اقعدو انتو في اركب ما اركب وبنوتنا بموتن بالعقرب

Quote: يا حامد،ملاك الله بالحمد،واه،انه قدر ان لا تسكن الجراح في هذا الوطن المكلوم،وانه عار ان تفتش الصغيرة،واخواتها الصغيرات عن الدواء ، لتجدنا قد سرقنا حقهن في الحياة،لننال به قدرا اكبر من الرفاه،كانت الصبية تواقة ليوم اخر للمسرة،لتحجل مع صويحباتها،تحلمان بعرائس ورقيص،جدائلا وضفائر،تداور في الفريق ليجتمعن في الساحة،القمر بهي،والصبيات عامرات بالغناء والهديل،كيف ليد امها من ان تستطع لها مسكا،وهي الجائعة،الناحلة،المغموسة في الاحزان والظلمات. لن يؤرخ رحيلك الفاجع بنتاه علي بدا موسم الاحزان،فلقد شربنا منها حتي الثمالة،ولكنه الصوت الحارق الخارج منك مذكرنا بالخيبات،الدمعة الدامية الراسمة بؤس الوطن،نغائض خيباتنا بجرحكم،نرضي الخنوع والاستكانة ثمنا لاحضان نساءنا واسرتنا،والا من دم من ترفل السيارات الفواخر،ومن عرق من الفلل النواضر،واليخوت الفارهات،اليس من وجعنا،ومالنا،ونحن بحمده ممتلئين بالخيبة والسكون. يرحلون تباعا يابن ام،تارة بنقص الاوكسجين،تارة بنقص معينات الغسيل،تارة بالدواء الرخيص المغشوش،ورحلت انفس،لا شك كثيرة حين اجبر بن عوف علي الرحيل. هي دمعة ودمعات علي هذا الاهمال المستديم،علي هذا الهوان واللامبالة،حين رحلت امنة ناذفة وطفلها يصرخ عند بوابة المستشفي الثالثة ،ذلك ان اثنتان رفضتا استلامها حتي تدفع اجر العمالية،والليل بهيم،والرفقة نساء ثاكلات،اسرنا نحن الرجال السلامة،وشاركنا النساء الاهة والنحيب. وتنعدم الادوية في المستشفيات،ويرحل البسطاء زمرا زمرا الا الضفة الاخري،ويتخم المتخمون،ويتنعم المتنعمون،وتخرج الطائرات مثقلة باحمال المسؤولين وزويهم،طالبين علاج الزائدة وتقويم الاسنان من مال الصبية الملدوغة،الراحلة بحسرتها. وستظل اهتها تطارد كل اللصوص والفاسدين،وتظل حسرتها صرخة في جنبات الوادي المرهق،الذي ضيع خيراته الكهنة والادعياء،ونظل نحن ،تطاردنا لوعة البنية ،حين عجزنا جميعا ان نمسك بها حتي تكمل لعبتها،وتفك ضفائرها ترقص والصبايا.