاتت كنت بحس بالذنب

    لو لقيت نفسي بضحك ...

    التفت يا منعم محمود اليه قائلا :

    - يا عزيزى ... عندما تصبح التجربه اقوى من الالم ... ينمحى الاحساس بالذنب

    صاح فيك النذير :

    - انت الكلام ده بتجيبو من وين ؟!..

    رددت عليه

    - محمد شكرى ... رواية وجوه , عندى فى البيت

    وحاديك ليها ... بس تقراها كويس

    بعدها ما افترقنا قط .. الا بعد رحيلك الحزين عن امدرمان ... حبلك السري ... او عن تلك الشامه التى قطعتها من قلبك , فازهرت بستان عشق فى باحة روحك العطشى ... سلماك العصيه ... وسلماى المستحيل .. هل كنت تعلم ذلك يا منعم محمود ؟!

    وها انذا اعود اليك يا خرطوم .. ليس فى يدى سواك ماذا بيديك لى .. ايتها اللعينه


                  

العنوان الكاتب Date
العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 00:01 AM
  Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 00:11 AM
    Re: العطش .. اساسي07-25-13, 00:18 AM
      Re: العطش .. اساسي07-25-13, 00:21 AM
    Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 00:19 AM
    Re: العطش .. ibrahim alnimma07-25-13, 00:42 AM
      Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 00:45 AM
        Re: العطش .. امير طمبل07-25-13, 01:00 AM
          Re: العطش .. Sameer Kuku07-25-13, 01:10 AM
            Re: العطش .. سليمان القرشي07-25-13, 03:58 AM
              Re: العطش .. عبيد الطيب07-25-13, 05:32 AM
                Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 02:17 PM
                  Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 02:42 PM
                    Re: العطش .. محمد كابيلا07-25-13, 02:47 PM
                      Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 02:52 PM
                        Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 03:02 PM
                          Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 07:24 PM
                            Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-25-13, 09:09 PM
    Re: العطش .. طه جعفر08-01-13, 02:56 PM
  Re: العطش .. عاطف عمر07-25-13, 10:48 PM
    Re: العطش .. عادل الباهي عبدالرازق07-25-13, 10:58 PM
      Re: العطش .. Ishraga Mustafa07-25-13, 11:54 PM
        Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-26-13, 06:18 AM
      Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-26-13, 06:31 AM
        Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-26-13, 06:35 AM
          Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-26-13, 06:41 AM
    Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-26-13, 06:21 AM
      Re: العطش .. صلاح عباس فقير07-26-13, 06:48 AM
        Re: العطش .. كمال سالم07-26-13, 06:09 PM
          Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-26-13, 09:23 PM
            Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-26-13, 09:27 PM
              Re: العطش .. HAIDER ALZAIN07-30-13, 01:05 PM
                Re: العطش .. Haitham Elsiddiq07-30-13, 03:03 PM
                  Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-31-13, 06:44 PM
                    Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-31-13, 06:53 PM
                      Re: العطش .. محمد حيدر المشرف07-31-13, 07:01 PM
                        Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-01-13, 01:33 PM
                          Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-01-13, 01:42 PM
                            Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-01-13, 01:44 PM
                              Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-01-13, 01:47 PM
                                Re: العطش .. hafiz Issue08-01-13, 02:53 PM
                                  Re: العطش .. طه جعفر08-01-13, 03:05 PM
                                    Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 08:40 AM
                                  Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 08:31 AM
                                    Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 08:54 AM
                                      Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 08:57 AM
                                        Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 10:55 AM
                                          Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 10:59 AM
                                            Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 11:24 AM
                                              Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 11:32 AM
                                                Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 12:01 PM
                                                  Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 12:22 PM
                                                    Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-02-13, 12:38 PM
                                                      Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-06-13, 00:04 AM
                                                        Re: العطش .. محمد حيدر المشرف08-06-13, 00:06 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de